إربد.. موهبة الطفلة رفيف نادرة الوجود في الوطن العربي
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أحبائها الأصمعي وأبو الطيب المتنب
بعمر لم يتجاوز 6 سنوات وفي إربد شمالي الأردن .. تحاكي الطفلة رفيف التي تحفظ من الشعر أصعبه وأجزله، أحبائها الأصمعي وأبو الطيب المتنبي الذين تربطها بهم علاقة ودية تزداد بازدياد عمرها.
اقرأ أيضاً : بخلاف سائر المحافظات.. العقبة تفتقر إلى "مركز ثقافي"
ويقول والدها علاء عناقرة لـ"رؤيا"، إن موهبة رفيف نادرة الوجود في الوطن العربي، إذ أنها كلما سمعت بيتا من الشعر كانت تداوم على ترديده.
أمها وأبوها استوعبا مهارة قوة الحفظ لديها فأغنوا ذلك بعروض يومية على مسامعها لشعراء داخل وخارج الاردن وشعراء عرب وقديم الشعر.
"أنا بالصف الأول بروح على المدرسة مبسوطة بيكونوا فرحانين في معلماتي واصحابي واطلع على الإذاعة المدرسية وبحكي شعر طويل وانبسطوا في لاني حافظ شعر طويل كثير"، تعبر رفيف عن ذاتها وبيئتها ومشاعرها بهذه العبارة قبل ترديدها أبياتا من الشعر أمامنا متلذذة به.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الشعر الثقافة الأردن
إقرأ أيضاً:
بناء الإنسان بالعلم : طريق طويل لكنه الطريق الوحيد
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيير، وتُعاد فيه صياغة العلاقات بين الشعوب والدول، تبقى قيمة الإنسان والمجتمع والدولة مرهونة بمدى ما يُخصص لها من وقت وجهد وموارد في مجالات التربية، والتعليم، والبحث العلمي.
فالأمم لا تنهض بالخطابات،بل بما تزرعه في عقول أبنائها من فكر نقدي، ومعرفة رصينة، ومهارات قادرة على البناء والتطوير.
في هذا السياق، لا يمكن فصل الوعي الفردي والجمعي عن جذوره المعرفية. فالوعي لا يُورث كما تُورث الأرض أو المال، بل يُنتج عبر القراءة، والتعلم، والتدبر.
وما من تجربة تاريخية جسّدت هذه الحقيقة مثل تجربة النبي إبراهيم (ص)،الذي لم يكن مصلحًا دينيًا فقط، بل مفكرًا تحرر من سلطة الكهنوت ومنطق الأصنام، حطّم القيود التي كبّلت العقل، وفتح أبوابًا للبحث عن الحقيقة تتجاوز ما اعتاده الناس من تقليد أو خضوع.
ولم يكن غريبًا أن يبدأ الوحي الخاتم بكلمة واحدة: “اقرأ”، في دعوة مباشرة للعقل الإنساني أن يستيقظ، ويبدأ رحلته نحو التحرر والمعرفة. ولم يكن اعتباطيًا أن تُخصّص سورة كاملة لـ “القلم”، رمز الكتابة والتوثيق والمعرفة: “ن والقلم وما يسطرون.”
إن هذه الرموز ليست مجرد شعارات دينية، بل مرتكزات حضارية، تُرشدنا إلى السبيل الوحيد للسيادة والكرامة والاستقلال: بناء الإنسان بالعلم، لا بالتبعية؛ وبتحرير العقل، لا بتخديره.
واليوم، تعيش شعوب منطقتنا، وعلى رأسها العراق، تحديات كبرى في استعادة سيادتها وقرارها ومكانتها.ولا يمكن مواجهة هذه التحديات بالارتهان إلى ماضٍ مقدّس أو تحالفات خارجية، بل بمشروع داخلي شامل، يجعل من التعليم والتربية والبحث العلمي أولوية وطنية، ويستعيد الإنسان العراقي والعربي ثقته بنفسه وقدرته على التمييز والاختيار والبناء.