تعديل وزاري متوقع لا ينتظره الشارع ولا يشغل الرأي العام
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
صراحة نيوز- الدكتور عديل الشرمان
بحسب التوقعات قد نكون على مقربة من التعديل الوزاري السابع للحكومة الأردنية الحالية، تعديلا لا ينتظره الشارع الأردني، ولا يعني للكثيرين شيئا يذكر، ويراه البعض ومن باب التجميل بأنه محاولة لا تختلف عن مثيلاتها السابقة لضخ دماء جديدة في شرايين الحكومة، ولبث الطاقة والروح الايجابية في النفوس.
اعتاد المواطن على تعديلات وزارية لا تعدو كونها تجريب وفضول، ولا تحمل جديدا يستحق التوقف عنده، ففي الغالب يعاد ضخ نفس الدماء أو أخرى من نفس الزمرة والتي تم تجريبها ذات مرة أو أكثر في مواقع قيادية أو وزارية، لنكتشف أن الحكومة مع كل تعديل تعيد تجربة المجرب.
العجيب أن البعض من التعديلات كانت قد ضمت وزراء كانوا قد خرجوا بتعديلات وزارية أو بتغييرات سابقة لأنهم لم يكونوا فاعلين بما يكفي، أو أن مدة صلاحيتهم قد شارفت على الانتهاء، ثم يتم إعادة تدويرهم على أمل أن يعودوا أكثر فاعلية ونشاطا للعمل من جديد.
المتابع لنتائج التعديلات الوزارية، لن يجد أنها أحدثت فروقا كبيرة، ولم تعدو كونها لعب على حبال الوقت، وتطويل للعمر على علة، لهذا لم يعد المواطن يبالي أو يهتم بمن يأتي ومن يذهب، وهي حيلة تفاؤلية دفاعية بدأ المواطن باللجوء إليها مع كثرة العثرات ومع كثرة ضغوطات الحياة.
يأمل ويتمنى المواطن أن يفيق أو يصحو على تعديل وزاري يأتي بوزراء ليس لهم سند سوى علمهم وكفاءتهم وأمانتهم، أو لكونهم روافد للفكر، ومنابع للعطاء والإبداع، من العلماء والمفكرين الذين تزخر الأردن بهم، والذين يحملون رؤى واضحة لإحداث التغيير والتطوير، وليس لهم أجندات ومصالح سوى مصلحة الوطن والتقرب بخدمة المواطن إلى الله سبحانه وتعالى، وغير منسوبين أو محسوبين على فئة أو تيار أو جهة سوى تيار العمل الجاد المخلص للوطن والشعب، وممن لا يسعون إلى الشهرة والظهور بقدر ما يفضلون العمل بصمت وإنكار الذات، فلماذا لا نجرب ولو لمرة هذه الفئة، لن نخسر شيئا.
يرى الكثيرون أن إجراء التعديل في معانيه وأهدافه ما هو إلا نوعا من البحث عن حلول يائسة أكثر من كونها متفائلة، حلول شكلية سريعة مؤقتة ذات آثار قصيرة المدى، ولملمة لجراح عميقة، ومُسكن لأمراض مزمنة تخفي الألم لفترة من الزمن.
التعديلات التي سبقت لم تحمل معها حلولا جذرية تمتد آثارها الإيجابية لفترات طويلة من الزمن، ولم يكن بوسعها أن تؤسس لمستقبل أفضل ولحياة كريمة يشعر معها المواطن بقيمته، ومكانته، ودوره في المجتمع.
نتمنى أن يكون التعديل الوزاري خاضعا لاستحقاقات وطنية ولتحقيق أهداف ومصالح وطنية بعيدا عن أية حسابات أخرى وبعيدا عن الحسابات الضيقة.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
بعد 4 أيام من التعب المستمر | مقلب قاسٍ يُحوّل حلم فتاة إلى صدمة ويُجبر والدها على كسر الورد ومخاطبة الرأي العام
في زمن باتت فيه التفاصيل الصغيرة قادرة على إشعال موجات واسعة من التفاعل، خرجت قصة إنسانية بسيطة لكنها مؤثرة من قلب القاهرة لتكشف جانبًا آخر من معاناة الأسر المكافحة من أجل لقمة العيش. حسن أبو السعود، الأب البسيط الذي يسعى لمساندة ابنته ذات الـ17 عامًا في بناء حلم صغير بعمل شريف، وجد نفسه في مواجهة خيبة مؤلمة بعدما وقع ضحية طلب مزيف لباقة ورد أُعدّت بجهد لأيام. ورغم الألم الذي خلّفته هذه الواقعة، فإن ما حدث لاحقًا شكّل نقطة تحوّل لم تكن في الحسبان، وحوّل اللحظة القاسية إلى مساحة رحمة ودعم مجتمعي غير متوقعة.
مقلب مؤذٍ.. وخيبة أمل موجعة
ويحكي حسن أبو السعود، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أنّ مجموعة من الشباب تواصلوا معه وطلبوا منه تنفيذ أوردر ورد كبير، مؤكدين أنّه سيُقدّم في مناسبة خطوبة. البنت، بدورها، جلست أربعة أيام كاملة تعمل على تجهيز الطلب، بكل شغف وحماس، حتى أثّر التعب في جسدها.
ولأن الأب رجل بسيط وغير متمرّس في خدمات الشحن، اتفق مع الشباب أن يتم التسليم في محطة عين شمس. لكن الصدمة كانت حين وصل إلى المكان ولم يجد أحدًا، واكتشف أن الجميع قد أغلق هواتفه.
ويقول بحسرة: “معنويًا دمروني… ليه تضحكوا على الراجل الكبير والبنت الصغيرة؟ أنا أصلاً ما خدتش منهم فلوس، بس ليه الإيذاء؟”.
غضب لحظي يتحول إلى فيديو مؤثر
نتيجة الغضب والوجع الداخلي، عاد الأب إلى منزله، وأمسك بالورد الذي صنعته ابنته بجهد كبير، وكسره أمام الكاميرا في فيديو عبّر فيه عن ألمه وعن إحباط ابنته التي اجتهدت بلا مقابل.
لكن هذا الانفجار العاطفي لم يكن نهاية القصة، بل بدايتها. فالانتشار الكبير للفيديو جعل كثيرين يتعاطفون معه، ويفتحون له باب رزق جديد، كما قال: “هو ده اللي فتح الخير علينا”.
أب يحمي ابنته… ويرفض أن يزجّ بها في عالم السوشيال
وكان حسن أبو السعود واضحًا حين قال إنه لا يريد لابنته الظهور على مواقع التواصل أو تقديم محتوى بلا قيمة. أراد فقط أن تعمل بكرامة، وتكسب من مجهودها، من دون أن تكشف عن نفسها أو تتعرض لأي استغلال.
لكن ما حدث جعله يشعر بالخذلان، ودفعه للقول لابنته بحنان الأب: “طول ما أنا على وش الدنيا… متزعليش ولا تشتغلي، والفلوس اهي”. كلمة تختصر خوف أب وحرصه على حماية ابنته من قسوة الحياة.
رسالة أبو السعود للشباب والأهالي
واختتم أبو السعود حديثه برسائل مؤثرة، موجّهة للشباب وللأسر على حد سواء.
وقال للشباب: “اشتغلوا واجتهدوا… اعملوا مستقبل لنفسكم… وخليك في حالك وما تتدخلش في شؤون الناس”.
أما للأهالي، فقد أكد على ضرورة مراقبة الأبناء ومعرفة أماكن وجودهم، ومن يصاحبون، مضيفًا أن إهمال الأسرة قد يدفع الشباب للضياع.
وأشار إلى مشاهدته لمجموعات من المراهقين تحت الكباري فاقدي الوعي، معتبرًا أن السبب الأول وراء ذلك هو غياب الرقابة الأسرية، قائلاً: “اهتموا بأولادكم… خليه مجتمع صالح ومتربي تربية كويسة”.
وبين لحظة الخداع التي كسرت قلب الأب، وانكسار ابنته التي بذلت جهدها على أمل بسيط، تحولت الحكاية إلى رسالة أبعد من مجرد مقلب مؤذٍ. أصبحت درسًا اجتماعيًا يذكّر بضرورة الوعي والمسؤولية، ويعكس أهمية احتواء الشباب وتشجيعهم على العمل الشريف بدل إحباطهم. ورغم الألم، وجد حسن أبو السعود وابنته تعويضًا معنويًا كبيرًا في تضامن الناس معهم، وكأن المجتمع بأكمله اختار أن يجبر بخاطرهم بعد جرح لم يستحقوه. هكذا انتهت القصة كما بدأت: بإنسانية… لكنها هذه المرة مطمئنة وملأى بالخير.