خوفًا من مساندة بيونج يانج لموسكو في حرب أوكرانيا.. قمة «بوتين- كيم» المرتقبة تستفز أمريكا.. و«سوليفان» يهدّد!
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى طريقتها الاستعراضية في التعامل مع القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، حيث بادر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، كوريا الشمالية بتهديد «بيونج يانج» بـ«دفع الثمن، إذا مضت في اتفاق توفير الأسلحة لروسيا لمساندتها في الحرب على أوكرانيا».
وفيما تفيد معلومات بأن «الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يجتمعان شخصيًا لعقد اتفاق لتوريد أسلحة لموسكو» فقد قال «سوليفان»: «هذا، لن ينعكس بشكل جيد على كوريا الشمالية.. سيدفعون ثمن ذلك في المجتمع الدولي.. سنواصل دعوة كوريا الشمالية إلى الالتزام بالتزاماتها العلنية بعدم تزويد روسيا بالأسلحة التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى قتل الأوكرانيين».
وأعلنت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون «إمكانية عقد اجتماع شخصي بين كيم وبوتين، وأنه قد يسافر كيم إلى موسكو الأيام المقبلة» ووفقًا لمصادرها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن «بوتين يريد من كوريا الشمالية أن تزود روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات، مقابل أن تمنح موسكو كوريا الشمالية تكنولوجيا متقدمة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، بالإضافة إلى مساعدات غذائية لبوينج يانج».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن «مفاوضات الأسلحة بين خصمي الولايات المتحدة تتقدم بنشاط.. بعد هذه المفاوضات، قد تستمر المناقشات رفيعة المستوى الأشهر المقبلة. ومن بين هذه الصفقات المحتملة، ستحصل روسيا على كميات كبيرة وأنواع متعددة من الذخائر من كوريا الشمالية، والتي يعتزم الجيش الروسي استخدامها في أوكرانيا».
وسبق الإعلان عن الاتفاق المزمع، زيارات لمسئولين روس رفيعى المستوى للعاصمة بيونج يانج (بحسب مصادر استخباراتية أمريكية) وقد حضر وزير الدفاع الروسي إطلاق كوريا الشمالية للصاروخين باليستيين تكتيكيين، حيث تزامنت المفاوضات الكورية الشمالية الروسية مع تدريبات نووية لبوينج يانج لمحاكاة هجوم نووي ضخم على طريقة «الأرض المحروقة» على كوريا الجنوبية.
تضمن الهجوم التدريب على احتلال أراضٍ معادية، وشملت الضربات المحاكاة تفجيرات رؤوس نووية وهمية، وأيضا الضرب بأسلحة ذرية استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، يتم تفجيرها عادة فوق الأرض، بدلًا من ضربها بشكل مباشر، لزيادة قدرتها التدميرية.
ووفقًا لوكالة الأنباء المركزية الكورية «جاء إشراف الرئيس كيم بصفة شخصية على هذه التدريبات» ردا على التدريبات العسكرية التي جرت بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مؤخرا، حيث تدربت قوات كوريا الشمالية على "احتلال كامل أراضي النصف الجنوبي" من شبه الجزيرة الكورية.
أدانت سيول بشدة بوينج يانج بسبب الهجوم المحاكي على الجنوب وحذرت من أن الدولة المنعزلة ستواجه ردًا ساحقًا من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان إذا واصلت استفزازاتها وتهديداتها العسكرية، في إشارة إلى أن الرد سيكون من جانب 3 دول على رأسها واشنطن.
وتطوق الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالعديد من القواعد العسكرية المنتشرة فى قارة آسيا، حيث تحتضن اليابان وحدها 120 قاعدة عسكرية أمريكية ينتشر فيها نحو 50 ألف عسكري، وتحتل بذلك المرتبة الأولى عالميا بهذا الصدد، كما تعد اليابان مقر الأسطول السابع الأمريكى الذي يتولى أمن هذه المنطقة، حيث يغطي بقعة جغرافية تبلغ نحو 124 مليون كيلومتر مربع. أما كوريا الجنوبية، فتعد ثالث أكبر مستضيف للقوات الأمريكية بعد اليابان وألمانيا، وتضم 73 قاعدة معظمها جوية ومعسكرات لجيش مشاة البحرية، وأهمها معسكر همفريز، أكبر قاعدة أمريكية من حيث الحجم وعدد القاطنين فيه على مستوى العالم.
وتسلح أمريكا قواعدها بأحدث الأسلحة، حيث تنشر نظام إيجيس الباليستى الدفاعي على متن 17 سفينة ضمن أسطول المحيط الهادئ، أبرزها فى كوريا الجنوبية واليابان، هذا فضلا عن حاملة الطائرات «يو إس إس ريجان» التي تتخذ من اليابان مقرا رئيسيا لها.
ويرى مراقبون أن كوريا الشمالية تدرك أن الدور قادم عليها لا محالة، وأن واشنطن ستتصرف معها بنفس السلوك الذي تعاملت به مع روسيا، وذلك بعد أن تنتهي من الصداع الروسي فى أوكرانيا وتقليم أظافر الدب الآسيوي (روسيا) بتجفيف منابع السلاح والانتصار عليه حتى تتفرغ بعد ذلك لكوريا الشمالية والصين، واحدة تلو الأخرى.
لذا استجابت بيونج يانج للدعوات الروسية للتعاون معها وإمداد موسكو بالسلاح اللازم فى حربها على أوكرانيا، ويرى متابعون أن التعامل الآن مع كوريا الشمالية سيتمثل فى التهديد بفرض مزيد من العقوبات على بيونج يانج أو التهديد بعمل عسكري، غير أن الأمر لن يفرق كثيرا بالنسبة للزعيم الكوري، فبلاده معزولة عن العالم بسبب العقوبات الأمريكية.
هذا بالإضافة إلى أن واشنطن لن تستطيع فتح جبهتين للحرب فى وقت واحد مع دولتين نوويتين، كما أن إمداد موسكو بالأسلحة اللازمة فى حربها ضد الغرب فى أوكرانيا سيطيل أمد تلك الحرب ومن ثم سيؤخر التعامل مع كوريا الشمالية لبعض الوقت، الأمر الذي أغضب صناع القرار فى البيت الأبيض وجعلهم يهددون بيونج يانج بدفع الثمن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التدريبات العسكرية الطاقة النووية فلاديمير بوتين كوريا الجنوبية كوريا الشمالية كيم جونغ أون کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة بیونج یانج
إقرأ أيضاً:
فاجأت خبراء البحرية.. كوريا الشمالية تعيد تعويم مدمرة باستخدام بالونات
(CNN)-- أعلنت كوريا الشمالية نجاحها في إعادة تعويم مدمرة جديدة انقلبت عند إطلاقها الشهر الماضي، حيث أفادت وسائل إعلام رسمية بأن السفينة المتضررة ستُنقل إلى حوض جاف في حوض بناء سفن آخر لإجراء إصلاحات.
وفاجأت سرعةُ إعادة تعويم السفينة المحللين، الذين ظنّوا، بناءً على صور الأقمار الصناعية للحادث، أن العملية ستستغرق وقتًا أطول بكثير، وقال المحلل كارل شوستر، وهو قبطان سابق في البحرية الأمريكية: "بفضل القوة البشرية الهائلة، ونهجٍ مبتكرٍ لتقويم السفينة، تم التوصل إلى حلٍّ في غضون أسبوعين لم يتوقعه أشخاصٌ مثلي في غضون أربعة إلى ستة أسابيع".
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن النهج المبتكر، على ما يبدو، كان استخدام بالونات هوائية مثبتة على هيكل السفينة للمساعدة في توازنها وإعادة تعويمها.
وكان الضرر الذي لحق بهيكل السفينة أقل حدة مما توقعه المحللون عندما رأوا ما حدث في 21 مايو، حيث وأثناء الإطلاق الجانبي، حيث كان من المفترض أن تنزلق السفينة في الماء جانبيًا، انزلقت مؤخرة السفينة الحربية في الماء بينما بقيت مقدمتها على الأرض، واعتقد المحللون أن الضغوط التي تعرض لها هيكل السفينة وعارضتها خلال مثل هذا الحادث كان من الممكن أن تؤدي إلى تفكيكها.
لكن شوستر قال: "لا بد أن الضرر الذي لحق بهيكل السفينة كان أقل بكثير من التقديرات"، مضيفا أنه إذا استطاعت كوريا الشمالية أن تكرس نفس الجهد للإصلاحات الداخلية للسفينة الحربية كما فعلت لإعادة تعويمها، فيمكن تجهيزها للتجارب البحرية في وقت أبكر بكثير مما كان يتوقعه بعد الحادث.
وتابع أنه سيتعين تطهير المساحات الداخلية للسفينة، بالإضافة إلى الآلات والإلكترونيات، من مياه البحر والملح الجاف أثناء عملية الإصلاح، مشيرا إلى ان "كل شيء تقريبا يمكن تحقيقه إذا كنت على استعداد لتخصيص الموارد ولديك الموهبة البشرية لتوظيفها".
وذكر تقرير صادر عن وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA) الحكومية: "بعد استعادة توازن المدمرة في أوائل يونيو، قام الفريق بتثبيتها على الرصيف بإجراء عملية إطلاقها النهائية بأمان بعد ظهر يوم الخميس".
وأظهرت صورة التقطتها شركة Planet Labsبالأقمار الصناعية في 5 يونيو أن السفينة المتضررة قد استعادت توازنها، ويبدو أنها تطفو في الماء بعيدًا عن الرصيف.
هذه المدمرة، التي يبلغ وزنها 5000 طن، هي أحدث سفينة حربية في البلاد، وكان من المفترض أن تُمثل انتصارًا لجهود كوريا الشمالية الطموحة لتحديث أسطولها البحري.
ولكن، في 21 مايو/ أيار، تسبب عطل في آلية الإطلاق في انزلاق مؤخرة السفينة قبل أوانها في الماء، مما أدى إلى سحق أجزاء من هيكلها وبقائها عالقة على رصيف السفن، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية آنذاك. وفي اليوم التالي، أفادت وسائل الإعلام الرسمية أن الأضرار لم تكن بالخطورة التي كانت متوقعة في البداية.
في هذه الأثناء، وصف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي شهد عملية الإطلاق الفاشلة في مدينة تشونغجين شمال شرق البلاد، بأنها "عمل إجرامي"، وسارعت الحكومة إلى إعلان اعتقال أربعة أشخاص تزعم أنهم مسؤولون عن حادث الإطلاق.