صحيفة صدى:
2025-05-10@07:31:48 GMT

تشكيل الرأي العام وصناعته !!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

تشكيل الرأي العام وصناعته !!

يقول جيري ماندر: ((أنا شخصياً لم أصادف أي رجل إعلان يعتقد صراحة بوجود أي حاجة لـ99% من المواد الاستهلاكية التي تملأ موجات الأثير، وصفحات الصحف والمجلات…)).

إن في الغرب مفكرين يطلقون الصرخات بين الحين والآخر، منذرين قومهم، ومشيرين إلى مكمن الداء، وإن لم يوفقوا بَعْد في الوصول إلى حلول تناسب فطرة الإنسان ومتطلباته.

ومن هؤلاء (جيري ماندر) المفكر الأمريكي الذي أفزعه ما تحقق لديه – نتيجة خمسة عشر عاماً عاشها مدير دعاية وعلاقات عامة – من آثار التليفزيون – كإحدى وسائل الإعلام – المدمرة للإنسان، فألف كتاباً دعا فيه إلى التخلص من التليفزيون أسماه (أربع مناقشات لإلغاء التليفزيون) استطاع من خلاله الإشارة إلى مكامن الخطر في هذا الجهاز العجيب، وكانت آراؤه وليدة تجربة حقيقية لطبيعة عمله في مجال الإعلام، مما أتاح له ملاحظة ما لأجهزة الإعلام من تأثير انحرافي في هذا العالم، يتعذر اجتنابه أو تفاديه.

لقد فاقت جاذبية التليفزيون قديما وللأسف حاليا الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي كل حد، حتى أضحت إدماناً استسلمت له طوائف كثيرة من الناس، ودخلت الهواتف الذكية إلى المصنع والمتجر، ورافقت المسافرين في مركباتهم، والمتنزهين في نزهاتهم، حتى أصبحت الرفيق الدائم الذي لا يُمل. وطاب لكثير من الناس أن يتناولوا طعامهم أمام شاشة التليفزيون أو شاشة الجوال، ليساعدهم على ازدراد الطعام والتهام أكبر كمية منه، حتى أطلقوا في أمريكا على طريقة الأكل هذه (غذاء التليفزيون)، والتي تشير إلى أن الناس غدوا يتناولون وجبات طعامهم أثناء مشاهدة التليفزيون؛ إذ يستسلم شعورهم وإحساساتهم للبرامج، فلا يدرون كم أكلوا وشربوا.

ومما لاشك فيه أن للتليفزيون – وغيره من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ـ آثاراً خطيرة على اقتصاد الفرد والجماعة، إذ هي أصلاً سلعة ليست رخيصة، وابتياعها يعطي دافعاً قوياً للإعلام الاستهلاكي والنظام الاستهلاكي.

إذ تعتبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة محرضاً قوياً على الاستهلاك؛ بما تمتلكه من الثقة لدى معظم المشاهدين والمتابعين، وبما تبثه من البرامج المعدّة خصيصاً لتوجيه الجمهور ودفعه إلى الاستهلاك.

ولعل الأسر التي تقتني مثل هذه الوسائل تشعر منذ أن تقوم بدفع ثمنها بانتقالها إلى مرحلة جديدة في نمط جديد للحياة اليومية، وما دامت اللحظات الأولى لامتلاك وسيلة الإعلام والتواصل تقترن بدفع مبلغ من المال ليس باليسير بالنسبة لمعظم الأسر على امتداد وطننا الإسلامي، فإن هذا يعني تدريب هذه الأسر على اقتحام مجال الإسراف الذي تبدو أهم ملامحه في تلك الفوضى التي لا تعرف توازناً بين الحق والواجب، والأهم والمهم، والضروري والكمالي.

وقد قيل إن اقتناء التليفزيون أو الجوال أو أحدهما يعدّ إشارة واضحة لتخطي الأسرة حدود الاقتصاد في المعيشة، إلى الانغماس في حمى الاستهلاك التي يعمل منتجو السلع على تعميمها وإشاعتها.

وهكذا، يتبين لنا بشكل واضح ما لهذه الأجهزة والوسائل من آثار سلبية على الفرد والجماعة، ولذلك فإن من الخير لنا – أفراداً وأمة – أن نقدم الأهم على المهم والضروري على الكمالي، والنافع على الضار، وألا نصدق أن مقالة اللحاق بركاب التقدم تعني الاستمساك بأسوأ ما لدى الأمم من التطلعات السُّفلية التي ما هبّت رياحها على قوم إلا حاولت أن تقتلع منهم جذور الخير والطهر والكرامة.

إن الإعلام الآن بتعدد وسائله تحول إلى سلطة من جهة، وأداة لتشكيل الرأي العام وصناعته من جهة أخرى .

للتواصل : [email protected]

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

جائزة الإعلام العربي تعتمد الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين 27 الجاري

دبي: «الخليج»

اعتمد مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، التي ينظمها نادي دبي للصحافة، برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الأعمال الفائزة في فئاتها المطبوعة والمرئية والرقمية، بالإضافة إلى الشخصيتين الفائزتين في فئتي أفضل كاتب عمود وشخصية العام الإعلامية، ضمن الدورة ال 24 للجائزة.

جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الجائزة الذي عُقد برئاسة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة مجلس إدارة الجائزة، عبر تقنية الاتصال المرئي حيث ناقشوا المراحل المختلفة التي مرت بها عمليات التحكيم والفرز والمعايير التي اعتمدتها اللجان في اختيار الفائزين وفق الشروط المحددة ضمن مختلف فئاتها التي شهدت تنافساً قوياً بين كبرى المؤسسات الإعلامية والصحفيين والكتاب في الوطن العربي.

رؤية إعلامية

وجّهت منى المرّي، الشكر لأعضاء مجلس إدارة الجائزة ولكل من أسهم في إتمام جميع مراحل الجائزة وصولاً إلى اختيار الفائزين لدورتها الحالية وفي مقدمتهم لجان الفرز والتحكيم التي واصلت العمل على مدار الأشهر الماضية لضمان وصول أفضل الأعمال إلى المراحل النهائية وفق المعايير المعتمدة، ولتظل الجائزة دائماً نموذجاً مُلهماً في تطبيق أعلى مبادئ النزاهة والشفافية.

وقالت إن ما يُميّز الجائزة ليس فقط أنها تتوج التميز وتحفز التنافس وترفع سقف الإبداع، بل أنها تُعبّر عن هوية دبي في دعم دور الإعلام كأداة فعالة في بناء الإنسان، وانطلاقاً من هذه الرؤية نحرص على إثراء إسهامات الجائزة في تطوير المحتوى الإعلامي والمنظومة الإعلامية العربية بشكل عام.

ولفتت إلى أن الجائزة شهدت هذا العام دورة مميزة على مستوى حجم المشاركات وتنوعها، حيث استقبلت الأمانة العامة أعمال من مختلف المؤسسات الإعلامية في المنطقة ومن الصحفيين العاملين في الصحف العربية، مؤكدةً أن جميع الأعمال التي وصلت مرحلة الاعتماد، مرت بمراحل طويلة من الفرز والتحكيم من قبل لجان متخصصة ومحايدة.

فيما أعربت د. ميثاء بوحميد الأمين العام للجائزة، عن تقديرها لكل من شارك في إنجاح هذه النسخة، تأكيداً لمواصلة دورها في منح التكريم اللائق لمبدعين يسهمون في إثراء الساحة الإعلامية.

وأضافت أن تطوير منظومة عمل الجائزة لا تتوقف، وهي تخضع في كل عام لمناقشات دورية مع أعضاء مجلس الإدارة، في سياق الحرص المستمر على مواكبة كافة المتغيرات الإعلامية السريعة وتحقيق نقلات نوعية تأخذ الجائزة لمستويات أعلى من التميز.

حفل الجوائز

قال الشمسي، مدير الجائزة، إن من المقرر تكريم الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز الذي يقام هذا العام بالتزامن مع فعاليات قمة الإعلام العربي في 27 مايو الجاري، بحضور نخبة من القيادات الإعلامية الإماراتية والعربية وكِبار الكُتّاب والإعلاميين ورؤساء كبرى المؤسسات الإعلامية العربية ومديري تحرير الصحف والمواقع الإخبارية والمنصات الرقمية في الوطن العربي.

فئات الجائزة

وتشكل جائزة الصحافة العربية محوراً رئيسياً لجائزة الإعلام العربي وتندرج ضمنها فئات الصحافة السياسية والصحافة الاقتصادية» والتحقيقات الصحافية، بينما تشمل جائزة الإعلام المرئي خمس فئات هي: أفضل برنامج اقتصادي وأفضل برنامج ثقافي وأفضل برنامج رياضي وأفضل برنامج اجتماعي، وأفضل عمل وثائقي.

أما جائزة شخصية العام الإعلامية، تمنح بقرار من مجلس إدارة الجائزة لشخصية إعلامية عربية متميزة تقديراً لإسهاماتها التي أغنت المشهد الإعلامي العربي ضمن مختلف المجالات سواء المكتوب أو الرقمي أو المرئي، إضافة إلى فئة أفضل كاتب عمود، وتمنح أيضاً بقرار من مجلس الإدارة بناء على معايير محددة.

ويضم مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، الدكتورة ميثاء بوحميد، المدير التنفيذي لقطاع التسويق والاتصال في مؤسسة دبي للإعلام، الأمين العام للجائزة، والدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وغسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، ونايلة تويني، رئيسة مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية، والكاتب والإعلامي عماد الدين أديب، ومحمد الحمادي، المدير العام لوكالة أنباء الإمارات «وام»، والكاتب والمفكر الدكتور محمد الرميحي، وأحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية.

كما يضم المجلس، عبدالرحمن أبومالح، الرئيس التنفيذي لشركة ثمانية، والإعلامي عمار تقي، مؤسس برنامج الصندوق الأسود، والكاتبة سوسن الشاعر، والدكتور محمد بن مبارك العريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية، ورائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج، وفيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، وحسّان الكنوني، مدير عام جريدة «هسبريس» الإلكترونية.

مقالات مشابهة

  • التضامن الاجتماعي: حوكمة إجراءات الأسر البديلة لاختيار الأفضل لكفالة الأطفال
  • نقابة الصحفيين السودانيين تعرب عن بالغ قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الإعلام
  • ما حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر.. اعرف الرأي الشرعي
  • الجامعة العربية: تؤكد أهمية دور الإعلام في منظومة حقوق الإنسان
  • توضيح هام  من المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات: لماذا إدانة التدخل الإماراتي في الشأن السوداني أمام محكمة الرأي العام السوداني وعدم إنتظار ملهاة تنازع المصالح الدولية داخل مجلس الأمن الدولي
  • جائزة الإعلام العربي تعتمد الأعمال الفائزة وتكريم الفائزين 27 الجاري
  • “الوطنية للإعلام” تعلن تشكيل اللجنة العليا لـ “منتدى القاهرة للإعلام”
  • الوطنية للإعلام تعلن تشكيل اللجنة العليا لمنتدي القاهرة
  • ممثلو برامج الإعلام يجتمعون في "الأرصاد" لتنسيق النشر في موسم الحج
  • الإعلام الحوثي يكشف حجم الخسائر التي لحقت بمطار صنعاء