بوابة الوفد:
2025-05-21@12:26:09 GMT

لا تحرقوا مصر ولا تهدموا الوطن

تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT

يعتقد كثيرون أن الجلوس على كرسى حكم أية دولة أمر سهل، وأن الرئيس يملك عصا موسى وقوة فرعون، والحقيقة غير ذلك تمامًا، حتى ولو كانت هذه الدولة مجرد نقطة صغيرة على خارطة العالم، فما بالك بدولة فى حجم مصر، ووطن يضرب بجذوره فى أعماق الأرض، وشعب ذكى يعرف عدوه من صديقه، ومن يريد تقدمه، ومن يتمنى زواله من على وجه الأرض.

إن ما تواجهه مصر منذ أحداث ثورة 25 يناير، يصعب على أى رئيس أن يتحمله إذا كان لديه مشروع كبير لاسترداد دولة اختطفت بفعل فاعل، وانهارت كل مؤسساتها فى أيام معدودات، وتجرع شعبها مرارة الفقر.

وإذا ما عدنا إلى الوضع قبل تسع أو عشر سنوات، سندرك إلى أى مدى كنا منحدرين نحو القاع، عجز شديد فى الموازنة، تفشى رهيب فى البطالة، انهيار فى التعليم والصحة والزراعة والتجارة والصناعة، والنقل والمواصلات، رغم عدم وجود مشروعات قومية ضخمة كالتى نراها الآن فى جميع المحافظات.

لا أقول إننا اليوم، صنعنا معجزات، ولكن على الأقل أصبحنا فى وضع أفضل مما كان بمشروعات عملاقة تكلفت آلاف المليارات من الدولارات، تمثل قيمة مضافة قوية لأصول الدولة والبنية التحتية وحصن أمان لأبنائنا وأحفادنا فى المستقبل، ولولا هذه المشروعات ما تمكنا من الصمود فى وجه أزمات عالمية هزت دولًا كبرى ومتقدمة.

ورغم نجاح ثورة 30 يونيو فى تحقيق بعض أهدافها، ومن أهمها الاستقلال الوطنى بعيدًا عن السطوة الدينية، وتأسيس دولة مدنية حديثة، إلا أن الظروف الاقتصادية والسياسية العالمية لم تمكن الرئيس السيسى وحكومته من إنجاز بقية الأهداف، والطموحات فى الوقت المنشود.

فلم يكن الطريق ورديًا، بل كانت وما زالت هناك تحديات تنوء بتحملها الجبال، ناهيك عن كورونا ومتحوراته، والحرب الأوكرانية الروسية، وانخفاض إمدادات الطاقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وجميع المواد الخام، ومع طول أمد انتظار جنى ثمار التحمل وشد الحزام، بدأ الياس يتسلل إلى قلوب بعض المصريين، الذين يرون الصورة على غير حقيقتها، مشوهة ومنقوصة من وسائل ومصادر وجماعات تحاول تحقيق مصالحها الشخصية والإيديولوجية خلف عباءة الانتخابات الرئاسية. 

ولذا يجب علينا أن نتخذ كل الحيطة والحذر مما يحاك لنا سرًا وجهرًا، ليس فقط من الأشرار والأعداء بل من بعض الأصدقاء والجيران، الذين يساومون مصر باستغلال لحظات ضعفها وانهيار عملتها لتحقيق ما يحلمون به من صعود وسيطرة على كتفها وجسدها وكرامة شعبها.

أيها المصريون.. خوضوا معركة الوعى بالحكمة واليقظة، لا تتركوا الدولة وهى الأرض والشعب فريسة لحملات ممنهجة ومغرضة تستهدف إسقاطها وضرب مشروع الاستقلال الوطنى الذى تواجه به مصر مشروع الشرق الأوسط الكبير وما يحمله من تفتيت وإذلال لكل شعوب المنطقة. 

سيقول البعض إننى أطبل للنظام، كلا والله، فأى نظام زائل ومصر هى الباقية،  وكثيرًا ما اختلف مع الحكومة فى بعض قرارتها وخطواتها، ولكننى ضد أى محاولة تستهدف الاستقرار السياسى والأمنى وتقويض الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لدولة تتعرض لمؤامرة كبرى من دول بعينها تريد تركيع رئيس مصر الذى تجاوز الخطوط الحمراء للصهيو أمريكية وحلفائها ببنائه جيشًا قويًا أصبح خطرًا على مشاريع إسرائيل العسكرية والاستراتيجية، ونجاحه فى بسط نفوذ سياسى مكنه من السيطرة على كل ملفات المنطقة إقليميًا ودوليًا.

اختلفوا فى الرأى، اخرجوا إلى صناديق الاقتراع، واختاروا من تشاءون رئيسًا، تجاوزوا العقبات وانتقدوا الممارسات غير المسئولة، ولكن لا تحرقوا مصر ولا تهدموا الوطن، حافظوا على المكتسبات التى تحققت والمليارات التى أنفقت، فإن سقطت مصر هذه المرة لن تقوم بعدها، وسندفع جميعًا الثمن غاليًا.

المقال القادم.. الخطوط الحمراء ومؤامرة إسقاط مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدولة مصر

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: نواجه تحديات لا حصر لها.. ولا مكان للكسل والتخلف

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن العلم والمعرفة والوعي يشكلون جيشًا يحمي المجتمع من أي مخاطر، وذلك إلى جانب دور الدولة في الحماية والتصدي للتحديات.

وكيل الأزهر يناقش دكتوراه حول الإلحاد في المواقع الإلكترونية .. الخميسمحافظ الغربية ورئيس جامعة الأزهر يشهدان الندوة الدولية بكلية أصول الدين بطنطا

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أننا نواجه تحديات لا حصر لها، وكل ما حولنا يحمل في طياته تحديًا يستوجب منا نهضةً وجهدًا يليقان بتاريخنا العريق، فلم يعد هناك مكان للكسل أو التخلف.

وأشار إلى أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا للوعي المجتمعي، لكن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، ويتعين علينا أن نتحلى بالصبر، ونبذل الجهد، ونتحمل المشقة، إيمانًا بما علمنا إياه ديننا الحنيف.

وشدد على ضرورة نبذ الفرقة والاختلافات، خاصةً في ظل جهود فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال الفترة الماضية، لجمع الشمل، وتوحيد الصف، وهو ما تُوّج بإنشاء: "بيت العائلة المصرية"، الذي يجسد نسيج الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، تحت عنوان: "الوعي المجتمعي ودوره في مواجهة التحديات المعاصرة".

طباعة شارك جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر الوعي الخطر التخلف الفرقة شيخ الأزهر

مقالات مشابهة

  • شخبوط بن نهيان يلتقي رئيس النيجر
  • ‏رئيس الدولة ونائباه وسلطان والحكام يعزّون سلطان عُمان
  • تحيات القيادة إلى رئيس مالي ينقلها شخبوط بن نهيان
  • رئيس جامعة الأزهر: نواجه تحديات لا حصر لها.. ولا مكان للكسل والتخلف
  • 4 تحديات حاسمة تواجه رئيس وزراء السودان الجديد
  • الدبيبة لـ«وفد الزنتان»: حكومتي ستظل شريكًا حقيقيًا لكل من يقف في صف الوطن
  • رئيس الدولة يزور ملك البحرين في مقر إقامته في أبوظبي
  • وزير الإنتاج الحربي يلتقي رئيسَ الهيئة العامة للاستعلامات -تفاصيل
  • نيابة عن رئيس الدولة .. سعود بن صقر يحضر مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر
  • نيابة عن رئيس الدولة.. سعود بن صقر يحضر مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر