عبر هايبر سبيس.. السعودية تستثمر الملايين في متنزهات ترفيهية رقمية
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على استثمار السعودية في شركة ناشئة عمرها 3 سنوات تصمم متنزهات ترفيهية رقمية داخل مراكز التسوق، في أحدث خطوات المملكة لاقتحام صناعتي التكنولوجيا والترفيه.
وذكر الصحيفة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن "موسم الرياض"، المبادرة الترفيهية المدعومة من الحكومة السعودية تحت رعاية صندوق الثروة السيادية، مثل معظم أوج الإنفاق الخاصة بالديون والأسهم التي جمعتها شركة "هايبر سبيس"، والتي تبلغ قيمتها 55 مليون دولار، مشيرة إلى أن المستشار المقرب من ولي العهد السعودي، تركي آل الشيخ، هو من يرأس الموسم والهيئة العامة للترفيه.
وأضافت الصحيفة أن السعودية تسعى إلى تقليل اعتمادها على عائدات النفط وتستثمر في مجالات أخرى، مثل إنتاج السيارات الكهربائية والفرق الرياضية والسياحة، وحددت هدفًا لتصبح مركزًا عالميًا للألعاب، وأنفقت هذا العام 4.9 مليار دولار للاستحواذ على شركة تطوير الألعاب "سكوبلي"، ومقرها الولايات المتحدة.
وتنفق المملكة بشكل كبير على الصفقات لتحقيق هذه الأهداف، ولكن هناك تساؤلات حول ما إذا كان يمكنها جذب الأجانب بأعداد كبيرة، فالسعودية، التي لم تكن وجهة سياحية تقليدية، تريد جذب 100 مليون زائر سنويا بحلول نهاية العقد.
وتنشئ "هايبر سبيس" حدائق متقنة تتميز بمزيج من وسائل الترفيه الرقمية والمادية بما في ذلك الألعاب، وهو ما يمثل عامل جذب لسكان السعودية الشباب المتمرسين رقميًا.
وتوافد ما يقرب من نصف مليون من المتحمسين، الذين دفع كل منهم 34 دولارًا، إلى موقع "هايبر سبيس" الأول في دبي، وهو عبارة عن حديقة تبلغ مساحتها 40 ألف قدم مربع، منذ افتتاحها هناك قبل 9 أشهر.
اقرأ أيضاً
من السياحة والترفيه إلى الحليب والقهوة.. صندوق السعودية السيادي يراهن على الاستثمار المحلي
وتخطط الشركة، ومقرها الرياض، للتوسع في السعودية وخارجها إلى الولايات المتحدة، وهو ما عبر عنه رئيسها التنفيذي، ألكسندر هيلر، قائلا: "هناك تركيز كبير على توسيع نطاق الأعمال" ليشمل بقية العالم.
وأضاف أن الرياض كانت شريكًا جذابًا بشكل فريد، نظرًا لأهمية مراكز التسوق بالنسبة للسعوديين، الذين يشاركون أيضًا بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحرص "هايبر سبيس" على أن تكون وراء الجهود الرامية لجذب المستهلكين مرة أخرى إلى مراكز التسوق، والتي تضررت من ارتفاع التسوق عبر الإنترنت، ما عبر عنه هيلر، قائلا: "لقد رأينا فرصة في مجال الترفيه وكيف يتناسب ذلك مع مستقبل النظام البيئي للبيع بالتجزئة".
وتخطط "هايبر سبيس" لافتتاح حديقة في الرياض خلال 6 أسابيع وأخرى في دبي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
اقرأ أيضاً
كارنيجي: فورة الرياضة والترفيه بالسعودية.. برامج سلطوية بلا رقابة شعبية لتغيير نمط حياة المواطنين
المصدر | فايننشال تايمز/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الترفيه
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. جورج سيدهم أيقونة الكوميديا الذي أضحك الملايين وصارع المرض في صمت
تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من أعمدة الفن الكوميدي في مصر والعالم العربي، الفنان الراحل جورج سيدهم، الذي ترك إرثًا فنيًا عظيمًا في المسرح والسينما والتلفزيون، وعُرف بخفة دمه وأسلوبه الخاص في إضحاك الجمهور، قبل أن يختفي عن الساحة إثر وعكة صحية حادة أنهت مشواره الفني.
في هذا التقرير، نستعرض محطات حياته، من النشأة والبدايات، مرورًا بالنجاحات الفنية، إلى لحظات المرض والرحيل الصامت.
نشأة متواضعة وميلاد موهبة واعدة
وُلد جورج أبيس سيدهم في 28 مايو عام 1938 بمدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ونشأ وسط أسرة قبطية بسيطة. منذ صغره، برزت لديه موهبة التقليد وروح الدعابة، التي لاحظها من حوله مبكرًا ورغم ميوله الفنية، قرر أن يسلك طريقًا علميًا في البداية، فالتحق بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، حيث تخرج في قسم الإنتاج الحيواني عام 1961، ثم حصل على درجة الماجستير في التلقيح الصناعي، وكان يطمح لنيل الدكتوراه، لولا أن الفن كان له رأي آخر، وجذبه بالكامل من معامل البحث إلى خشبة المسرح.
البداية الفنية وتكوين الثلاثي الذهبيانطلقت مسيرة جورج سيدهم الفنية من خلال انضمامه لفرق التلفزيون المسرحية، حيث لفت الأنظار بخفة دمه وسرعة بديهته لكن الانطلاقة الحقيقية كانت حين كوَّن مع سمير غانم والضيف أحمد فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، التي أحدثت نقلة نوعية في الكوميديا المصرية. تحت إشراف المخرج محمد سالم، قدم الثلاثي عروضًا غنائية واستعراضية ومسرحيات قصيرة نالت شهرة واسعة، وساهمت في ترسيخ أسمائهم في قلوب الجماهير.
أعمال خالدة رسخت اسمه في ذاكرة الجمهور
قدم جورج سيدهم عشرات الأعمال المتنوعة في المسرح والسينما والتلفزيون، ومن أبرز أعماله المسرحية: "طبيخ الملائكة" (1964)، "فندق الأشغال الشاقة" (1969)، "المتزوجون" (1976)، "أهلًا يا دكتور" (1980)
وفي السينما، أبدع في أفلام أصبحت من كلاسيكيات الكوميديا، مثل: "30 يوم في السجن"،"البعض يذهب للمأذون مرتين"، "الشقة من حق الزوجة".
تميز بأسلوب فريد في الأداء، حيث جمع بين السخرية الذكية والبساطة الآسرة، وكان قادرًا على تقديم أدوار درامية وكوميدية بنفس التميز.
قصة حب وزواج متأخر
رغم نجاحه الجماهيري الكبير، لم يكن جورج سيدهم متسرعًا في خوض تجربة الزواج. لكنه في نهاية المطاف وجد شريكة حياته في الدكتورة الصيدلانية ليندا مكرم، التي أحبته ووقفت إلى جواره في أصعب مراحل حياته، خاصة بعد إصابته بالمرض، وقد شكلت زوجته سندًا حقيقيًا له، وكرّست حياتها لرعايته طيلة سنوات مرضه.
المرض.. المعركة التي أنهت مشواره الفنيفي أواخر التسعينيات، وتحديدًا عام 1997، أصيب جورج سيدهم بجلطة دماغية حادة أثناء الاستعداد لأحد العروض المسرحية، تسببت في شلل نصفي أثّر على الجانب الأيمن من جسده، كما تضرر مركز النطق والكلام لديه وبعد هذه الإصابة، قرر الانسحاب بهدوء من الساحة الفنية، واختفى عن الأضواء، محتفظًا بكرامته واحترام جمهوره الكبير.
وفاة هادئة ونهاية مؤثرة لمسيرة عظيمة
بعد سنوات من الصمت والمعاناة، توفي جورج سيدهم يوم 27 مارس 2020 عن عمر ناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه رصيدًا فنيًا ثريًا، وذكريات لا تُنسى من البهجة والضحك، ونعاه الوسط الفني والجمهور بكلمات مؤثرة، وتذكّر الجميع مسيرته الطويلة التي امتلأت بالعطاء والمحبة والإخلاص للفن.
إرث خالد في ذاكرة الفن العربي
رحل جورج سيدهم جسدًا، لكنه ما زال حاضرًا بأعماله الخالدة وابتسامته التي لا تُنسى. فقد شكّل نموذجًا للفنان الحقيقي، الذي يسخّر موهبته لإسعاد الناس، ويصنع البهجة في زمن بات فيه الضحك نادرًا واليوم، في ذكرى ميلاده، يظل اسمه محفورًا في ذاكرة الكوميديا العربية كأحد أبرز رموزها على مر العصور.