بوابة الوفد:
2025-07-06@06:47:52 GMT

لا تحرقوا مصر ولا تهدموا الوطن

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

يعتقد كثيرون أن الجلوس على كرسى حكم أية دولة أمر سهل، وأن الرئيس يملك عصا موسى وقوة فرعون، والحقيقة غير ذلك تمامًا، حتى ولو كانت هذه الدولة مجرد نقطة صغيرة على خارطة العالم، فما بالك بدولة فى حجم مصر، ووطن يضرب بجذوره فى أعماق الأرض، وشعب ذكى يعرف عدوه من صديقه، ومن يريد تقدمه، ومن يتمنى زواله من على وجه الأرض.

إن ما تواجهه مصر منذ أحداث ثورة 25 يناير، يصعب على أى رئيس أن يتحمله إذا كان لديه مشروع كبير لاسترداد دولة اختطفت بفعل فاعل، وانهارت كل مؤسساتها فى أيام معدودات، وتجرع شعبها مرارة الفقر.

وإذا ما عدنا إلى الوضع قبل تسع أو عشر سنوات، سندرك إلى أى مدى كنا منحدرين نحو القاع، عجز شديد فى الموازنة، تفشى رهيب فى البطالة، انهيار فى التعليم والصحة والزراعة والتجارة والصناعة، والنقل والمواصلات، رغم عدم وجود مشروعات قومية ضخمة كالتى نراها الآن فى جميع المحافظات.

لا أقول إننا اليوم، صنعنا معجزات، ولكن على الأقل أصبحنا فى وضع أفضل مما كان بمشروعات عملاقة تكلفت آلاف المليارات من الدولارات، تمثل قيمة مضافة قوية لأصول الدولة والبنية التحتية وحصن أمان لأبنائنا وأحفادنا فى المستقبل، ولولا هذه المشروعات ما تمكنا من الصمود فى وجه أزمات عالمية هزت دولًا كبرى ومتقدمة.

ورغم نجاح ثورة 30 يونيو فى تحقيق بعض أهدافها، ومن أهمها الاستقلال الوطنى بعيدًا عن السطوة الدينية، وتأسيس دولة مدنية حديثة، إلا أن الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية لم تمكن الرئيس السيسى وحكومته من إنجاز بقية الأهداف، والطموحات فى الوقت المنشود.

فلم يكن الطريق ورديًا، بل كانت وما زالت هناك تحديات تنوء بتحملها الجبال، ناهيك عن كورونا ومتحوراته، والحرب الأوكرانية الروسية، وانخفاض إمدادات الطاقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع المواد الخام، ومع طول أمد انتظار جنى ثمار التحمل وشد الحزام، بدأ الياس يتسلل إلى قلوب بعض المصريين، الذين يرون الصورة على غير حقيقتها، مشوهة ومنقوصة من وسائل ومصادر وجماعات تحاول تحقيق مصالحها الشخصية والإيديولوجية خلف عباءة الانتخابات الرئاسية. 

ولذا يجب علينا أن نتخذ كل الحيطة والحذر مما يحاك لنا سرًا وجهرًا، ليس فقط من الأشرار والأعداء بل من بعض الأصدقاء والجيران، الذين يساومون مصر باستغلال لحظات ضعفها وانهيار عملتها لتحقيق ما يحلمون به من صعود وسيطرة على كتفها وجسدها وكرامة شعبها.

أيها المصريون.. خوضوا معركة الوعى بالحكمة واليقظة، لا تتركوا الدولة وهى الأرض والشعب فريسة لحملات ممنهجة ومغرضة تستهدف إسقاطها وضرب مشروع الاستقلال الوطنى الذى تواجه به مصر مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يحمله من تفتيت وإذلال لكل شعوب المنطقة. 

سيقول البعض إننى أطبل للنظام، كلا والله، فأى نظام زائل ومصر هى الباقية،  وكثيرًا ما اختلف مع الحكومة فى بعض قرارتها وخطواتها، ولكننى ضد أى محاولة تستهدف الاستقرار السياسى والأمنى وتقويض الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لدولة تتعرض لمؤامرة كبرى من دول بعينها تريد تركيع رئيس مصر الذى تجاوز الخطوط الحمراء للصهيو أمريكية وحلفائها ببنائه جيشًا قويًا أصبح خطرًا على مشاريع إسرائيل العسكرية والاستراتيجية، ونجاحه فى بسط نفوذ سياسى مكنه من السيطرة على كل ملفات المنطقة إقليميًا ودوليًا.

اختلفوا فى الرأى، اخرجوا إلى صناديق الاقتراع، واختاروا من تشاءون رئيسًا، تجاوزوا العقبات وانتقدوا الممارسات غير المسئولة، ولكن لا تحرقوا مصر ولا تهدموا الوطن، حافظوا على المكتسبات التى تحققت والمليارات التى أنفقت، فإن سقطت مصر هذه المرة لن تقوم بعدها، وسندفع جميعًا الثمن غاليًا.

المقال القادم.. الخطوط الحمراء ومؤامرة إسقاط مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدولة مصر

إقرأ أيضاً:

رئيس ليبيريا يعتذر لمواطنيه.. تعرف إلى السبب

اعتذر الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي السبت باسم الدولة لمواطنيه عن العنف والصدمة الناجمين عن الحربين الأهليتين.

واتخذ رئيس الدولة هذه الخطوة خلال حفل مصالحة في العاصمة مونروفيا، بعد أيام من مشاركته في تكريم الرئيسين السابقين صمويل دو الذي تعرض للتعذيب والقتل في بداية الحرب الأهلية، وويليام تولبرت الذي اغتيل في عام 1980 عندما قاد الأول انقلابا عليه.

وقال "في هذه المناسبة التاريخية، أقدم اعتذاري الرسمي نيابة عن الدولة".

وأضاف "إلى كل ضحية من ضحايا حربنا الأهلية، وإلى كل عائلة محطمة، وإلى كل حلم محطم، نقول: نحن آسفون".

وتابع بواكاي "كان بإمكان الدولة أن تفعل أكثر. علينا أن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم خذلانها لنا مرة أخرى".

دمرت الحربان الأهليتان ليبيريا بين عامي 1989 و2003، وأسفرتا عن مقتل ما يقدر بنحو 250 ألف شخص، ووقعت خلالهما مجازر وعمليات تشويه واغتصاب وتجنيد واسع النطاق للأطفال.

ولم تحاكم ليبيريا بعد المسؤولين عن الجرائم المرتكبة خلال الحربين.

ليبيرياقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس مالاوي بذكرى استقلال بلاده
  • رئيس ليبيريا يعتذر لمواطنيه.. تعرف إلى السبب
  • نائبة رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية تستقبل وزير الدولة بوزارة الخارجية
  • أحمد زهران يكتب: لا تهدموا حوائط الأمل على ساكنيها
  • محمد موسى : مخطط إسقاط الدولة لا يزال مستمرًا.. والوعي هو السلاح
  • وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة
  • رئيس حزب التجمع: المعارضة والموالاة يجتمعون بالقائمة الوطنية تحت عباءة الوطن
  • رئيس حزب الأحرار: ثورة 30 يونيو وضعت حدًا لسنوات من الفساد والتقصير والمزايدة على الوطن
  • كأس رئيس الدولة ينطلق 24 أكتوبر
  • رئيس الاتحاد القادم بجمهورية كرة القدم العراقية ..!