شفق نيوز/ يحتفل العالم باليوم العالمي للديمقراطية، الذي يوافق 15 أيلول/سبتمبر من كل عام، في وقت يعاني فيه العراق من "فجوة كبيرة" و"قصور في فهمها" وفق سياسيين، الذين يرون أن البلاد في الإطار الخارجي ديمقراطية، ولكن في الداخل لا أحد يطبقها بالطريقة الصحيحة، وهو ما يظهر جلياً في التعامل مع إقليم كوردستان.

ويهدف اليوم العالمي للديمقراطية الذي تحتفل به الأمم المتحدة، إلى تعزيز مفهوم الديمقراطية وأهميته في بناء مجتمعات عادلة ومستدامة، وتركز هذه المناسبة على تعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة، ومشاركة المواطنين في صنع القرار وحماية حقوق الإنسان.

"فجوة كبيرة"

ويُعرّف رئيس مركز المعلومات والدراسات الاستراتيجية في كوردستان، آراس قادر خوشناو، أساس الديمقراطية الحديثة بالقول: "هو مدى حصول أفراد الشعب على الخدمات، ومدى مشاركتهم بثروات وخيرات البلاد، والعيش الكريم والملائم، والعمل اللائق، وهو ما مذكور أيضاً في الدستور".

ويضيف خوشناو لوكالة شفق نيوز، "لكن ما يعيشه الشعب العراقي يُظهر أن هناك فجوة كبيرة في تطبيق هذه الأسس، وكذلك الحال في تطبيق النظام الفيدرالي، إذ يشهد تراجعاً من قبل العديد من السياسيين والمكونات السياسية في البلاد، وهو ما يؤكد الحاجة إلى ديمقراطية فعلية وليست شكلية ونظرية".

ويتفق أستاذ علم الاجتماع السياسي، والنائب السابق في برلمان إقليم كوردستان، عبدالسلام برواري، مع رأي آراس قادر خوشناو، بأن "الديمقراطية لا تعني المظاهر الشكلية فقط، من انتخابات، وتعددية حزبية، ومجلس نواب وغيرها، بل هي حياة وتفكير منتشر بين أوساط المجتمع أفراداً وجماعات".

"دولة فيدرالية على الورق"

ويوضح برواري في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "المجتمع العراقي والشرق الأوسط بصورة عامة، مجتمع عشائري، صحيح من الناحية المادية هناك تعامل مع مفردات ونتائج الحداثة وما بعد الحداثة، ولكن المنظومة لا تزال منظومة مجتمع زراعي قبلي، وهذه تتعارض مع الفيدرالية والديمقراطية".

ويضيف: "لذلك نرى معظم الديمقراطيات الناشئة من تجارب العالم الثالث تعاني مثل ما نعانيه في البلاد، في ظل سيادة العلاقات والقيم والمعايير الاجتماعية".

وعن العلاقة بين بغداد والإقليم، يبيّن أنها "محددة في الدستور، الا أن العراق دولة فيدرالية على الورق، إذ فشلت النخب السياسية في استيعابها لأنها ربما تتعارض مع مفاهيمها في السيطرة والاستحواذ، لذلك هذه العلاقة تعاني من أمرين، نقص التفكير الديمقراطي، واستيعاب الفيدرالية، وهو ما وصل إلى حد تجويع الشعب".

ديمقراطية في الظاهر

من جهتها، ترى عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية، نيسان عبد الرضا الزاير، أن "البلاد في الإطار الخارجي تلبس ثوب الديمقراطية، لكن لا أحد يوضح ماذا تعني الديمقراطية أو يطبقها بالطريقة الصحيحة، لذلك يحدث انفلات أو قيود باسم الديمقراطية، في ظل عدم وجود تطوير في العمل الديمقراطي".

وتؤكد الزاير لوكالة شفق نيوز، أن "هناك حقوقاً تُنتهك ويتم التعدي عليها باسم الديمقراطية والحرية، نتيجة القصور الحاصل في فهمها، ما يستدعي تنظيم برامج توعوية في المدارس والجامعات، وكذلك في المناسبات الدينية والمدنية".

نجاح الديمقراطية

بدورها، تشير النائبة عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، زوزان علي صالح، إلى أن "انجاح الديمقراطية يكون بعدم التعامل مع الشعب على مبدأ المحاصصة القومية والطائفية"، داعية إلى "إطلاق برامج ورؤية حقيقية لتطبيق الدستور بطريقة عادلة دون تفرقة بين مكونات المجتمع التي تعتمدها بعض القوى في البلاد".

وتؤكد صالح لوكالة شفق نيوز، أن "ترسيخ الثقة ما بين الإقليم والحكومة الاتحادية مع تطبيق الدستور، والعمل على مبدأ الشراكة والتوافق والتوازن والتعايش السلمي، هو الذي سيحقق الاستقرار في البلاد".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق اقليم كوردستان اليوم العالمي للديمقراطية لوکالة شفق نیوز فی البلاد وهو ما

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: العراق سيتحول إلى قوة مصرفية داخلياً وخارجياً

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان، الجمعة، أن العراق سيتحول إلى قوة مصرفية داخلياً وخارجياً.

وقال الحسان في تصريح، أوردته وكالة الانباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "الكلمات التي قيلت خلال مؤتمر غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، اشارت الى ان العراق مقبل على استحقاق إقليمي ودولي لاستعادة مكانته".

وأضاف أن "منظومة الاقتصاد العراقي لا يمكن ان تكتمل الا بقطاع مالي فاعل داخليا وخارجيا"، لافتا الى أن "العراق ملتزم باتخاذ الخطوات الإيجابية لاستعادة الثقة في القطاع المالي والمصرفي في العراق".

وشدد الحسان على ان "الأمم المتحدة داعمة لتوجه العراق الذي سيكون في الأيام المقبلة قوة مصرفية متفاعلة داخليا وخارجيا "، مؤكدا أن" مكافحة الإرهاب ليست آفة اصابت العراق فقط وانما العالم اجمع والتضحيات التي قدمها العراق بالأنفس والمال ليست بسيطة وقليلة".

ونوه الى أن "هذه التضحيات لابد ان تكتمل وتستكمل وتتواصل لاستعادة مكانة العراق في القطاع المالي والمصرفي".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الحلول “الترقيعية والمجاملات”بشأن رواتب الإقليم ..السوداني ورشيد “يلتقيان”
  • السوداني ورشيد يناقشان حل أزمة الرواتب بين بغداد وأربيل وفق الدستور
  • مقتل امرأة واصابة ثلاثة اشخاص باطلاق نار داخل سوق في إقليم كوردستان
  • أثير الشرع: المثقف العراقي عاش اغترابا داخليا
  • مصرع شخصين وفقدان 10 آخرين جرّاء انهيار صخري في إندونيسيا .. فيديو
  • الأمم المتحدة: العراق سيتحول إلى قوة مصرفية داخلياً وخارجياً
  • السجن مع الأشغال الشاقة لوزيرين في سريلانكا بتهمة الفساد
  • مالية كوردستان ترد على بغداد بشأن حصة الإقليم من موازنة 2025
  • مستحقات شعب كوردستان وتعقيدات بغداد: اختبار صبر لم يعد مقبولاً
  • مسؤول كوردي سابق في المالية الاتحادية: بغداد تستهدف موظفي كوردستان برواتبهم