محطة سكك حديد صعيد مصر ببشتيل.. بوابة الجنوب من محافظة الجيزة

«الصعيد والتنمية».. ظلت هذه الجملة حبيسة أدراج المكاتب الرسمية لسنوات طويلة، تتوه بين سطور آلاف من الكتب والدراسات التي تدرس وتُخطط وتُحدد ولم تُنفذ، لكن الإرادة السياسية الواضحة وضعت هذه الجملة على رأس الأولويات، فليس بغريب أن تُنشئ الدولة محطة سكك حديد كاملة على أعلى مستوى لخدمة الصعيد فقط.

محطة سكك حديد صعيد مصر بمنطقة بشتيل بمحافظة الجيزة، نُفذت بأيادٍ مصرية خالصة، ووفق المواصفات والمعايير العالمية، لخدمة أهالي «الجنوب»، لتكون ذات مستوى عالمي تقدم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب خاصة مع وقوعها في موقع استراتيجي يربطها مع وسائل النقل المختلفة.

التفاصيل الكاملة لمبنى المحطة 

المحطة، وفق المهندس محمد عامر، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، عبارة عن مشروع متكامل تنموي واستثماري واعد، فبها جميع متطلبات عملية النقل بداية من الأرصفة ثم شبابيك التذاكر ثم ورش الصيانة سواء للجرارات أو للعربات ثم المكاتب الإدارية والفنية، فضلاً عن مولات تجارية.

وأُقيم مبنى المحطة الرئيسي على مساحة 31.000 متر مربع، ويتكون من دور بدروم يستخدم كجراج بسعة 250 عربة، ودور أرضي ‏يحتوي على جزء تجاري، ضمن مول تجاري متكامل بالدور «الأول- الثاني»، فضلا عن أماكن إدارية ‏بالدور الأرضي خاصة بالعاملين بالمحطة، وفق ما رواه المهندس محمد عامر لـ«الوطن».

وزُودت محطة سكك حديد صعيد مصر بـ28 شباك تذاكر وكذلك دورات المياه، كما تشتمل على منطقة الهرم الزجاجي بالبهو الرئيسي، الذي يبلغ ارتفاعه 40 مترا، بالإضافة إلى الدورين الأول والثاني للمحطة والذي يشمل ‏محلات تجارية ومناطق استثمارية.

وتشتمل المحطة، وفق المهندس حسين شحاتة، مدير تنفيذ المشروع، على 6 أرصفة ‏لخدمة ركاب الوجه القبلي و4 أرصفة لخط المناشي، إذ جرى الانتهاء من أعمال الأرصفة وتركيب القضبان بها، حيث يبلغ إجمالي أطوال السكك الحديدية ‏بالمحطة 22 كم بعدد 89 مفتاح.

شاشات إرشادية للراكب

وستقدم المحطة، حسب ما أكده المهندس حسين شحاتة لـ«الوطن»، أعلى مستوى من الخدمات للركاب حيث ستكون محطة ‏ذكية تبادلية عملاقة ذات طابع فرعوني وذات مستوى عالمي من الخدمات، وتحتوي على شاشات إرشادية للراكب وبوابات تذاكر إلكترونية وماكينات «TVM»،‏ وكاميرات مراقبة ‏‏وهي محطة مكيفة الهواء ‏في كافة طوابقها بها خدمة «Wi-Fi» ‏كما ستشمل ‏على نظام حديث للإطفاء والإنذار.

ويُجرى حاليا إنشاء جراج متعدد الطوابق يسع 1000 عربة في المنطقة المحيطة بمحطة سكك حديد صعيد مصر، وذلك طبقا للاشتراطات العامة، التي راعت فصل حركة السيارات الملاكي التي ستتردد على الجراج متعدد الطوابق عن حركة النقل الجماعي لتيسير حركة تنقل المواطنين وتحقيق السيولة المرورية في هذه المنطقة.

كما يُجرى استغلال المنطقة أسفل محور 26 يوليو الجديد كمواقف للحافلات يسع حوالي 20 أتوبيسا، وكذلك ربط مداخل موقف الحافلات والجراج متعدد الطوابق بالطرق المحيطة بأرض كل من «موقف الحافلات – الجراج متعدد الطوابق». 

بوابة لصعيد مصر

موقع المحطة استراتيجي، بحسب ما وصفته وزارة النقل، حيث روعي عند اختيار موقع المحطة وقوعها في منطقة وسطية بين محطتي سكك حديد رمسيس والجيزة وكونها تقع في محافظة الجيزة التي تعتبر بوابة لصعيد مصر، وكذلك كونها منطقة التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية بمصر، بالإضافة إلى وقوعها على 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها وهم محور الفريق كمال عامر وشارع السودان ومحور أحمد عرابي وشارع المطار ومحور 26 يوليو.

وفي سياق متصل، علق الدكتور عبدالله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف على المشروع، قائلاً: «المحطة دليل واضح على اهتمام الدولة بالصعيد وتيسير على سبل التنقل بأعلى جودة ووفق المعايير العالمية».

وأضاف الدكتور عبدالله أبوخضرة لـ «الوطن»، أن المحطة ستسهم في ضخ مزيد من الاستثمار للصعيد وذلك لوجود وسيلة نقل آمنة ونظيفة، مؤكداً أن الدولة أولت أهمية قصوى في السنوات الأخيرة لتنمية الصعيد.

المصدر: الوطن