سواليف:
2025-12-13@19:40:08 GMT

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟

تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟

معرض الكِتاب: للقراءة أم للتّرفيه؟
د. لينا جزراوي

استوقفني كثيرًا مشهد إقبال الأردنيّين على معرض الكِتاب بعد أن فشِلت مرّتين في العثور على مصفّ لسيّارتي ،ونجحت في المرّة الثالثة في زيارة المعرض . وقبل أن أتفاءل بالمشهد تساءلت : هل الإقبال الكبير على #معرض_الكتاب مؤشّر على اهتمام الأردنيين بالكِتاب ! وهل نظلِم الأردنيّين عندما نقول أنّهم لا يقرأون !!! وهل يقرأ الأردنيّون فعلًا ، أم أن المشهد كان مُجرّد حالة مؤقّتة و نشاط لقتل الوقت أيّام العطل لا يُشير الى شيء !
على أيّة حال؛ لا يحتاج الأمر الى تدقيق لنُعلِن أنّ إقبال الشّباب، وحتى الكِبار على #قراءة الكُتُب اليوم في الأردن أصبح أمرًا نادِر الحدوث لعدّة اسباب ؛ أهمّها رقمنة التّعليم ،والاتجاهات العالمية نحو استخدام أدوات التعلّم الحديثة بأنواعها المُختلِفة بدءًا من أجهزة الحاسوب ، مرورًا بالألواح الذكيّة ، انتِهاءًا بأجهزة الهواتف الخلويّة، وكلّنا نعلم أن واحدة من بين هذه الأدوات على الأقلّ مُتاحة اليوم في يدّ كل انسان أردني بغضّ النّظر عن فِئته العمريّة، وحالته الماديّة، وطبقتِه الإجتِماعيّة .

أما السبب الثاني برأيي فهو ضعف ثقافة القراءة في مجتمعنا ،وعدم إعتياد الأطفال على فِكرة وجود الكِتاب في حياتهم ، حيث من المعروف أن القراءة عادة ينشأ عليها الطّفل في بيته ابتداءًا ، فالأطفال يُقلّدون آباءهم في كثير من السلوكات الجيّد منها والسّيىء ، مثل عادة التّدخين ، أو عادة مُمارسة رياضة مُعيّنة وعادات أخرى مختلفة، والقراءة للأسف ليست من العادات الأردنيّة . أما السبب الثالث فهو أن أغلب مدارسنا اليوم لم تعُد تهتمّ كفاية بتنمية مهارات القراءة لدى الطّلبة.
عندما كنت طالبة في المدرسة كان لدينا حصّة (مكتبة) اسبوعية في المرحلة الابتدائيّة ، وكان مطلوبًا منّا أن نقرأ كتابين على الأقلّ في الشّهر ونقدّم عنهما مُلخّصًا ؛ ولا شكّ في أن الأدوات الحداثيّة قد اضعفت مهارات القراءة والكتابة لدي الجيل الجديد لا أُنكِر ، فقلّما نجد شاب أو صبيّة اليوم في مكان عام يقرأون كتابًا ، في حين نجدهم يملأون مقاهي الأنترنت مع حواسيبهم يغوصون في شاشاتها ، وشاشات هواتفهم الذكيّة ، لكن هل يقرأون شيئًا ذو قيمة ! هل يرفِدون عقولهم بالمعرفة المُفيدة والمُثمِرة !! لا أعرِف ، لكنّي على يقين من أن الغرب المُخترِع لهذه الأدوات الحداثيّة ، والّتي يُصدّرها للعالم بالمليارات لم يرضخ لها مِثْلنا ولم تُغنيه عن عادة القراءة ،ويمكن ملاحظة هذا الأمر بوضوح في الدّول الغربيّة الّتي نزورها كلّما سنحت لنا الفُرصة ، فمازلت ألاحِظ صبيّة في موقِف الباص العمومي تحمِل كتابًا وهي تنتظر ، وشابّا يانِعًا يقرأ كتابًا في القِطار أو في المترو ، ومشهد متكرّر كثيرًا عندهم أن تجِد رجلًا أو امرأة يجلِسون في أحد المقاهي لشُرب القهوة الصّباحيّة برِفقة كِتاب أو صحيفة.
فهل يُمكننا أن نقول بأن معرض الكِتاب الّذي عُقد في عمّان مؤخّرًا قد أعاد للكِتاب قيمته وللعقل الأردني صحوته نحو إحياء عادةالقراءة! أم أن هذا الإقبال كان مجرّد نشاطًا ترفيهيّا لتمضية عطلة نهاية أسبوع أقلّ كُلفة، وأخفّ ضغطًا على الأهالي !! ولو أن السّؤال الّذي أبحثُ له عن إجابة هو : ما أكثر أنواع الكُتب مبيعًا خلال أيام المعرض ،الكتب الفِكريّة، أم الكتب الفلسفيّة، أم كتب الأدب و الرواية والقصّة، أم كتب العلوم البَحتة ، أم الكُتب الدينيّة، وكتب فنون الطّبخ ، والتّجميل وقصص الأطفال !!
فالاجابة على هذا السّؤال ستُمكّننا من إدراك ما إن كان ثمّة تغيير قد طرأ على مخزونِنا الثّقافي ، والفِكري.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: معرض الكتاب قراءة

إقرأ أيضاً:

يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها

قال الكاتب والروائي المصري يوسف القعيد إن نجيب محفوظ كان شخصية أدبية معروفة بتاريخها وإبداعها، وقد تناول القعيد سيرته بعمق في كتاباته، مؤكداً أن ما اكتشفه عنه إنسانياً يفوق ما كان معروفاً للجمهور.

مركز الثقافة السينمائية يعرض "خط في دايرة" و"نجيب محفوظ .. ضمير عصره" بذكرى ميلاده أحمد مجاهد: جائزة نجيب محفوظ مفتوحة للمبدعين المصريين والعرب دون قيود عمرية محفوظ كان يتعامل مع القراءة والكتابة بجدية مطلقة

وأضاف القعيد، خلال استضافته في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن محفوظ كان يتعامل مع القراءة والكتابة بجدية مطلقة، وتميّز بنظام صارم في حياته اليومية؛ فكانت ساعات القراءة والكتابة والجلوس في المقهى محددة بدقة، وكأن بداخله ساعة بيولوجية نادرة الحساسية تجاه الوقت، متابعا: "أتمنى—ثلاث مرات—أن نمتلك نحن المصريين والعرب هذا الإحساس بالوقت، فالزمن قيمة أساسية يجب استغلالها والحفاظ عليها واستثمارها جيداً".

وأشار إلى أن إحساس نجيب محفوظ بالوقت وبقيمة رسالته الإبداعية جعله مختلفاً عن كثير من أدباء جيله، مؤكداً أنه كان يشعر بأن عليه رسالة يجب أن يؤديها، كما كان يستمع للآخرين باحترام شديد حتى لو اختلف معهم في الرأي والفكر.

وعن المواقف التي لا ينساها في علاقته بمحفوظ، قال القعيد: "حين مرضت ودخلت المستشفى، كان على اتصال يومي بي، وكانت زوجته الراحلة عطية الله إبراهيم تسأل عن صحتي كل يوم تقريباً، أكثر من أسرتي، في مشهد يعكس حجم إنسانيته ووفائه".

محفوظ كان يمتلك فيضاً من الإنسانية والمودة والمحبة للناس

وأكد القعيد أن محفوظ كان يمتلك فيضاً من الإنسانية والمودة والمحبة للناس، وأن الجلسات التي جمعته به كانت سبباً في تعرّفه على عدد كبير من أدباء مصر والعالم العربي والعالم، إذ كان محفوظ يعرّف ضيوفه بهم ويمنحهم الفرصة للنقاش والحوار، ورغم أنه كان مستمعاً أكثر من كونه متحدثاً، فإن حديثه حين يتكلم كان دقيقاً وواضحاً ومحدداً.

مقالات مشابهة

  • الشيخ حسن عبد النبي: المتسابق نطق الإدغام بدون غنة خطأ.. فيديو
  • الشيخ حسن عبد النبي لمتسابق: مفيش أي أخطاء عليه ولا ملاحظات
  • انطلاق النسخة الثامنة من معرض “حقوق الإنسان اليوم وكل يوم” في الزرقاء
  • التربية تطمح في اكساب الطفل القراءة والكتابة من الصف الاول
  • حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة.. عالم أزهري يوضح
  • جمع الصلوات في الشتاء.. متى يجوز ومتى يصبح عادة خاطئة؟
  • هند الخالدي.. حكاياتها ملهمة للأجيال
  • الصحفي الأردني بسام الياسين في ذمة الله
  • برعاية شبابية.. معرض بـ1700 كتاب في كركوك دعماً للقراءة والثقافة
  • يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها