قطة الحمدانية المعنفة تثير تعاطف السعوديين ومطالبات بالقبض على الجاني
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية حملة إلكترونية للمطالبة بالقبض على وافد آسيوي تعمّد ضرب وتعنيف قطة سوداء اللون ظنًا منه بأنها "جن" في منطقة الحمدانية في مدينة جدة.
وتداول نشطاء عبر منصة "إكس"، تويتر سابقًا، وسم "#قطة_الحمدانية_المعنفه" للتعبير عن غضبهم واستيائهم من التعنيف الذي تعرضت له القطة فقط بسبب لونها الأسود، مرفقة بمقاطع فيديو وصور توثق الأذى الذي تعرضت له القطة.
وخلال ساعات من إطلاق الحملة، تصدّر وسم #قطة_الحمدانية_المعنفه قائمة الأكثر تفاعلًا وتغريدًا عبر منصة "إكس" في المملكة العربية السعودية وسط مطالبات بالقبض على معنفها تمهيدًا لمحاسبته.
قطه حامل تم ضربها وتعنيفها من قبل عامل بنقالي بحجة ان لونها اسود وانها جنية وهي الان تنازع بين الحياة والموت !
من يأخد حق هذه المسكينه وأطفالها الليّ في بطنها !!! #قطة_الحمدانية_المعنفه pic.twitter.com/G2u8skxkaw
بالله لاتوقفون لين نسمع تم القبض لان تركه بدون حساب جريمة بحق البشر وبحق الحيوانات . #قطة_الحمدانية_المعنفه pic.twitter.com/dD7zTwxCzD
— هيلة الروقي (@soundsoul369) September 30, 2023واستنكر المشاركين في الوسم ظاهرة تعنيف وضرب القطط البريئة من قبل أشخاص تجردوا من إنسانيتهم، إذ ذكر أحدهم أن من يقوم بهذا الفعل الشنيع يُعد "مختل عقليًا" وبحاجة لعلاج نفسي.
وناشد مغردون آخرون وزارة الداخلية السعودية والجهات الأمنية المعنية القبض على مُعنف قطة الحمدانية والحكم عليه بأشد عقوبة بسبب هذا الفعل الوحشي.
قطة الحمدانية المعنفةكشف فريق ملاذ التطوعي، الذي تم انشاؤه لمساعدة ورعاية الحيوانات في السعودية، عن الحالة الصحية للقطة المعنفة.
وفي أحد مقاطع الفيديو الذي نشره الفريق عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، تبين أن القطة تعرضت للضرب المبرح بواسطة عصا الأمر الذي أدى إلى فقدان أجنتها وكسر فكها ونزيف من فمها وأذنيها ومناطق عدة من جسدها.
وذكر الفريق أن الجهات البيطرية التابعة لها أودعت القطة المعنفة في العناية المشددة، إلا أنها في وضعٍ حرج.
القطه صحيت وفك التخدير
ادعولها تقوم بالسلامة #قطة_الحمدانية_المعنفه pic.twitter.com/Z0vH6ZOssY
وقبل ساعات، ذكر فريق ملاذ التطوعي أن القطة استفاقت من الغيبوبة، إلا أن حالتها الصحية ما تزال حرجة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ جدة قطط قطة حقوق الحيوانات
إقرأ أيضاً:
أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.
وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.
ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.
عجز وقلق
وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.
ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.
سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.
وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".
إعلانوتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".
وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".
أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.
تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".
وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.
وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".
واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.
ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.
تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".
ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.
وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".
وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".
إعلان