أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة مثل هذه أصبحت تلقى رواجا متزايدا (صورة رمزية)

شهدت ألمانيا طفرة هائلة في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة، التي يتم تركيبها في المنازل أو المباني مباشرة، وزاد عدد الألواح الصغيرة المسجلة أكثر من سبعة أضعاف في الربع الأول من عام 2023؛ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب الأرقام الرسمية.

"السوق ضخم"، يقول كريستيان أوفنهويسله، مدير شركة "EmpowerSource" ومقرها برلين لـ DW. وتروج شركته لهذه الأنظمة الصغيرة الرخيصة نسبيًا. ويتوقع أنه بحلول عام 2030، قد يكون هناك "12 مليون نظام للطاقة الشمسية في ألمانيا" مركبة في المنازل.

رواج في الصين واهتمام في الغرب

وأصبحت أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة ذات شعبية متزايدة في الصين. كما تعمل شركة إنل (Enel) أكبر مورد للكهرباء، في إيطاليا على الترويج لهذا النوع من توليد الطاقة المنزلية عن طريق التركيب والتوصيل في المنزل مباشرة. وقال أوفنهويسله إن هناك "قدرا كبيرا من الاهتمام" بتلك التكنولوجيا في دول أوروبية أخرى مثل بولندا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة والنمسا وسويسرا والمجر. وحاولت كل دولة أيضًا كسر الروتين حول تركيب مثل هذه الوحدات.

وتخطط ألمانيا أيضًا لتبسيط تركيب الأجهزة، حيث يقول المؤيدون إنها يمكن أن تكمل مشروع تحول الطاقة إذا قام عدد كافٍ من الأشخاص بتركيبها.

كيف تعمل الوحدات الشمسية الصغيرة؟

يمكن لأي ساكن أن ينتج الكهرباء من الطاقة الشمسية من خلال تركيب وحدة إلى ثلاث وحدات كهروضوئية على الشرفات أو الجدران، أو نصبها في الحديقة. والأهم من ذلك هو أن تلك الوحدات الصغيرة لا تتطلب التركيب بواسطة شخص تقني متخصص.

يتم توصيل التيار المنتج من الوحدة الشمسية مباشرة إلى محول صغير، حيث يتم تحويله إلى تيار متردد قياسي (AC). ومن ثم توصيل الوحدة ببساطة بشبكة الكهرباء في المنزل أو المسكن عبر أي مقبس عادي بالجدران.

محول يسمح بتوصيل لوح طاقة شمسية صغير بمقبس عادي في الحائط المنزلي

ما هي كمية الكهرباء التي تولدها وحدة صغيرة؟

تنتج الوحدات الشمسية معظم الكهرباء في ضوء الشمس المباشر، ولهذا السبب تكون منتجة بشكل خاص في المناطق المشمسة وفي فصلي الربيع والصيف.

في الأجزاء المشمسة من أفريقيا والشرق الأوسط وأستراليا والصين وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة، يمكن لوحدة بقدرة 400 واط أن تولد ما يصل إلى 800 كيلوواط/ساعة من الكهرباء سنويا. وينخفض هذا الرقم إلى حوالي النصف في ألمانيا ووسط أوروبا لأن فترات سطوع الشمس فيها أقل.

لكن وضعية الوحدة أمر بالغ الأهمية أيضًا. والاتجاه الأمثل للوحدات هو الجنوب (بالنسبة لنصف الكرة الشمالي) لأنها أفضل زاوية لإنتاج الكهرباء. فمثلا وحدة بقدرة 400 واط تم تركيبها في ألمانيا على واجهة أو شرفة متجهة للجنوب تجاه شعاع الشمس، تنتج في المتوسط حوالي 260 كيلوواط/ ساعة من الكهرباء سنويًا. بينما نفس الوحدة لو وضعت باتجاه الشرق أو الغرب تولد حوالي 190 كيلوواط/ ساعة سنويًا.

كما تختلف كمية الإنتاج بحسب فصول السنة ويكون فصل الربيع وفصل الصيف، هما الأكثر ملائمة لإنتاج أكبر كمية من الكهرباء باستخدام الوحدات الشمسية الصغيرة. أما في ظلام الشتاء فتقل الكمية بشكل كبير لكنها تبقى مثلا كافية لتشغيل أجهزة صغيرة مثل جهاز "الراوتر" (موزع الانترنت المنزلي) الذي يستهلك حوالي 10 واط، أو جهاز كمبيوتر محمول بقدرة 40 إلى 100 واط. لكنها لا تكفي لتشغيل جهاز كمبيوتر قوي مزود بشاشتين تبلغ قوتها جميعا حوالي 900 واط، أو غسالة كهربائية بقدرة 2000 واط، أو حتى غلاية كهربائية تستهلك ما بين 600 و2000 واط.

يمكن تركيب ألواح الطاقة الشمسية الصغيرة على جدار المنزل، وخاصة في الطابق العلوي حيث لا يوجد ظل من الشرفات الأخرى.

ما هي تكلفة أنظمة الطاقة الشمسية الصغيرة؟

تتكلف أنظمة الطاقة الشمسية التي تحتوي على لوحة واحدة إلى ثلاث لوحات ما بين 400 يورو و1200 يورو في المتاجر الألمانية بالإنترنت.

وقال توماس زيلتمان من جمعية إنتاج الطاقة الشمسية الألمانية ومقرها برلين، إن أسعار الكهرباء تتراوح حاليًا بين 30 إلى 50 سنتًا لكل كيلوواط/ ساعة، وستدفع الألواح ثم تكلفتها خلال ست إلى تسع سنوات. وبعد ذلك، تصبح الكهرباء التي تولدها الوحدة مجانية، وستظل كذلك لمدة عشر سنوات أخرى على الأقل. فالألواح الشمسية اليوم تعمل في المتوسط أكثر من 25 عامًا، بينما تعمل المحولات لمدة تصل إلى 15 عامًا.

إلى أي مدى هذه الوحدات آمنة؟

يقول زيلتمان: "في الأساس، تعتبر وحدات الطاقة الشمسية الموصولة بالكهرباء المنزلية آمنة للغاية. ولم يتم الإبلاغ عن أي ضرر حتى الآن".

جيرو روتر/ ص.ش

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: ألواح الطاقة الشمسية نقل الطاقة أسعار الطاقة الشمسية دويتشه فيله ألواح الطاقة الشمسية نقل الطاقة أسعار الطاقة الشمسية دويتشه فيله

إقرأ أيضاً:

مشادات بين نائب إسرائيلي ووزير الدفاع حول جدوى حرب غزة

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مشادات بين النائب عن حزب الليكود (الحاكم) عميت هليفي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال اجتماع بالكنيست، عندما قال النائب إن "عملية عربات جدعون العسكرية الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات العنيفة والتوغلات الواسعة المتوقعة، لن تؤدي إلى إخضاع حركة حماس أو القضاء عليها".

وأضاف هليفي موجها حديثه لوزير الدفاع أنه لا يفهم شيئا، لأن إسرائيل تخوض حربا منذ 20 شهرا بخطط فاشلة، لكنها لا تنجح في تدمير حماس.

وأردف "عرفنا في كل الحروب كيف نخضع أعداءنا لكننا نعجز الآن عن إخضاع حماس"، متهما حكومة بنيامين نتنياهو بالكذب على الشعب في ما يتعلق بالإنجازات التي حققوها في غزة.

ورد وزير الدفاع يسرائيل كاتس قائلا إن "هليفي صار يشبه زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض يائير غولان".

وأضاف أن غولان من اليسار الذي شبّه المجتمع الإسرائيلي بالنظام النازي، ويتّهم جنود الجيش الإسرائيلي بقتل أطفال غزة بدافع الهواية، وهليفي من الليكود يفتري على قادة الجيش، ويتهمهم بأنهم يتخلون عن المقاتلين في غزة من خلال النشاط العسكري.

وتابع كاتس "سألت هليفي عمّا يقصده، فاكتشفت جهلا مطبقا لديه بأساليب القتال المستخدمة حاليا، والتي تعتمد على سياسة واضحة، وهي إخلاء السكان، وسحق الأرض، وتطهيرها من المسلحين، وترك القوات متمركزة فيها حتى إخضاع حماس، كما حدث في رفح وسيُنفذ في كل مكان".

إعلان

وبعد المشادة قرر حزب الليكود إقالة عاميت هاليفي من لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بعد أن انضم لنواب المعارضة في التصويت ضد تمديد أوامر استدعاء قوات الاحتياط.

يأتي هذا التطور بعد 4 أيام من إعلان جيش الاحتلال بدء عملية برية واسعة في عدة مناطق بغزة شمالا وجنوبا، في تطبيق فعلي لعملية "عربات جدعون"، التي تشمل الإجلاء الكامل لفلسطينيي القطاع من مناطق القتال واحتلالها.

وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي، تشارك في الحرب على غزة حاليا 5 فرق هي: 98 و252، و143، و36، و162، بجانب لواءي ناحال وغولاني.

والاثنين، أكد نتنياهو عزمه مواصلة الحرب في غزة، وأقر بتعرضه لضغوط خارجية دفعته للموافقة على إدخال مساعدات إنسانية، حسب مقطع مصور نشر عبر تليغرام.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء يبحث سبل دعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة والاستثمار مع الجزائر
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير الجزائر بالقاهرة لبحث فرص التعاون
  • خطة لزيادة ساعات التجهيز بعد اعتماد أبنية حكومية على الألواح الشمسية
  • افتتاح مشروع تغذية محطات مياه سيجر العرشاني بالطاقة الشمسية غرب إدلب بحضور وزير الطاقة المهندس محمد البشير ومحافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن
  • مشادات بين نائب إسرائيلي ووزير الدفاع حول جدوى حرب غزة
  • بإشراف وزارة الطاقة.. “الكهرباء” تُجري الاختبار الأول لمحاكاة الأحمال استعدادًا لموسم الحج
  • الحرب في السودان ترفع ألواح الطاقة الشمسية بصورة غير مسبوقة
  • الكهرباء: نستهدف رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 42 % بحلول 2030
  • مصر تدعم زيادة مشاركة الشركات السويسرية في مشروعات الكهرباء والطاقة المتجددة
  • «إميرج» و«توربوتيم» توقعان اتفاقية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية في رأس الخيمة