نكسة جديدة لحرب الصومال على "الشباب".. انتحاري يقتل 13 مدنيا
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
قُتل 13 شخصاً وأُصيب عشرات آخرون بجروح في وسط الصومال السبت بعدما عمد انتحاري إلى تفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات قرب نقطة تفتيش في مدينة بلدوين ما أدى إلى تدمير مبان قريبة، وفق ما أعلنت الشرطة.
واستخدم عمّال الطوارئ جرافات لرفع الأنقاض وقد انتشلوا أشخاصا كانوا عالقين تحت الركام من جراء التفجير الذي وقع في بلدة بلدوين في محافظة هيران.
وقال محافظ هيران عبدالله أحمد مالن في تصريح للصحافيين في الموقع "ما حدث هنا هو عمل شنيع".
وتابع: "إنها كارثة والدمار الذي سبّبته ليس قليلاً، لقد دمّرت المنطقة بأسرها".
وأعلن المسؤول في الشرطة المحلية أحمد آدن في تصريح لوكالة "فرانس برس" العثور على "جثث 13 شخصاً غالبيتهم من المدنيين الذي يقطنون على مقربة" من الموقع.
وأفاد بـ"إدخال نحو 45 جريحاً إلى منشآت طبية.. إصابات بعضهم خطيرة وكلهم مدنيون".
يأتي الهجوم بعد إقرار الحكومة الصومالية الضعيفة بتعرّضها لـ"نكسات كبيرة عدة" في حملتها ضد مقاتلي حركة الشباب.
ويخوض مقاتلو الحركة تمرداً منذ أكثر من 15 عاماً لإطاحة بالحكومة الضعيفة والمدعومة دولياً في مقديشو.
ولم تتبنَّ أي جهة على الفور هجوم السبت.
وقال المسؤول في الشرطة عبد القادر ياسين الذي توجّه إلى الموقع عقب التفجير، إن التفجير "سبّب دماراً هائلاً"، مرجّحاً ارتفاع حصيلة القتلى.
وأفاد سكان بأن التفجير تسبب بانهيار منازل مشيرين إلى أن سكاناً كانوا في بيوتهم دُفنوا تحت أنقاضها.
ولا تزال قوة الاتحاد الإفريقي التي انتشرت في الصومال في العام 2007 بتفويض مدّته ستة أشهر، موجودة في البلاد، وراهناً تسعى الحكومة إلى إرجاء عملية خفض عديد القوات الأجنبية لمدة ثلاثة أشهر.
وتدعو قرارات الأمم المتحدة إلى خروج قوة الاتحاد الإفريقي من الصومال بنهاية العام المقبل، وإلى نقل المسؤوليات الأمنية إلى جيش البلاد وشرطتها.
وأطلقت القوات الصومالية في أغسطس من العام الماضي هجوماً واسع النطاق ضد حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، وتؤازرها في حملتها ميليشيات تابعة للعشائر في عملية تدعمها قوة الاتحاد الإفريقي وتساندها الولايات المتحدة بضربات جوية.
"حرب شاملة"وتولى الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود منصبه في مايو الماضي، وتعهّد شن "حرب شاملة" ضد حركة الشباب التي دُحرت من مقديشو في العام 2011 ولكنها ما زالت تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد.
الرئيس الذي أجرى مؤخراً زيارات تفقدية لخط الجبهة، قال في أغسطس إن الحكومة ستقضي على الإرهابيين بنهاية العام.
لكن مستشار الأمن القومي الصومالي طلب في رسالة وجّهها إلى الأمم المتحدة إرجاء عملية سحب ثلاثة آلاف عنصر من قوة الاتحاد الإفريقي المقررة في نهاية سبتمبر.
وجاء في الرسالة أن الحكومة "تمكّنت من إعادة تحرير مدن وبلدات وطرق إمداد أساسية" لكن عمليتها تتعرّض لـ"نكسات كبيرة عدة" منذ أواخر أغسطس.
وتابع مستشار الأمن القومي في رسالته "هذا التحوّل المفاجئ في الأحداث أضعف قواتنا العسكرية، وكشف وجود نقاط ضعف في خطوطنا الأمامية، واستلزم إعادة تنظيم شاملة لضمان محافظتنا على زخمنا في التصدي لتهديد حركة الشباب".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News حركة_الشباب الصومالالمصدر: العربية
كلمات دلالية: حركة الشباب الصومال قوة الاتحاد الإفریقی حرکة الشباب
إقرأ أيضاً:
البصمة الكربونية لحرب إسرائيل على غزة تتجاوز دولا بأكملها
كشفت دراسة بحثية جديدة أن البصمة الكربونية (حجم الانبعاثات) للأشهر الـ15 الأولى من حرب إسرائيل على غزة ستكون أكبر من الانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري في مائة دولة، مما سيؤدي إلى تفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية، بالإضافة إلى الخسائر الهائلة في صفوف المدنيين.
ووجدت الدراسة التي أجرتها ونشرتها صحيفة غارديان البريطانية أن أكثر من 99% من نحو 1.89 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، والتي يُقدر أنها تولدت في الفترة ما 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ووقف إطلاق النار المؤقت في يناير/كانون الثاني 2025 كانت ناجمة عن القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لقطاع غزة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4في زمن الحصار.. غزيون يشعلون الأمل بحرق النفايات البلاستيكيةlist 2 of 4تراجع انبعاثات الكربون بالصين وارتفاعها بالولايات المتحدة وأوروباlist 3 of 4ما نماذج المناخ وهل يمكن الثقة في معادلاتها؟list 4 of 4توقعات العلماء.. هل سيكون 2025 العام الأشد حرارة على الإطلاق؟end of listوجاءت نحو 30% من غازات الاحتباس الحراري المنبعثة في تلك الفترة جاءت من إرسال الولايات المتحدة 50 ألف طن من الأسلحة والإمدادات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل، معظمها على متن طائرات شحن وسفن من مخازنها في أوروبا.
أما نسبة الـ20% الأخرى فكانت نتيجة عمليات الاستطلاع والقصف الجوية الإسرائيلية، والدبابات والوقود من المركبات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تصنيع وتفجير القنابل والمدفعية.
إن التكلفة المناخية طويلة الأجل لتدمير غزة وإعادة بنائها قد تتجاوز 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. وهذا يفوق إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة السنوية لعام 2023 التي انبعثت من كوستاريكا وإستونيا، مع ذلك، لا يوجد أي التزام على الدول بالإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية لهيئة الأمم المتحدة للمناخ.
إعلانوتشير الدراسة أيضا إلى أن وقود المخابئ والصواريخ التي تستخدمها حماس مسؤولة عن نحو 3 آلاف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل 0.2% فقط من إجمالي انبعاثات الصراع المباشرة، في حين تم توليد 50% من هذه الانبعاثات من خلال توريد واستخدام الأسلحة والدبابات والذخائر الأخرى من قبل الجيش الإسرائيلي.
وحسب التقرير أبرز القصف الإسرائيلي المتواصل والحصار ورفض الامتثال لأحكام المحكمة الدولية عدم التوازن في آلة الحرب لدى كل جانب، فضلا عن الدعم العسكري والطاقة والدبلوماسي غير المشروط تقريبا الذي تتمتع به إسرائيل من حلفائها بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويعد هذا التحليل الثالث والأشمل الذي أجراه فريق من الباحثين البريطانيين والأميركيين حول التكلفة المناخية للأشهر الـ15 من الصراع، والتي استشهد فيها أكثر من 53 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى أضرار واسعة النطاق في البنية التحتية وكارثة بيئية. كما يُقدم التقرير أول لمحة، وإن كانت جزئية، عن التكلفة الكربونية للصراعات الإقليمية الإسرائيلية الأخيرة الأخرى.
إجمالا، قدّر الباحثون أن التكلفة المناخية طويلة الأمد للتدمير العسكري الإسرائيلي في غزة -والاشتباكات العسكرية الأخيرة مع اليمن وإيران ولبنان- تُعادل شحن 2.6 مليار هاتف ذكي أو تشغيل 84 محطة طاقة تعمل بالغاز لمدة عام.
ويشمل هذا الرقم ما يُقدّر بـ557.359 طنا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، والناجمة عن بناء شبكة أنفاق حماس في عهد الاحتلال، و"الجدار الحديدي" الإسرائيلي.
وقد استؤنف القتل والتدمير البيئي في غزة عندما انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد شهرين فقط، ولكن النتائج قد تساعد في نهاية المطاف في حساب المطالبات بالتعويضات.
إعلانوقالت أستريد بونتس، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة: "يُثبت هذا البحث المُحدّث الحاجة المُلِحّة لوقف الفظائع المُتصاعدة، وضمان امتثال إسرائيل وجميع الدول للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية".
وأضافت: "سواء اتفقت الدول على وصفها بالإبادة الجماعية أم لا، فإن ما نواجهه يُؤثر بشدة على جميع أشكال الحياة في غزة، ويُهدد أيضا حقوق الإنسان في المنطقة، بل وحتى في العالم، بسبب تفاقم تغير المناخ".
من جانب آخر، كانت الطاقة الشمسية تولّد ما يصل إلى ربع كهرباء غزة، ممثّلة إحدى أعلى النسب عالميا، إلا أن معظم الألواح، ومحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، تضررت أو دُمرت. يعتمد الوصول المحدود للكهرباء في غزة الآن بشكل رئيسي على مولدات تعمل بالديزل.
وينبعث ما يزيد قليلا عن 130 ألف طن من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، أي ما يُعادل 7% من إجمالي انبعاثات الصراع، جراء تدمير إسرائيل لتلك المعدات.
وقد تم توليد أكثر من 40% من إجمالي الانبعاثات بسبب ما يقدر بنحو 70 ألف شاحنة مساعدات سمحت إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة، والتي أدانتها الأمم المتحدة باعتبارها غير كافية على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لنحو 2.2 مليون فلسطيني نازح وجائع.
ولكن التكلفة المناخية الأكبر-حسب التقرير- ستأتي من إعادة بناء غزة، التي حولت إسرائيل معظم مبانيها ومرافقها إلى ما يقدر بنحو 60 مليون طن من الأنقاض السامة.
وستُولّد تكلفة الكربون الناتجة عن نقل الأنقاض بالشاحنات، ثم إعادة بناء 436 ألف شقة، و700 مدرسة، ومسجد، وعيادة، ومكاتب حكومية، ومبانٍ أخرى، بالإضافة إلى 5 كيلومترات من طرق غزة، ما يُقدّر بنحو 29.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وهذا يُعادل إجمالي انبعاثات أفغانستان لعام 2023 على سبيل المثال.
إعلانويعتبر رقم إعادة الإعمار أقل من التقديرات السابقة التي قدمتها مجموعة البحث نفسها بسبب مراجعة متوسط حجم كتل الشقق.
وقالت زينة آغا، محللة السياسات في شبكة السياسات الفلسطينية (الشبكة)، يعد هذا التقرير "بمثابة تذكير صادم ومحزن بالتكلفة البيئية والبيولوجية لحملة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الكوكب وشعبه المحاصر".
وبموجب قواعد الأمم المتحدة الحالية، يُعدّ الإبلاغ عن بيانات الانبعاثات العسكرية طوعيا، ويقتصر على استخدام الوقود، على الرغم من أن التكلفة المناخية لتدمير غزة ستُشعر بها جميع أنحاء العالم، لم يُبلّغ جيش الدفاع الإسرائيلي، عن أرقام الانبعاثات للأمم المتحدة قط.