بوابة الوفد:
2025-05-16@18:41:00 GMT

تعرف على المقاصد في خواتيم سورة البقرة

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وفيما يأتي الأمور المستفادة والمقاصد من خواتيم سورة البقرة:الإيمان لا يكون صحيحًا إلّا باستيفاء جميع أركان الإيمان، ابتداءً بالإيمان بالله -سبحانه وتعالى-، وانتهاءً بالإيمان بالقضاء خيره وشره. الإيمان بالرّسل يكون بهم جميعًا، فإنكار الإيمان بواحد منهم يكون سببًا في نقض الإيمان.

الإدراك بأنّ الله -سبحانه وتعالى- لا يكلّف النّفس الإنسانيّة ما يفوق قدرتها، فجميع التكاليف التعبّدية هي ضمن طاقة الإنسان. على المسلم تجاه الله -سبحانه وتعالى- السّمع والطاعة، وذلك بالانقياد التامّ لأوامر الله -سبحانه وتعالى- والتسليم له. على المسلم السّمع والطاعة لله -سبحانه وتعالى- فيما يأمر به وينهى عنه، لأنّ المصير سيكون إليه في يوم القيامة. الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- لا يقتصر على الإيمان القلبي، فيجب أن يرافقه عمل بمقتضى أركان الإيمان، وذلك يكون بالتقوى، والعمل والصالح.

 

قال -تعالى-: (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

 

 قيل في سبب نزول الآية الكريمة: حينما نزل قوله -تعالى-: (لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت)؛ذعر وخاف المسلمون من هذه الآية الكريمة، وقالوا بقدرتهم على التوبة من عمل جوارحهم، إلّا أنّهم لا يستطيعون التوبة مما في قلوبهم من الوساوس، فنزل جبريل -عليه السّلام- فأخبرهم بأنّهم غير قادرين عن الامتناع عن وساوس القلب إلّا بقدر طاقتهم، قال -تعالى-: (لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا).

 

وقد ورد في الأحاديث النبويّة دليل ذلك، فعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم-: (إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدورها مَا لم تعْمل أَو تكلم بِهِ)،فإن الله -سبحانه وتعالى- لن يحاسب بني آدم عمّا في صدورهم من الوسوسة التي يكون الامتناع عنها خارج طاقتهم.

 

بالإضافة لتجاوز الله -سبحانه وتعالى- عن عباده في نسيانهم، وما أجبروا عليه،وفي الآية الكريمة طلب من العباد لله -سبحانه وتعالى- أن يسامحهم على تقصيرهم الذي يأتي بسبب النّسيان والخطأ.

والإصر هو الميثاق والأمر الثقيل، وقال ابن عباس في تفسير هذه الآية: إنّها دعوة من المسلمين لله -سبحانه وتعالى- بأن لا يكلّفهم الله -تعالى- ما لا يقدرون عليه، فيعاقبون بتركه، وذلك كما حصل مع الأمم السابقة كبني إسرائيل بعقابهم لتعنّتهم، فقام الله -تعالى- بأمرهم بأوامر شاقّة لا يقدرون عليها، فتركوها، فعوقبوا على تركها،وجاءت جميع هذه الدّعوات في الآية الكريمة؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالى- مولى العباد في شؤون حياتهم، فمن شأن المولى الرّفق بالمملوك وهم العباد.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ الدكتور خالد المهنا، المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، ومن تمسك بأسبابها نجا.

خطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد رحلة مفعمة بالدروسخطيب المسجد النبوي: سيرة النبي محمد دستور يصلح حال البشرية كلها

وقال خطيب المسجد النبوي، في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي: "إن العبد الموفق المنوَّر الطريق، لمن سار إلى ربه سيرًا مستقيمًا غير ذي عوج، مقتربًا من مولاه الجليل، لا ناكبًا عن الصراط، ولا ضالًا عن سواء السبيل، يدنو من ربه بأعماله الصالحة الخالصة، على نور من ربه، محبًا له كمال الحب، معظِّمًا غاية التعظيم والإجلال، متذلِّلًا لمولاه تمام الذل، مفتقرًا إليه الافتقار كله، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، متحققًا بصفات من أمر الله بالاقتداء بهم من النبيين والمرسلين، وخيار عباد الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه: (أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)".

وأشار خطيب المسجد النبوي، إلى أن أعظم ما يُدني العبد من ربه، ويُقرِّبه إلى مولاه، أداءُ فرائضه التي افترضها عليه، كما دل على ذلك قوله جل جلاله في الحديث الإلهي: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُه عليه)، ولا شيء أحب إليه سبحانه من توحيده في عبادته، وإخلاص الدين له، وهو أعظم فرائض الله على عباده، ولا شيء أبغض إليه من الشرك به، وهو أعظم ما نهى سبحانه عنه.

وبيَّن أن أجَلَّ فرائض الإسلام، وأولاها بالاهتمام، مؤكدًا أن ما يقرب إلى الملك القدوس السلام، فريضة الصلاة، قال الله تعالى لنبيه: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).

وإنما كان ذلك لأن سجود العبد في صلاته نهاية العبودية والذل، ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها، فكلما بعدت من صفته، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره.

ومضى خطيب المسجد النبوي، قائلًا: لا يزال العبد المحب لربه يتقرب إليه بعد فرائض الدين بالنوافل، ويتبع الواجبات بالمستحبات والفضائل، حتى يحبه ربه، ومن أحبه الله كان له وليًّا ونصيرًا، فعصم سمعه وبصره عن المحرمات، ووقى يده عن العدوان، ورجله عن المشي إلى مساخط الله، فلم يمشِ بها إلا إلى مراضي ربه ومولاه، فتزكت بذلك نفسه، وطهر قلبه، فكان قريبًا من رب الأرض والسماوات، مجاب الدعوات.

كما دل على ذلك قوله سبحانه في الحديث الرباني: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه).

وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أنه تقرّب إلى الله خيارُ عبادهِ، وتوسلوا إليه بأعمالهم الصالحة، وأوفوا بعهدهم الذي عاهدوا، فقربهم سبحانه غاية القرب، حتى بلغ أعلى منازل القرب منهم عبداه محمدًا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فاتخذ كلًا منهما خليلًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو كنتُ متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن صاحبكم خليل الله)، وجعل منزلة روحيهما في البرزخ في أعلى المنازل، ودرجتهما في الجنة أعلى الدرجات، ثم بعدهما في القرب موسى الكليم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم، ثم عيسى، ثم نوح، ثم سائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وعلي، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، بحسب سبقهم إلى الإيمان، وهجرتهم، وجهادهم مع رسول الله، ثم أصحاب الأنبياء عليهم السلام، ثم خيار هذه الأمة من التابعين وتابعيهم، وأئمة الهدى من هذه الأمة من العلماء والأولياء.

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته مبينًا أنه من فضل الله على عباده وتيسيره عليهم وإكرامه لهم، أنه لم يشرع لعباده أن يجعلوا بينهم وبينه وسائط من الخلق يرفعون إليه حوائجهم، ويتوسلون بهم إلى ربهم، ويسألونهم أن يُدنوهم من مولاهم، وإنما فتح للعبيد أبواب فضله ورحمته، ليتقربوا إليه بأعمالهم الصالحة، وليدنوا منه بمناجاتهم إياه، لا يُناجون أحدًا سواه، ولا يدعون غيره، ولا يطلبون من غيره القرب إليه سبحانه، بل إياه يدعون فيعطيهم، وإليه يزدلفون فيُدنيهم.

طباعة شارك المسجد النبوي المدينة المنورة الدكتور خالد المهنا خطبة الجمعة خطبة الجمعة اليوم

مقالات مشابهة

  • ادعوا الله فـي كـل وقـت وحـين.. فأبواب الخالـق لا تغلق
  • العبد الموفق.. خطيب المسجد النبوي: من سار إلى ربه سيرا مستقيما
  • خطيب المسجد النبوي: أعظم ما يقرب العبد من ربه أداء الفرائض
  • أجمل ما قيل عن سورة الكهف يوم الجمعة
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة..لماذا لا يصوم الحاج العشر الأول من ذي الحجة.. هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات
  • هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم البسملة لمن بدأ القراءة من وسط السورة.. الإفتاء تجيب
  • يمن الإيمان يسقط الشيطان الأكبر
  • سنن نبوية قبل عيد الأضحي .. تعرف عليها
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء