قراءة في مجموعة شريفة التوبية القصصية “انعكاس”
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري
نحلّ ضيوفا اليوم على المبدعة العُمانية شريفة التوبي التي لها باع وذراع في مجال السرد العربي من قصّة ورواية ومقال وأدب الرسائل.. ونشرت نصوصًا أدبية متنوعة في عدد من الملاحق الثقافية، كما أصدرت عناوين لمجموعات قصصية وروايات..، نذكر منها:
عين السواد، انعكاس، سجين الزرقة، حازة الوادي، سراة الجبل، ولها اهتمام بالطفولة وبأدب الطفل، فقد قامت بتأليف سلسلة “حقي طفولتي” الصادرة من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بسلطنة عُمان، إضافة إلى تتويجها بجائزة الإبداع الثقافي لعام 2021 في سلطنة عمان عن روايتها “سجين الزرقة”، وقد أكرمتنا اليوم بالاطلاع على مجموعتها القصصية بعنوان “انعكاس”، والتي سنبحر فيها بإذن الله.
في قراءتي لهذه المجموعة شدّتني قصة بعنوان “نفاس” لا لجودة النصّ مثلا أو إبداع ما لاحظته فيه دون النصوص الأخرى، ولكنّه متن طريف وصالح لمقارنة علاقة الحماة بصهرها في عُمان وفي بقية العالم العربي، لاحظت أنّ حظ الرجل مع أمّ الزوجة على نفس الدرجة من المطالب والشروط، مع تعجيزه مثل كلّ النساء، وهذه بيّنة من القصة حين تضع الأمّ شروطها، ومن يستطيع عنادها فهي الملكة:
“حين أملت شروطها في قيمة المهر واختيار القاعة وطقم الألماس، رغم علمها بمستواه المادي البسيط، وحينما قلت لها أنّه ربّما لا يستطيع توفير كلّ هذه الطلبات، قالت لي:
ـ إلّي فقير ما يتزوج، وأنت ما أقلّ من بنت خالتك سليمة”
ه
ثمّة قصص تغمز لك بالعين وترفع الحاجب وتومئ بالصمت، لتقرأها وتصبح هي فيك، تصبح جزءا منك لتعرف معنى المعرفة ولذّتها وقوّة الكلمة المدروسة والفاعلة، من ضمن هذه القصص متن سرديّ سينمائيّ بعنوان “سينما”، له سبعة مشاهد ويحكي على ارتباك فتاة دخلت على وجه الخطأ القاعة المجاورة لقاعتها الأصلية لمشاهدة فيلم رفقة شاب ظلّ ينتظرها في القاعة رقم 4، وبعد ستّة مشاهد بديعة التدقيق، تصف لنا الكاتبة العُمانية شريفة التوبي كلّ ما تقع عليه حواسها، بدءا من حركة المرأة السافرة والرجلين والشبان الأربعة، وطبعا الشخصية الرئيسة: الفتاة التي أخطأت في المقعد والقاعة، لقد نقلت لنا الساردة ما حدث لها وللآخرين في دقائق، حقيقة نجحت في تسمية قصتها بالسينما، فقد صوّرت لنا سبعة مشاهد بدقّة متناهية، فهي قاصة متميزة وبارعة:
“يرتبك المشاهد مع ارتباك الفتاة وهي تبحث عن فردة حذائها المفقودة، تدخل يدها تحت المقعد المقابل فتتناول فردة الحذاء، تنزل عبر درجات السلم المغطاة بسُجاد أزرق، تهرول إلى القاعة الأخرى والمشاهد يهرول معها، وشاب عشريني يجلس أقصى اليسار بالصفّ الأخير في القاعة رقم 4 بالسينما، يهزّ قدميه تحت المقعد وعيناه على الباب المغلق في القاعة المظلمة”.
نصل إلى قصة “انعكاس” الذي سُميت به المجموعة، فهي قصة تنمّ على الكثير من المهارة والخبرة في فنّ الكتابة السردية، لسائل أن يسأل: انعكاس ماذا ولماذا؟ فنقصّ عليه محتوى النصّ لكي يكون على بينة من أمره، القصة عن سفر بالقطار بين مدينتي كارديف ولندن.. وخلال متابعة الساردة لمشاهد الحقول، عبر نافذة القطار، يلفتها وجه امرأة يظهر في انعكاس خاشع من خلال زجاج النافذة، وتبقى شريفة التوبي تتبع سكنات وحركات ذلك الوجه، وتصف لنا المرأة، تصف ساعتها وهاتفها، وتكشف لنا ما كتبته من شعر، بل تجرأ على ترديده خلاصة الحكاية كانت طيلة سفر القطار تلاحظ انعكاس وجهها ..ولم تبح بالأمر إلا في خاتمة السفر والنص:
“يقف القطار تماما، أقف لأتناول حقيبتي من خزينة الحقائب العلوية، ألتفت إليها، أبحث عن وجهها المسكون بحنين لا يخبر الناظر عنه سوى في اللحظة الأخيرة، وإذا به انعكاس لوجه أعرفه تماما ..إنّه وجهي”.
في قصة “فراشة” تمجيد للحياة وسكون للموت، فما هو سوى ركن من أركان الحياة، وفي قصة “غجرية” ثمة حلم بالخروج لى قوانين القبيلة والتحرّر من السجن والسجان، فأحسن شيء يكون اختتام هذه الجولة بين نصوص شريفة التوبي، بهذا المقطع الطافح بهبوب ريح الحرية، المؤمن بالعناد والنضال من أجل الانعتاق المسؤول، لكأنّي أسمع همهمات النساء في صوتها:
“لا أحد يلحق بي، لا شيء يقيّد يدي، ولا حارس يحرس خطوتي القادمة”.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
“إيدج” شريك قطاعي لـ “اصنع في الإمارات”
أعلنت مجموعة “أدنيك” عن اختيار مجموعة “إيدج” لتكون الشريك القطاعي للتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي، والصناعة 4.0 ضمن فعالية “اصنع في الإمارات 2025”.
ويُعد هذا الحدث منصة رائدة لاستعراض أحدث التطورات الصناعية وتعزيز التعاون واستكشاف فرص الاستثمار في القطاع الصناعي، بما يرسّخ مكانة أبوظبي مركزا عالميا للابتكار الصناعي ووالاستثمار والشراكات المثمرة.
وأكد حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك، على أهمية هذه الشراكة .. وقال:” تُعد مجموعة إيدج شريكًا استراتيجيًا ذا قيمة، ونحن فخورون بتعزيز هذا التعاون من خلال “اصنع في الإمارات 2025″. تتلاقى رؤية إيدج مع طموحاتنا في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد في مجالات التصنيع المتقدم والتقنيات المستقبلية.”
وأشار الظاهري إلى أن المعرض يمثل منصة محورية لدفع عجلة النمو الصناعي من خلال جمع أبرز الجهات الفاعلة لتسريع وتيرة الابتكار وبناء شراكات استراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني، مضيفًا: “تمتلك إيدج خبرة متميزة في التقنيات التحويلية، وهو ما يتماشى مع تطلعات الدولة نحو اقتصاد مرن ومُستعد للمستقبل.”
من جانبه، قال أحمد الخوري، نائب الرئيس الأول للاستراتيجية والتميز في “إيدج” :” تعكس هذه الشراكة التكامل الإستراتيجي بين خبرات إيدج في التكنولوجيا المتقدمة ورؤية دولة الإمارات لبناء قطاع صناعي قوي ومكتفٍ ذاتيًا. ومن خلال تعاوننا مع “اصنع في الإمارات”، نطمح إلى تطوير منظومة متكاملة تعزز الابتكار وتدعم نمو التصنيع وتُسهم في ترسيخ مكانة الدولة على خريطة التكنولوجيا العالمية.”
وأضاف: “نهدف إلى إحداث تأثير ملموس عبر تنمية القدرات الوطنية، ورعاية المواهب، وخلق فرص واعدة، إلى جانب وضع معايير جديدة للتميّز الصناعي المستدام”.
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات “اصنع في الإمارات” من 19 إلى 22 مايو الجاري في مركز أدنيك أبوظبي، تحت رعاية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وتنظيم مجموعة أدنيك، وبالتعاون مع عدد من الشركاء الإستراتيجيين، من ضمنهم وزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وشركة أدنوك.
وتمتد الدورة الرابعة من المعرض على مساحة 50 ألف متر مربع، وتستقطب أكثر من 500 شركة عارضة، لتوفر فرصًا استثنائية للاستثمار والابتكار وتوسيع الأعمال. وتُعد هذه الدورة محطة محورية لجمع قادة القطاع، وصنّاع السياسات، ورواد الصناعة لرسم ملامح مستقبل التصنيع المستدام في الإمارات وخارجها.