بسبب موجات الحر وحرائق الغابات .. أمريكا تقاضي أكبر شركات النفط والغاز بالعالم
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
رفعت ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد بعض أكبر شركات النفط والغاز في العالم، مدعية أنها خدعت الجمهور بشأن مخاطر الوقود الأحفوري الذي يلوم الآن على العواصف المرتبطة بتغير المناخ وحرائق الغابات التي تسببت في أضرار بمليارات الدولارات، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.
وتسعى الدعوى المدنية المرفوعة في المحكمة العليا للولاية في سان فرانسيسكو أيضا إلى إنشاء صندوق تموله الشركات لدفع تكاليف جهود التعافي في أعقاب العواصف والحرائق المدمرة.
وقال الحاكم الديمقراط لولاية كاليفورنيا،ي جافين نيوسوم، في بيان، إن “الشركات المذكورة في الدعوى - إكسون موبيل وشل وشيفرون وكونوكو فيليبس وبي بي - يجب أن تحاسب”.
وأضاف نيوسوم: “لأكثر من 50 عاما، كانت شركات النفط الكبرى تكذب علينا - تتستر على حقيقة أنها تعرف منذ فترة طويلة مدى خطورة الوقود الأحفوري الذي تنتجه على كوكبنا… لا ينبغي أن يضطر دافعو الضرائب في كاليفورنيا إلى دفع فاتورة مليارات الدولارات من الأضرار - حرائق الغابات التي تمحو مجتمعات بأكملها، والدخان السام، وموجات الحرارة المميتة، والجفاف الذي حطم الأرقام القياسية في آبارنا”.
وقال معهد البترول الأمريكي، وهو مجموعة صناعية وردت أسماؤها أيضا في الدعوى، إن سياسة المناخ يجب أن تناقش في الكونجرس وليس في قاعة المحكمة.
وأضاف نائب رئيس المعهد ريان مايرز في بيان: “هذه الحملة المستمرة والمنسقة لشن دعاوى قضائية مسيسة لا أساس لها ضد صناعة أمريكية مؤسسية وعمالها ليست أكثر من إلهاء عن المحادثات الوطنية المهمة وإهدار هائل لموارد دافعي الضرائب في كاليفورنيا”.
وتردد صدى ذلك في بيان صادر عن شركة شل، التي قالت إن قاعة المحكمة ليست المكان المناسب لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقالت شركة “شل”: “تتطلب معالجة تغير المناخ نهجا تعاونيا على مستوى المجتمع. نحن نتفق على أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات الآن بشأن تغير المناخ، ونحن نؤيد تماما حاجة المجتمع للانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون”.
وينضم الإجراء القانوني في كاليفورنيا إلى دعاوى قضائية مماثلة رفعتها ولايات وبلديات في السنوات الأخيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كاليفورنيا النفط الغاز تغير المناخ
إقرأ أيضاً:
دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك
تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.
ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.
الطاقة في العصر الرقمي
الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.
أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.
تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع
تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.
يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.
أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.
تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.
الفصل التالي
ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.