المناسبات الدينية في مناطق الحوثي.. مواسم نهب تجلد ظهور المواطنين والتجار (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من عدي الدخيني
تستمر جماعة الحوثي المسلحة للعام التاسع على التوالي، في استغلال مناسبة “المولد النبوي الشريف” لنشر أفكارها الطائفية والمذهبية في أوساط المجتمع وفرضها تحت مبدأ الترهيب والترغيب.
وتدشن الجماعة حملة ميدانية واسعة في كافة المحافظات الخاضعة لسيطرتها لنشر ثقافة الاحتفال بالمولد النبوي على طريقتها العقائدية بالإضافة إلى استغلال المناسبة في جني الأموال وفرض إتاوات مالية بحجة الاحتفال بالمناسبة.
ووجهت الجماعة في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها، مالكي المحلات والمنشآت التجارية بالقيام بتجديد وطلاء واجهات محلاتهم التجارية باللون الأخضر بمناسبة المولد النبوي.
تحت إشراف وتوجيهات من قبل مشرفين موالين للجماعة ومكتب الأشغال التابع لهم، تجري من خلالها لقاءات موسعة مع كافة مؤسسات الدولة، في كافة مناطق سيطرتها، عن استغلالها لإجبار التجار والمواطنين على دفع أموال دعمًا لهذه المناسبة.
وتضمنت الأوامر التي أصدرها مكتب الأشغال عدة نقاط كلها تدخل في إطار إجبار مالكي المحلات على القيام بأعمال تتعلق بالاحتفال بالمولد النبوي، ومنها تركيب ثلاث لمبات خضراء أمام كل محل تجاري ودهان الرصيف المقابل لكل محل باللون الأخضر وتركيب خمسة أعلام متوسطة الحجم تتضمن الاحتفاء بالمولد كما أفاد لنا أحد مالكي المحلات في صنعاء.
“إحتفال قسري”
لم تحل مناسبة ذكرى المولد النبوي بعد، لكن الجبايات التي تفرضها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، باتت تجلد القاطنين، “مواطنون وتجار”.
وخلال الأسابيع الماضية، أقرت الجماعة الحوثية فرض زيادات ضريبية وجمركية على المستوردين من ميناء الحديدة، بعد أن كانت وعدت بمنحهم امتيازات وتسهيلات وإعفاءات مقابل إدخال بضائعهم وسلعهم من هذا الميناء، مقابل زيادة الرسوم نفسها على المستوردين من المنافذ البرية بنسبة وصلت إلى 100 في المائة. في قرار يهدف إلى سلب الحكومة اليمنية موارد الموانئ المحررة.
في السياق ذاته، يقول أحد موظفي الشرائك في ميناء الحديدة في حديثه لـ ”يمن مونيتور“: إن جماعة الحوثي ألزمت جميع الشرائك والتجار والمنظمات المحلية الخاضعة لسيطرتها بالاحتفال، بحيث يشكوا التجار والشرائك والمنظمات المحلية، من عمليات ابتزاز تمارسها عناصر الحوثي المسلحة بحقهم بحجة فرض جبايات مالية ، والتبرع لصالح الحملات كدعم للاحتفال بالمولد النبوي، مالم سيتم توقيف العمل وحجز البضائع.
وتابع: “يقوم مدير الجودة ومدير الجمارك في الموانئ الموالين للجماعة من فرض جبايات مالية كبيرة تحت مسمى المولد النبوي، أو سيتم حجز البضائع، في هذا الأمر العصيب الذي يواجهونه التجار والشرائك والمنظمات المحلية، حتى انهم مجبورين بدفع المبالغ المطلوبة منهم مقابل السماح بمرور البضائع”.
وحصل ”يمن مونيتور“، على وثيقة تكليف رسمية أصدرها مكتب وزارة الصحة العامة والسكان محافظة الحديدة بمديرية اللحبة، في تكليف للمشرف الحوثي محمد إبراهيم حسن طواشي، للنزول إلى الصيدليات والعيادات الخاصة الموجودة في دير الاخرش كما هو موضح في الجدول من فرض رسوم إجبارية والتبرع للاحتفال بالمولد النبوي.
“حملة مبكرة”
يقول “محمد نصر” مالك مركز تجاري في محافظة البيضاء وهو أسم وهمي فضل عن ذكر أسمه، في حديثه لـ ”يمن مونيتور“ يقول، كل عام تفرض جماعة الحوثي مبالغ باهضه علينا تحت مسمى المولد النبوي، لكنها هذا العام نشطت مبكرًا، إذ بدأت حملتها بجمع المبالغ قبل أكثر من ثلاثة أسابيع على موعد المولد النبوي الذي يصادف 12 ربيع الأول من كل عام .
وتابع: “في كل عام وهي تفرض جبايات أصبحت مخيفة علينا أكثر مما هي فعالية دينية، حيث نجد أنفسنا مجبرون على دفع مبالغ مالية كبيرة للجماعة”.
وأردف: “تقوم الجماعة من فرض جبايات مالية كبيرة تتراوح من مليون ريال إلى اثنين مليون ريال، على كل مالك مركز تجاري، بالاحتفال بالمناسبة”,
وأشار، إلى أن جماعة الحوثي فرضت أيضًا على أصحاب المحلات البسيطة مبالغ بين 100 ألف إلى 300 الف ريال، بحجُة الإحتفال بالمولد النبوي.
وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية في العاصمة صنعاء، تحدثوا إلى “يمن مونيتور” أن قادة الحوثيين أجبروهم على دفع مبالغ مالية لتمويل مهرجانات الجماعة الطائفية، تراوحت بين 50 ألف ريال إلى 150 ألف ريال، بحسب حجم العمل التجاري لكل منهم.
وذكرت مصادر مطلعة، أن” جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، تستنسخ الطقوس من إيران، لتدمر اليمن واقتصاده وتجويع الشعب، وتستغل المساعدات المقدمة له وتجبر التجار بقوة السلاح على الدفع بدعوى احتفالاتها تحت مسمى المولد النبوي”.
“ترهيب وترغيب”
تستمر جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء وبقية مناطق سيطرتها استخدام عمليات الترهيب والترغيب وتجاهل معاناة السكان جراء انقطاع رواتب الموظفين وارتفاع الأسعار وتدني قدرتهم الشرائية، وخصصت مبالغ ضخمة من المال العام لإقامة مئات المهرجانات مثل الاحتفال بذكرى المولد النبوي.
وبذريعة الاحتفال بذكرى المولد، عممت الجماعة المسلحة، عبر عقال الحارات بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتها منذ أن اجتاحتها بقوة السلاح في سبتمبر 2014م، على إبلاغ القاطنين في الحارات، بدفع تبرعات مالية لا تقل عن 3 آلاف ريال عن كل أسرة كحد أدنى.
يأتي هذا في ظل معلومات عن أن قيادة الجماعة ألزمت مسؤولي الأحياء السكنية بحصر المنازل من فلل وبنايات وشقق، وإبلاغ السكان بدفع مبالغ مالية قدرها 3 آلاف ريال عن كل أسرة، لدعم الاحتفال بذكرى المولد.
في ذات السياق، يقول أحد سكان حي الزبيري بصنعاء لـ ”يمن مونيتور“، أن جماعة الحوثي تتبع أسلوب الترهيب والترغيب لإجبار المواطنين على دفع جبايات مالية للاحتفال بالمولد النبوي مستغلين المناسبة لنهب مزيد من الأموال من جيوب المواطنين والتجار”.
وأشار إلى أن “الجماعة تقوم بإرسال مذكرات إلى عقال الحارات بمزيد من جباية الأموال وإجبار الناس على دفع مالا يقل عن 3 آلاف ريال، بالإضافة إلى إلزام كافة السكان بوضع لمبات كهربائية خضراء في واجهات منازلهم”.
كما تواصل “الجماعة المسلحة عمليات الترهيب والترغيب على سائقو القاطرات ووسائل النقل الكبيرة على أن يتم طلائها باللون الأخضر ووضع إضاءات خضراء كدلالة على احتفائهم بالمولد النبوي”.
في السياق ذاته، يقول أحد سائقي القواطر في مدينة الحوبان، في حديثه لـ ”يمن مونيتور“ أرغمتنا جماعة الحوثي وضع الإضاءة الخضراء وطلاء اللون الأخضر على القواطر بمناسبة المولد النبوي.
“مناسبة دينية لأهداف متعددة”
من جانبه، يقول المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي: حولت المليشيات الحوثية مناسبة المولد النبوي لموسم جبايات وفرض الأتاوات وإجبار التجار وكافة رجال المال والأعمال والمؤسسات والجمعيات والمنظمات ومالكي وسائل النقل الكبيرة والمتوسطة والصغيرة على التبرع بمبالغ مالية لصالح الاحتفال بالمولد النبوي تصل لمليارات الريالات في الوقت الذي تصاعدت فيه أصوات الموظفين للمطالبة برواتبهم لكن المليشيات الحوثية أدارت ظهرها لهم واتهمتهم بالتآمر مع الأمريكان والبريطانيين والتحالف والشرعية ضدها
وأضاف في حديثه، لـ ”يمن مونيتور“: “لا تستثني المليشيات الحوثية أحدا من دفع الأتاوات حتى أصحاب البسطات الصغيرة والدكاكين في الحارات والأحياء أو القرى حتى طلاب المدارس لم يسلموا من التبرع بمصروفهم الشخصي”.
وتابع: “تحرص المليشيات الحوثية على أن يطلي سائقو القاطرات ووسائل النقل الكبيرة باللون الأخضر وتركيب إضاءات خضراء كدلالة على احتفائهم بالمولد النبوي كما تتصور وتعبيرًا عن تأييدهم لجماعة الحوثيين فهي تتخذ من اللون الأخضر مقياسا لفرز وتقييم الناس من طلى نفسه أو واجهة محله أو سيارته أو ناقلته فهو في نظرها مخلص وموالي لها ولنهجها ومن تقاعس وتلكأ عن ذلك فهو منافق وعدو لها بل للرسول (ص) وللإسلام”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثيون المناسبات الدينية اليمن الملیشیات الحوثیة بالمولد النبوی المولد النبوی باللون الأخضر جماعة الحوثی یمن مونیتور مبالغ مالیة فرض جبایات فی حدیثه على دفع
إقرأ أيضاً:
الشركة المتحدة تحتفي بالذكرى 12 لثورة 30 يوينو
يعلن قطاع الإنتاج الوثائقي في شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن الاحتفاءً بالذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو، من خلال عرض مجموعة من الأفلام والأعمال الوثائقية التي تتناول أحداث تلك المرحلة المهمة والحرجة من تاريخ الوطن، وذلك بدءًا من الغد الأول من يونيو، على شاشة "الوثائقية".
من بينها سلسلة ومضات وثائقية تُعرض على رأس كل ساعة تحت عنوان "حتى لا تكون آفة حارتنا النسيان"، وتوثق أبرز جرائم الجماعة الإرهابية خلال فترة حكمها، وصولًا إلى الثالث من يوليو 2013.
إضافةً إلى عرض السلسلة الوثائقية "حكايات 30 يونيو"، التي تقدم شهادات مهمة عن تلك المرحلة، بمشاركة عددٍ من السياسيين والخبراء والكُتّاب والإعلاميين والشخصيات العامة، إلى جانب عرض الأفلام الوثائقية "30 يونيو.. ثورة إنقاذ مصر"، و"آخر أيام الجماعة"، و"الكتيبة"، وأفلام أخرى سينوّه بها قريبًا؛ وذلك حتى لا تسقط من الذاكرة جرائم الجماعة الإرهابية، وكي لا تُبدَّل الحقائق، لا سيما لدى الأجيال الجديدة.
من ناحية أخرى أذاعت القناة الأولى بالتليفزيون المصري فيلما تسجيليا بعنوان «حاتم.. فارس ماسبيرو»، عن وزير الإعلام الراحل محمد عبدالقادر حاتم، الذي تولى وزارة الإعلام مرتين، الأولى 5 سنوات بين عامي 1960 و1965، والثانية منذ 1971 إلى 1972.
وبدأ الفيلم الوثائقي بعبارة «إلى روح الدكتور محمد عبدالقادر حاتم.. تقديرا وعرفانا»، مشيرا إلى أن عبد القادر حاتم هو أبو الإعلام المصري؛ نظرا لدوره في تأسيس التليفزيون المصري عام 1960.
وولد الدكتور محمد عبد القادر حاتم، يوم 3 سبتمبر عام 1918 في محافظة البحيرة، وتوفي يوم 7 يوليو عام 2015.