جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-18@19:16:36 GMT

الأغنية العُمانية.. وموقعها من الإعراب

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الأغنية العُمانية.. وموقعها من الإعراب

د. أحمد بن علي العمري

لطالما عُرف العُمانيون ببراعتهم اللغوية والشعرية مُنذ القدم، وصولًا إلى وقتنا الحاضر؛ ففي كل فترات التاريخ العُماني يتجلّى لنا ذلك عندما تكون عُمان حاضرة بعلمائها وقاداتها وشخصياتها التي أبدعت في هذا الجانب، فمن مالك بن فهم في العصور القديمة مرورًا بالخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد في العصور الإسلامية، وانتقالًا إلى أبي مسلم البهلاني وعبدالله بن علي الخليلي في العصور الحديثة، وغيرهم من قادة عُمان وعلمائها الذين أثروا اللغة العربية بالكثير، ولم تتوقف إنجازات بعضهم في الإطار المحلي، وإنما تجاوز ذلك ليصل حتى العالمية، كنوع من الإسهام العُماني في إثراء الحضارة الإنسانية، فهذا الوطن العزيز الغالي يزخر بالكثير والكثير مما يمكن أن يساهم في هذا الجانب.

هكذا هي عُمان، ولّادة للنوابغ، وهنا أريدُ أن أتطرق إلى جانب من الجوانب الثقافية وأتكلم عن الأغنيه العُمانية؛ حيث نجد أنها قد سبقت زمانها. وحتى لا أذهب بكم بعيدًا فيكفينا فخرًا وعلى مستوى الخليج العربي أن الفنان سالم بن راشد الصوري أول فنان خليجي تُسجّل له أغانيه في هيئة الإذاعة البريطانية بلندن.

ولا أنسى هنا دور حمدان الوطني والمقيمي وغيرهم من الرواد الأوائل. وحتى نقرب الصورة فلنتحدث منذ بداية عام 1970م وهي بداية النهضة العُمانية الحديثة؛ إذ بدا فيها فنانيون روّاد، وأذكرُ هنا وبكل فخر واعتزاز الفنان العُماني القدير والوطني مسلم علي عبدالكريم الغساني الذي غنى: "عُد يا أخي لضلكوت وأرض المجد رخيوت"، وكانت هاتان الولايتان في ذلك الوقت، خارج السيطرة العُمانية للظروف التي يعرفها الجميع؛ ليتحقق ما تغنى به بعد شهور من إطلاقه لأغنيته.

وكان في بداية السبعينيات من القرن الماضي هو وزملاؤه: سعيد بن فرج الغساني ومحمد حبريش- رحمة الله عليهما- إضافة للفنان سالم على سعيد- رحمه الله- وسالم محاد وأحمد غدير- أطال الله في عمرهما- يغنون في نواحي صرفيت وتحت وابل الرصاص من أجل عُمان والوطن والسلطان.

ثم بعد ذلك يلتحق بهم زملاؤهم حكم عايل ويعقوب نصيب رحمة الله عليهما- وشادي عُمان وعوض حليص، مع العملاق عبدالله الصفراوي رحمه الله؛ ليأتي الجيل الذي يليهم والذي يلي الذي يليهم والأغنية العُمانية محلك سر!

إنَّني كأحد المهتمين والمطلعين على هذا الجانب، لأشعر بالخيبة والحسرة للحال الذي وصلت إليه الأغنية العُمانية.

ومن تجربة شخصية عايشتها بنفسي، وكنت شاهدًا عليها أن أحد الفنانين المرموقين خليجيًا وعربيًا الآن ويعتبر الأبرز على الساحة حاليًا، كان يتردد على سالم علي سعيد وأحمد غدير وسالم محاد ليأخذ منهم أغنية أو على الأقل لحن، والآن هو يتصدر المشهد.

هل ننتظر فنانينا حتى يموتوا لنُمجِّدَهُم ونشيد بهم، أم أن الأمر يتطلب أن نهتم بهم وندعمهم؟  ألا يكفي أننا فقدنا سفير الأغنية العُمانية الفنان سالم علي سعيد الذي صور أول فيديو كليب عُماني بأغنية "عش سعيد"، والتي كتب كلماتها الشاعر القدير الراحل الشيخ عوض بن بخيت العمري، ولحّنها المُبدِع السيد خالد بن حمد البوسعيدي، أطال الله في عمره، والفنان حكم عايل والفنان يعقوب نصيب والفنان مدين مسلم.

فلنحافظ على ما تبقى منهم وندعمهم فانتشار الأغنية العُمانية يعزز من شهرة البلد؛ لأن هذا المجال أصبح من المجالات التي تفتخر بها الدول مثل الرياضة وغيرها من الفنون.

لا يفوتني هنا أن أقدِّم الشكر لشركة "سابكو" التي بذلت جهدًا كبيرًا لإيصال الأغنية العُمانية إلى آفاقٍ أرحب، وكنا نتمنى لو استمرت، لكنها لم تستمر، وقد بذل القائمون عليها جهدًا يُشكرون عليه.

كذلك الشكر لشركة "هالي" التي ساهمت في نشر الأغنية العُمانية، رغم أنه لم يُكتب له الاستمرارية.

هنا أودُ أن أطرحُ فكرة وهي أن تقوم الجهات المعنية بدعم شركات الإنتاج الجادة دعمًا مُيسرًا (مثل القروض بدون فائدة تُسدد على سنوات)، ثم نُحاسب هذه الشركات سنويًا على ما قدمته للفن العُماني وكم فنان عُماني وقفت بجانبه.

وهنا أُحيِّي الفنان صلاح الزدجالي الذي طوّر نفسه بنفسه ووصل بجهوده الذاتية إلى مركز متقدم في سماء الأغنية العُمانية.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ع مانی

إقرأ أيضاً:

«الخيالة السلطانية» تبرز رياضات الخيل التقليدية والموسيقى العُمانية في عرض وندسور الملكي

"عُمان": شاركت الخيالة السلطانية في فعاليات اليوم الثالث لعرض وندسور الملكي للخيول لعام ٢٠٢٥م، وذلك بساحة قلعة وندسور الملكية البريطانية، وذلك برعاية جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية ورئيس الكومنولث، بحضور سعادة بدر بن محمد المنذري سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى المملكة المتحدة، وسعادة المهندس هلال بن محمد الوائلي رئيس شؤون الخيل والهجن والمزارع والحدائق السلطانية بشؤون البلاط السلطاني، والدكتور سرحان بن سالم الزيدي مدير عام الخيالة السلطانية، وعدد من المسؤولين بسفارة سلطنة عُمان بالمملكة المتحدة.

وحرصت الخيالة السلطانية خلال مشاركتها على إبراز الموسيقى العُمانية وفنون رياضات الخيل التقليدية التي تنفرد بها سلطنة عُمان، فقدم فرسانها وفارساتها استعراضات في ركض العرضة وتنويم الخيل، وعزفت موسيقى الخيالة السلطانية مقطوعات موسيقية عُمانية وعربية وعالمية.

واستهلت مشاركة سلطنة عُمان في عرض وندسور الملكي للخيول تقديم عرض مرئي حمل اسم "سلطنة عُمان جوهرة العرب"، وأبرز العرض المرئي الذي قامت بإنتاجه دائرة التواصل والإعلام بشؤون البلاط السلطاني المقومات السياحية والتراثية التي تشتهر بها سلطنة عُمان، كما استهلت الخيالة السلطانية مشاركتها في العرض بدخول عربتي خيل تحملان علم سلطنة عُمان وعلم المملكة المتحدة، وقامتا بالدوران حول ساحة العرض، وبداخل كل عربة، حيث قام الفرسان والفارسات بنثر اللبان العُماني على ساحة قلعة وندسور الملكية البريطانية وسط تفاعل الجماهير المتابعة للعرض.

ودخلت فرقة الموسيقى وفرسان وفارسات الخيالة السلطانية ساحة العرض على أنغام المقطوعة الموسيقية "جوهرة العرب"، وبدأت تشكيلات الركب الموسيقي على أنغام مقطوعات عُمانية مثل المقطوعة الموسيقية "ليالي الصحراء"، كما شكل الفرسان والفارسات تشكيلات على أنغام المقطوعة الموسيقية "المسافة أصبحت واحدًا".

وتفاعلت الجماهير الغفيرة المتابعة للعرض أثناء تقديم فرسان وفارسات الخيالة السلطانية استعراض ركض العرضة، حيث عزفت موسيقى الخيالة السلطانية مقطوعة "التتويج بشرف"، وتواصل تفاعل الجماهير مع استعراضات الخيالة السلطانية، وذلك عند تقديم فرسانها وفارساتها استعراض تنويم الخيل، الذي سبقه عزف القُرب الموسيقية.

وعزفت موسيقى الخيالة السلطانية مقطوعة "شاطئان وأغنية واحدة"، وعلى أنغامها شكل فرسان وفارسات الخيالة السلطانية، وهم على صهوات الخيل وراجلين، الحروف الإنجليزية الأولى لاسم عرض وندسور الملكي للخيول، وعزفت موسيقى الخيالة السلطانية المقطوعة الإنجليزية الشهيرة "الأكمام الخضراء"، وذلك عند خروج الفرسان والفارسات من ساحة العرض وسط تصفيق وتفاعل من الجماهير.

علاقات تاريخيّة

أكد سعادة السفير بدر بن محمد المنذري سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى المملكة المتحدة أن مشاركة الخيالة السلطانية في عرض وندسور الملكي للخيول لعام 2025 تأتي امتدادًا للعلاقات التاريخية الوطيدة بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، وتبرز هذه المشاركة ما تحظى به رياضة الفروسية من أولوية قصوى في الهوية العُمانية، وتُسهم مثل هذه المشاركات في تعزيز التبادل الثقافي بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة.

بينما قال هاري جثري مدير إنتاج عرض وندسور الملكي للخيول: إنه من دواعي سرورنا أن نستقبل الخيالة السلطانية مرة أخرى هنا في عرض وندسور الملكي للخيول؛ فلطالما كانوا داعمين للعرض لعدة سنوات، حيث يحضرون بثقافتهم الغنية والمتنوعة التي تظهر في عروضهم، ومن الرائع أن نرى ذلك هنا في ساحة القلعة.

وأضاف: يستمتع المشاهدون الذين يحضرون إلى العرض بما يعرضه فريق الخيالة السلطانية، حيث يتمتع العرض العُماني بمهارات فروسية عالية، ومن الرائع أن نرى القُرب والطبول والفرقة الموسيقية التي تأتي إلى وندسور هنا في هذه الساحة عبر السنوات الماضية، وقد تعاونا معهم من خلال فرقتنا الخاصة بالقُرب والطبول، لذلك نحن ندرك عمق هذه الثقافة وتاريخها، وإنه لمن الرائع أن نرى المشهد يكتمل هنا في ساحة القلعة.

مقالات مشابهة

  • "العُمانية للغاز الطبيعي المسال" توقع اتفاقية لتحسين محفظة الإمدادات
  • من هو منشد حزب الله الذي تجسس لصالح إسرائيل وأطاح برؤوس حزب الله؟
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • «الخيالة السلطانية» تبرز رياضات الخيل التقليدية والموسيقى العُمانية في عرض وندسور الملكي
  • الرسالة العُمانية للعالم
  • “شعرية اللغة في القصة العُمانية القصيرة”.. إصدار نقدي يستقصي ملامح التجديد لدى جيل القصة الجديد
  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • على وقع الحرب في غزة.. احتجاجات في بازل تدعو لطرد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية
  • أهم حدث في الساحة حاليا هو العدوان الذي يتعرض له السودان من تحالف دولي يدمر في بنيته التحتية