صحيفة البلاد:
2025-12-13@00:15:41 GMT

لماذا لا يحترمون القوانين ؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

لماذا لا يحترمون القوانين ؟

درجات الحرارة مرتفعة ، والرطوبة خانقة ،والزحام المروري على أشدّه في شوارع جدة،ولكن رغم هذه الأجواء غير المواتية للخروج من المنازل والمكاتب مكيّفة الهواء، أو مواقع العمل الأخرى، لا شيء يحول دون خروج عدد كبير من الآباء والأمهات والسائقين أو يمنعهم من توصيل أبنائهم وبناتهم إلى المدارس وإعادتهم منها مرة أخرى في نهاية اليوم الدراسي.

لهذا اخترت في مقالي هذا الكتابة، لاعن تطوير الذات،أو ثمرات بعض الكتب التي قرأتها،وإنما عن موضوع خفيف بعيداً تلك المواضيع، يتعلق بما يعانيه الآباء عند توصيل أبنائهم من وإلى المدارس،
حيث كان توصيل الأبناء من وإلى المدارس بشكل يومي ، هو مهمتي سابقاً وذلك قبل أن أُوكل هذه المهمة لأحد السائقين .
لاحظت أنه كلما عاد أحد الآباء (يعمل موظفاً لدينا) من توصيل الأبناء بعد ظهر كل يوم، يفقد 80 % من جهده بسبب حرارة الجو والزحام الشديد حول المدارس حتّى أن نسبة إنتاجيته في المكتب ، تدنّت بشكل لافت، و في كل مرة كنت أسأله فيها عن أسباب فتوره وتعبه الظاهريْن على محيّاه، كان يقول لي:(أحمد ربك أنت لا تعاني مثلنا)!

ولفهم ما يمرّ به،قررت ذات يوم ،أن أرافقه في مشوار توصيل أبنائه من المدارس إلى المنزل ظهراً ، كانت حرارة الشمس اللاهبة ،أكثر مايواجهه قبل الوصول إلى المدرسة، الأمر الذي جعلني أتعاطف مع كل أب يذهب بأبنائه إلى المدارس بشكل يومي.
المشكلة ليست هنا فهذا أمر طبيعي،وإنما المشكلة تبدأ عند الوصول إلى المدرسة وسط درجات حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة وزحام في الشارع.

لقد صادفنا تكدّس رهيب وفوضى عجيبة أمام بوابة المدرسة ،وفي حالة يمكن وصفها بأن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ، فهنا سيارات تسير عكس الإتجاه، وهناك سائقون يقفون في منتصف الشارع بانتظار خروج الطلاب،وسيارات قد تشابكت حتى وصلت مرحلة التوقف التام، وأبواق السيارات تعلو في كل مكان ،فضلاً عن صراخ السائقين، والمصيبة أنه لا أحد يستجيب أو يتنازل ، أو يفسح المجال لغيره حتّى يمرّ.

ببساطة شديدة ،هي بيئة خصبة لفقدان الأعصاب، ويُحار معها المرء في فهم ما يجري ويقع أمامه وكيف وصل الحال إلى ما هو عليه الآن! وممّا زاد الطين بِلّة ،أن بعض هذه المدارس، والمدرسة التي ذهبنا إليها، تقع وسط الأحياء السكنية ،وفي شوارع ضيّقة، و-أحياناً- ضمن مجمّعات مدرسية أخرى، مايفاقم المشكلة.
كنت أتساءل : كيف يصل الناس إلى هذه الدرجة من الفوضى وعدم الإنضباط؟

أنا لا أنحى باللائمة كلها على السائقين ، لأنه لا يوجد في الأساس مواقف للسيارات أمام تلك المدارس، بل شوارع ضيّقة، فلك أن تتخيل -عزيزي القارئ -ماالذي سوف يحدث إذا ما سارت السيارات عكس الإتجاه؟
وأمام هذه الفوضى،كنت أتساءل أيضاً : لماذا لا يتواجد أفراد من رجال المرور وبأيديهم أجهزة رصد المخالفات حتى يرتدع السائقون بدلاً من هذه الفوضى؟
وهل الإنضباط لا يتم إلا بوجود رجال الأمن؟ لماذا لا يكون لدينا إنضباط ذاتي؟
لماذا لا تقوم المدارس أُسوة بما هو موجود في مدارس الغرب، بتوظيف من يقوم بتنظيم المرور أمامها،خصوصاً وأن العملية كلها لاتعدو ساعة في الصباح وساعة عند الظهيرة؟

إن الضغط الذي يتعرض له الآباء والسائقون والأمهات ،ينتج عنه هدر كبير للطاقة ،والدراسات التي ربطت الصحة العقلية للإنسان ،وعلاقاتها بالزحام المروري كثيرة لايتسع المجال لذكرها جميعاً،
إلا أن من أبرزها،هو التأثير على مدى قوة التركيز والعمل، مايؤدي إلى قلّة الإنتاجية واتخاذ بعض القرارات الخاطئة.
وتأسيساً عليه ،فإن المأمول وضع حلول تضمن عدم خروج الطلاب فى توقيت واحد ،حتى لايؤي ذلك إلى التكدّس والزحام على أبواب المدارس ،وتكدّس وزحام السيارات وحافلات النقل المدرسي في الشوارع والطرقات.
والمأمول أن يشارك المرور فى تنّظيم ذهاب الطلاب إلى مدارسهم بعيداً عن التكدّس والزحام وعودتهم منها بشكل آمن.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: إلى المدارس لماذا لا

إقرأ أيضاً:

الصين تزيح المانيا عن عرش صناعة السيارات


تشهد صناعة السيارات في ألمانيا تراجعاً واضحًا بعد أن كانت لعقود طويلة أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني وأكثره ازدهاراً. فقد مثّل هذا القطاع في بداية الألفية الجديدة ما يقارب خمس الناتج الصناعي الألماني، واعتمدت عليه مئات المؤسسات الصناعية التي تجاوز عددها 700 منشأة ترتبط بصناعة السيارات بشكل مباشر أو غير مباشر، إلّا أن العقد الأخير شهد بداية الانحدار، تزامناً مع الصعود المتسارع لصناعة السيارات الصينية التي استطاعت في فترة قصيرة احتلال موقع متقدم عالمياً.
ويشير الدكتور إبراهيم محمد، الخبير الاقتصادي ومدير تحرير مجلة السوق سابقاً الصادرة عن غرفة التجارة العربية الألمانية، إلى أن هذا التراجع لا يرتبط فقط بقوة المنافسة الصينية، بل أيضاً بارتباك قطاع صناعة السيارات الألمانية نفسه، الذي تراخى في الاستثمار في التقنيات الجديدة، خاصة السيارات الكهربائية. 
وأضاف قائلاً: "في الوقت الذي كانت تضخ فيه الصين وكوريا الجنوبية مليارات في البحث والتطوير، ظل التركيز الألماني الأكبر منصباً على السيارات التقليدية المعتمدة على الديزل والبنزين، ما أدى إلى تراجع قدرة الشركات الألمانية على مواكبة التحولات العالمية."
ولفت إلى أنه مع تفاقم جائحة كورونا وما استتبعها من ركود عالمي وتعطل في سلاسل التوريد، بدأ التأثير السلبي يظهر بوضوح على الإنتاج والمبيعات، ثم جاءت الحرب الأوكرانية لتزيد من حدة الأزمة عبر ارتفاع أسعار الطاقة إلى مستويات غير مسبوقة في أوروبا، وهو ما انعكس على تكاليف الإنتاج في صناعة تعتمد على استهلاك كثيف للطاقة والمواد الأولية المستوردة، ونتيجة لذلك فقدت السيارات الألمانية قدرتها التنافسية مقارنة بالمنتجات الصينية الأقل تكلفة والأكثر تطوراً تقنياً.
تأثير الأزمة على العمال
وأضاف إبراهيم أن قطاع السيارات يوفر أكثر من مليون وظيفة مباشرة في ألمانيا، إضافة إلى ملايين الوظائف غير المباشرة في الصناعات المرتبطة به. ومع تفاقم الأزمة، خسر أكثر من خمسين ألف عامل وظائفهم هذا العام، وسط مخاوف من موجات تسريح جديدة قد تطال الموظفين من كِبار السن الذين يصعب إعادة تأهيلهم، كما تواجه شركات كبرى مثل "أوبل" احتمال وقف الإنتاج داخل ألمانيا، في مؤشر يعكس عمق التراجع الذي يمر به القطاع.
مميزات السيارات الصينية
تحظى صناعة السيارات الصينية بدعم حكومي هائل في الاستثمار والبحث والتطوير، ما يجعلها في تطور سريع يصعب مجاراته. بالمقابل، تواجه الشركات الألمانية صعوبات كبيرة بسبب البيروقراطية الشديدة وقوانين البيئة التي تؤخر تأسيس مؤسسات بحثية أو إجراء تجارب، إضافة إلى ذلك، تتميز الصين بانخفاض تكاليف الإنتاج والطاقة، إذ تستورد الطاقة الروسية بأسعار منخفضة وتبيعها بأسعار أعلى في أوروبا، كما تتحكم في 70% من إنتاج المواد النادرة الضرورية للسيارات الحديثة والإلكترونيات، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية عالميًا.
وفي ذلك السياق، قالت الرابطة الألمانية لصناعة السيارات تواجه شركات السيارات الكهربائية الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا تحديات متفاقمة تهدد استثماراتها، إذ يؤجل 80% منها خطط التوسع أو ينقلها للخارج بسبب ضعف السوق المحلي والظروف غير المشجعة. وتؤثر البيروقراطية الثقيلة على 86% من الشركات، بينما يعاني 77% منها من تراجع الطلب بشكل غير مسبوق. كما تزيد حالة الركود في السوقين الألماني والأوروبي من صعوبة تحقيق عوائد تجعل الاستثمار في التوسع مجديًا. إضافة إلى ذلك، تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية وضغوط سوق العمل في تدهور الوضع، ما يدفع 61% من الشركات إلى خفض العمالة.
كيف يمكن لألمانيا التصدي للأزمة؟
يرى الدكتور إبراهيم أن استعادة صناعة السيارات الألمانية لقوتها السابقة تبدو مهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة إذا اتخذت خطوات فعّالة، أبرزها تقليص البيروقراطية التي تعطل الاستثمار في البحث العلمي، وتوفير برامج دعم حكومية تعيد تنشيط الابتكار في السيارات الكهربائية، إضافة إلى معالجة أزمة الطاقة وتوفير بيئة أكثر مرونة للشركات. كما يُتوقع أن تتجه ألمانيا إلى تعزيز حضورها في قطاعات مستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات القيادة الذاتية لتعويض جزء من التراجع.
بينما قال المتحدث باسم الرابطة الألمانية لصناعة السيارات للوفد إن صانعي السيارات الألمان استثمروا مليارات في تطوير التنقل الكهربائي باعتباره المسار الأساسي نحو الحياد المناخي، وقد بدأت هذه الاستثمارات تؤتي ثمارها. فألمانيا تُعد ثاني أكبر موقع عالمي لإنتاج السيارات الكهربائية، مع توقع تصنيع 1.7 مليون سيارة هذا العام. ويقدم المصنعون الألمان مجموعة متنوعة من الطرازات الكهربائية القادرة على المنافسة عالمياً، ولا يملكون ما يدعوهم للخوف من المنافسين."
هل تتحول صناعة السيارات الألمانية إلى إنتاج الأسلحة؟
يستبعد إبراهيم هذا الاحتمال، نظراً لوجود قطاع تسليح مستقل ومتجذر في ألمانيا تقوده شركات متخصصة مثل "راين ميتال"، كما أن المنافسة في هذا المجال شديدة، ولا يُرجح أن تتمكن شركات السيارات من دخولها بسهولة، خاصة في ظل اعتماد ألمانيا أساسًا على استيراد معظم أسلحتها الثقيلة من الولايات المتحدة ودول أخرى.
وعن مستقبل صناعة السيارات في ألمانيا في السنوات الخمس القادمة، قال المتحدث باسم الرابطة الألمانية لصناعة السيارات للوفد إن صناعة السيارات الألمانية تهدف إلى تسريع التحول نحو تنقّل رقمي ومحايد مناخياً، مع الاستمرار في إنتاج أكثر المركبات ابتكاراً وأماناً وجودة. 
وأشار أن الشركات ستستثمر نحو 320 مليار يورو في البحث والتطوير و220 مليار يورو في تطوير وتحديث مصانعها خلال السنوات الأربع المقبلة، مؤكداً أن رغم التحديات الجيوسياسية، تعزز هذه الابتكارات مرونة القطاع، كما تحرز الصناعة تقدما كبيراً في القيادة الذاتية، مع منتجات جاهزة للاختبار توفر فرصاً واسعة للسلامة وحماية المناخ وتحسين الوصول إلى وسائل التنقل.

مقالات مشابهة

  • سائق توصيل يتحول إلى مفاجأة الرعب.. محاولة اختطاف وتحريض جنسي
  • لحقت نفسها وقفزت .. إحالة سائق بشركة توصيل شهيرة تحرش بفتاة بسلاح | خاص
  • القبض على أدمن صفحة فبرك صورة لتحصيل رجال الشرطة غرامات من سائقي توصيل الطلبات
  • تعديل القوانين الانتخابية في المغرب.. هل تعزز النزاهة أم تقيّد حق الترشح؟
  • ستشفى أبوقير بالإسكندرية يحقق نجاحاً طبياً في جراحة استئصال وإعادة توصيل القولون السيني
  • مصرع عامل توصيل بعد صدمه بسيارة يقودها مهندس بمدينة 6 أكتوبر
  • غزة بعد الحرب.. وضع إنساني مزري وإعاقة في توصيل المساعدات
  • الصين تزيح المانيا عن عرش صناعة السيارات
  • أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة يصلي القداس الإلهي الخاص بأسره الأنبا ابرآم
  • مصرع طفل وعامل توصيل طلبات فى حادثين بالجيزة