جريدة الوطن:
2025-06-10@10:44:47 GMT

درنة والحمدانية .. قران المفاجأة والكارثة

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

درنة والحمدانية .. قران المفاجأة والكارثة

بَيْنَ الاضطراب والاضطرار تظلُّ لحظة المفاجأة مشحونةً بالمزيد من التشويش المحسوب عَلَيْها إذا لَمْ يكُنْ هناك حيِّز من إدراك المسؤوليَّة القائمة على الحِكم والتبصُّر والتحرُّك في أقلِّ زمن ممكن. إنَّ الإنقاذ الشخصي من أيِّ حادث، أو في معاونة آخرين تعرَّضوا إليه، أو المزاوجة بَيْنَ الموقفَيْنِ ضِمْن تسامٍ إنساني، أقول إنَّ هذا النَّوع من الإنقاذ يظلُّ رهنًا بالإدراك العاجل، ماذا ينبغي أن أعملَ عِند تلك اللحظة المصيريَّة؟ وما مقتضيات معالجة هول الحادث؟ لقَدْ أُتيح لي في الأيَّام القليلة الماضية أن أتابعَ بالمزيد من الاهتمام ما أحدثه إعصار دانيال من دمار وخسائر بَشَريَّة ومادِّيَّة مريعة في مدينة درنة الليبيَّة، ومع استمرار متابعتي لهذا الحدث المُفزع تبَيَّنَ لي أنَّ الطوفان المائي الذي ضرب المنطقة كان غير مسبوق في حدَّته ونتائجه الكارثيَّة وما ترك من بصمة مأساويَّة خلَّفت المزيد من الأسئلة التي قَدْ لا تتوافر الإجابة الكاملة عَلَيْها إلَّا بعد اكتمال كُلِّ التحقيقات، لكنِّي دوَّنتُ عددًا من المعلومات المُتَّفق على صحَّتها لغرض الاستناد إلَيْها في الكتابة عن مفهومَي الاضطراب والاضطرار والمعنى التركيبي بَيْنَهما وما ينبغي اتِّخاذه لحظة المفاجأة.

ثم جاء المصاب الآخر، هذه المرَّة في الحمدانية إحدى حواضر محافظة نينوى شمال العراق. أنا أعرف هذه المدينة ميدانيًّا، ولي فيها أصدقاء، وعِندي فيها أيضًا مشاغل إعلاميَّة وثقافيَّة بحُكم مسؤوليَّتي مستشارًا في منظَّمة حمورابي لحقوق الإنسان. لقَدْ أنزلت عليَّ هذه الكارثة الكثير من الحزن والأسى، وتابعتُ بدقَّة تفاصيل ما جرى بالنَّقل المباشر، وإزاء ذلك توافرت لديَّ انطباعات إضافيَّة عن عصف المفاجأة هناك. الواضح أنَّ هناك مشتركات من التقصير والإهمال والفساد سبب ما جرى في المدينتَيْنِ، درنة الليبيَّة، والحمدانيَّة العراقيَّة، ولكنَّ لكارثة الحمدانيَّة سببًا اخر يتعلَّق بالألعاب الناريَّة التي أطلقت خلال العرس الدَّامي وكانت شرارة اندلاع الحريق وفق نتائج التحقيقات الحكوميَّة. إنَّ واحدة من أشدِّ الاختلاطات وقعًا على الإنسان عِندما يخلو حسابه التوقُّعي من فرضيَّة المتغيِّر ويظلُّ يتصرف وفق اعتقاد، أنَّ كُلَّ شيءٍ على ما يرام. استدراكًا، ما زلتُ عِند رأيي الذي قُلتُه في شهادة سابقة عن حرص الملَّاح العربي أحمد بن ماجد على استخدام قلقِه مغذيًا لوجستيًّا، الأمْرُ الذي أوقعه تحت طائلة متوالية فحص أدوات إبحاره بصورة دَوْريَّة دُونَ أن يملَّ من ذلك. ومن هنا يُمكِن قياس سرِّ تحمُّله كُلَّ الأهوال التي تعرَّض لها خلال رحلاته، وأُضيف أنَّه لَمْ يغادر الموقف القائل، البِحار أقدار، وإنَّ اللبيب مَنْ لا يطمئن لسكونها. بالمباشر، هناك افتقاد للرصيد المعرفي الذي تتطلبه السَّلامة العامَّة، بل هناك تهاون يُصيب التحسُّب، وإذا كانت التحقيقات الجنائيَّة تتَّخذ من كشْف الدلالة مادَّة لتوثيق الحدث وتوجيه الاتِّهامات، يظلُّ كشْف الدلالة التحسبيَّة واحدًا من مفاتيح السَّلامة العامَّة في أيِّ مرفق حياتي وفي أيَّة لحظة من حياتنا اليوميَّة. إنَّ أيَّ مرفق ينبغي أن يُشيَّدَ وفق مواصفات الرصانة الهندسيَّة، في الأبعاد، وطاقة التحمُّل مع هامش من أسبقيَّات السَّلامة العامَّة المرتبطة بقدرته على امتصاص الصَّدمات، أيًّا كان نَوْعها، وبخلاف ذلك تبقى الكوارث تتربَّص بنا، ويبقى الغشُّ شهادة إثبات التُّهمة، بالمقابل تبقى المراجعة وفق متطلبات الفحص الدَّوْري وثقافة الطوارئ من مستلزمات الحياة التي لا يُمكِن التفريط بها مهما كانت الثِّقة ملازمة للواقع.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الأرصاد : لن يكون هناك موسم حج في فصل الصيف إلا بعد 25 عام

مكة المكرمة

أعلن المركز الوطني للأرصاد أن مواسم الحج لن تعود إلى فصل الصيف إلا بعد مرور 25 عامًا، وتحديدًا في عام 2050.

وبحسب الجدول الصادر عن المركز، فإن آخر موسم حج في فصل الصيف سيكون في يونيو 2025 الموافق لعام 1446هـ، على أن تنتقل مواسم الحج تدريجيًا إلى فصول الربيع ثم الشتاء، وتستمر كذلك حتى تعود إلى الصيف مجددًا في أغسطس من عام 2050 (1471هـ).

ويأتي هذا التحول الزمني نتيجة الدورة الفلكية للتقويم الهجري، حيث يتقدّم موسم الحج سنويًا نحو الأشهر الأبرد، ما ينعكس على ظروف أداء المناسك ويسهم في تخفيف مشقة الحجاج خلال العقود القادمة .

وكان المتحدث باسم المركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني، أوضح أن المملكة تستعد لدخول فصل الصيف؛ إذ بدأت درجات الحرارة بالارتفاع الملحوظ، خصوصا خلال ساعات الظهيرة.

وأفاد بأن بعض المناطق لاسيما الشرقية والوسطى والجنوبية الداخلية، سجلت درجات حرارة تصل إلى 43 درجة مئوية.

مقالات مشابهة

  • صوفان: إعطاء الأمان الذي حصل في بداية التحرير ساهم إلى حد كبير في حقن الدماء، هناك إنجازات كبرى تحققت في مجال السلم الأهلي شهد بها القاصي والداني
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • استكمال التحقيقات فى نزاع أحفاد نوال الدجوى
  • حبس المتهم بقتل زوجته في البحيرة 4أيام على ذمة التحقيقات
  • ضربه حتى الموت.. حبس الأب المتهم بقتل ابنه بالبحيرة 4 أيام على ذمة التحقيقات
  • تمديد اعتقال سناء سلامة دقة حتى الثلاثاء بذريعة "استكمال التحقيقات"
  • هل الدعاء مستجاب في كل أيام العيد؟.. 3 حقائق ينبغي معرفتها
  • التحقيقات تبدأ في البنتاجون بعد نكسة ترومان… لكن الحقيقة ستكتبها الأيام
  • الأرصاد : لن يكون هناك موسم حج في فصل الصيف إلا بعد 25 عام
  • حبس طالب أنهى حياة سيدة بسيارة مسرعة في طنطا 4 أيام علي ذمة التحقيقات