15 سبتمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: تغيب الحسابات الختامية للموازنات السنوية العراقية لعدة أسباب، منها غياب الشفافية  حيث لا يتم نشر الأرقام الحقيقية للإيرادات والنفقات بشكل كامل وواضح. وينتشر الفساد المالي في العراق بشكل كبير، مما يؤثر على دقة وسلامة البيانات المالية.

كما يعاني العراق من ضعف أنظمة الرقابة المالية، مما يسهل التلاعب بالبيانات المالية، ونتيجة لذلك، فإن الحسابات الختامية للموازنات السنوية العراقية غير موجودة، أو أنها غير دقيقة وغير موثوقة.

ويؤثر هذا على قدرة العراقيين على معرفة كيفية إنفاق أموالهم، ويجعل من الصعب محاسبة المسؤولين عن الفساد المالي.

وقد حاولت الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة تحسين الشفافية المالية، وتعزيز أنظمة الرقابة المالية. إلا أن هذه الجهود لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة.

و قال الباحث رزاق عداي، ان  الذي شجع وساعد كثيراً على هدر الاموال العراقية بعد 2003 هو غياب الحسابات الختامية، وكما يظهر وكانه اجراء مقصود ومبيت رغم المطالبات المستمرة في ضرورة حضورها كاّلية حسابية ضابطة بين الداخل والخارج من الموازنة السنوية، فمبيعات الصادرات النفطية العراقية منذ الاحتلال وحتى السنة الاخيرة هي اكثر من ترليون دولار، بحسب وزير نفط عراقي اسبق، الذي اعتمد على الارقام الرسمية السنوية لقيمة الريع النفطي، فكيف تم انفاق ما يزيد على ترليون دولار؟، والبلاد تواجه انقطاعات مستمرة للكهرباء، وتخلفا حادا في التعليم والصحة وجميع الخدمات الاخرى، وزيادة في الفقر والهجرة، ناهيك عن الارهاب.

وبحسب وزير مالية اسبق واصفاً الحالة الماْساوية للعراق (حيث تعمل شبكات ورجال اعمال وسياسين وموظفي دولة فاسدين، في ظل سيطرة تامة على قطاعات كاملة من الاقتصاد، وسحب مليارات من الخزينة العامة) صورة كارثية قاتمة لواقع سياسي -اقتصادي، تجسد حالة النهب والهدر في اقصى مستوياته، محمية من قبل احزاب كبيرة وحصانات برلمانية وحتى قوى اجنبية، تواصلا مع اخطبوط هائل من الفساد في كل قطاعات الدولة، اخطر ما في الهدر المالي الكبير هو شرعنته كما جاء في المادة -16- من الموازنة الاخيرة الثلاثية للاعوام 2023 -2024 -2025 التي تنص ان على وزارة المالية اطفاء السلف الحكومية لسنوات طويلة بعد 2003، بذريعة ان الاموال بين اطراف حكومية فقط وليست لافراد، متجاهلين ابواب صرف هذه السلف في ظل فساد كبير المدرك ان لا متابعة ولا حسابات ختامية في نهاية المطاف.

وقال عداي ان المبالغ الممنوحة كسلف كبيرة جداً وتتجاوز المئة مليار دولار، ولهذا جرى اسدال الستار عليه من خلال الموازنة دفعا للفضيحة المالية المدوية، هناك موازنات مالية ضائعة تماما ومجهولة المصير كموازنة عام 2014، التي لم يعرف عن اتجاهات اموالها مع ان العراق كان في تلك السنه يمر بوفرة مالية بفضل ارتفاع اسعار النفط بشكل استثنائي، وتمكنت بعض الجهات الرسمية من لغمطة الموضوع تحت يافطة ان البلاد كانت تمر بظروف خاصة للاشارة إلى الحرب على داعش،

ومن القصص الطريفة في مجال الهدر الكبير للمال العام، ما رواه محافظ البنك المركزي، خلال استضافته في البرلمان العراقي في ايلول 2018 عن تلف سبعة مليارات دينار، جراء تعرض خزائن مصرف الرافدين لتسرب مياه الامطار، وهناك اشكال وقصص عديدة للهدر تتباين مابين الكوميدي منها والماْساوي ينشغل بها العراقيون لفترة ولكن سرعان ما ينسون هذه التي اصبحت قديمة لاخرى احدث من الاولى، كقضية سرقة القرن ومصرف بوابة عشتار والنفط المهرب بكميات مذهلة، وثم الاستيلاء على عقارات الدولة، ومع ذلك فما يكشف من عمليات الهدر يفوق ما يعلن عنه في الصحافة والاعلام والتقارير الرسمية، هناك اموال كبيرة غادرت العراق ويصعب اعادتها، فالافلات من العقاب هو السمة السائدة في التعامل الحزبي والسياسي مع موارد الدولة، كون الاحزاب تسيطر على كل شئ، وتحولت معظم عمليات السرقة للمال العراقي عادة حزبية، والادهى من كل شئ ان الاحزاب التقليدية باتت تعتبر ان نهب اموال الدولة العراقية يقع ضمن الحصص والاستحقاقات الانتخابية والسياسية، وبذلك تكون اموال بلا حماية ولا رقيب طالما هناك غياب للحسابات الختامية.

واعتبر الباحث في الشأن العراقي حيدر سلمان، نقلا عن نائب رئيس ديوان الرقابة المالية عبد الكريم فارس، ان الفساد تحول من حالة فردية إلى منظومة متكاملة في العراق، مضيفا لم يتم تسليم الحسابات الختامية لما بعد 2016 من وزارة المالية حتى الان ويعتبر هذا خلل في منظومة ادارة الدولة.

المهندس حامد شاكر، يرى ان أي موازنة غير مبنية على اساس الحسابات الختامية والخطط الاستراتجية للتنمية الاقتصادية وفق المدد الزمنيه تعتبر موازنة رقمية وفق جداول يتلاعب بها السياسيون حسب مصالحهم أي بأختصار الوصف الدقيق للموازنات في العراق منذ 2006 ولغاية الان هي سياسية رقمية لا تمت للتنميه الاقتصادية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

قادربوه: قلقون بشأن موقع ليبيا ضمن مؤشرات الفساد الدولية

هيئة الرقابة الإدارية تحيي اليوم العالمي لمكافحة الفساد بحضور رسمي ودولي واسع

ليبيا – نظمت هيئة الرقابة الإدارية احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد، بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الوطنيين والدبلوماسيين، تقدمهم رئيس الهيئة عبد الله قادربوه، ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب أعضاء من مجلسي النواب والدولة وممثلي البعثات والمنظمات الدولية المعتمدة في ليبيا.

رسائل رئيس الهيئة حول مؤشرات الفساد
أكد رئيس الهيئة عبد الله قادربوه في كلمته أن هذه المناسبة تعكس إدراك المجتمع الدولي لتأثيرات الفساد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى قلق الهيئة من موقع ليبيا في المؤشرات الدولية، وداعيًا إلى تبني نهج شامل متعدد الجوانب لمكافحة الفساد بفاعلية. كما أشار إلى توقيع المرحلة الثانية من مشروع بناء القدرات الوطنية عبر ممثل الهيئة إبراهيم عبد الكريم.

موقف مجلس الدولة من جهود المكافحة
شدد رئيس مجلس الدولة محمد تكالة على أن مكافحة الفساد تعد ركيزة أساسية لدولة القانون والحكم الرشيد، مؤكدًا دعم المجلس لكافة المبادرات والإجراءات الرامية للحد من الظاهرة وتعزيز الشفافية.

دعوة حكومية لمراجعة مواطن الخلل الإداري
من جانبه، شدد رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة على ضرورة دراسة مكامن الخلل في الأنظمة الإدارية ومراجعة الإجراءات التي تسهم في انتشار الفساد، داعيًا إلى اعتماد معايير جديدة لاختيار القيادات الإدارية بما يضمن تحسين الأداء المؤسسي.

مواقف داعمة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي
شهد الحفل كلمات دولية، أكدت خلالها ممثلة الأمم المتحدة أولريكا ريتشاردسون دعم البعثة لتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القوية، فيما أعرب ممثل الاتحاد الأوروبي نيكولاو أورلندو عن التزام الاتحاد بمساندة الجهود الليبية في مكافحة الفساد. كما بثت كلمة مسجلة لكريستينا ألبيرتين أشادت فيها بالجهود الإصلاحية الليبية.

عرض لإنجازات الهيئة وتوقيع مشروع وطني جديد
تخلل المناسبة عرض موجز لإنجازات هيئة الرقابة الإدارية في مكافحة الفساد، أعقبته مراسم التوقيع على مشروع “بناء القدرات الوطنية الليبية في مجالات مكافحة الفساد وغسل الأموال (2025–2027)” بالتعاون بين الهيئة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، بدعم من الاتحاد الأوروبي. وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تعكس جدية الدولة في تعزيز النزاهة وترسيخ الشفافية.

مقالات مشابهة

  • النزاهة تعلن انضمامها إلى الرابطة الدولية لسلطات مكافحة الفساد
  • الأوراق المالية تتحرك لجذب استثمارات جديدة إلى البورصة
  • 192 دولة.. العراق ينضم إلى تحالف عالمي لمكافحة الفساد
  • الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدما في خطط التنمية
  • زيدان: اختيار الرئاسات الثلاثة بيد القوى السياسية العراقية
  • للعام الـ11 على التوالي.. أوروبا تجدد حظر الطائرات العراقية في سمائها
  • ندّاف قدّمت تصريح الذمّة المالية إلى هيئة مكافحة الفساد
  • قادربوه: قلقون بشأن موقع ليبيا ضمن مؤشرات الفساد الدولية
  • أكثر من (7)ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • السوداني يوجه بتطبيق قانون حماية المنتجات العراقية