دائرة تنمية المجتمع تنظم جلسة حوارية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أبوظبي في 3 أكتوبر /وام / نظمت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، وبالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، محاضرة بعنوان "تداعيات التطور السريع للذكاء الاصطناعي على المجتمعات"، في إطار تسليط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على المجتمعات، عبر مناقشة العديد من المحاور ذات الصلة.
تأتي المحاضرة التي ألقاها البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي، ضمن سلسلة "الحوارات الاجتماعية" التي تحرص الدائرة على تنظيمها بشكل دوري، لمناقشة العديد من المواضيع ذات الأهمية والتأثير على الأفراد والمجتمع، عبر استضافة الخبراء والمختصين من أجل إثراء المحاور والوصول إلى نتائج تفيد الفئات المستهدفة من أفراد المجتمع.
حضر الجلسة، التي أقيمت في المبنى الرئيسي في الدائرة بأبوظبي، معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة حمد الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع، وسعادة عبدالله العامري مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي، وسعادة الدكتورة بشرى الملا، المدير العام لهيئة الرعاية الأسرية، إضافة إلى عدد من قيادات الدائرة والقطاع الاجتماعي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
وبهذه المناسبة، أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، أن الذكاء الاصطناعي أصبح حديث العالم أجمع، لما له من تأثيرات في مختلف جوانب الحياة، وخصوصاً على الجوانب الحياتية والاجتماعية للأفراد، لافتاً إلى أن التحول السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة إيجابية للاستفادة منها بالشكل الأمثل لخدمة المجتمع وفئاته، وتعزيز جودة الحياة في عدة مجالات مثل تعزيز الصحة النفسية، وتوفير متطلبات واحتياجات كبار السن، وغيرها من المجالات التخصصية حسب الممارسات العالمية الحديثة.
وأضاف معاليه: تحرص قيادتنا الرشيدة على بناء جيل متمكن من تكنولوجيا المستقبل، ومتسلح بكافة المهارات والأدوات في مجال الذكاء الاصطناعي، ايماناً بدور الأفراد في بناء اقتصاد رقمي مستدام وتعزيز ريادة الدولة وجاهزيتها للمستقبل. كما تعمل دائما على تعزيز مستويات الأداء الحكومي من خلال استثمار وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في مختلف ميادين العمل.
وقال الخييلي: "لعبت التكنولوجيا بشكل عام، والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، دوراً في تقديم خدمات جليلة للبشرية من خلال تسهيل مهام حياتهم، وتحسين تجاربهم لممارسة العديد من المهام العملية والترفيهية والرياضية المتنوعة. وفي الوقت ذاته، يوجد للتكنولوجيا تأثيرات سلبية تمس الأفراد والمجتمعات، وبالتالي يجب العمل على تعزيز وعي المجتمع بالذكاء الاصطناعي وفوائده والتأثيرات الجانبية الناجمة عنه."
وأشاد معاليه بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كونها من المؤسسات التعليمية الرائدة على المستوى العالمي وليس المحلي فقط، حيث تملك العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تسهم في خلق مستوى فكري متميز، إلى جانب دورها في تعزيز جهود إمارة أبوظبي في إرساء اقتصاد المعرفة القائم على الذكاء الاصطناعي لضمان الاستدامة، وتزويد مختلف القطاعات والمؤسسات العامة بالكوادر البشرية والمهارات والموارد التي تكفل لها الحصول على المكانة الأمثل ضمن ميادين استخدام الذكاء الاصطناعي.
من جهته تحدث البروفيسور إريك زينغ خلال الجلسة موضحاً أن الذكاء الاصطناعي يؤثر في جودة حياة الأفراد والمجتمعات بشكل متزايد، ويوفر فرصاً هائلة للنمو الاقتصادي وتعزيز جودة الحياة، فإن الدول التي تتبناه وتستثمر فيه بشكل استراتيجي في المجالات البحثية الأساسية والتطبيقية، وفي تدريب المواهب، ونقل التكنولوجيا، ستتمتع بميزة تنافسية وقوة مستدامة على صعيد المنافسة العالمية.
وأضاف انه انطلاقًا من هذه الرؤية الخاصة بالقيادة الإماراتية الرشيدة تم إنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتصبح المركز الأسرع نمواً لأبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره على مستوى العالم. ونحن مصممون على أن نصبح حجر الأساس لتحقيق طموح دولة الإمارات في تطوير اقتصادها ومجتمعها، إذ ستدعم أنظمتنا المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي الابتكار في جميع المجالات، من زيادة مبادرات السلامة العامة مروراً بتحسين إدارة حركة المرور، والتنبؤ بالحوادث المناخية، وتخصيص الرعاية الصحية، وصولاً إلى إدارة استخدام الطاقة ، ومن خلال التعاون مع دائرة تنمية المجتمع والشركاء الآخرين من القطاعين الحكومي والخاص، تساعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي الكيانات على اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي لإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة والذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى ترسيخ الأمن والتواصل في المجتمعات وبين السكان.
جدير بالذكر، أن الجلسة الحوارية تناولت العديد من المحاور مثل تعريف الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المرتبطة به، وفوائده على المجتمعات، وأبرز التحديات والمخاوف جراء استخدامه، وكذلك تأثيراته على نظام التعليم والتدريب، والمجالات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات.
عماد العلي/ ريم الهاجري
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: جامعة محمد بن زاید للذکاء الاصطناعی دائرة تنمیة المجتمع الذکاء الاصطناعی على المجتمعات العدید من
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".