بوابة الوفد:
2025-12-13@23:05:10 GMT

درنة وعز الدين نجيب

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

كلاهما جميل وإنسانى.. وأيضًا كلاهما جاء على شكل خبر حزين استيقظ الطيبون فى هذا العالم على قراءته.. المدينة والفرد ثنائية من الشجن، الانبهار والرثاء.

هى مدينة درنة الليبية الجبلية القابعة بشموخ على ساحل البحر الأبيض المتوسط يحتضنها من الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر، وهو عز الدين نجيب الفنان التشكيلى المصرى المهووس بسحر الأرض والبشر فى كل مكان.

لم يشفع لمدينة درنة بطاقة هويتها اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية فأغرقها إعصار دانيال المدمر، كما لم يرحم الزائر الأخير فى دنيانا القصيرة الفنان التشكيلى عز الدين نجيب.

ربما عمر مدينة درنة الليبية يفوق بقرون عمر الفنان التشكيلى المصرى عز الدين نجيب الذى لم يأتِ إلى الدنيا سوى قرن من الزمان ناقص سبعة عشر عامًا فقط.. ولكن ما هو عمر المدن سوى حيوات ساكنيها وعصارة تجربتهم فى الفن والحياة.. فتعرف المدينة بين أهل المعمورة بسيرتها الطويلة من الشعر والفكر والأدب.

رثائى لمدينة درنة الليبية بنفس القوة المحملة بالحزن والشعور الطاغى للفقد على الفنان التشكيلى المصرى عز الدين نجيب.. فكلاهما تاريخ طويل ممتلئ بالتفاصيل والحكايات.

فسيحكى لى أنه منذ ظهرت مدينة درنة الليبية للوجود فى العصر الهلنستى قبل الميلاد، ثم مستعمرة يونانية عام 631 قبل الميلاد. يوجد بها المدرسة الفلسفية التى أسّسها أحد تلاميذ سقراط، كما سأتعرف على أكبر جالية يهودية عاشت بالمدينة. وسيخبرنى شيوخ المدينة وعجائزها عن آثار موقع شحات صاحب الفضل فى صيت مدينة درنة وشهرتها، فيقع فيه معبد زيوس اليونانى الضخم على بُعد حوالى كيلومتر واحد شمال أحياء بطليموس وأغورا. وإلى الشمال الغربى، يقع حرم أبولو فى وادٍ شديد الانحدار حيث ينبثق نبع مياه عذبة من تحت الأرض، وهو موقع المستوطنة اليونانية الأصلية.

كما يبدو فى الموقع رواق صالة الألعاب الرياضية الهلنستية التى يعود تاريخها إلى القرن الثانى قبل الميلاد، والمسرح الرومانى المجاور.

وبعيون دامعة سيشير لى أحد أطفال درنة الذين نجوا من إعصار دانيال الشرير على منزل الكاهن جيسون ماغنوس، الذى يعود تاريخه إلى القرن الثانى أو أوائل القرن الثالث الميلادى، ويحتوى على فسيفساء هندسية.

أما أكثر ما أحزننى ما قاله أهل درنة عن تضرر مسجد الصحابة الكبير شرقى المدينة، الذى افتتح عام 1975 وتضرّر بفعل الإعصار، إلى جانب مقبرة خاصة بأكثر من سبعين صحابيًا كانوا جزءا من الفتح الإسلامى فى شمال أفريقيا، وقد بُنيت هذه المقبرة فى العهد العثمانى. ومن هؤلاء زهير بن قيس البلوى، أبو منصور الفارسى وعبدالله بن بر القيسى.

وقد فتح عمرو بن العاص مدينة درنة بعد فتح مصر فى أوائل العصر الإسلامى. وقد جرف الإعصار تلك القبور.

حكايات الفنان التشكيلى المصرى عز الدين نجيب وتفاصيل حياته لا تقل روعة وبهاء عن حكايات مدينة درنة الليبية وناسها.. فتلاميذ الفنان الزاهد لكل ما هو مزيف وقبيح فى الحياة يخبرون عنه الكثير.

ففى عزائه نجد الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة المصرية، تؤكد أن الفنان التشكيلى عز الدين نجيب جسَّد حالة عظيمة لمبدع متعدد المواهب، وكثير العطاء، فقد أسهم فى تأسيس عدد من المواقع الثقافية، وأثرى الحركة التشكيلية والأدبية بكتاباته النقدية الرصينة، ومعارضه التى تركت أثرًا فى وجدان محبى ودارسى الفن التشكيلى.

أما الناقد هشام قنديل رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون» فيروى عن الفنان التشكيلى عز الدين نجيب أنه أقام عشرات المعارض فى مصر وخارجها، وكتب عشرات البحوث المتخصّصة فى الفنون التشكيلية والتراث الثقافى، بالإضافة إلى موسوعة الفنون التشكيلية التى أنجزها فى أجزاء، مشيرًا إلى أنّ لنجيب مجموعات قصصية نالت حفاوة بالغة من القراء والنقاد.

ويرى قنديل، أن الطبيعة ألهمت الراحل الذى توغّل فى تجسيد مختلف أنحاء مصر النائية، كما تناول فى أعماله أسوان والواحات وسيناء وسيوة والمناطق الصحراوية والساحلية، مختزنا أبعادًا حضارية وملامح تشكيلية تبرز عبقرية المكان.

ومن أرق المرثيات التى كتبت عن رحيل الفنان التشكيلى عز الدين نجيب ما دوّنه الكاتب صفوت فوزى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» مودعًا إياه «إلى عالم أرحب من الصفاء والنور».

ستبقى مدينة درنة الليبية كما سيبقى الفنان التشكيلى عز الدين نجيب المصرى.. حيين يمنحان السعادة والخلود لكل من يمر بجوارهما.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدينة درنة الليبية عز الدين نجيب مدینة درنة اللیبیة

إقرأ أيضاً:

ابنة نجيب محفوظ تتحدث عن أعمال والدها في ذكرى ميلاده

روت ابنة الأديب المصري نجيب محفوظ، تفاصيل من حياته الخاصة، وأعماله الأدبية، بالتزامن مع حلول ذكرى ميلاده.

وتكشف ابنته أم كلثوم في حديث لموقع قناة "القاهرة الإخبارية" في ذكرى ميلاد الأديب العالمي عن كواليس لم تُروَ كثيرًا، وعن موقفه من الأعمال التي قُدّمت عن رواياته، وكيف كان ينظر إلى المرأة في أدبه، وإلى الخيال الذي كان يسبق الواقع دائمًا في عالمه الإبداعي، لتكشف عن جوانب إنسانية في حياته قبل أن يكون أيقونة أدبية.

وأكدت أم كلثوم أن الأسرة لم تكن تخصّص طقسًا معيّنًا للاحتفال بعيد ميلاد والدها، قائلة: "كنّا نحضر قالبًا من الحلوى، لكنّه لم يكن يشارك في تناوله بسبب إصابته بمرض السكري، فنحن من كنّا نتناوله، لم يكن هناك أي طقس مميّز في هذا اليوم، وإن صادف لقاء أصدقائه يحتفلون به أيضًا".

وتوضح للموقع أن معظم أعماله الروائية الكبرى قُدّمت فنيًا، بينما تظل مجموعة من القصص القصيرة لم تُقدَّم للشاشة أو تُحوَّل لأعمال فنية، مضيفة: "أغلب رواياته تحوّلت إلى أعمال فنية، أمّا القصص القصيرة فهناك عدد كبير منها لم يُنتج حتى الآن".




كما كشفت عن وجود تعاقدات لمشروعات فنية لتحويلها إلى أعمال على الشاشة، ولكن لم يتم الإعلان عنها بعد، من بينها: "أولاد حارتنا، العائش في الحقيقة، الحرافيش"، مشيرة إلى أن "عدد الأعمال التي لم تُقدَّم ربما يتجاوز ثمانية أعمال أو أكثر".

وتؤكد ابنته لموقع "القاهرة الإخبارية" أن نجيب محفوظ ظل ممسكًا بالقلم حتى سنواته الأخيرة، وكان آخر ما كتبه "أحلام فترة النقاهة".

وعن تعليقاته على الأعمال الفنية التي حوّلت عن رواياته وأعماله الأدبية، قالت: "كان دائم التأكيد أن محاسبته تكون على ما كتبه هو فقط، كان يدرك أن للدراما اعتبارات تجارية، ولذلك كان يتفهّم التغييرات التي تطرأ على النص الأصلي، رغم احتفاظه بملاحظات كثيرة على عدد كبير من الأعمال، ولكنه كان مجاملًا".

وحول موجة تحويل الروايات إلى أعمال درامية، قالت: "هناك بعض الأعمال الجيدة، لكن الأغلبية ليست على المستوى المطلوب، بعض الأعمال أحببتها شخصيًا، لكن لا أعرف ماذا كان سيقول عنها هو".

تحدّثت أم كلثوم عن الجدل المتعلق بصورة المرأة في روايات والدها، مشيرة إلى أنّه رفض ما روّجته الدراما حول إساءته للمرأة، وقالت: "حين سُئل عن ذلك، أكد أن الأعمال الدرامية هي التي رسّخت هذه الصورة، وليس كتاباته".

وعن مدى اقتراب أعماله من سيرته الذاتية، نفت أم كلثوم ذلك بشكل قاطع: "كان يسخر من الأشخاص الذين يظنون أنه يكتب عن نفسه أو المحيط به، هو يتأثر بشخصية أو فكرة، ثم ينطلق الخيال ليصنع عالمًا كاملًا، هذا هو الأدب في رأيه".

وأشارت إلى أن "الثلاثية" مثلًا تشترك مع حياته فقط في المرحلة الزمنية والأفكار السائدة آنذاك، لكنها لا تعبّر عن حياته الشخصية.


مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة الليبية يرحّب بانطلاق انتخابات البلديات ويعدّها خطوة نحو الانتخابات العامة
  • اتحاد الجمباز يقتل المواهب
  • ابنة نجيب محفوظ تتحدث عن أعمال والدها في ذكرى ميلاده
  • تعلن محكمة ونيابة جنوب غرب الأمانة أن على المدعى عليه أشرف نجيب الحضور إلى المحكمة
  • الشركات الليبية تعرض منتجاتها بـ«ملتقى الأعمال الإفريقي» في المغرب
  • بالصور.. أفراد من داخلية الحكومة الليبية يتلقون تدريبات على مكافحة الشغب في بيلاروسيا
  • حبس شاب بتهمة التحرش بياسمينا المصرى
  • من شوارع القاهرة إلى جائزة نوبل.. كيف صنع نجيب محفوظ مجده؟
  • تعلن محكمة ماوية الابتدائية بأن على/ نادر نجيب جابر الحضور إلى المحكمة
  • بعثة الأمم المتحدة تشدد على مركزية حقوق الإنسان في خارطة الطريق الليبية