حرب 6 أكتوبر.. الإدارة السياسية والإرادة العسكرية في مصر
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
حرب 6 أكتوبر أو (العاشر من رمضان) جهز لها عبد الناصر بعيد هزيمته في 67 والتي قضت على معظم السلاح الجوي، فكانت حرب الاستنزاف التي أثخنت كاهل العدو، بعد وفاته المفاجئة والتي ظلت لغزا محيرا إلى اليوم.
وباعتلاء نائب الرئيس (السادات) سدة الحكم، تواصلت الاستعدادات للحرب، وساهم الحكام العرب كل حسب قدرته العسكرية والاقتصادية في خوض المعركة لاسترداد الأراضي المغتصبة ولأول مرة يستخدم النفط كسلاح وأثبت فاعليته، ودفع الملك فيصل ثمن ذلك الموقف الجريء الذي يحسب له، وفقد حياته في حادث أسري مفجع.
لكن الحرب وللأسف لم تكن للتحرير كما كان يريدها كبار ضباط الجيش المصري ومن خلفه الشعب المصري والجماهير العربية، بل كان هدف القيادة السياسية المصرية هو تحريك المياه الراكدة والتطبيع مع كيان العدو بمجرد إرجاع سيناء إلى حضن الوطن وإن كانت على مراحل وإبقائها منزوعة السلاح.
لقد أحدثت التحركات المشبوهة للقيادة السياسية إرباكا للقيادة العسكرية المنتشية بالانتصارات التي حققتها في الأيام الأولى للحرب وخاصة العبور إلى سيناء وتدمير خط بارليف، فكانت ثغرة الدفرسوار ومحاصرة الجيش الثالث ومفاوضات الكيلومتر 101 والتي نتج عنها اتفاق منفرد مع العدو، وعدم التنسيق مع الجبهة الشمالية (سوريا)، ما جعل العدو يوجّه كافة قدراته العسكرية شمالا بعد أن ضمن خنوع الإدارة المصرية ورغبتها في الاستسلام.
المواقف السياسية المذلة للنظام المصري، نتج عنه شق الصف العربي والتفريط بالقضية الفلسطينية والذهاب إلى التطبيع المباشر دون تحقيق أدنى متطلبات قيام الدولة الفلسطينية حيث تمزق أوصالها من خلال إنشاء مستوطنات عشوائية متناثرة تجعل حل الدولتين أشبه بالمستحيل، وهرولة معظم القادة العرب للتطبيع مع العدو وإبرام اتفاقيات في مختلف المجالات برعاية أمريكية.
لقد كانت مصر رائدة التحرر العربي والإفريقي وساهمت في تنمية قدرات العرب البشرية من خلال إرسال آلاف المدرسين لتعليم الجيل الجديد مختلف أنواع العلوم، كما أنها عملت على توطيد العلاقات مع إفريقيا ومحاربة النفوذ الصهيوني بها من خلال قطع كافة العلاقات معه، ما جعل دور الكيان ينحصر في بعض الدول.
مع مرور الوقت أصبحت سيناء مرتعا خصبا للإرهابيين ولا يزالون يقومون بعمليات (جهادية) تثخن كاهل الجيش المصري.
أصبحت مصر محاصرة في قوت أبنائها من خلال سد النهضة الإثيوبي المدعوم صهيونيا وخفض نصيب مصر من مياه نهر النيل وقد تصاب بالجفاف، بل وصل بها الأمر إلى تزويد كيان العدو بغاز الطهي بأبخس الأثمان.
ندرك جميعا أن العرب بدون مصر أصبحوا تائهين تذروهم الرياح وتلقي بهم في أماكن تكون عليهم وبالا، وأن مصر بدون المساندة العربية لها أصبحت لقمة سائغة في أفواه الأعداء.
إنها السياسات الرعناء التي انتهجها السادات بخنوعه الكامل لإرادة الغرب وإيمانه بأن أمريكا تملك أوراق حل مشكلة الشرق الأوسط بنسبة 99.99%، واليوم يحصد العرب وفي مقدمتهم مصر خيبات الأمل وأصبحوا مدعاة للسخرية، يمتطيهم من يشاء، يحاربهم الأعداء بأبنائهم الذين لم يحسنوا تعليمهم، وقد أنفقوا المليارات من العملة الصعبة في مشاريع ليست إنتاجية أو خدمية، فاتجه هؤلاء الأبناء إلى تعلم الأفكار الدينية المتطرفة، يقتلون بني جلدتهم وكأنهم خراف، حيث يهللون ويكبرون.
نترحم اليوم على من سقطوا دفاعا عن عرض وشرف الأمة العربية واسترداد هيبتها فلهم المجد والخلود، ونلعن من كان سببا في إيصالنا إلى هذه الأوضاع المزرية، حكامنا الذين زرعهم العدو في مختلف مؤسساتنا، فأجهضوا كل محاولات التقدم والبناء.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
نساء إيران يدخلن بقوة إلى الصناعات العسكرية!
أزاح الجيش الإيراني الستار عن منظومة صياد 4 للغابات خلال مراسم حضرها وزير الدفاع عزيز نصير زاده، وركّز على أنها منظومة جرى تصميمها بالكامل عبر فريق من العالمات الإيرانيات داخل الصناعات الدفاعية، في خطوة تعكس تصاعد حضور النساء داخل البرامج العسكرية المعقدة.
وأفادت وكالة مهر أن النسخة المعروضة من نظام صياد 4 جاءت صغيرة الحجم لأسباب أمنية، وأوضحت أن هذا النظام صُمم ليكون جزءًا من شبكة الدفاع الجوي، اعتمادًا على قدرات تطوير محلية تقودها فرق نسائية تعمل في الأبحاث والتصميم والإنتاج.
وذكر وزير الدفاع عزيز نصير زاده خلال زيارته معرض الإنجازات الدفاعية للنساء أن العالمات يشاركن في جميع مشاريع وزارة الدفاع على قدم المساواة مع العاملين الرجال، وبيّن أن دورهن يمتد من المراحل البحثية الأولى حتى التطوير النهائي للأنظمة الدفاعية.
وشمل المعرض مجموعة واسعة من المنتجات والأنظمة المتطورة التي دخلت النساء في مختلف مراحل تطويرها، وركّز على إبراز حضور الكفاءات العلمية النسائية داخل البرامج الدفاعية التي تسعى إيران لتوسيعها سنويًا عبر دعوة العالمات للمشاركة في المشاريع التقنية والعسكرية المتقدمة.
وفي سياق متصل، أعلنت إيران الجمعة الماضية تنفيذ عملية إطلاق لصواريخ بالستية وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة ضمن مناورات بحرية للحرس الثوري في الخليج، وبيّنت التقارير أن التدريبات امتدت يومين واشتملت على إطلاق مكثف لصواريخ كروز من طرازات قدر 110 وقدر 380 وقدر 360، إلى جانب صاروخ بالستي من طراز 302 ضمن استعدادات تصفها طهران بأنها مواجهة للتهديدات الأجنبية.
إيران تدين قيوداً أمريكية جديدة ضد بعثتها الدبلوماسية وتدعو غوتيريش للتدخل
أدانت وزارة الخارجية الإيرانية قراراً أمريكياً يستهدف ثلاثة من موظفي البعثة الدبلوماسية الإيرانية في نيويورك ويمنعهم من مواصلة مهامهم، مؤكدة أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً لحقوق إيران القانونية كدولة عضو في الأمم المتحدة.
وأوضحت الوزارة في بيان أن تشديد القيود على بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك يشكل تجاوزاً يتعارض مع التزامات الولايات المتحدة كدولة مضيفة، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التدخل بشكل جدي لإيقاف ما وصفته بالانتهاكات.
وأشارت إلى أن فرض قيود واسعة على إقامة الدبلوماسيين الإيرانيين وتحركاتهم وعملياتهم المصرفية ومشترياتهم اليومية يمثل ضغوطاً تهدف إلى إعاقة عمل البعثة وعرقلة أدائها الطبيعي.
ووصف البيان قرار الخارجية الأمريكية بمنع استمرار أنشطة ثلاثة من موظفي البعثة بأنه ذروة التجاوزات القانونية، مؤكداً أن هذه الخطوات تثير أسئلة حول أهلية الولايات المتحدة لاستضافة المنظمة الدولية.
ولم يحدد البيان توقيت تشديد القيود، بينما كانت واشنطن قد فرضت في شهر سبتمبر 2025 قيوداً صارمة على الوفد الإيراني خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقيّدت تحركاته داخل نيويورك ومنعته من دخول بعض المتاجر وشراء السلع غير الأساسية.
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بعد خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة تلاها تصعيد عسكري استمر اثني عشر يوماً خلال شهر يونيو، وشنّت خلاله الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات استهدفت مواقع نووية إيرانية.
آخر تحديث: 11 ديسمبر 2025 - 18:19