تخسر طهران معركة النفوذ في منطقة آسيا الوسطى لصالح أنقرة، سواء عبر نفوذ تركيا المباشر أو  غير المباشر من خلال حليفتها  أذربيجان التي تحاول إبعاد طاجيكستان عن إيران، وفقا لبول جوبل في تحليل بمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية للأبحاث (The Jamestown)

جوبل تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "إيران واجهت معركة شاقة في صراعها مع تركيا على النفوذ في آسيا الوسطى، لكن خلال معظم العقود الثلاثة الماضية، نجحت طهران في استغلال عاملين".

وأوضح أن "إيران اعتمدت على علاقاتها مع طاجيكستان، الدولة التي يتحدث سكانها لغة مفهومة بشكل متبادل مع اللغة الفارسية (لغة إيران)، على الرغم من أن شعبها يتبع المذهب الإسلامي السُني وليس الشيعي الذي تفضله طهران".

وأردف: "كما استفادت إيران من الانقسامات بين الدول التركية في آسيا الوسطى. وحتى وقت قريب، اتبعت تركمانستان سياسة انعزالية بحياد صارم، وكانت الجمهوريات التركية الأخرى في المنطقة منقسمة بسبب الخلافات حول الحدود والمياه وغيرها من القضايا".

لكن "الآن تتخذ عشق أباد (عاصمة تركمانستان) الخطوات اللازمة لإنهاء عزلتها، وتسعى دول آسيا الوسطى الأخرى إلى تعزيز التعاون أكثر من أي وقت مضى، ولقد أحدثت هذه التطورات الأخيرة تحولا في المواقف الإقليمية، وأصبحت طهران مضطرة إلى التعامل مع هذه الحقائق الجديدة"، كما استدرك جوبل.

وزاد بأن "موقف إيران في طاجيكستان أصبح أقل أمانا بكثير مما كان عليه في الماضي، فيما تمارس تركيا بشكل متزايد نفوذا إقليميا مباشرا، بالإضافة إلى نفوذ غير مباشر عبر النشاط الأذربيجاني الموسع في المنطقة"، كما أضاف جوبل.

اقرأ أيضاً

تحليل: إيران وتركيا تتطلعان إلى استراتيجية إقليمية جديدة

هزيمة كبيرة

ونتيجة لذلك، بحسب جوبل، "تعرضت آمال طهران في توسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة لهزيمة كبيرة، وكان الحدث الرئيسي في هذا الاتجاه هو قمة قادة دول آسيا الوسطى الخمس في دوشانبي (عاصمة طاجيكستان) يوم 14 سبتمبر/أيلول (الجاري)".

ولفت إلى أنه "منذ 2018، عُقدت أربعة اجتماعات من هذا النوع؛ إلا أن هذا الاجتماع اتسم بانفتاح متزايد على التعاون وحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف "كضيف شرف".

واعتبر أن "هذه القمة عكست خصائص تركية أكثر من أي قمة سابقة، على الرغم من أنها عُقدت في طاجيكستان غير التركية".

وزاد بأن "أذربيجان تلعب دورا رئيسيا في مساعدة تركيا على توسيع نفوذها الإقليمي، ويرى معلقون مؤيدون لروسيا أن الوجود الأذربيجاني كان جزءا من "محاولة طويلة الأمد من تركيا لتقويض سلطة إيران في آسيا الوسطى".

جوبل قال إن "أنقرة واثقة من أن باكو ستكون قادرة على إبعاد دوشانبي عن طهران الآن وعلى المدى الطويل، وتدمير تلك العلاقات الوثيقة بين الشعبين الإيراني والطاجيكي، وبينها علاقات عسكرية مهمة لدوشانبي بسبب عدم الاستقرار بالقرب من الحدود الأفغانية".

واعتبر أن "علاقات أذربيجان مع طاجيكستان أوثق بكثير مما قد يبدو، وأصبحت العلاقات الثنائية الأقوى بفضل سياسة باكو الخارجية الحازمة في آسيا الوسطى منذ انتصارها في حرب (إقليم ناجورني) قره باغ الثانية (ضد أرمينيا عام 2020)".

اقرأ أيضاً

توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين قرغيزستان وطاجيكستان

الاستعانة بالصين

و"قد أشار المعلقون في موسكو وطهران منذ فترة طويلة إلى أن الدور المتزايد لأذربيجان، وبالتالي تركيا، في آسيا الوسطى من المرجح أن يؤدي إلى صراعات بين باكو وأنقرة من ناحية وموسكو وطهران، من ناحية أخرى"، كما أردف جوبل.

ورأى أنه "نظرا لمدى تقييد روسيا في (الحرب ضد جارتها) أوكرانيا (منذ فبراير/ شباط 2022)، فمن غير المرجح أن يرد الكرملين على الفور، لكن طهران قد تفعل ذلك، خاصة إذا خلصت إلى أنه ما لم تتحرك بسرعة، فإنها ستكون محاطة بقوس من الدول التي يمكن أن تهدد أمنها".

وتابع: "من الممكن أن تحاول إيران حتى إيجاد طريقة لتوسيع التعاون مع الصين في مواجهة توسع النفوذ التركي والأذربيجاني في المنطقة، لكن اهتمام بكين الأساسي بآسيا الوسطى كعقدة رئيسية لطرق العبور الحيوية يجعل مثل هذا التعاون أقل احتمالا".

في المقابل "سترحب الولايات المتحدة بتراجع النفوذ الإيراني والروسي في آسيا الوسطى"،  مع تشديد على "أهمية تحول طاجيكستان في السياسة تجاه الدول التركية الأربع في آسيا الوسطى (كازاخستان، وقيرغيزستان، وتركمانستان، وأوزبكستان)، بعيدا عن إيران ونحو روابط أوثق مع أذربيجان وتركيا والغرب"، وفقا لجوبل.

وأردف أن "المعلقين يؤكدون دائما على الفرق بين الجمهوريات التركية الأربع وطاجيكستان الناطقة بالفارسية، لكن الآن بعد النظر في الجغرافيا السياسية للمنطقة، ربما حان الوقت للتوقف عن تكريس الكثير من الاهتمام لهذا التمييز، إذ أصبح أقل أهمية بكثير، في حين باتت العلاقات بين دول المنطقة وارتباطاتها بأذربيجان وتركيا أكثر أهمية بكثير".

اقرأ أيضاً

الأول خارج أراضيها.. ماذا وراء افتتاح إيران مصنع للمسيرات في طاجيكستان؟

المصدر | بول جوبل/ جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: آسيا الوسطى تركيا إيران نفوذ أذربيجان طاجيكستان فی آسیا الوسطى

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية يستقبل سفير أذربيجان في الذكرى الـ 22 لوفاة الزعيم حيدر علييف

استقبل المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، صباح اليوم الخميس، سعادة السفير الخان بلوخوف، سفير جمهورية أذربيجان لدى جمهورية مصر العربية، وذلك في إطار الطقس السنوي الذي يُقام لتخليد ذكرى الزعيم الراحل حيدر علييف. وتأتي هذه المراسم هذا العام بالتزامن مع الذكرى الثانية والعشرين لوفاته، حيث وافته المنية في 12 ديسمبر 2003، عن عمر يناهز الثمانين عامًا.

وقام المحافظ والسفير بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للزعيم حيدر علييف، الكائن بـ حديقة الصداقة المصرية الأذربيجانية في مدينة القناطر الخيرية، وتؤكد هذه المراسم على عمق ومتانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين، وتعكس الاهتمام المشترك بالحفاظ على أواصر الود والتعاون.

وخلال مراسم الاحتفالية عبر المحافظ عن سعادته لاستقبال سعادة السفير الخان بلوخوف في محافظة القليوبية لإحياء ذكرى الزعيم الراحل حيدر علييف مؤكدا أن هذا التقليد السنوي يؤكد على الروابط الوثيقة وعمق الصداقة الممتدة بين مصر وأذربيجان، وهي صداقة نابعة من قيم ومصالح مشتركة مشيرا أن وجود هذا النصب التذكاري في قلب القناطر الخيرية هو رمز حي لتعميق التفاهم الثقافي والتعاون الاقتصادي الذي نسعى لتعزيزه في كافة المجالات، إجلالاً لروح زعيم كبير ساهم في ترسيخ هذه العلاقات القوية."

ومن جانبه اكد سفير دولة أذر بيجان لدي مصر أن زيارة تمثال الزعيم حيدر علييف في حديقة الصداقة بالقناطر الخيرية تحمل دلالات عميقة وتُبرز المكانة الخاصة التي تحتلها مصر والقليوبية في قلب أذربيجان ومؤكدا أيضا أننا نُثمن جهود محافظ القليوبية في الحفاظ على هذا النصب الذي يُعد شاهدًا على الصداقة التي أرسى قواعدها الزعيم الراحل حيدر علييف، مشيرا إلى أن بلاده نجحت في التآخي بين محافظة أبشرون بأذربيجان والقليوبية في مصر، كما قمنا بالتآخي مع محافظات أخرى بمصر.

وفي الختام أهدى محافظ القليوبية درع المحافظه للسفير الخان بلوخوف سفير جمهورية أذربيجان، تقديرا لدعمه المستمر لتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، معربا أن مصر تعد أجمل مقصد سياحي، ونأمل زيادة عدد السائحين الأذربيجانيين خلال الأيام القادمة.

جاءت الزيارة بحضور كل من الدكتور سيمور نصيروف رئيس الجالية الاذربيجانيه في مصر واللواء عبد العظيم سعيد رئيس مدينة القناطر الخيرية وعدد من أبناء الجالية الاذربيجانيه في مصر.

مقالات مشابهة

  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • طقس سنوي | القليوبية تحيي الذكرى الـ 22 لوفاة زعيم أذربيجان حيدر علييف
  • محافظ القليوبية يستقبل سفير أذربيجان في الذكرى الـ 22 لوفاة الزعيم حيدر علييف
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • إبعاد مندوبي وأنصار المرشحين من أمام اللجان الانتخابية في الوادي الجديد