البوابة نيوز:
2025-07-12@06:23:20 GMT

ماذا تريد بكين ؟

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT


بعد إنغلاق دام ٤٥ عاما عزلت الصين خلالها نفسها عن العالم بفولاذ حديدى أشبه بسورها العظيم خرجت بكين من حالة [ الكمون الاستراتيجى ]وهى الآن فى طريقها لصعود سلمى وهادىء لتحتل مكانة دولية مرموقة بين الكبار، الأمر الذى يقتضى بطبيعة الحال أن تزاحم الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الاوروبى وتهديد مصالحهما، فى عالم يتغير وخرائط نفوذ جديدة تتشكل وعلاقات بين أطراف دولية كثيرة يعاد ترتيب أوراقها، قوى تنحسر وتتراجع وقوى تصعد وتتصدر المشهد، الصراع يتزايد بشدة، والتحالفات لم تستقر وتأخذ شكلها النهائى، والمباراة بين اللاعبين الدوليين لن تحسم قريبا.


أعلنت الصين خروجها عندما حانت اللحظة المناسبة فهى تملك ما تقدمه للعالم خصوصا الدول النامية والاقتصادات الناشئة بداية من تجربتها [ الاقتصادية الاشتراكية ] شديدة التفرد وانحيازها المطلق وريادتها فى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر إلى مكاسبها من الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، استطاعت أن تقدم تجربة مختلفة فى الاقتصاد بل ونظم الحكم أيضا بعيدا عن النموذج الغربى حتى أطلقت مبادرة الحزام والطريق التى انضم إليها أكثر من ١٥٠ دولة من بينها ١٦ دولة عضوا فى الإتحاد الأوروبي، وصدرت ١٤٠ مليون سائحا صينيا عام ٢٠١٩ هذا بخلاف صادراتها التجارية من "لعب الأطفال " حتى السلاح 
دون شك أزعج الحضور الصينى على مسرح الأحداث الدولية الولايات المتحدة وحلفائها من القوى الدولية الأخرى وبدأت تعلو نبرة الغرب ضد بكين وهو أمر متوقع فظهرت الانتقادات على ستة محاور أساسية فى مقدمتها القضايا الحقوقية فى هونج كونج، والتبت  وأزمات بحر الصين الجنوبى، والشرقي وتايوان فضلا عن اتهام الصين بعدم الشفافية واتخاذ إجراءات إدارية وأمنية واقتصادية صارمة فى مواجهة المستثمر الغربى والاستثمارات الأجنبية.
تدرك بكين قيمة الانفتاح على العالم ولكنها تدرك أيضا بل وتعلن أنها ترفض الابتزاز أو الحصار، ولا تسعى لتصدير أو فرض أيديولوجية 


..إذن ماذا تريد بكين ؟


بوضوح شديد تريد بكين عولمة بملامح صينية، تريد أن تقول [ نحن هنا ] وأن ما يجرى من سياسات لا يجب أن يستمر، فالعالم يتغير وتوسيع المشاركة فى صناعة القرار الدولى أصبح واجبا، فالنظام العالمى لم يعد محتملا وسيطرة عملة واحدة مسألة تحتاج إعادة نظر، انقضى عهد العولمة الأمريكية هكذا تفكر بكين وتتخذ من القرارات والتوجهات ما ينبىء بوضوح عن رغبتها وطموحها فى إدارة العالم  إدارة مشتركة وليست منفردة.
لم يتأخر رد الفعل الأمريكى على السياسات والتحركات والانفتاح الصينى وبدأت واشنطن فى الضغط على أعصاب التنين وأوراق تايوان، وقائمة الاتهامات الحقوقية جاهزة ونشر التوتر فى بحر الصين لا يحتاج سوى شرارة لإشعاله، وما أكثر الحلفاء الأمريكيين فى الشرق الأقصى الذين تم استدعاؤهم لتظهر مؤخرا مبادرة الممر الهندى بمشاركة دول شرق أوسطية وصولا إلى أوروبا، مبادرة موازية لمبادرة الحرير والطريق فى محاولة للتشكيك فى المبادرة الصينية وضربها _ليس أكثر _ حتى ولو على مستوى الخطاب السياسى.
أن تطرح بكين نفسها على أنها البديل للنموذج الغربى فى التنمية، وأن تبدى رغبتها فى الانتقال بالنظام العالمى سلميا إلى نظام جديد لا تتحكم فين واشنطن وحدها هو عملية طويلة المدى، فهل تظل بكين هادئة لتحقق أحلامها ولا تستجيب للاستفزازات الأمريكية، وهل تستطيع أن تسدد فاتورة صعودها لقيادة العالم ومن يضمن أن يظل خطابها السياسي عاقلا ولا تتحول لقوة إمبريالية جديدة ؟ 
…وللحديث بقية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصين

إقرأ أيضاً:

حماس تريد إنهاء العدوان وإسرائيل تتوقع اتفاقا خلال أسبوعين

أكدت حركة حماس مواصلة جهودها لإنجاح جولة المفاوضات الجارية في الدوحة للتوصل إلى اتفاق شامل في غزة، في وقت كشف مسؤول إسرائيلي كبير أمس الأربعاء أن إسرائيل وحماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى خلال أسبوع أو أسبوعين لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد.

وتتواصل في العاصمة القطرية حاليا جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين وفد يمثل حماس ووفد إسرائيلي بهدف مناقشة تفاصيل اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال المسؤول الإسرائيلي، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن، إنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية نزع سلاحها.

وذكر ذلك المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت حماس ذلك "فإننا سنمضي" في العمليات العسكرية.

والتقى الرئيس دونالد ترامب مع نتنياهو أول أمس -للمرة الثانية في غضون يومين- لمناقشة الوضع في غزة. وأشار ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط إلى أن إسرائيل وحماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد مرور 21 شهرا على اندلاع الحرب.

ومن جانبه جدد وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير -اليوم- ضغوطه على نتنياهو لوقف المفاوضات، داعيا إياه بدلا من ذلك إلى "سحق حماس تماما".

وقال بن غفير -الذي يترأس حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في منشور على منصة إكس- إن تصاعد المفاوضات حول ما سماها "الصفقات المتهورة" يشجع حركة حماس على تنفيذ مزيد من عمليات الأسر.

مرونة حماس

وأكدت حماس -في بيان- سعيها لاتفاق شامل ينهي العدوان ويؤمّن دخول المساعدات ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة، مشيرة إلى أنها أبدت المرونة اللازمة في إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية.

إعلان

وقالت أيضا إن النقاط الجوهرية تبقى قيد التفاوض، وفي مقدمتها تدفق المساعدات وانسحاب جيش الاحتلال، وضمان وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدة أنها تواصل العمل بإيجابية مع الوسطاء لتجاوز العقبات وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني رغم صعوبة المفاوضات وتعنت إسرائيل.

وبدوره، قال القيادي في حماس طاهر النونو إن الحركة تبدي مرونة عالية في المفاوضات الجارية حاليا بالدوحة وتتجاوب مع الوسطاء، مضيفا أن حماس وافقت على إطلاق سراح 10 أسرى من الإسرائيليين الموجودين في غزة لضمان تدفق الإغاثة ووقف العدوان.

وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أشار النونو إلى أن الجولة الحالية من المفاوضات تشهد تحديات كبيرة، وأن موقف حماس ثابت فيما يتعلق بالمتطلبات الأساسية لأي اتفاق مع الاحتلال، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العدوان بشكل شامل.

وتطالب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على حوالي ثلث القطاع، بما في ذلك محور موراغ بين مدينتي رفح وخان يونس، بالإضافة إلى الإبقاء على نظام توزيع المساعدات المثير للجدل الذي تتولاه ما تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" وتدعمه الولايات المتحدة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وقد خلفت هذه الحرب أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

مقالات مشابهة

  • عودة ليلة المتاحف: مبادرة لإحياء الحياة الثقافية
  • مكاسب خيالية.. ماذا حقق تشيلسي بعد الوصول إلى كأس العالم للأندية؟
  • مواقف دولية في مجلس الأمن من هجمات الحوثيين على السفن بالبحر الأحمر.. ماذا قالت الصين وفرنسا؟
  • أزمة غزة واستقرار المنطقة .. ماذا ناقش رئيس وزراء الصين مع الرئيس السيسي؟
  • حماس تريد إنهاء العدوان وإسرائيل تتوقع اتفاقا خلال أسبوعين
  • السيسي يبحث مع رئيس وزراء الصين ملف مبادلة الديون ويشيد بدور بكين في المشروعات التنموية بمصر
  • بعد كأس العالم للأندية.. ماذا ينتظر باريس سان جيرمان؟
  • واشنطن تريد التصويت
  • بكين تصدر إنذاراً لمواجهة الفيضانات
  • بعد تصدرها التريند.. كل ما تريد معرفته عن سكك حديد مصر