أوروبا ترفع أسوارها وتغلق حدودها
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
قررت العديد من الدول الأوروبية على رأسها فرنسا إغلاق حدودها، بعد تسجيل تدفقات هائلة للمهاجرين، على كافة الجبهات.
وتعمل إيطاليا ودول الجبهة الجنوبية على إيجاد التوازن الصعب بين إنقاذ المهاجرين، والاتفاقيات مع دول العبور. وحلول إعادة التوزيع.
وأوضحت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول خارجه أن المسار له رأي مختلف تماما.
كما عززت بولندا حدودها مع سلوفاكيا، وأعادت السيطرة عليها على الرغم من منطقة شنغن.
وفي غضون ذلك، قررت فرنسا نشر المديرية العامة للأمن الداخلي مباشرة على حدود مينتون. وهذا خيار، وفقًا لقناة أوروبا 1، جزء من حزمة لتأمين الحدود مع إيطاليا. واستجواب جميع المهاجرين غير الشرعيين المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب.
كما يتم استخدام طائرات بدون طيار لمراقبة المنطقة الواقعة بين إيطاليا وفرنسا. مع زيادة موازية في عدد الرجال المشاركين في عملية Sentinel.
كما أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين أنه لن يتم الترحيب بالمهاجرين المتدفقين من لامبيدوزا الإيطالية.
وتأتي الأخبار أيضًا من ألمانيا “الداعمة” لزيادة الضوابط، مما يدل على أن هذا النوع من التحرك يحظى بشعبية.
واعترفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بأن المناقشات جارية مع بولندا وجمهورية التشيك. حول “المزيد من إجراءات مراقبة الحدود” المحتملة.
وحتى سويسرا، رغم أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، بدأت تتكيف مع الرياح الجديدة المتمثلة في الحواجز الأوروبية.
وفي هذا الصدد، قرر المكتب الفيدرالي للجمارك وأمن الحدود تعزيز حرس الحدود في كانتون تيسينو. على الرغم من إدراكه أن الطريق إلى الاتحاد السويسري في الوقت الحالي لا يحظى بشعبية خاصة بالنسبة لأولئك الذين يمرون عبر إيطاليا.
وأوضح أنه في الوقت الحالي، تم استبعاد استخدام الطائرات بدون طيار، لأن معظم التدفقات تمر عبر وسائل عادية. بما في ذلك القطارات والحافلات.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
لبنان.. الجدار الإسرائيلي يضع «اليونيفيل» أمام اختبار صعب
أحمد عاطف (بيروت)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومحللون على أن بناء جدار خرساني إسرائيلي داخل أراضٍ لبنانية يمثل أخطر خرق للخط الأزرق منذ سنوات طويلة، مؤكدين أن هذا التطور يضع قوات «اليونيفيل» أمام اختبار صعب، وسط محدودية صلاحياتها وغياب توافق دولي يسمح لها باتخاذ خطوات فعّالة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن السعي الإسرائيلي عبر هذا التحرك يهدف إلى فرض أمر واقع جديد على الحدود، في ظل ظروف داخلية لبنانية معقدة، وانشغال القوى الكبرى بأولويات أخرى.
وندد الباحث السياسي، حكمت شحرور، بالتصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف محدود لقوات «اليونيفيل» ذاتها، التي تحول دورها تدريجياً إلى مراقب وناقل للشكوى من دون قدرة عملية على الرد، لافتاً إلى أن خطوة بناء الجدار تُعد الأكثر جرأة، إذ إن تشييد جدار إسمنتي داخل الحدود الرسمية يُعيد ملف الترسيم إلى المربع الأول، ويعكس محاولة واضحة لفرض معادلة جديدة على الأرض.
وقال شحرور، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذا المسار يكشف الانتقاص من دور «اليونيفيل»، التي تجد نفسها الآن في حالة حرجة، خصوصاً في ظل تباين مواقف القوى المؤثرة، فبينما تتولى فرنسا مهمة الدفاع السياسي عن عمل القوات الدولية، تلعب الولايات المتحدة دور الغطاء الدولي للتحركات الأخرى، مضيفاً أن فعالية «اليونيفيل» تتراجع تدريجياً، وباتت بحاجة إلى دعم وتوافق دوليين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اللبناني، عبدالله نعمة، أن التصرف الخاص ببناء الجدار يُعد خارج حدود الشرعية الدولية، مستشهداً بخروقات إسرائيلية متكررة للخط الأزرق وتقدّمها داخل الأراضي اللبنانية سابقاً، مشيراً إلى أن الجدار الجديد يثير مخاوف من محاولة تثبيت أمر واقع يشمل توسيع السيطرة إلى عمق الجنوب اللبناني.
وأوضح نعمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن قوات «اليونيفيل» تدين الاعتداءات وترفع تقارير دورية، لكنها غير قادرة على الردع العملي، موضحاً أن الاعتداءات السابقة عليها، بما فيها استهداف مباشر لآلياتها، تكشف محدودية هامش تحركها، مؤكداً أن التمديد المقبل لولاية «اليونيفيل» قد يفتح نقاشاً واسعاً حول جدوى مهامها في ظل الوضع القائم.
بدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، أن مهمة «اليونيفيل» منذ إنشائها تقوم على مراقبة الخروقات وتقديم تقارير دورية، وليست قوة فصل وفق الفصل السابع، وبالتالي فإن صلاحياتها لا تمكّنها من منع التحركات الإسرائيلية بالقوة.
وأوضح العزي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تشييد الجدار داخل الأراضي اللبنانية يمثل اختراقاً فعلياً للحدود وتثبيتاً لمنطقة عازلة جديدة، لافتاً إلى تنفذ هذه الخطوة ضمن استراتيجية تقوم على الضربات الاستباقية ومنع أي إمكانية لفتح أنفاق أو تنفيذ عمليات عبر الحدود، في سياق إعادة رسم خطوط اشتباك جديدة بعد حرب غزة.
وأشار إلى أن الجدار سيُشكّل محطة خلاف طويلة بين لبنان وإسرائيل، لأنه يضيف نقطة نزاع جديدة إلى ملف الترسيم، الذي لا يزال يضم 13 نقطة خلافية، بالإضافة إلى النقاط الخمس التي تعتبرها بيروت محتلة، منوهاً بأن الخطوة الإسرائيلية قد تستهدف عملياً إفشال دور القوات الدولية، عبر وضعها بين ضغطين.