كانوا خمسة ضمتهم مدرسة الخور الثانوية،هو وموسي وعنان ورحمان وعبده،جاءوا من وسط ديني يميل للطريقة الختمية،ليس حبا في الطريقة،ولكن كراهة في المهدية،والتي بشعت باهلهم،ونكلت بهم،حتي انهم لا يحبون تلك الذكري،ومن تلك البشاعات "مذبحة المتمة".كانت افكارهم تميل لليبرالية،منها الي اي فكر اخر.لكن خطر الافكار الشيوعية كان يزعجهم،وهو الرابط الذي جمعهم،وكذلك سكنهم بداخلية المدرسة تقوت تلك الرابطة.
لم يتركوا لنا اي سيرة،او تفاصيل عن كيفية إختيارهم ضمن سلطة مايو.فواحد منهم تم إختياره في اول تشكيل لحكومة نميري،رغم أن تشكيل اول حكومة كانت غالبيته من الشيوعيين.وبعد حركة يوليو 1971،وازاحة ماتبقي من الشيوعيين،شارك ثلاثة منهم في سلطة مايو،وكانوا عماد الاتحاد الاشتراكي،تنظيم نميري الذي استحدثه.
المعروف ان نميري اصيب بلوثة دينية،بعد تنفيذه اعدامات رفاقه في الثورة.لجأ الي احد رجالات الصوفية،لعله يجد له مخرجا من ازمته النفسية.وتسلل كثير من من عملوا معه عن طريق هذا الشيخ الي السلطة.
كتب احدهم كتابا عن نظم الحكم في السودان،بدعم من جامعة هولندية،تحدث فيها عن نظم الحكم الاداري وتجربته الشخصية،لكنه لم يذكر شيئا عن كيفية دخوله لنظام نميري.حاولت ان احاوره،بعد ان رتب لي صديق ذلك،لكن الايام لم تسعفني،ولحق هو بربه.
اما جاسم،فلم يكن محظوظا مثلهم ليشارك في سلطة نميري لظروف تواجده خارج السودان.فقد كان اكثرهم خوفا من الخطر الشيوعي،ومن وقت باكر،وفي وقت لم تفكر حتي الولايات المتحدة،بعمل إذاعات موجهة،للتنبيه عن خطورة الفكر الشيوعي.كان همه وتوجساته في الحياة،ان الشيوعيين هم اخطر الناس علي المجتمع والقيم والدين والاخلاق.وفي زمن الانقاذ،كان يقف ضد اي تحركات للتجمع الوطني في المهجر.حتي ان مفكرا معروفا،صادفه في مناسبة اجتماعية مع احد الخليجيين،فساله:هل انت معارض للانقاذ ام معها؟رغم انك تنتمي لجماعة الختمية؟
لا اعرف كيف يفكر جاسم،في زمن سيطرت فيه العولمة الشرسة،علي كامل حياتنا اليومية؟ولم يعد الصراع بين القوتين الكبريتين،هو هم الراسمالية العالمية،بل صارت المصالح الاقتصادية هي التي تحكم هذا الصراع.ومازال هناك من مؤيدي الانقاذ من يخافون من الخطر الشيوعي، وحتي من دورهم الاجتماعي لمساعدة الذين شردتهم السيول والامطار في اطراف ولاية الخرطوم،وكان العمل الانساني صار حكرا لهم.
20 سبتمبر 2023
يوسف إدريس
yidries@hotmail.com
/////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إقالة بلحاف .. سلطة المهرة ترضخ لضغوط أدوات عُمان وإيران
كشفت وثيقة رسمية عن قرار لمحافظ المهرة بإلغاء قراره السابق بتكليف الشيخ / أحمد بلحاف في منصب مستشار للمحافظ، بعد تصاعد نشاطه ضد ما تُسمى بـ "لجنة الاعتصام السلمي" بالمحافظة.
قرار المحافظ احمد ياسر الصادر الثلاثاء الماضي، قضى بإلغاء القرار السابق بتكليف بلحاف مستشاراً للمحافظ لشئون الثقافية والبيئية بالمحافظة.
ويخوض بلحاف منذ انشقاقه عن ما تُسمى بـ "لجنة الاعتصام السلمي" بالمهرة بقيادة علي سالم الحريزي، حملة مناوئة ضد اللجنة وأنشطتها بالمحافظة، مؤكداً بانها تعمل لصالح مليشيا الحوثي الإرهابية وبدعم من سلطنة عُمان وإيران.
>> "حوثنة" المهرة دعم إيراني عماني.. قيادي مُنشق يحذر من لجنة "الحريزي"
بلحاف وفي تصريح خاص لـ "نيوزيمن " قال بأنه تلقى القرار "برحابة صدر لكونه من قيادة السلطة الشرعية في المحافظة"، إلا أنه عبر عن أسفه بأن يأتي هذا القرار نتيجة لمواقفه "ضد مخططات الحوثي واجندة سلطنة عمان في المهرة التي أصبحت واضحة للعيان تستهدف عقيدتنا وهويتنا وفكرنا وثقافتنا"، حسب قوله.
وفي حين أشار بلحاف الى وجود كثير من قضايا فساد على بعض المسؤولين الرسميين دون أن تتخذ اي قرارات محاسبة او توقيف او اقالة بحقهم، أكد بأن القرار في الأخير هو قرار بإلغاء مسمى وظيفي، لن يثنيه عن مواقفه.
وأضاف: الدفاع عن عقيدتنا وأرضنا وهويتنا وثقافتنا من تمدد جماعة الحوثي الإرهابية تحت غطاء لجنة الاعتصام لا يشترط أن نحمل صفة رسمية يكفي أن نكون صادقين مع الله لينصرنا على القوم الظالمين، والمخلصين في المهرة لن يسكتوا على أي باطل.
وأكد الشيخ بلحاف على استمرار "الإعلامي والميداني بالتعاون مع كل أحرار الوطن لمقاومة الأجندة الحوثية المدعومة من مسقط وطهران"، حد قوله.
مصادر خاصة كشف لـ "نيوزيمن" بأن القرار يعكس حجم النفوذ العُماني على السلطة المحلية بمحافظة المهرة والتي تتلقى من مسقط دعم مالي كبير بشكل سري منذ 3 سنوات.
وقالت المصادر بان الدعم العُماني مُرتبط بغض الطرف من جانب السلطات في عُمان عما يفعله الحريزي ولجنة الاعتصام بالمحافظة من أنشطة وفعاليات لصالح مسقط وطهران واستهداف دور التحالف العربي في المحافظة واليمن بشكل عام.
مشيرة إلى أن أنشطة لجنة الحريزي وصلت حد إنشاء معسكرات لأبناء المهرة تروج للفكر الحوثي ولما يُسمى بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، دون أن تدخل أو حتى موقف من قبل السلطة المحلية بالمهرة.
مؤكدة أن النفوذ العُماني على السلطات في المهرة سهل عملية تحويلها إلى أحد منافذ تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي الإرهابية طيلة السنوات الماضية، محذرة من خطورة الأمر عقب الضربات الذي تلقتها إيران ومحورها مؤخراً ومحاولة طهران نقل صراعها مع الغرب إلى الساحة اليمنية عبر مليشيا الحوثي.