خطاب البرهان وحميدتي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة..من الذي سرق أفكار الاخر
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
في إطار تمدد الصراع بين قائدي الجيش السوداني والدعم السريع وسعي كل من الطرفين لفرض هيمنته على مجريات الأحداث في السودان داخليا وفي الخارج طالعنا عبر الوسائط والميديا خطاب الجنرال البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة . والذي اعتبر نقلة نوعية في تكتيكات الحرب الدائرة في السودان مما اضطر الجنرال حميدتي الغائب عن المشهد منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب للتخلي عن تخفيه والظهور علنا بشحمه ولحمه موجها خطابا مماثلا لأعضاء الجمعية العامة بالأمم المتحدة ومستبقا خطاب البرهان بنصف ساعة ليفسد البهجة والفرحة على أنصار البرهان من الإسلاميين الذين سعوا بالتخطيط لإخراجه من القيادة العامة قبل عدة شهور تحضيرا لهذه المناسبة المهمة والتي راهنوا عليها لإضفاء الشرعية الدولية على الرجل .
1. أمن الجنرالين على أن الشعب السودان يواجه حربا مدمرة وغير مسبوقة في تاريخه. وقد عبر البرهان عن ذلك بقوله ( يواجه الشعب السوداني حرباً مدمرة شنتها عليه قوات الدعم السريع المتمردة) بينما استخدم حميدتي عبارة ( إن حرب الخامس عشر من أبريل سببت دماراً لم يسبق له مثيل في السودان لا سيما في الخرطوم ).
2. سعى كل من الطرفين لإقناع المجتمع الدولي بمدى خطورة هذه الحرب على الأمن والسلم الإقليمي والدولي واعتبرا أن استمرارها قد يضع الإقليم في مواجهة حرب إرهابية شاملة. فقد أكد البرهان في خطابه بأن هذه الحرب ( خطرها أصبح يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي ) بينما قال حميدتي إن ( حرب الخامس عشر من أبريل تهدد باتساع نطاقها السلام والأمن في المنطقة )
3. و لدغدغة مشاعر الدول الغربية واستثارة حساسيتها ضد ملف الإرهاب العابر للدول. اتهم كل من الجنرالين الاخر بمحاولته الاستعانة بالعناصر الإرهابية في الصراع الدائر بينهما حيث اتهم الجنرال البرهان حميدتي بأنه ( استعان بمجموعات خارجة عن القانون ومجموعات إرهابية من عدة دول في الإقليم ) بينما كال حميدتي ذات الاتهام للبرهان وقال ( إن مشاركة عناصر من جماعة داعش الإرهابية في المعارك، تشير إلى احتمالية تحول السودان إلى مسرح جديد لنشاط الجماعات الإرهابية).
4. لم يغفل الجنرالان في خطابهما الإشارة إلى سعيهما لإيقاف الحرب ورغبتهما في إنهائها - رغم أن الواقع يظهر خلاف ذلك تماما – فقد أوضح البرهان بأنهم في الجيش ومنذ بداية هجوم الدعم السريع على الدولة، طرقوا السبل كلها من أجل إيقاف الحرب حيث قال ( جلسنا في جدة بمبادرة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وحققنا تقدماً جيداً لولا تعنت المتمردين ورفضهم الخروج من الأحياء السكنية وقبلنا مبادرة منظمة الإيقاد ومبادرة دول الجوار التي انعقدت في مصر وما زلنا حتى اليوم نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا ) بينما أبان حميدتي بأنهم يدركون تمام الإدراك بأن إيقاف دمار الحرب والمعالجة الحقيقية لقضية انتهاكات حقوق الإنسان يتطلبان إيقاف الحرب بالكامل ولذلك انخرطوا بجدية كاملة ونية صادقة في مفاوضات جدة، التي ترعاها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وأضاف ( نجدد اليوم التزامنا بالعملية السلمية لوضع حد لهذه الحرب)
5. طالب كلا الجنرالين المجتمع الدولي بدعم الشعب السوداني والوقوف معه بمد يد العون بالمساعدات حيث قال البرهان في خطابه (نناشد الوكالات والدول للإيفاء بتعهداتها لسد الفجوة الكبيرة في الغذاء والدواء والإيواء لقطاعات واسعة من الشعب السوداني تضررت جراء الحرب) بينما اختار حميدتي القول (إنني أدعوكم وأنتم تجتمعون في هذه الدورة لمناقشة التقدم الذي تم إحرازه في تحقيق أهداف المنظمة الدولية ألا تنسوا شعب السودان).
6. وفي آخر المطاف أكد الجنرالين على رغبتهما في إيقاف الحرب والتوصل الحل يوقف النزاع الدائر في السودان حيث أعرب البرهان بقوله (إننا ما زلنا حتى اليوم نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا ) وقد قال حميدتي في ذات الصدد ( إن قوات الدعم السريع على استعداد تام لوقف إطلاق النار في كافة أرجاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين وعمال الإغاثة وبدء محادثات سياسية جادة وشاملة تؤدي إلى حل سياسي شامل).
والمستمع لخطابي الجنرالين بدقة يستخلص منهما أن كلا الرجلين قد ألقى بمرافعته أمام المجتمع الدولي مستجديا منه الشرعية والدعم السياسي. (مغفلا وللأسف التركيز على مخاطبة قضايا الداخل السوداني بذات الاهتمام الذي يوليه للخارج .إن النقاط الست أعلاه هي مجمل القضايا التي ارتكز عليها خطاب الجنرالين ومعاداها لم يكن سوى عبارات إنشائية من قبيل كلمات المجاملة والتحايا للحضور. وهنا أريد أن ألفت انتباه القارئ الحصيف إلى ما يمكن أن يلاحظ من التوافق التام في الرؤى المطروحة من قبل الجنرالين في خطابهما والذي تجاوز توارد الخواطر وتجانس الأفكار ليرقى إلى مستوى التطابق في الجمل والمفردات المستخدمة في بنية الخطابين مما اثار عدة تساؤلات وشكوك عن كيف استطاع الجنرال حميدتي أن يتحصل على نسخة من خطاب البرهان ليبني عليها رؤيته في مخاطبة المجتمع الدولي ومن الذي اوعز اليه بان يبث خطابه قبل نصف ساعة فقط من إلقاء البرهان لخطابه حيث سيستحيل للبرهان ان يتغير خطابه لضيق الوقت مما سيجعل من خطابه خطابا
مكرور وصدا لخطاب قائد الدعم السريع .
يوسف عيسى عبدالكريم
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المجتمع الدولی الشعب السودان الدعم السریع خطاب البرهان إیقاف الحرب فی السودان هذه الحرب فی خطابه من أجل
إقرأ أيضاً:
السودان.. 6 قتلى على الأقل في ضربة استهدفت مبنى للأمم المتحدة
أفاد مصدر طبي بمقتل ستة مدنيين على الأقل السبت في ضربة استهدفت مبنى تابعا للأمم المتحدة في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة، في جنوب السودان.
وأوضح مصدر طبي في مستشفى المدينة لوكالة فرانس برس أن "ستة أشخاص قُتلوا في قصف استهدف مقر الأمم المتحدة أثناء وجودهم داخل المبنى".
أخبار متعلقة معارك ضارية في منطقة كردفان "الاستراتيجية".. ماذا يحدث في السودان؟المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع"قمة البحرين" تؤكد تنفيذ رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي المشترك وتشيد بجهود ولي العهد لدعم السلام في السودانوأكد شهود عيان أن ضحايا الضربة موظفون في الأمم المتحدة، مشيرين إلى وقوع غارة بطائرة مسيّرة على مبنى الأمم المتحدة.قوات الدعم السريعودانت الحكومة بشدة الهجوم، محملة في بيان قوات الدعم السريع المسؤولية عنه، ووصف مجلس السيادة الذي يرئسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الهجوم بأنه "تصعيد خطير"، وفقا لبيان أصدره.
وتُحاصر قوات الدعم السريع منذ عام ونصف عام مدينة كادوقلي، التي أكدت الأمم المتحدة في نوفمبر المنصرم حال المجاعة فيها.
ويشكّل إقليم كردفان الشاسع المقسّم إلى ثلاث ولايات والمعروف بالزراعة وتربية الماشية، صلة وصل استراتيجية لحركة الوحدات العسكرية وعلى المستوى اللوجستي، إذ يقع بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش شمالا وشرقا ووسطا ومنطقة دارفور في الغرب والتي باتت قوات الدعم السريع تسيطر عليها.