يمانيون – متابعات

انبطاح القوى السياسية
كانت اليمن خلال فترة ما قبل ثورة 21 سبتمبر تعيش مرحلة من الوصاية الخارجية التي من خلالها فرطت القوى السياسية باستقلال البلاد، ما ترتبت على ذلك نتائج كارثية كادت ان تصل بالوضع إلى الانهيار التام والاحتلال الكامل لليمن…إفلاس القوى السياسية قبل الثورة شجع على استهداف اليمن في كل المجالات ولو استمر الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني على ما كان عليه قبل الثورة فإن اليمن كان ذاهبا نحو التفكك والانهيار التام، ولولا الثورة لتوسعت القواعد والهيمنة الأمريكية حتى في الأجيال اليمنية، حيث عمد الأمريكيون إلى استهداف المناهج التعليمية، وعملوا على تقديم بدائل تخدم مشروعهم”.

وتكشف الكثير من الوثائق والوقائع والأحداث تسليم الأحزاب السياسية أمرها للسفير الأمريكي، باعتراف قادتها الذين أكدوا مدى هيمنة القرار الأمريكي على سير العملية السياسية في اليمن، كيف لا وقد أصبح السفير والدبلوماسيون الأمريكيون من أقرب المقربين للنظام ولقيادات الأحزاب في تلك الفترة وأضحت مقرات أحزاب اللقاء المشترك ومنازل قياداتها تستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي وأمريكا.

السفراء الأمريكيون
السفراء في اليمن كان لهم الدور الرئيسي في تنفيذ ما يريده البيت الأبيض في اليمن، وبدأ ذلك الدور عبر سفير أمريكا في صنعاء خلال الفترة بين عامي 2001 إلى 2004م بتنفيذ العديد من الزيارات إلى المعسكرات ومقرات الاستخبارات العسكرية والأمن السياسي، أما نائبه نبيل الخوري فكان لا يدع مقيلاً أو عرساً في صنعاء إلا وذهب إليه للمقيل، اما السفير الأمريكي برنان ليفي فقد كشف عن علاقة علي محسن الأحمر بالجماعات التكفيرية، وكذا ارتباط جامعة الإيمان التي يديرها عبدالمجيد الزنداني بتلك الجماعات، وغالبا ما كان يلتقي بالجنرال العجوز ويذهب لزيارته في مقر الفرقة الأولى مدرع، وقد تناولت صحف عربية عديدة منها صحيفة (السفير العربي) اللبنانية، في 2010م، أن السفير الأمريكي فريدمان أسس في العاصمة صنعاء أهم غرفة استخبارات أمريكية بالشرق الأوسط وأن معظم المخططات والمشاريع الأمريكية في المنطقة العربية كانت تدار من هذه الغرفة، وتولى السفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين بعد ذلك زمام الأمور في اليمن وأصبح اللاعب الرئيسي في سياسة البلد، سيما بعد محاولة اغتيال “علي عبدالله صلح ” في جامع النهدين بدار الرئاسة، حيث منع قوات النظام من اتخاذ أي موقف ضد مسلحي حميد الأحمر، كما عقد لقاء مع قيادات المشترك في منزل الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك حينذاك الدكتور ياسين نعمان، جرى فيه التأكيد على ضرورة التوافق على قيادة “عبدربه” لضبط الأمور حسب زعمه،
كما لا يمكن في هذا الاتجاه تجاهل دور السفارة الأمريكية في تفكيك الجيش اليمني، حيث وجهت بسرعة إصدار قرارات رئاسية بتعيين عدد من القادة العسكريين في مناصب مختلفة بينها قائد جديد لقوات العمليات الخاصة، ونائب له، ونائب لرئيس هيئة الأركان العامة.

الشأن السياسي
وفي الشأن السياسي أيضا باتت تحركات السفير الأمريكي تتم في إطار أربعة اتجاهات هي المعارضة وهادي والسفارة السعودية والإماراتية وهذا ما يتضح من خلال ما ذكره في حواره مع أحد مراكز الدراسات الذي نشر بتاريخ 30 ديسمبر 2020م حيث أشار إلى قيادته للمفاوضات بين الأطراف اليمنية خلال الفترة من مارس 2011م وقال: وصلنا إلى شهر مايو 2011م عندما أُبرم اتفاق بين المؤتمر والمعارضة، حيث وافق كلا الجانبين، المؤتمر الشعبي العام وتكتل أحزاب اللقاء المشترك (تحالف المعارضة) على شروط انتقال السلطة.
ويذكر انه أحضر شخصيات المعارضة للتوقيع على الاتفاق، وكان ذلك بتاريخ 21 مايو، إلا أن صالح أصر حينها على توقيع الاتفاق في اليوم الموافق للعيد الوطني (ذكرى إعلان الوحدة بين شطري اليمن)، وبعد عودته من الرياض عقب تلقيه العلاج جراء إصابته في حادثة جامع النهدين اضطر صالح الى التوقيع في سبتمبر من العام 2011م بناء على رغبة الملك السعودي عبدالله.

مرحلة جديدة من الوصاية
الفار “هادي” منذ أن تولى مقاليد الحكم سار في طريق سلفه صالح وسارع للخضوع لأمريكا وتنفيذ كل ما يلزم لكسب الولاء الأمريكي، ففي سبتمبر 2012م سافر “هادي” إلى أمريكا والتقى الرئيس الأمريكي حينها أوباما وهي أول زيارة له إلى أمريكا بعد تسلمه السلطة، جاء اللقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفي هذا اللقاء أعاد “هادي” التأكيد على التزامات سلفه “علي صالح” وما رسمه السفير الأمريكي من توجهات، وفي ذات الشهر أكد السفير الأمريكي “جيرالد فايرستاين” أن “مجموعة صغيرة” من قوات المارينز الأمريكية وصلت صنعاء وفقا لمشاورات تمت مع “حكومة الوفاق”، وبعد عام من زيارة “هادي” لأمريكا، نفذت الولايات المتحدة تدخلا عسكريا ميدانيا مباشرا، حيث اقتحمت فرقة من قوات المارينز الأمريكي بعض بيوت المواطنين في محافظة لحج اليمنية، وفي أبريل 2013م إمعاناً للتدخلات الأمريكية المباشرة في الشأن العسكري اليمني، التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد بوزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” في مبنى وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” بواشنطن، “لبحث العلاقات اليمنية- الأمريكية (علاقات التبعية والوصاية) “ وفي غضون عام التقى “هادي” بالرئيس أوباما ووزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل”، بحث اللقاء مسألة دعم عسكري لليمن، والعلاقات الأمنية بين البلدين لمحاربة تنظيم “القاعدة”، -حسبما جاء في الخطاب الرسمي- فيما هي فعليا علاقة تبعية يمنية لأمريكا، لا علاقة صداقة وشركاء وحلفاء وأنداد، وفي سبتمبر من ذات العام 2013م أمريكا تستبيح السيادة اليمنية بمباركة من النظام العميل، و”هادي” يمتدح دقة إصابة الطائرات الأمريكية المسيَّرة، ويقول إنها اعجوبة فنية وإن كل غارة تتم بموافقته، فيما قال وزير الخارجية –حينذاك- أبو بكر القربي:” إن الهجمات بطائرات دون طيار شر لا بد منه، وتجري بتنسيق مع الحكومة”، وبعد امتداح “هادي” لدقة الطيران الدرونز العدواني الأمريكي، في 12 ديسمبر 2013م أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار أربعة صواريخ هيلفاير على موكب عرس من 11 سيارة في البيضاء، قتلت الغارة ما لا يقل عن 12 رجلاً وألحقت إصابات بـ 15 آخرين على الأقل، وفي ذات الشهر ديسمبر 2013م استمرار التدخل في الوظائف السيادية اليمنية منها الأمنية.

استماتة أمريكية ثم استسلام
وعندما اشتعلت ثورة 21 سبتمبر وادرك الأمريكيون أنهم لا يستطيعون السيطرة على الساحات التي خرجت ضد أدواتهم، عملت أمريكا على وضع اليمن تحت الاحتلال الدولي المباشر، حيث صدر قرار مجلس الأمن 2140، الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع، وجاء فيه “الحالة في اليمن تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة”، والتهديد بفرض عقوبات على من سيعرقلون عملية الانتقال السياسي، ومع ذلك استمر زخم الثورة وخرجت الحشود الهائلة الى ساحات الاعتصام، وكانت القوى الحاكمة قبل الثورة قد تواطأت مع قرار مجلس الأمن، ليتصدر السفير الأمريكي دور المنفذ، ليتحكم بقرار البلد، وسفارة واشنطن أصبحت بديلا عن الرئاسة بشكل واضح وجلي”، وفي 10 فبراير من العام 2015م اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن ما سمته بالاضطرابات السياسية في اليمن تؤثر على قدرتها وأكدت أن السفارة الأمريكية في اليمن ستغلق أبوابها، وقد شرعت البعثة الأمريكية حينها بالتخلص من الوثائق والأسلحة، وأبلغ السفير الأمريكي الموظفين أن واشنطن قد تطلب من سفارة تركيا أو الجزائر في صنعاء رعاية مصالح الولايات المتحدة في اليمن بعد إغلاق السفارة.
كما كانت ثورة 21 سبتمبر سبباً في الكشف عن غرفة عمليات استخباراتية داخل مبنى رئاسة الوزراء يديرها ضباط ومسؤولون من السفارة الأمريكية، وقال رئيس الوفد الوطني حينها: “قبل ثورة 21 سبتمبر كان يتواجد أكثر من 120 جنديا من المارينز الأمريكي داخل السفارة الأمريكية في صنعاء، وكان لهم جناح خاص في المطار، إضافة لسيطرتهم على قاعدة العند”، ومن هنا يتضح ان قيادات الثورة كانت حكيمة في إنهاء دابر الوصاية واستطاعت أن تغلق كل غرف العمليات والاستخبارات التي كانت تديرها أيادي الموساد والمارينز الملوثة بدماء الشعب اليمني، وعرتها أمام العالم، وأصبحت صنعاء اليوم تسير بخطى واثقة نحو مستقبل جميل تضيء سبيله ثورة ميلاد عهد جديد مزَّق أوصال الوصاية التي كانت تمارسها السفارات الأجنبية، واستطاعت ثورة 21 سبتمبر الإطاحة بالوصاية الدولية التي عاثت فسادا في اليمن عبر منظومة صالح وعبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر وتركيبة متعددة الاضلاع من شركاء النظام السابق من سياسيين وقبليين وشخصيات تشاركت في إدارة تلك المرحلة بإشراف أمريكي سعودي، وبالتالي كان حراك اليمنيين بقيادة “أنصار الله” ينطلق من دون أي رعاية خارجية ورفضا لأي استدعاء خارجي أو وصاية من أحد ونجحت في ذلك رغم الطوق المحكم الأمريكي الخليجي عبر تلك المبادرة الوصاية – المشؤومة.

وثائق سرية
كل يوم بعد ثورة الخلاص من الوصاية كان يأتي بكشف جديد لأبناء الشعب اليمني عن حقائق جديدة حول الدور الأمريكي في اليمن، حيث عرضت قناة المسيرة الفضائية قبل عام تقريباً وثائق سرية كشفت الوصاية الأجنبية على اليمن وقراراته السيادية قبل ثورة 21 سبتمبر، الوثائق التي تم عرضها موسومة بـ”سري للغاية”، بعضها صادرة عن السفارة الأمريكية بصنعاء وأخرى عن جهاز الأمن القومي في فترة ما قبل ثورة 21 سبتمبر، وتضمنت الوثائق الصادرة عن السفارة الأمريكية توجيهات من السفير الأمريكي الأسبق جيرالد فايرستيان للرئاسة بنقل ما يسمى “وحدات مكافحة الإرهاب” من وزارة الداخلية إلى الدفاع، كما تضمنت الوثائق توجيهات أمريكية بالاقتصار على وحدات رمزية لتكون قوات أمن للحدود اليمنية البرية والبحرية، وحسبما ورد في الوثائق فإن السفارة الأمريكية وجهت بسرعة إصدار قرارات رئاسية بتعيين عدد من القادة العسكريين في مناصب مختلفة بينها قائد جديد لقوات العمليات الخاصة، ونائب له، ونائب لرئيس هيئة الأركان العامة، وكشفت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي في النظام السابق عن استمرار تدمير منظومات الدفاع الجوي وعلى رأسها صواريخ ستريلا وصواريخ سام، فيما كشفت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي أن جمع وإتلاف صواريخ سام وستريلا جرى بتنسيق وإشراف أمريكي كامل، وأظهرت الوثائق الصادرة عن جهاز الأمن القومي أن الجانب الأمريكي وجه نشاطه في مسارات محددة تخدم مصالح الأمن القومي الأمريكي دون اكتراث لمصالح اليمن.

الانهيار الأمني
مثّل الانهيار الأمني خلال الفترة (2011 – 2014م) انعكاسا لحالة الوصاية الأمريكية والتحكم في الملفين الأمني والعسكري وأيضا السياسي في اليمن، وتلك هي نتيجة تراكمية للتدخلات الأمريكية وانعكاس لحالة الوصاية التي سادت حينها، وقد تعززت التدخلات الأمريكية خلال فترة 2011 – 2014م بفعل الانفلات الأمني وحالة الصراع الحزبي كذلك، وعلى الرغم من تغير الشخوص المعروضة في واجهة السُلطة من علي صالح إلى عبدربه منصور هادي، فإن السفير الأمريكي – كما كان عليه الوضع سابقاً – ظل هو الحاكم الفعلي لليمن، وإن برز في فترة الأخير بشكل أوضح مما كان عليه الحال في عهد سلفه، ففي مرحلة ما بعد 2011م اقترنت السيطرة الأمنية العسكرية الأمريكية مع السيطرة السياسية كذلك، وعمد الأمريكيون إلى توجيه الانتقال السياسي داخل ذات المنظومة الحاكمة والتي انقسمت على نفسها في نهاية المطاف، حزب المؤتمر الحاكم وأسرة علي صالح وحزب الإصلاح الذي يتزعم المعارضة وعائلة الأحمر، ومعهم هادي والشريحة الجديدة التي تربت على يد المعهد الديمقراطي الأمريكي والمنظمات الموازية لها، ويتفق سياسيون وخبراء أمنيون ومراقبون على أن الانهيار الأمني الذي شهدته اليمن منذ نهاية العام 2011م إلى نهاية العام 2014 م، وخلف آلاف القتلى والضحايا مرده الوصاية الأمريكية التي كانت قائمة -آنذاك- من قبل السفارة الأمريكية، وتحكم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه التي نقلت إلى صنعاء المنطقة الإقليمية للوكالة وحولتها إلى عاصمة إقليمية تدير منها الأوضاع الأمنية في القرن الأفريقي والخليج، وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد أنشأت محطتها في صنعاء في أواخر عهد علي عبدالله صالح، وفقاً لاعتراف صالح نفسه في مقابلة قالها قبيل اندلاع ثورة 2011م.
صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أمنيين أمريكيين حاليين وسابقين، قالت في فبراير من العام 2015م، إن الـ”سي آي إيه” أجلت العشرات من عناصرها في اليمن يوم 11 فبراير 2015م حين غادر السفير الأمريكي العاصمة صنعاء، ضمن حوالي 200 عنصر مدني وعسكري، كانوا يعملون في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبيل إغلاقها، الانفلات الأمني الذي ضرب اليمن خلال فترة الوصاية الأمريكية التي برزت بشكل واضح وغير مسبوق بعد أحداث 2011م كانت له مقدمات في العشرة الأعوام التي سبقته منذ 2001م، ووفق إحصائية رسمية فإن الانفلات الأمني شهد تطورا متصاعدا منذ نهاية العام 2011م حتى 2014م حين تفجرت ثورة 21 سبتمبر، وبمقارنة حوادث الاغتيالات والتفجيرات وغيرها نجد أن العام 2014م سجل رقما أكبر بكثير من العام 2013م الذي سجل رقما أكبر من العام الذي سبقه، آلاف الاغتيالات والتفجيرات واقتحام المعسكرات والأعمال التخريبية للكهرباء وأنابيب النفط ، شهدتها الأعوام المذكورة ، ولم تقم السلطة الحاكمة حينها بأي إجراء للتحقيق أو ملاحقة المجرمين، وهو الأمر الذي أكد أن الانفلات الأمني حينها كانت تديره جهة تتحكم بالأجهزة الأمنية وبالقرار السيادي بشكل عام، وهذه الجهة هي السفارة الأمريكية، ودائما كانت السفارة الأمريكية تربط السبب الذي أدى إلى حالة الانفلات الأمني التي تصاعدت في اليمن، إلى الانقسام السياسي، لكن الانقسام نفسه كان مضبوطا بسقوف السفير الأمريكي الذي كان يضع نفسه حكما بين الأحزاب التي ارتهنت كليا لسلطته.
خروج السفارة الأمريكية في بداية العام 2015م تحت ضغط الثورة كان له التأثير الإيجابي الواضح على الواقع الأمني الذي شهد تطورا ملحوظا بشكل متصاعد وصولا إلى ما نشهده اليوم من استقرار أمني متميز.

استهداف الجيش
بعد التفاف النظام الفاسد على ثورة الشباب السلمية وتهافت الأطراف السياسية لتقاسم السلطة، كان هناك مشروع أمريكي يلوح في الأفق، هدفه تمزيق اليمن وإنهاك قواته المسلحة وتسخير أمنه لتحقيق الأطماع الأمريكية، فتضعف الدولة وتعم الفوضى الأمنية التي تجعل البلد عبارة عن مقصلة لكل أبنائه، لقد شكّل موضوع خلخلة الجيش هاجساً لدى الرئيس التوافقي –آنذاك- فبادر في الـ 4 من ديسمبر 2011م إلى إصدار قرار بتشكيل لجنة عسكرية وأمنية تتولى إعادة هيكلة القوات المسلحة، بناء على ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية التي سرقت الثورة، وفي الـ 16 من أبريل 2012م، وصل فريق فني أمريكي إلى اليمن، وترأس السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين، اجتماعاً ضم اللجنة العسكرية والأمنية التي شكلها هادي والوفد الأمريكي، وفي اللقاء تسلم الأمريكيون كافة بيانات القوات المسلحة وأرقامها وأنواع السلاح الذي تمتلكه، وأسماء القيادات العسكرية ووضعها وكافة هياكل القوات المسلحة وبياناتها ووضعها، إضافة إلى تقارير ما حققته القوات اليمنية من نجاحات ميدانية في “الحرب على أنصار الشريعة في أبين”، ضمن عمليات عسكرية كان يقودها العقيد سالم قطن، وبعد شهرين فقط من تسلم الأمريكيين ملف القوات المسلحة اغتيل سالم قطن، وكان اغتيال قطن بمثابة تدشين مشروع التصفيات في اليمن، حيث بلغ عدد من تمت تصفيتهم خلال أربعة أشهر فقط أكثر من 110 ضباط.. قبل ذلك عقد السفير الأمريكي مؤتمراً صحفياً في صنعاء، جاء فيه: «إن هناك وحدات عسكرية لديها بعض الإشكاليات وسيتم حلها ومعالجتها».

عدوان على الثورة
حاول الأعداء القضاء على ثورة 21 سبتمبر العظيمة في المهد وقاموا بأعتى عدوان عليها؛ بعد ان أفقدتهم مصالحهم بل وباتت تهدّدُ مشاريعهم، وتم القضاء من خلالها على أيديهم وعملائهم في الداخل، فحاولوا إعادة هؤلاء عن طريق القوة والآلة العسكرية، لكنهم لم يستطيعوا القضاء على هذه الثورة، فالثورة ما زالت مستمرة ومنتصرة إلى اليوم وستنتصر؛ لأَنَّها تستند إلى شعب لم يعد الخنوع والخضوع والاستسلام شأنه فقد رفضه وسيرفضه إلى الأبد.
بعد نجاح ثورة 21 سبتمبر بأيامٍ، خرج الساسةُ الصهاينة والأمريكان ليصرِّحوا بشكل علني وباعتراف صريح أن نجاحَ الثورة شكّل ضربةً قاضيةً لمصالحهم في اليمن والمنطقة، وأن سقوط القوى التابعة لهم في اليمن يشكّل خطراً كبيراً على مصالحهم في اليمن، حيث أعلن رئيسُ الوزراء الصهيوني أن نجاح ثورة 21 سبتمبر، وانتزاع الشعب اليمني سيادته المسلوبة والتي كانت تتحكم بها إسرائيل وأمريكا عبر أدواتهما في اليمن يشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني، خصوصاً بعد سيطرتهم على باب المندب والمناطق الساحلية، وكذا المناطق النفطية في الشمال والجنوب، وأكّـد الساسة الأمريكيون بدورهم وعبر وسائل الإعلام أن انهيارَ القوى المتحالفة مع الإدارة الأمريكية وسقوط سُلطتها في اليمن يهدّدُ المصالح الأمريكية هناك، ويقضي على الأهداف -الأطماع – الأمريكية في البلد، وهو ما لن تسمحَ به، واعترف المستشارُ السعودي الجنرال أنور عشقي بكل صراحة أن هناك ثرواتٍ طائلة جِـدًّا في اليمن وآباراً نفطية عملاقة في الجوف وباب المندب!، وأن هذه الثروات ستستخرج عبر تحالف أمريكي صهيوني سعودي وأن ثورة الـ 21 سبتمبر قضت على هذا المخطّط والمشاريع؛ لأَنَّ الشعبَ اليمني انتزع قرار سيادته من القوى المحلية والتي كانت تحقّق تلك الأهداف، ودعا وزيرُ حرب الكيان الصهيوني والمسؤولون الصهاينة إلى مواجهة الثورة الشعبيّة سياسياً وعسكرياً واستعادة الهيمنة على اليمن؛ من أجل تحقيق المخطّطات والأهداف المشتركة بين الكيان وأمريكا، داعين نظام آل سعود للتحَرّك السريع من أجل استعادة الهيمنة وإعادة اليمن إلى التحكم السعودي الأمريكي، وعدم السماح للشعب اليمني بمواصلة الثورة وتحقيق الأمن والازدهار.
وبذريعة إعادة ما اسموها “الشرعية” سعت أمريكا وحلفاؤها في المنطقة للقضاء على الثورة الشعبيّة التي أسموها “الانقلابَ”، ومع بدء العدوان على اليمن بمشاركة أكثرَ من 15 دولةً، على رأسها أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات أعلن الساسة الأمريكيون والسعوديون وبكل بحاجة وفي مختلف وسائل الإعلام الدولية، أن أمريكا والسعودية لن تسمحا للشعب اليمني بالخروج عن سيطرتهما وطاعتهما، مهما كلّف الثمن؛ لأَنَّ اليمنَ -حسب تعبيرهم- بوابة خلفية لهما، ويجبُ أن تكون تحت سيطرتهما السياسية والعسكرية، وليس من حق الشعب اليمني أن يقرّرَ مصيره وحقَّه في العيش؛ فهذا يتعارضُ مع مصالحهما.

صحيفة الثورة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السفارة الأمریکیة فی الدفاع الأمریکی السفیر الأمریکی الانفلات الأمنی القوات المسلحة الشعب الیمنی التی کانت فی الیمن من العام فی صنعاء من خلال ما کان

إقرأ أيضاً:

تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن

الآمال في شن هجوم بري في اليمن مدعوم دولياً لإخراج الحوثيين، من الساحل الغربي لليمن، تبددت بفضل الصفقة غير المتوقعة التي أبرمتها الجماعة مع الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، بوساطة عمان.

بعد 51 يوماً من المواجهة، أعلن الرئيس دونالد ترامب وقف العمليات الهجومية الأمريكية ضد الحوثيين مقابل تعليق الهجمات على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب – لا سيما تلك المرتبطة بالمصالح الأمريكية. يبدو أن هذه الخطوة تهدف إلى تأمين تحوّل يحفظ ماء الوجه بعيداً عن المواجهة وسط تصاعد التكاليف لكلا الجانبين. كما تؤكد المسار المتقلب للسياسة الخارجية الأمريكية وتفصل بشكل فعال جبهة البحر الأحمر عن الصراع الأوسع بين الحوثيين وإسرائيل.

في نهاية المطاف، لا يرقى هذا الترتيب إلى مستوى استراتيجية أمريكية متماسكة تجاه اليمن ويخاطر بتشجيع الحوثيين – سواء في الداخل أو في جميع أنحاء المنطقة.

اتفاق ستوكهولم

في الفترة التي سبقت اتفاق 6 مايو/أيار بين الحوثيين والولايات المتحدة، أشارت الدلائل إلى معركة أوسع تلوح في الأفق في اليمن. في 29 مارس/آذار، ألمح رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي إلى احتمال شن هجوم بري خلال خطابه للأمة بمناسبة عيد الفطر. وبعد أسابيع، في 14 أبريل/نيسان، أفادت وسائل إعلام غربية أن محادثات جارية بشأن عملية برية محدودة مدعومة أمريكياً، ولكن بقيادة يمنية، لاستعادة مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون.

بعد سبع سنوات من لعب التدخلات البريطانية والأمريكية دوراً رئيسياً في منع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من التحرك لاستعادة الحديدة، كانت القوات الموالية للحكومة على وشك إعادة فتح تلك الجبهة مرة أخرى.

في عام 2018، كانت للحكومة اليمنية اليد العليا عسكرياً ولكنها قُيدت باتفاق ستوكهولم، الذي رسخ في النهاية سيطرة الحوثيين على الميناء الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر. وقد مهدت هذه التنازلات الطريق للجماعة اليمنية المدعومة من إيران لتتمكن لاحقاً من مهاجمة السفن التجارية، مما أدى إلى رد عسكري أمريكي بريطاني بدأ في عهد إدارة جو بايدن في يناير/كانون الثاني 2024 وتصاعد بشدة من قبل ترامب في مارس/آذار من هذا العام.

لا يزال الزخم لمعالجة اختلال توازن القوى في اليمن متوقفاً – مقيداً جزئياً بالديناميكيات الإقليمية، لا سيما حذر المملكة العربية السعودية الاستراتيجي، وتحول تصورها للتهديد، وأولوياتها الاجتماعية والاقتصادية. تعكس هذه الأبعاد حقيقتين أساسيتين: قراءة واضحة للمدة الأولى لترامب وتركيز سعودي عملي على تقدم مصالحها الوطنية فوق كل شيء آخر.

تحول في الإدراك وسط التكاليف الباهظة

منذ أواخر عام 2023، شن الحوثيون أكثر من 200 هجوم على السفن التجارية والعسكرية عبر البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي – أحياناً بالتنسيق مع القراصنة الصوماليين. والجدير بالذكر أن الجماعة أطلقت أيضاً أكثر من 200 صاروخ و170 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، مع إصابة بعض المقذوفات عن طريق الخطأ دولاً مجاورة بما في ذلك مصر والأردن والمملكة العربية السعودية.

لقد أجبرت عمليات الحوثيين – التي أُطلقت ظاهرياً لدعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة – شركات الشحن العالمية على تغيير مسار السفن. وقد أُجبرت العديد من السفن منذ ذلك الحين على عبور رأس الرجاء الصالح، متجاوزة البحر الأحمر وقناة السويس، مما أضاف ما يصل إلى أسبوعين من وقت العبور. ويتصاعد الضغط على دول البحر الأحمر المطلة: فقد أعلنت مصر، على سبيل المثال، عن خسارة 7 مليارات دولار أمريكي من إيرادات قناة السويس في عام 2024. وبحلول فبراير من هذا العام، انخفضت عمليات العبور اليومية عبر القناة إلى 32 سفينة فقط – بانخفاض 57٪ عن متوسط 75 سفينة قبل إطلاق الضربات البحرية الحوثية.

لقد تحدت الأزمة النظام البحري الدولي بشكل مباشر وتثير تساؤلات حول قدرة – ورغبة – الولايات المتحدة في الحفاظ على حرية الملاحة باستمرار. لقد أعاد الحوثيون وضع أنفسهم كتهديد موثوق للسلام والتجارة والأمن العالميين، مما أدى إلى تحوّل في تصورات التهديد الأمريكية بعد سنوات من التقليل من شأن التهديدات المتعددة للجماعة.

نهج أمريكي غير كافٍ

لقد تبنى ترامب نهجاً أكثر تركيزاً إلى حد ما تجاه اليمن مقارنة ببايدن، لكن موقفه لا يزال يفتقر إلى الاستراتيجية والتماسك العام. مع إضعاف حزب الله اللبناني، وسقوط الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا، وضبط جماعات مسلحة شيعية مدعومة من إيران في العراق منذ الخريف الماضي، اختار الحوثيون حتى وقت قريب التصعيد بدلاً من البقاء. وقد دفع المشهد الإقليمي المتغير في البداية إدارة ترامب إلى استنتاج أن الوقت قد حان للتصعيد ضد الجماعة.

ابتداءً من 15 مارس وحتى إعلان الهدنة في 6 مايو، شنت الولايات المتحدة أكثر من 1100 ضربة استهدفت ورش الطائرات المسيرة والصواريخ التابعة للحوثيين، ومرافق التخزين، والقواعد العسكرية، وأنظمة الرادار، ومنازل القادة المتوسطي المستوى، والتجمعات العسكرية المتنقلة، ومنصات الإطلاق، وحتى البنية التحتية المدنية، بما في ذلك ميناء رأس عيسى. يُزعم أن الهجمات قتلت أكثر من 500 مقاتل حوثي، على الرغم من أنها أسفرت أيضاً عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وأضرار جانبية أخرى.

لم تُستعاد الردع الأمريكي بعد بشكل موثوق أو مستدام، حيث يواصل الحوثيون إظهار القدرة والنية لتنفيذ المزيد من الهجمات – وهو ما يؤكده تبادلهم المستمر لإطلاق النار مع إسرائيل.

ولكن للمرة الأولى منذ اتفاق ستوكهولم، تبدو الجماعة ضعيفة حقاً. فبعد ضربة حوثية طفيفة نسبياً على مطار بن غوريون في تل أبيب في 4 مايو، دمر الانتقام الإسرائيلي بنية تحتية لوجستية وطاقة حيوية في اليمن – بما في ذلك أربع طائرات مدنية مملوكة للخطوط الجوية اليمنية – مما يسلط الضوء على الخسائر الفادحة التي تلحق بالمدنيين الذين يعانون بالفعل. كما تفيد مصادر مطلعة في اليمن أن كبار قادة الحوثيين قد اختفوا، مما أدى إلى تغييرات مفاجئة في بروتوكولات الاتصال والأمن وسط مخاوف متزايدة من الاختراق السيبراني والتسريبات من الاستخبارات البشرية.

بالإضافة إلى ذلك، تزعم مصادر يمنية على الأرض أن معلومات استهداف حية قد تم مشاركتها مع الولايات المتحدة من داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون – وهو خرق غير مسبوق يشير إلى تزايد الاستياء الشعبي. إن الإحباط الشعبي لا ينبع فقط من الحكم القمعي للمتمردين الحوثيين، واحتكارهم للسلطة، وسوء الإدارة الاقتصادية، ولكن أيضاً من التكاليف المتزايدة الوضوح لمغامراتهم الإقليمية على اليمنيين في الداخل والخارج.

لقد ألحقت الضربات مثل قصف الولايات المتحدة لميناء رأس عيسى في الحديدة خسائر فادحة بالمدنيين، مما فاقم معاناة أولئك الذين تعلق آمالهم على تخفيف التصعيد، وتحسين الظروف المعيشية، وتعزيز الأمن.

تكرار أخطاء ستوكهولم

تتوقف احتمالية استعداد واشنطن لاتخاذ إجراءات أكثر حسماً لحماية الشحن الدولي على عاملين رئيسيين: التقدم في المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وامتثال الحوثيين لهدنة 6 مايو/أيار. قبل الترتيب بين الحوثيين والولايات المتحدة، أشارت الضربات الأمريكية على المواقع الأمامية في الحديدة ومأرب – وكذلك على البنية التحتية بالقرب من الجزر الاستراتيجية مثل كمران – إلى استراتيجية أوسع لتأمين خطوط الإمداد البحرية والضغط على الحوثيين للدخول في محادثات.

في غضون ذلك، لا تزال الحكومة اليمنية تأمل في شن هجوم مدعوم دولياً لاستعادة صنعاء في نهاية المطاف، معتبرة إياه السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الدائم – بما في ذلك في البحر الأحمر. ومع ذلك، كشفت صفقة وقف إطلاق النار عن تفضيل إدارة ترامب لنهج أضيق: احتواء التهديدات البحرية الحوثية مؤقتاً، وتدهور قدراتهم، وإجبارهم على طاولة المفاوضات.

بينما قد تكون مكلفة، فإن استجابة أمريكية أكثر حزماً ضد الحوثيين يمكن أن تثبت أنها استراتيجية. إن استعادة أكثر من 300 كيلومتر (186 ميلاً) من منطقة تهامة – وهي سهل ساحلي ضيق على طول البحر الأحمر من الحدود السعودية إلى ما يقرب من مضيق باب المندب – سيقطع الشريان الغربي لإمداد الحوثيين وكذلك يعطل طرق تهريب الأسلحة والوقود والمرتزقة والمخدرات. كما سيؤدي ذلك إلى تحييد التهديدات من الألغام البحرية والقوارب المفخخة، وحصر الجماعة في المرتفعات – مما يقوض بشكل كبير نطاق عملياتهم وصمودهم.

ليس هذا هو الوقت المناسب لتكرار أخطاء اتفاق ستوكهولم، الذي حمى الحوثيين، وشرعن وجودهم في الحديدة، وسمح للتهديدات البحرية بالنمو دون رادع. ومع ذلك، لا يزال هناك اليوم خطر حقيقي لتكرار نفس الخطأ الأساسي: وهو معالجة الأعراض بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية.

بُعد أبوظبي – الرياض

لا تزال الحسابات الإقليمية بشأن هجوم بري ضد الحوثيين منقسمة وتمثل قيداً حاسماً. فالمملكة العربية السعودية، التي تخشى من عدم قدرة ترامب على التنبؤ به وقابلية الحوثيين لشن هجمات عبر الحدود، تطالب باتفاق أمني أمريكي شامل وتبقى متشككة في شن عملية برية. كما تشعر الرياض بالقلق من التوسع المحتمل للنفوذ الإماراتي على طول البحر الأحمر.

ومع ذلك، فإن الإمارات– مستفيدة من تجربتها العملياتية بالقرب من الحديدة في 2017-2018 إلى جانب علاقاتها المستمرة مع القوات المشتركة على ساحل تهامة – أكثر استعداداً لدعم هجوم بري مدعوم من الولايات المتحدة، إذا كان استراتيجياً. إن شراكة أبوظبي الأمنية القوية مع واشنطن – إلى جانب مصالح الطاقة والبحرية وسعيها للنفوذ الجيوسياسي – تدفع موقفها، على الرغم من الإنكار العلني الأولي.

بالنظر إلى المستقبل، هناك شيء واحد واضح: أزمة البحر الأحمر تؤكد صمود الحوثيين – ليس بسبب قوة الجماعة المتأصلة، ولكن بسبب غياب استراتيجية استقرار مدعومة دولياً وبقيادة يمنية والفشل المستمر في معالجة الأسباب الجذرية للتهديدات عبر الحدود. وهذا الأخير يستلزم سيطرة الحوثيين على الأراضي ورفضهم الانخراط بشكل فعال في عمليات السلام الوطنية.

يتطلب مواجهة هذا التحدي استراتيجية متماسكة وطويلة الأمد لليمن والبحر الأحمر، ترتكز على دعم عسكري ومالي واستخباراتي وأمني ودبلوماسي ولوجستي مستمر للحكومة اليمنية – بالتنسيق الوثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. بينما أعربت إدارة ترامب عن رغبتها في سلام واستقرار دائمين في البحر الأحمر، إلا أنها لا تبدو مستعدة للانخراط طويل الأمد الذي يمكن أن يبشر بعصر جديد في اليمن. في هذا السياق، تبدو المحادثات المتجددة بشأن خارطة طريق الأمم المتحدة لخفض التصعيد، المدعومة من عمان والمملكة العربية السعودية، مرجحة بشكل متزايد.

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”

المصدر: أمواج ميديا

إبراهيم جلال30 مايو، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا مقالات ذات صلة ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا 30 مايو، 2025 (وكالة).. السعودية حذّرت إيران من خطر ضربة إسرائيلية ما لم يتم التوصل لاتفاق نووي مع ترامب 30 مايو، 2025 الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة 30 مايو، 2025 العفو الدولية ورايتس ووتش تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين 30 مايو، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصة كرب إل وتر.. موّحد اليمن الأول 23 مايو، 2025 الأخبار الرئيسية تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن 30 مايو، 2025 ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا 30 مايو، 2025 (وكالة).. السعودية حذّرت إيران من خطر ضربة إسرائيلية ما لم يتم التوصل لاتفاق نووي مع ترامب 30 مايو، 2025 الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة 30 مايو، 2025 العفو الدولية ورايتس ووتش تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين 30 مايو، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك الانتهاكات في اليمن.. إرث ينتظر العدالة 30 مايو، 2025 كرب إل وتر.. موّحد اليمن الأول 23 مايو، 2025 ترامب غيّر العلاقات الأميركية العربية 22 مايو، 2025 الثورة والوحدة ركائز الجمهورية  22 مايو، 2025 مُطيع .. في سيرة وزير خارجية اليمن الديمقراطي 22 مايو، 2025 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 20 ℃ 28º - 19º 43% 1.05 كيلومتر/ساعة 28℃ السبت 28℃ الأحد 28℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 29℃ الأربعاء تصفح إيضاً تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن 30 مايو، 2025 ترامب: أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا 30 مايو، 2025 الأقسام أخبار محلية 30٬309 غير مصنف 24٬214 الأخبار الرئيسية 16٬537 عربي ودولي 7٬785 غزة 10 اخترنا لكم 7٬375 رياضة 2٬558 كأس العالم 2022 88 اقتصاد 2٬395 كتابات خاصة 2٬179 منوعات 2٬110 مجتمع 1٬939 تراجم وتحليلات 1٬950 ترجمة خاصة 183 تحليل 25 تقارير 1٬705 آراء ومواقف 1٬602 ميديا 1٬533 صحافة 1٬501 حقوق وحريات 1٬414 فكر وثقافة 952 تفاعل 854 فنون 504 الأرصاد 475 بورتريه 68 صورة وخبر 40 كاريكاتير 33 حصري 29 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 3 مايو، 2024 تفحم 100 نخلة و40 خلية نحل في حريق مزرعة بحضرموت شرقي اليمن 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن أخر التعليقات أحمد ياسين علي أحمد

المتحاربة عفوًا...

أحمد ياسين علي أحمد

من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...

haber-haziran

It is so. It cannot be otherwise....

haber-7

It is so. It cannot be otherwise....

عبدالعليم محمد عبدالله محمد البخاري

سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...

مقالات مشابهة

  • كوبا تستدعي السفير الأمريكي احتجاجًا على التدخل في شؤونها الداخلية
  • تكلفة الغموض الأمريكي في اليمن
  • بين التأييد والنقد.. تصريحات العليمي عن الحوثيين وطائرات اليمنية تُثير الجدل في اليمن
  • وزير الدفاع الأمريكي يشارك في تدريبات عسكرية مع القوات الأمريكية في سنغافورة.. فيديو
  • مجلة عبرية: القوات اليمنية أفشلت آلة الحرب الأمريكية والمبادرة لا تزال بيد صنعاء
  • السفير الأمريكي لدى تركيا يفتتح مقر السفير في سوريا
  • بعد 14 عاما من القطيعة.. المبعوث الأمريكي يفتتح دار السفير بدمشق
  • مراسل سانا: وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني والمبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا السيد توماس باراك يفتتحان دار سكن السفير الأمريكي بدمشق
  • قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يؤثر على موقف اليمن في نصرة الشعب الفلسطيني
  • سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل