سواليف:
2025-12-14@06:58:52 GMT

المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟

#المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟
د. #مفضي_المومني.
2023/10/1
يستمر الحديث عن #المناهج هنا وهناك… بين عارف وحارف… وبين غيور تهمه مصلحة الأجيال… وبين مغيب يركب الموجة لمصلحة ما… وفي كل الأحوال تبقى المناهج التعليمية أساس لتنشئة #الأجيال وصناعة الرجال لمستقبل الأمم… وتبقى مستهدفة ممن لا يريدون لنا الخير… ولا يريدون لنا التطور… من الغرب والشرق ووكلائهم بيننا… كتبت قبل ثلاث سنوات في كل هذا… واشعر أن ما كتبت يستحق أن نمر به مرة أخرى…:
حديث الساعة هذه الأيام المناهج، وتعديل المناهج وتغريب المناهج وتغييب #الإسلام عن المناهج، هنالك من تكلم وكتب بفكر المراقب الحصيف، وهنالك كثر وجدوها فرصة لإقامة فريضة الجهاد على وزارة التربية والعاملين على المناهج من داخل وخارج الوزارة، ووصل الأمر حد التكفير وإباحة الدم، أما العنوان لهذا المقال فقد استوحيته من خطبة الجمعة لهذا اليوم حيث أتحفنا سيدنا الشيخ إمام المسجد بمعلومة كنت لا اعرفها، حيث قال وقد استنفرت واستفزت أحاسيسه وعلا صوته وتهيجت أوداجه (أن التغيير في مناهجنا وصل حد حذف آية قرآنية من احد الكتب المدرسية واستبدالها بكلمات أغنية لمطربة ساقطة، واظنه قصد هيفاء وهبي وأنا انقل على لسانه)، وعليه طرحت سؤالي لوزير التربية في العنوان…هل فعلتها؟ ساخرا لأني اعلم أن ما قاله خطيب الجمعة، نقله عن منشور مصطنع وصلني من احدهم قبل هذا، فيه صورة لصفحة من احد الكتب المدرسية في نصفها الثاني آية وقد عمل احدهم عن طريق برامج الفوتوشوب على حذف الآية الكريمة ووضع مكانها صورة لكلمات أغنية وصورة المطربة، وسيدنا الشيخ ما صدق واخذ ذلك على انه حقيقة وجعله موضوع لخطبة الجمعة هذا اليوم، طبعا كنت ممتعضا للكثير مما قاله خطيب الجمعة وكذا للكثير مما أشيع وتم تداوله في مواقع التواصل، لأنه لا يستند لحقائق، ولان مراجع سيدنا الشيخ (الواتس اب او الفيس بوك)، وذكرني ذلك بخطبة لدكتور متخصص في الحديث يعمل في إحدى جامعاتنا الكبرى وهو صديقي وكنت احضر خطبة الجمعة له قبل سنوات، وأتحفنا يومها بمعلومة مفسرا الحديث الذي فيه إن العين لتزني، بأن العلماء وجدوا حيوانات منوية في العين، وخجلت من نفسي يومها وأنا اسمع ذلك وكان يرافقني زميل دكتور هو في دار الحق الآن متخصص في علم الاحياء وفسيولوجيا الإنسان وكان يعمل في مديرية المناهج، وعند نهاية الخطبة والصلاة التقينا وعاتبناه على ما أورده في خطبته ،ومن اين آتى بهذه المعلومة غير العلمية، فاعترف انه قراها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين له صديقي بطريقة علمية أن ذلك لا يمكن أن يكون لا علميا ولا دينيا، المهم في الأمر أسوق ما سبق لأبين أن موضوع المناهج وتعديلها، أصبح مناخا خصبا لكل مدعي علم، ولكل صاحب غيرة على الدين ليست في محلها.

في موضوع التغييرات التي تمت على بعض الكتب المدرسية، قد يكون النقد محقا للبعض، وقد يكون غير ذلك، لكن المسلمات التي يجب ان يعرفها الجميع أن المناهج تمر في مراحل كثيرة ومدروسة، وتحت إشراف مختصين من الجامعات الأردنية ، وتشرفت بأني عملت في الفريق الوطني للإشراف على تأليف المناهج لمبحث التربية المهنية منذ عام 2007 ولتاريخه، وأقول لكل مدعي ، لم يحصل يوما أن تم التوجيه أو الإشارة لنا او الطلب منا كلجان أو أفراد أن نبعد الدين أو توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن نصوص الكتب المدرسية،وأقول بكل صراحة، أننا كنا نحذف بعض الآيات أو الأحاديث المقحمة في النصوص بطريقة خاطئة، أو نطلب من المؤلفين استبدالها بآيات أو أحاديث مناسبة تخدم فكرة النص وموضوعة، فالقضية ليست إقحام آيات قرآنية أو أحاديث شريفة كيفما اتفق، لان عكس ذلك فيه إساءة للآية القرآنية أو الحديث النبوي الشريف، وكنا نرجع لكتب التفسير ولقامات دينية عارفة ونستشيرها في الكثير من الأحيان، وكثيرا ما أشاروا علينا بحذف آيات وأحاديث مقحمة وفي غير مكانها، فالقضية علمية بحتة، ثم أن جميع العاملين في المناهج هم إما معلمون أو من الخبرات التربوية أو من أساتذة الجامعات، وهم الجبهة الأولى للدفاع عن الإسلام والوطن لأنهم أصحاب رسالة شريفة وافنوا جل عمرهم في خدمة العملية التربوية، والقرار في كل مراحل التأليف جماعي وليس فردي، ثم أن الكتاب حين يطرح بين يدي الطالب تتم متابعته من قبل المدرسين ومديرية المناهج والمشرفين،وتكون الطبعات تجريبية، بانتظار أي تغذية راجعة من الميدان ، سواء من الأهالي او الطلبة، أو المعلمين، أو أي جهة لديها ملاحظات أو مقترحات، وأنا هنا لا اكتب مدافعا عن احد فالخطأ أقول له خطأ ولا يوجد بيننا من هو ضد ديننا الحنيف، لكن من باب الوقوف على الحقيقة يجب أن لا نحتكم إلى عقلية الدهماء ونكفر الناس ونشن حملة عليهم، وعلى مناهجنا ومن ألفها، دون وجه حق ولما نسال أنفسنا بعض الأسئلة مما يلي:

1- هل رجع أصحاب الحملة أيا كانوا إلى الكتب المدرسية، واطلعوا عليها قبل أن يمارسوا هجمتهم أو نقدهم؟

2- لنسال الآباء، متى كانت آخر مره اطلعتم فيها على كتب أبناءكم المدرسية؟

مقالات ذات صلة لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية 2023/09/30

3- متى درستم أبنائكم وراجعتم معهم دروسهم؟

4- متى كانت آخر مرة ذهبتم فيها إلى المدرسة لمتابعة أبنائكم، والتواصل مع معلميهم والسؤال عن أحوالهم؟

5- من منكم زار وزارة التربية، أو مديرية المناهج وهي قريبة من الجميع وتقع في جبل الحسين بين منازلكم، لينقل أي اقتراح أو ملاحظة؟

6- هل هو جديد ما يتم طرحه من هجمة غربية استعمارية على ديننا وعروبتنا؟ وهل توقف ذلك من قبل؟ أم انه ظهر فجأة لتقحموه في خطابكم ضد وزارة التربية والمؤلفين والمشرفين على التأليف.

7- هل ديننا هش لهذه الدرجة؟ وانتم تعرفون أن الله انزل الذكر وانه لحافظه، ولو كان حفظه بجهودنا، لاندثر ضمن ما نعيشه من ابتعاد عن الإسلام وأخلاق الإسلام.

8- دول المغرب العربي استعمرت مئات السنين عملت قوى الاستعمار على تغريب كل شيء بالقوة، حتى أن البعض نسي العربية كلغة، إلا أن الشعوب لم تنسى الدين الإسلامي، فديننا في قلوبنا وعقولنا وحياتنا اكبر من أن تؤثر عليه كلمة أو فكرة مقصودة أم غير مقصودة هنا أو هناك، الحرب علينا مستمرة، لا تواجه بالخطب الرنانة ولا بحملات التشهير ولا بالصوت العالي، بل بالعمل الجاد والعودة إلى أخلاق ديننا السمح سلوكا وعملا.

للإجابة عن غالبية الأسئلة أعلاه اسألوا الأمهات والأبناء فقط، لتحصلوا على الإجابة الصحيحة، كلنا مقصرون بحق أبناءنا وتربيتهم ومتابعتهم، ابذلوا جزء من ألف مما ظهر لديكم بموضوع انتقاد المناهج، لمتابعة أبناءكم وعندها ستجدون أن لا احد يستطيع أن يؤثر على الأجيال، وهنا لست مع من يواجه كل ما هو إسلامي بغلو أو جهل، وأيضا ليس كل من أطلق لحيته هو وكيل الله في الأرض، وتحضرني بضع أبيات لشاعر اليمن عبدالله البردوني في قصيدته أبو تمام وعروبة اليوم، حيث يقول:

مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب

بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب

وأقـبح الـنصر… نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا… وكم كسبوا

أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا

العيب يا سادة فينا في ممارساتنا في حياتنا في سلوكنا، فلا تأكلوا الناس بكلامكم ونقدكم، ولا تطمئنوا لعلم أنصاف وأشباه العلماء، ومن يحتكر الحقيقة، ومشكورة وزارة التربية إذ شكلت لجان للمراجعة واخذ الملاحظات الصحيحة والحقيقية، ونقول للجميع، تعديل المناهج ليست حربكم، فقط راجعوا مديرية المناهج وانقلوا ملاحظاتكم، مطلوب أن نصلح أنفسنا ومجتمعنا وان نتخلق بأخلاق الإسلام فعلا، فالدين ليس مطية لأي كان، ليحقق مصالح ذاتية أو حزبية أو عصبية، المناهج بحاجة لعقول تناقشها وتعدلها لتخدم أجيالنا وتعدهم للمستقبل وتحفظ ديننا وتراثنا. …..حمى الله الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مفضي المومني المناهج الأجيال الإسلام الکتب المدرسیة وزارة التربیة

إقرأ أيضاً:

هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟

"حين يكون الإسلاميون في المعارضة، يجب أن تكون قاعدتنا: مع الإسلاميين أحيانا، وضد الدولة دائما" من كتاب "النبي والبروليتاريا" لمؤلفه المفكر الاشتراكي البريطاني الراحل كريس هارمن، والذي قدم فيه رؤيته للثورة الإسلامية في إيران.

ثمة ما يسوِّغ تسليط الضوء على بروبوغاندا التحالف الأخضر الأحمر، كما يروج له مناصرو الصهيونية، محاولين ربط الحراك العالمي من أجل فلسطين بتحالف قائم ومنظم بين الإسلام السياسي واليسار، ساعين لإضفاء صبغة أيدولوجية راديكالية تبدو منفرة في الغرب.

وهو تعبير لا يختلف من حيث منطلقات وغايات الربط التضليلي بمساعي ربط الإسلام بالإرهاب.

فما هي حقيقة ائتلاف الأخضر مع الأحمر؟ وما هو السياق التاريخي والفكري الذي تتقارب فيه الحركات الإسلامية مع اليسارية؟ وكيف تحاول إسرائيل توظيفه؟

متظاهرون يرفعون الأعلام واللافتات خلال مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين في سيدني بأستراليا (الفرنسية)العداء للسامية

تحاول مراكز الأبحاث والصحف العبرية اختزال الحراك العالمي من أجل فلسطين بألوان أيديولوجية تبدو راديكالية ومتنافرة في ذات الوقت، محاولة تصوير الحراك الحر من أجل فلسطين بتعدديته الواسعة، كتحالف تآمري "لقوى ظلامية" متناقضة جوهريا لكنها تجتمع على "العداء للسامية".

ويتجلى هذا الاختزال عبر مستويات مؤسسية متعددة ومتكاملة، انطلاقا من مبدأ "مكافحة نزع الشرعية" الذي أسّس له معهد ريوت الإسرائيلي في تقريره تحت عنوان "بناء جدار ناري سياسي ضد نزع الشرعية عن إسرائيل".

يصنف التقرير أي خطاب مناهض للتطرف الإسرائيلي أو يشكك في يهوديتها أو يُساوي بينها وبين نظام الفصل العنصري بوصفه تهديدا وجوديا، ويضع حركة المقاطعة والناشطين الأكاديميين ومنظمات حقوق الإنسان في خانة "شبكة نزع الشرعية" التي تستوجب الملاحقة والمواجهة.

وبموجب هذا، يتحول حتى النقد السياسي للاحتلال والمطالبة بحقوق الفلسطينيين من حيّز الخلاف المشروع وفقا لمبادئ الديمقراطية إلى فعل عدائي يتطلب المواجهة.

إعلان

وقد تبنّت الحكومة الإسرائيلية هذا الإطار المفاهيمي، فأوكلت إلى وزارة الشؤون الإستراتيجية منذ عام 2015 مهمة "قيادة الحملة ضد حركة المقاطعة ومحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل"، وصرّحت مديرتها العامة سيما فاكنين غيل، الرقيبة العسكرية السابقة، أمام الكنيست بأن "الانتصار يعني ألا تكون الرواية السائدة في العالم أن إسرائيل تساوي الفصل العنصري".

أما على الصعيد الأكاديمي البحثي، فتتضافر جهود شبكة من مراكز الفكر الإسرائيلية في تغذية المفهوم وترسيخه، وأنتج مركز القدس  للأمن والشؤون الخارجية مواد حول "التحالف الأخضر الأحمر".

كما أصدر سلسلة من الدراسات تصف الحراك الداعم لفلسطين بأنه بيئة خصبة لدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالإضافة إلى إدراج منظمات كـصوت يهودي من أجل السلام وطلاب من أجل العدالة في فلسطين ضمن هذا التحالف.

وتتولى مؤسسات مثل معهد دراسة معاداة السامية في واشنطن ترويج هذه الأطروحات في الأروقة السياسية الأميركية وتعمل بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، كما تمول الوزارة مراكز بحثية مثل معهد دراسة معاداة السامية، وهو المعهد الذي وصف منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين بالتبعية لجماعة الإخوان المسلمين.

وقد أفردت وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية في تقريرها السنوي الصادر في أبريل/نيسان الماضي نقاشا تفصيليا حول "التحالف الأخضر الأحمر" ضمن توصيف التهديدات التي تواجه إسرائيل.

اختزال الحراك

يوكد حجم الاحتجاجات وتركيباتها المتنوعة ما يناقض اختزال الحراك العالمي الداعم لفلسطين بتحالف "تآمري مشبوه" بين اليسار والإسلاميين. فقد وثق اتحاد إحصاء الحشود في كلية كيندي بجامعة هارفارد على سبيل المثال ما يقارب 12400 احتجاج مؤيد للحق الفلسطيني ورافض للإبادة عبر الولايات المتحدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024.

ووثق المعهد ذاته 3700 يوم احتجاجي فيما يزيد عن 500 مؤسسة أكاديمية أميركية، واعتبر ذلك أطول موجة احتجاجات أثارها حدث خارجي في الولايات المتحدة منذ بدء جمع البيانات في 2017.

وشملت تركيبة الاحتجاجات منظمات من فئات مختلفة، ففي جامعة كولومبيا، ضمت الاحتجاجات أكثر من 100 مجموعة طلابية منها ما هو روابط طلابية تخصصية، وروابط ذات أصول قومية أو جغرافية، وروابط طلابية دينية كرابطة "صوت يهودي من أجل السلام"، التي تضم 32 ألف عضو فاعل. وقد جمعت مخيمات الاحتجاج في 117 جامعة طلابا من السكان الأصليين، والطلاب السود واللاتينيين.

ومما يدحض اختزال الحراك بثنائية أيديولوجية انخراط رجال دين مسيحيين، فقد وقع -على سبيل المثال- أكثر من 140 أسقفا وقياديا كنسيا من طوائف متعددة تشمل الكاثوليك واللوثريين والمينونايت والكويكرز الانجيليين على وثيقة داعية الى وقف الحرب ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وعلى صعيد الكنائس الأميركية الأفريقية، وقّع أكثر من 1000 قسّ أسود يمثّلون مئات الآلاف من أبناء الرعايا على عريضة تطالب بوقف إطلاق النار، ونشروا إعلانا كاملا في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "قادة الإيمان المسيحي السود من أجل وقف إطلاق النار".

إعلان

كما اعتُقل 135 من أتباع كنيسة المينونايت في مبنى الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2023 وهم يرتّلون التراتيل الدينية ويطالبون بوقف إطلاق النار، وقد تبع ذلك احتجاج منظم لأتباع الكنيسة في 40 منطقة في الولايات المتحدة وكندا، وقد وصفته المنظمة الإنجيلية ريد لاتر كريستيان بأكبر يوم عمل مسيحي منسّق من أجل وقف إطلاق النار منذ بدء الحرب.

ولم يقتصر التنوع على الفضاءين الديني والأكاديمي، بل امتدّ إلى عالم الأعمال. ففي يناير/كانون الثاني 2024، على سبيل المثال، طالبت شركة "بن آند جيريز" للمثلجات -وهي شركة متعددة الجنسيات- علنا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وصرّحت رئيسة مجلس إدارتها أنورادها ميتال لصحيفة فايننشال تايمز بأنه "من المذهل أن الملايين يتظاهرون حول العالم في حين أن عالم الشركات صامت". وقد رفعت الشركة دعوى قضائية ضد شركتها الأم "يونيليفر" بسبب محاولات إسكات دعمها لحقوق الفلسطينيين.

تقارب ضمن حراك سياسي أوسع ومتعدد الألوان

غير أن نفي اختزال الحراك العالمي بثنائية أيديولوجية لا يعني إنكار وجود تقارب بين اليسار والجماعات الإسلامية في سياق الحراك الداعم لفلسطين، إذ تشير الشواهد الميدانية إلى أن هذا التقارب لم ينبثق من تآمر أو تنسيق سري، بل تَشكّل كرد فعل على الأفعال الإسرائيلية المجرّمة دوليا ضمن فضاءات ديمقراطية مشتركة.

ولعل "حراك فيرغسون-غزة" في صيف 2014 تُجسّد هذه الديناميكية بوضوح حين تزامنت الاحتجاجات ضد مقتل مايكل براون على يد الشرطة الأميركية مع الحرب الإسرائيلية على غزة التي أودت حينها بحياة 2200 فلسطيني.

وقد وصف المؤرخ روبن كيلي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس هذا التزامن بأنه "العاصفة المثالية للتعبئة"، إذ أرسل ناشطون فلسطينيون عبر تويتر نصائح للمحتجين في فيرغسون حول كيفية التعامل مع الغاز المُدمع، في حين رفع المحتجون السود الأعلام الفلسطينية في شوارع المدينة.

وقد نتج عن هذا التضامن في 2015 ذهاب وفد من الناشطين إلى فلسطين بتنظيم من مؤسسة "حراس الحلم"، وضم الوفد مؤسِّسة حركة "حياة السود مهمة" باتريس كولورز.

كيف يتآلف الإسلام واليسار؟

تتخلص منطلقات اليسار لشراكة نفعية حذرة مع الإسلاميين في مقولات كريس هارمان أحد قادة حزب العمال الاشتراكي البريطاني في كتابه الذي أطلق عليه اسم "النبي والبروليتاريا"، وقد وضح فيه منطلق الشراكة مع الإسلاميين، إذ أفاد بوضوح "الإسلاميون ليسوا حلفاءنا"، لكنه دعا اليساريين إلى عدم التعامل معهم "تلقائيا كرجعيين وفاشيين" أو "تلقائيا كتقدميين ومعادين للإمبريالية " وأن "الشعور بالثورة لدى أتباعهم يمكن توظيفه لأغراض تقدمية".

في المقابل، يستند الإسلاميون في شراكتهم مع اليسار وغيرهم من الفاعلين المخالفين للعقيدة الإسلامية إلى تأصيلات فقهية كفقه الأولويات عند محمد الوكيلي والذي يجيز تأخير الخلافات الأيدولوجية لصالح مواجهة تهديدات أكبر.

بالإضافة إلى فقه الموازنات والمصالح المرسلة الذي يبيح التعاون على أهداف مشتركة كمقاومة الظلم بما لا يستلزم التوافق العقدي الكامل.

كما يستدعى الإسلاميون مفهوم حلف الفضول الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم نصرة للمظلومين قبل بعثته، والذي ينظر إليه كنموذج للتحالف المرحلي على أساس أخلاقي مشترك غير عقدي.

هارمان: دعا اليساريين إلى عدم التعامل مع الإسلاميين "تلقائيا كرجعيين وفاشيين" أو "تلقائيا كتقدميين ومعادين للإمبريالية " (فليكر)عودة إلى التاريخ

تعود الجذور التاريخية للتقارب بين الإسلاميين واليساريين إلى الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقد زار المفكر الفرنسي ميشيل فوكو إيران مرتين ونشر 13 مقالة يشيد فيها بالثورة كروحانية سياسية جديدة تمثل بديلا ما عن الحداثة الغربية.

ووفرت أعمال فكرية كأعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد التأسيسية الاستشراق والمسألة الفلسطينية بنية فكرية تغذي مساحة ربط مطاطية بين كلا التيارين، إذ ربط بين نقد الإمبريالية الغربية والاضطهاد الممارس ضد الفلسطينيين، والذي تضعه الحركات الإسلامية على سلم أولويات فعلها النضالي.

إعلان

ويرتكز التقارب بين الإسلاميين واليساريين على قيم مشتركة محددة مثل: مناهضة الاستعمار، والتضامن ضد الظلم وعنف الدولة غير المشروع.

وتُظهر الدراسات الأكاديمية، كدراسة كريستيان ديفيس بيلي المنشورة في مجلة "أميركان كوارترلي" عام 2015، أن الناشطين على جانبي النضال يرون روابط بين عنف الدولة والاحتلال والعرق، حيث يعاني الأميركيون السود والفلسطينيون من السيطرة العسكرية سواء من قوات الاحتلال الإسرائيلية أو من جهاز الدولة البوليسي الأميركي.

كما أن إطار "التقاطعية" الذي تبنته حركات العدالة الاجتماعية يوفر مساحة نظرية للتضامن دون الحاجة إلى تجانس أيديولوجي كامل.

وتؤكد دراسة لودفيغ سونّيمارك المنشورة عام 2025 في مجلة "علم الاجتماع النقدي" أن حركة التضامن الطلابية تُشكّل "بيئة تضامنية" تربط الطلاب النشطاء بفاعلين دوليين وبالقيادة الفلسطينية ضمن كتلة عالمية مناهضة للهيمنة، حيث تتكيف ممارسات التضامن وخطاباته باستمرار مع السياقات المحلية والوطنية والعالمية المتغيرة.

وبذلك، فإن التقاء الأخضر والأحمر في مساحات الاحتجاج لا يعكس مؤامرة مُدبّرة بقدر ما يعكس استجابة مشروطة ومحدودة لقضايا مشتركة، تتشكل عبر الفضاءات الديمقراطية من جامعات ومنصات رقمية وتجمعات احتجاجية، وتُحرّكها الأفعال الإسرائيلية أكثر مما يُحركها التنسيق المسبق.

مقالات مشابهة

  • تعرف على شرح حديث "قل آمنت بالله ثم استقم"
  • تجليات يُتم الفكر في الفضاء الإسلامي (6-11)
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه
  • تعليمية جنوب الباطنة تحتفل بجائزة الريادة المدرسية وتُكرّم الفائزين
  • مراقب تعليم الرجبان: نعتذر من أولياء الأمور بسبب تأخر توزيع الكتب المدرسية
  • اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺗﺘصدى ﻟﻠﺒﺸﻌﺔ
  • «قتل الجماعة للواحد»
  • مصدر: الزمالك يتحرك لإعادة عبدالحميد معالي بعد فسخ عقده
  • هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟