ألواح الطاقة الشمسية المثبتة بالشرفات أو الحوائط: هل هي ذات جدوى؟
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة مثل هذه أصبحت تلقى رواجا متزايدا (صورة رمزية)
شهدت ألمانيا طفرة هائلة في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة، التي يتم تركيبها في المنازل أو المباني مباشرة، وزاد عدد الألواح الصغيرة المسجلة أكثر من سبعة أضعاف في الربع الأول من عام 2023؛ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الأرقام الرسمية.
"السوق ضخم"، يقول كريستيان أوفنهويسله، مدير شركة "EmpowerSource" ومقرها برلين لـ DW. وتروج شركته لهذه الأنظمة الصغيرة الرخيصة نسبيًا. ويتوقع أنه بحلول عام 2030، قد يكون هناك "12 مليون نظام للطاقة الشمسية في ألمانيا" مركبة في المنازل.
رواج في الصين واهتمام في الغرب
وأصبحت أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة ذات شعبية متزايدة في الصين. كما تعمل شركة إنل (Enel) أكبر مورد للكهرباء، في إيطاليا على الترويج لهذا النوع من توليد الطاقة المنزلية عن طريق التركيب والتوصيل في المنزل مباشرة. وقال أوفنهويسله إن هناك "قدرا كبيرا من الاهتمام" بتلك التكنولوجيا في دول أوروبية أخرى مثل بولندا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة والنمسا وسويسرا والمجر. وحاولت كل دولة أيضًا كسر الروتين حول تركيب مثل هذه الوحدات.
وتخطط ألمانيا أيضًا لتبسيط تركيب الأجهزة، حيث يقول المؤيدون إنها يمكن أن تكمل مشروع تحول الطاقة إذا قام عدد كافٍ من الأشخاص بتركيبها.
كيف تعمل الوحدات الشمسية الصغيرة؟
يمكن لأي ساكن أن ينتج الكهرباء من الطاقة الشمسية من خلال تركيب وحدة إلى ثلاث وحدات كهروضوئية على الشرفات أو الجدران، أو نصبها في الحديقة. والأهم من ذلك هو أن تلك الوحدات الصغيرة لا تتطلب التركيب بواسطة شخص تقني متخصص.
يتم توصيل التيار المنتج من الوحدة الشمسية مباشرة إلى محول صغير، حيث يتم تحويله إلى تيار متردد قياسي (AC). ومن ثم توصيل الوحدة ببساطة بشبكة الكهرباء في المنزل أو المسكن عبر أي مقبس عادي بالجدران.
محول يسمح بتوصيل لوح طاقة شمسية صغير بمقبس عادي في الحائط المنزلي
ما هي كمية الكهرباء التي تولدها وحدة صغيرة؟
تنتج الوحدات الشمسية معظم الكهرباء في ضوء الشمس المباشر، ولهذا السبب تكون منتجة بشكل خاص في المناطق المشمسة وفي فصلي الربيع والصيف.
في الأجزاء المشمسة من أفريقيا والشرق الأوسط وأستراليا والصين وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، يمكن لوحدة بقدرة 400 واط أن تولد ما يصل إلى 800 كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويا. وينخفض هذا الرقم إلى حوالي النصف في ألمانيا ووسط أوروبا لأن فترات سطوع الشمس فيها أقل.
لكن وضعية الوحدة أمر بالغ الأهمية أيضًا. والاتجاه الأمثل للوحدات هو الجنوب (بالنسبة لنصف الكرة الشمالي) لأنها أفضل زاوية لإنتاج الكهرباء. فمثلا وحدة بقدرة 400 واط تم تركيبها في ألمانيا على واجهة أو شرفة متجهة للجنوب تجاه شعاع الشمس، تنتج في المتوسط حوالي 260 كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنويًا. بينما نفس الوحدة لو وضعت باتجاه الشرق أو الغرب تولد حوالي 190 كيلوواط/ ساعة سنويًا.
كما تختلف كمية الإنتاج بحسب فصول السنة ويكون فصل الربيع وفصل الصيف، هما الأكثر ملائمة لإنتاج أكبر كمية من الكهرباء باستخدام الوحدات الشمسية الصغيرة. أما في ظلام الشتاء فتقل الكمية بشكل كبير لكنها تبقى مثلا كافية لتشغيل أجهزة صغيرة مثل جهاز "الراوتر" (موزع الانترنت المنزلي) الذي يستهلك حوالي 10 واط، أو جهاز كمبيوتر محمول بقدرة 40 إلى 100 واط. لكنها لا تكفي لتشغيل جهاز كمبيوتر قوي مزود بشاشتين تبلغ قوتها جميعا حوالي 900 واط، أو غسالة كهربائية بقدرة 2000 واط، أو حتى غلاية كهربائية تستهلك ما بين 600 و2000 واط.
يمكن تركيب ألواح الطاقة الشمسية الصغيرة على جدار المنزل، وخاصة في الطابق العلوي حيث لا يوجد ظل من الشرفات الأخرى.
ما هي تكلفة أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة؟
تتكلف أنظمة الطاقة الشمسية التي تحتوي على لوحة واحدة إلى ثلاث لوحات ما بين 400 يورو و1200 يورو في المتاجر الألمانية بالإنترنت.
وقال توماس زيلتمان من جمعية إنتاج الطاقة الشمسية الألمانية ومقرها برلين، إن أسعار الكهرباء تتراوح حاليًا بين 30 إلى 50 سنتًا لكل كيلوواط/ ساعة، وستدفع الألواح ثم تكلفتها خلال ست إلى تسع سنوات. وبعد ذلك، تصبح الكهرباء التي تولدها الوحدة مجانية، وستظل كذلك لمدة عشر سنوات أخرى على الأقل. فالألواح الشمسية اليوم تعمل في المتوسط أكثر من 25 عامًا، بينما تعمل المحولات لمدة تصل إلى 15 عامًا.
إلى أي مدى هذه الوحدات آمنة؟
يقول زيلتمان: "في الأساس، تعتبر وحدات الطاقة الشمسية الموصولة بالكهرباء المنزلية آمنة للغاية. ولم يتم الإبلاغ عن أي ضرر حتى الآن".
جيرو روتر/ ص.ش
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: ألواح الطاقة الشمسية نقل الطاقة أسعار الطاقة الشمسية دويتشه فيله ألواح الطاقة الشمسية نقل الطاقة أسعار الطاقة الشمسية دويتشه فيله
إقرأ أيضاً:
«طاقة أبوظبي» تطلق حملة توعوية لتعزيز السلامة في استخدام الكهرباء والغاز خلال الصيف
أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت دائرة الطاقة – أبوظبي حملة توعوية شاملة تحت شعار «سلامتكم هي أولويتنا» انسجاماً مع التزامها المتواصل بتعزيز السلامة العامة وتشجيع الاستخدام الآمن والمسؤول للموارد.
وتستهدف الحملة مختلف فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات، بهدف رفع الوعي بسُبُل الوقاية من المخاطر المرتبطة باستخدام الكهرباء والغاز، لاسيما خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة وزيادة في الاعتماد على الطاقة الكهربائية.
وقال المهندس أحمد السيد محمد الشيباني، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون التنظيمية للمواد البترولية في دائرة الطاقة في أبوظبي: «إنّ السلامة في استخدام مصادر الطاقة تمثّل أحد المحاور الأساسية في منظومتنا التنظيمية، ومن خلال هذه الحملة نهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأفضل الممارسات وتوجيه السلوك نحو استخدام أكثر أماناً واستدامة، انسجاماً مع رؤية أبوظبي في بناء قطاع طاقة فعّال وآمن يخدم الإنسان والبيئة».
وأضاف الشيباني: «إنَّ التعاون بين الجهات التنظيمية والمجتمع هو الأساس في تقليل الحوادث المتعلقة بالغاز وضمان سلامة الجميع».
وقال المهندس عبدالرحمن العلوي، مدير إدارة الصحة والسلامة والبيئة في دائرة الطاقة – أبوظبي: «مع بداية فصل الصيف، تتزايد التحديات المرتبطة باستخدام الطاقة، سواء في المنازل أو في المنشآت التجارية والخدمية، ويأتي دورنا في دائرة الطاقة لتعزيز بيئة آمنة ومستدامة في الإمارة من خلال التوعية والتثقيف المستمرين».
وأضاف العلوي: «إنَّ حملة (سلامتكم هي أولويتنا) تمثِّل انعكاساً مباشراً لمسؤوليتنا في تعزيز ثقافة السلامة، والتأكيد بأنَّ الاستخدام الواعي والمسؤول للطاقة هو مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع؛ فالوقاية تبدأ من الوعي المجتمعي، ولهذا صُمِّمَت هذه الحملة لتكون قريبة من الناس، بلغة بسيطة ومحتوى عملي يُسهم في الحدِّ من الحوادث وترشيد استهلاك الطاقة بطريقة آمنة».
وتركِّز الحملة على تقديم معلومات شاملة تساعد سكان الإمارة والمستخدمين على التعامل الآمن مع الأجهزة الكهربائية وأنظمة الغاز خلال أشهر الصيف. وتشمل نشر محتوى رقمي توعوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إلى جانب تنظيم ورش عمل، وزيارات ميدانية بالتعاون مع شركاء من القطاعين العام والخاص، ما يضمن وصول الرسائل الإرشادية إلى أوسع شريحة ممكنة من أفراد المجتمع.
ودعت دائرة الطاقة جميع الأفراد والمؤسسات في إمارة أبوظبي إلى التفاعل مع الحملة والمشاركة في فعالياتها، مؤكِّدة أنَّ السلامة مسؤولية جماعية تبدأ من المنزل وتمتد إلى كلِّ موقع عمل. ونوَّهت الدائرة إلى إمكانية متابعة مستجدات الحملة والإرشادات اليومية عبر حسابات دائرة الطاقة على وسائل التواصل الاجتماعي، وموقعها الإلكتروني.