القطط الضالة تنتشر في نيويورك وتتحول إلى مصدر إزعاج
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
سرايا - «ما زاد عن حده انقلب إلى ضده». يصف هذا القول المأثور ما تعاني منه مدينة نيويورك خلال فصل الصيف الحالي من هجمة شرسة من قطط الشوارع، ما أصاب بدوره نظام المأوى الخاص بهذه الحيوانات بالشلل، وأصبحت تلك الحيوانات الوديعة مصدراً للإزعاج العام في بعض الأحياء الشديدة التضرر.
وذكرت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» أن هذا الوضع السيئ أسفر عن عيش القطط الضالة حياة صعبة؛ حيث تصاب بالأمراض وتتعرض للعدوى، ويعاني بعضها من فقدان الإبصار أو الأطراف، كما أنه يلقي بظلاله على جوانب أخرى.
وفي محاولة للتصدي للوضع الحالي، انبثقت عشرات المجموعات الجديدة من المتطوعين، وجمعيات رعاية القطط لمواجهة المشكلة؛ لكنها تقول إنها تعاني من حالة من الإرهاق بسبب اتساع حجم العمل، ومع اقتراب فترة تكاثر القطط خلال الصيف على الانتهاء، لا يظهر تعداد القطط أي علامات تشير إلى التوقف عن الزيادة.
ولا يوجد إحصاء رسمي لأعداد القطط الضالة وقطط الشوارع في مدينة نيويورك، غير أن معظم الأرقام المتداولة تشير إلى أن عددها يبلغ نحو نصف مليون، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن عددها يصل إلى المليون.
وبعد جائحة «كورونا» تفاقمت مشكلة قطط الشوارع بالمدينة، فتم تعليق خدمات التعقيم والإخصاء لها، وأدى نقص العاملين في الخدمات البيطرية إلى ازدياد المشكلة بشدة.
غير أنه مع حدوث حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي أثناء الجائحة، اضطر كثير من الأسر إلى التخلص من الحيوانات الأليفة التي ترعاها، بعد أن أصبحت غير قادرة على الإنفاق عليها، بينما احتفظ آخرون بما لديهم من قطط، ولكنهم لم يستطيعوا تعقيمها أو إخصائها، ما جعلها تتكاثر، وبالتالي تضخم حجم المشكلة، ويمكن أن تكون للقطة 3 دورات مخاض سنوياً.
وعندما لم يجد السكان أماكن يضعون فيها قططهم المنزلية، بدأوا في طردها من بيوتهم، لتغزو مستعمرات من القطط ركناً بعد ركن من ضواحي نيويورك.
ولا يكاد يكون هناك مكان قريب خالٍ، في نظام مأوى القطط، ولم تعد هناك سوى مواعيد محدودة ومكلفة للغاية لاستضافتها.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قامت مراكز رعاية الحيوان بمدينة نيويورك (وهي عبارة عن نظام للمأوى غير ربحي ومدعوم من المدينة) بتحديد عدد القطط التي يمكن استقبالها، على الرغم من أن كاتي هانسن، مديرة الاتصالات بالمراكز، تقول إنها لا تزال تستقبل القطط التي تستدعي حالتها ذلك.
وتعني ندرة الخدمات أن المتطوعين والجمعيات المختصة لا يستطيعون مواجهة مشكلة ازدياد أعداد قطط الشوارع، كما أنهم يرون أن المشكلة آخذة في التفاقم أمام أعينهم.
وتعد قطط الشوارع هي الناقل الرئيسي لداء تسمم البلازما، وهو مرض طفيلي يمكن أن يسبب تشوهات خلقية لدى المواليد أو الإجهاض، وفقاً لما يقوله جرانت سايزمور، مدير برنامج الكائنات الغازية بالجمعية الأميركية للحفاظ على الطيور، كما أنها أكبر حيوان أليف ناقل لداء سعار الكلب.
الشرق الأوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: هل تستطيع إسرائيل إصلاح علاقاتها مع الأميركيين؟
يقول الكاتب ديفيد هالفينغر رئيس مكتب صحيفة نيويورك تايمز في إسرائيل إن حرب غزة، التي أضرت بإسرائيل، ماديا وبشريا ضررا بالغا، قد أضرت أيضا بعلاقتها بمواطني أهم حلفائها، الولايات المتحدة.
ويوضح هالفينغر أن سمعة إسرائيل في الولايات المتحدة الآن في حالة يرثى لها، وليس فقط في الجامعات أو بين الأوساط التقدمية، بل أيضا بين الناخبين الأميركيين، مشيرا إلى أنه ومنذ 1998 لم تظهر استطلاعات الرأي نسبة تعاطف بين هؤلاء الناخبين، مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بريطانية: شباب الغرب أصبحوا يفضلون اليمين المتطرف على الديمقراطيةlist 2 of 2كاتب فرنسي: هكذا تؤثر الشعبوية على السياسة الخارجيةend of listوحتى اليهود الأميركيون، الذين كانوا تاريخيا أقوى داعمي إسرائيل في الداخل الأميركي، أصبحوا، وفقا الكاتب، أكثر انتقادا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبحكومته اليمينية.
استطلاعات الرأي
وأورد هالفينغر أن استطلاعا آخر جديدا هذه المرة لصحيفة واشنطن بوست أظهر أن غالبية اليهود الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، بعدما قتلت عشرات الآلاف من المدنيين وقيّدت وصول المساعدات الغذائية لهم، فيما يرى 4 من كل 10 منهم أن إسرائيل مذنبة بارتكاب إبادة جماعية.
وأشار إلى أن جميع فئات الأميركيين؛ ناخبين، ونخبا سياسية، وأحزابا، ومجموعات دينية، مثل الإنجيليين، شملهم التحول في الرأي ضد إسرائيل، مضيفا أن هذا التحول دفع حتى الديمقراطيين المعتدلين في الكونغرس، إلى التفكير باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك تقليص المساعدات العسكرية الأميركية لها.
ولتوضيح شمول الضرر بسمعة إسرائيل، نقل الكاتب ما قالته المعلّقة المحافظة ميغن كيلي في حديثها للمذيع الأميركي الشهير تاكر كارلسون في برنامجه الصوتي الشهر الماضي: "كل من هم دون الثلاثين ضد إسرائيل".
فات الأوان
وتساءل هلفينغر عما إذا كانت تلك الأجيال الشابة من الأميركيين ستظل بعيدة عن إسرائيل على المدى الطويل، وماذا يمكن لمناصري إسرائيل أن يفعلوا لعكس هذا الاتجاه.
إعلانوبدأ بإيراد عبارة لشِبلي تلحمي، الباحث والمختص في استطلاعات الرأي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة ميريلاند والمتخصص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي قال "إن الوقت قد فات".
وشرح تلحمي "نحن الآن أمام جيل غزة النموذجي، كما كان لدينا جيل فيتنام وجيل بيرل هاربر. هناك شعور متنامٍ بين الناس بأنهم يشهدون إبادة جماعية في الوقت الحقيقي، تضخّمها وسائل الإعلام الجديدة التي لم تكن موجودة خلال حرب فيتنام. إنه جيل جديد يرى إسرائيل على أنها الشرير في القصة، وأعتقد أن هذا الانطباع لن يزول بسهولة".
شبلي تلحمي: الجيل الجديد في أميركا يرى إسرائيل الشرير في القصة، وأعتقد أن هذا الانطباع لن يزول بسهولة شرعية وجود إسرائيلونسب هالفينغر إلى الكاتب الإسرائيلي المولود في الولايات المتحدة يوسي كلاين هاليفي القول إنه شعر بالصدمة خلال جولة أجراها مؤخرا في الجامعات الأميركية، بسبب "بدء انتشار فكرة سامة" تمس بشرعية وجود إسرائيل نفسه.
ومع ذلك، يورد الكاتب، أن هناك من يرى أن نهاية القتال، وتوقّف تدفق الصور المروّعة من غزة التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي طوال عامين، يمكن أن تتيح لمؤيدي إسرائيل في أميركا استعادة توازنهم.
ونقل عن داليا شايندلين، محللة استطلاعات رأي وباحثة زائرة في جامعة بنسلفانيا قولها: "هناك مجال للتعافي. الناس تميل إلى المبالغة في تقدير حجم الضرر الذي لحق بإسرائيل. مجرد توقف القتل سيسمح للبعض بالعودة إلى منطقة الراحة التي اعتادوا فيها دعم إسرائيل".
المصالح والقيم المشتركةويعتقد بعض الخبراء والمفكرين، وفقا للكاتب، أن المصالح المشتركة بين إسرائيل وأميركا في مجالات الاستخبارات والجيش وقطاعات التكنولوجيا قوية للغاية، ومعلومة للمسؤولين ولعامة الناس، ولا تزال تشكل أساسا صلبا لاستمرار العلاقات بينهما بالقوة نفسها.
وتطرق هالفينغر إلى ما يُقال عن القيم المشتركة بين البلدين باعتبارها رافعة للعلاقات بين البلدين، موردا ما قاله يوسي كلاين هاليفي، الزميل في معهد شالوم هارتمان في القدس، بأن مثل هذه القيم أصبحت محل جدل في كلا البلدين اللذين يعانيان من استقطاب سياسي متزايد.
فمن جهة، والقول لهاليفي، لدينا الرواية الليبرالية الإسرائيلية عن إنشاء دولة يهودية بعد المحرقة كانت تكافح من أجل القيم الليبرالية تحت ضغط مستمر، ومن جهة أخرى، هناك رواية الحكومة الإسرائيلية التي ترى إسرائيل بمثابة الحصن المتقدم لأميركا ضد العالم الإسلامي، وهذه الرواية تجد صداها لدى اليمين الأميركي.
وأضاف هاليفي أنه من الصعب أن تبني علاقة بين البلدين على أساس القيم المشتركة عندما لا يستطيع أي من البلدين الاتفاق داخليا على قيمه الخاصة.
ومهما كان إصلاح العلاقة مع الأميركيين الذين ابتعدوا عن إسرائيل بسبب الحرب أمرا صعبا، يوضح هالفينغر، فإن الخبراء متفقون على أن إسرائيل لن يكون أمامها خيار سوى محاولة ترميم هذه العلاقة، بالنظر إلى درجة العزلة الدولية التي سمح نتنياهو بأن تنزلق إليها.