عربي21:
2025-07-07@19:18:43 GMT

هل يحيا الأمل مع أحمد الطنطاوي؟

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

على الرغم من أن العنوان السؤال هو أسوأ أنواع العناوين للمقالات، من وجهة نظري، وعلى الرغم من أن هذا المقال موجه، ومنطلق من قناعات تحملها دلائل منطقية ومشاهدات وتجارب، واستقراء مبني على سوابق، إلا أنني آثرت أن يكون عنوان المقال بصيغة السؤال لجذب انتباهك، أو على الأقل عدم اعتراض من أخذ قرار تأييد الطنطاوي، تحت ضغط القمع والرغبة في الخلاص، أو تحت ضغط تأييد "مشاهير"، أو تحت ضغط التعاطف لما يشاهده يومياً من قمع للرجل وأنصاره حتى لا يصل لعتبة الترشح التي بقي عليها حوالي أسبوع.



واسمحوا لي أن أقسّم المقال إلى أجزاء من دون عناوين جانبية حتى لا يطول، وسأحاول الاختصار ما أستطيع، إذ كان من المقرر أن يكون المقال على جزأين. ونجعل حديثنا أولاً على الهدف من ترشح الطنطاوي، ثم ننتقل إلى الوسيلة التي سيتحقق بها الهدف ومدى نجاعتها، ثم نذهب للتعرف على الطنطاوي نفسه، ونعرج على خيارات الناخب ودعمه له بعد أن تعرف على الرجل، ثم نذهب إلى البيئة أو المجال الذي يعمل فيه الطنطاوي لتحقيق هذا الهدف، وأخيراً نطرح سؤال.. ماذا لو تحقق الهدف؟ ولن أتركك عزيزي القارئ عند السؤال والحيرة التي ستخلفه، بل سأطرح رؤية قد تختلف معها وقد تتفق، لذلك جعلت عنوان المقال في صيغة سؤال: هل يحيا الأمل مع أحمد طنطاوي؟

ولعل الهدف من ترشح أحمد الطنطاوي أو غيره من المرشحين "الجادين"، مش الكومبارس، هو إحداث التغيير في الحالة السياسية والاقتصادية في البلاد بعد حالة الانسداد السياسي والفشل الاقتصادي الذي تعيشه، وهو هدف راقٍ ونبيل، يجب علينا جميعاً أن ندعمه ونقف معه، لكن علينا ألا نقع في نفس فخ الـ18 يوما أيام الثورة ويتنحى مبارك أو يسقط السيسي دون رؤية حقيقية جامعة للمرحلة، وهو ما نفتقده أيضاً في تحقيق الهدف، ويمكن التأكد من ذلك بالنظر إلى حال المعارضة في الداخل والخارج.

الضمانات التي كان من الواجب المطالبة بها والتصميم عليها وتحقيقها هي الفيصل في خوض غمار التجربة من عدمه، فكان من الواجب توفر ضمانات حقيقية ومراقبة دولية لإخراج انتخابات "نزيهة"، بداية من لجنة محايدة لتنظيم الانتخابات مروراً بتدقيق القوائم، والتأكد من تحييد الأجهزة الأمنية على كل مستوياتها، وصولاً إلى عملية انتخابية لا ضغوط فيها على الناخب
أما الوسيلة التي اختارها الطنطاوي، وهي خوض غمار الانتخابات وصولاً للتغيير، فهي وسيلة مشروعة كتبت فيها مقالاً في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 بعنوان "خلايا أحمد طنطاوي الثورية!" باركتُ فيه مجهودات أحمد الطنطاوي للتغيير، وهو ما أثار حفيظة المعارضة في الخارج، لا سيما وأن الطنطاوي كان جزءا من النظام غير المعترف به من قبل المعارضة في الخارج، رغم أن قبولهم مصطلح المعارضة يجعلهم جزءا من النظام كما الطنطاوي. وقد يكون موقف الطنطاوي من الانقلاب هو ما جعل معارضة الخارج ترفض مقالي، لكن في النهاية فإن أي محاولة مقبولة. واستدللت في المقال المذكور بتجربة تشيلي والإطاحة بالدكتاتور بينوشيه.

لكن الوسيلة تحتاج بعض المعطيات حتى يمكن تحقيق الهدف من خلالها، فالضمانات التي كان من الواجب المطالبة بها والتصميم عليها وتحقيقها هي الفيصل في خوض غمار التجربة من عدمه، فكان من الواجب توفر ضمانات حقيقية ومراقبة دولية لإخراج انتخابات "نزيهة"، بداية من لجنة محايدة لتنظيم الانتخابات مروراً بتدقيق القوائم، والتأكد من تحييد الأجهزة الأمنية على كل مستوياتها، وصولاً إلى عملية انتخابية لا ضغوط فيها على الناخب (لا معنوياً ولا مادياً) باستخدام أجهزة الدولة ومؤسساتها وإعلامها وفنانيها، ومن ثم مراقبة دولية حقيقية للعملية الانتخابية، فإن تحققت الضمانات أصبح قرار الانتخابات قراراً حقيقية يمكن أن يفضي للتغيير حتى ولو الجزئي، وما دون ذلك فهو عبث.

وبذكر الضمانات وما جاء فيها، فلو انتقلنا للبيئة التي يخوض فيها من أراد أن يحيي الأمل، فيمكن أن يظهر لنا الفرق بين الأمل الذي يريد أن يحييه الطنطاوي وبين الوهم الذي يمكن أن يشارك في بيعه، وهو في ذلك مثله مثل من دعا للنزول خلال السنوات الماضية مؤمِّلاً الناس بأن هناك جهات تساند. فلو رجعت لمؤتمر الحركة المدنية الديمقراطية بشأن الانتهاكات التي صاحبت عملية جمع التوكيلات لأحمد الطنطاوي والذي عقد في حزب المحافظين لرئيسه أكمل قرطام، وهو بالمناسبة أحد قيادات الحزب الوطني البائد، نجد أن كلمة الأستاذ محمد أنور السادات كانت الأكثر واقعية واتساقاً مع الحال، وبعيدة عن الوهم الذي يباع لإنتاج مسرحية يأخذ فيها "السوكسيه" من يراد هزيمته في الانتخابات. والدليل على ذلك قرار إقالة رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات الصادر من المرشح عبد الفتاح السيسي، وما سبقه من التضييق على استخراج التوكيلات، مع ذلك، فإن كل ظني أن الطنطاوي ستذلل له هذه العقبة، لتُستكمل المسرحية.

وبعدما استعرضنا الهدف والوسيلة والبيئة التي تستخدم فيها هذه الوسيلة، دعونا نقف قليلاً عند شخص الطنطاوي، الناصري، الذي لا تمنعه أيديولوجيته في التماهي مع العسكر، الذين أثبتت الأعوام الثمانين الماضية فشلهم في إدارة البلاد وأكدت ذلك السنوات العشر العجاف الأخيرة، ومن ثم فمن المستغرب أن نجد له دعما من اليسار أو الليبراليين، أو حتى اليمين متمثلاً في الإخوان، رغم أن رئيس المكتب السياسي للإخوان، في مقابلته على قناة الشرق، بقي أن يقسم على القرآن أن جماعته لن تدعمه، لكنها لا شك ستدعم التغيير.

الحل من وجهة نظري هو النضال على كافة الأصعدة بما فيها النضال من خلال الصندوق، مع ترك المجال لبديل عسكري في الفترة القادمة، عملاً بمبدأ من أفسد شيئا فعليه إصلاحه، ولن يقدم على إصلاحه إلا بضغط شعبي من خلال هذا النضال على كافة المستويات والأشكال، لفتح مساحات عمل على المستوى السياسي والمجتمع المدني وإطلاق مساحات أكبر لحرية الرأي، والتوعية الشعبية لبناء الحاضنة الشعبية جنباً إلى جنب مع بناء برنامج زمني للتحول الديمقراطي
إذن فسؤال الحلقة، أو سؤال المليون.. ماذا لو تحقق الهدف، وأطاح الطنطاوي بالسيسي؟

والإجابة في شقين، الأول يخص الطنطاوي الذي لم يضع برنامجاً توافقياً، بل وضع عناوين عامة وشعارات فضفاضة، قد تتحول لبرنامج ومشاريع لاحقاً، وقبل الانتخابات التي تحدد موعدا لها بعد شهرين ونيف، لكن حتى الآن لا تجد ملامح حقيقية لمرشح يمكن انتخابه، كما لا تجد همّة أو إرادة حقيقية لتغيير النظام. فالرجل من خلال كلماته أو منشوراته تشعر أنه متماهٍ مع الوضع ويسعى لتخفيف أعباء المرحلة فقط، ولا توجد حلول ثورية حقيقية تُحدث التغيير المأمول حتى لأفراد حملته، وهم في الغالب من شباب الثورة أو مؤمنين بها. وحديثه عن أنه يحترم القانون والقضاء وأحكامه يُشعرك بأن التغيير الذي ينتظره الإسلاميون لن يحقق لهم ما يصبون إليه؛ من الإفراج عن ما يقارب المئة ألف معتقل في السجون بأحكام جلها جنائية، أصدرها قضاء النظام للتحايل على المطالبات السياسية التي قد تعتقهم، لذا فإن من يساند هذه الحالة ويقبلها، فكأنما يقبل أي عريس لأن ابنته عانس.

إذن أين الحل الذي قد تخالفني فيه؟.. الحل من وجهة نظري هو النضال على كافة الأصعدة بما فيها النضال من خلال الصندوق، مع ترك المجال لبديل عسكري في الفترة القادمة، عملاً بمبدأ من أفسد شيئا فعليه إصلاحه، ولن يقدم على إصلاحه إلا بضغط شعبي من خلال هذا النضال على كافة المستويات والأشكال، لفتح مساحات عمل على المستوى السياسي والمجتمع المدني وإطلاق مساحات أكبر لحرية الرأي، والتوعية الشعبية لبناء الحاضنة الشعبية جنباً إلى جنب مع بناء برنامج زمني للتحول الديمقراطي، تتوافق فيه القوى على دستور، والعمل التوافقي من أجل التغيير وتقليص نفوذ العسكر، حتى ولو من خلال الديمقراطية التشاركية وصولاً للدولة المدنية المؤمنة بتداول حقيقي وسلمي للسلطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أحمد طنطاوي المرشحين الانتخابات برنامج مصر برنامج انتخابات مرشحين أحمد طنطاوي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أحمد الطنطاوی من خلال

إقرأ أيضاً:

الشرير الذي أحببناه.. وفاة نجم هوليوود المثير للجدل مايكل مادسن

النجم الأمريكي، مايكل مادسن، عن عمر ناهز الـ67 عاما، في منزله المتواجد في ماليبو، إحدى مدن لوس أنجلوس، وذلك بحسب ما أدلت به السلطات، فيما أكدت عدم وجود شبهة جنائية في وفاته.

وفي بيان مشترك، مع المسؤولة الإعلامية للفنان الأمريكي الراحل، ليز رودريغيز، ذكّر مديرا أعمال مادسن، رون سميث وسوزان فيريس، بأنّ الراحل "كان أحد أشهر ممثلي هوليوود، وسيفتقده الكثيرون".
وأكدوا أنّ الممثل الذي اشتهر بدوريه في أفلام كوينتن تارانتينو وأبرزها "ريزيرفوار دوغز" Reservoir Dogs و"كيل بيل" Kill Bill، قد "وُجِد ميتا صباح الخميس في منزله بماليبو".

وللراحل المولود في شيكاغو، عام 1957، لأب كان يعمل عنصر إطفاء وأم مخرجة، شقيقة ممثلة، هي فيرجينيا مادسن. وأدى بصوته خلال مسيرته الفنية شخصيات في عدد من ألعاب الفيديو، من بينها "غراند ثفت أوتو 3" Grand Theft Auto III. 

كذلك أصدر عددا من الدواوين الشعرية، وتزوج مايكل مادسن ثلاث مرات، ورُزق ستة أبناء انتحر أحدهم عام 2022.

تجدر الإشارة إلى أن الممثل الراحل مادسن، قد شارك خلال مسيرته الفنية التي امتدّت لأكثر من 40 عاما في أكثر من 300 إنتاج؛ ومن أبرز أدواره تجسيده شخصيتَي مستر بلوند، وهو المجرم المختل عقليا الذي استمتع بتعذيب شرطي في فيلم "ريزيرفوار دوغز" (1992)، وباد، الأخ الأصغر للشرير في جزأي فيلم "كيل بيل" (2003 و2004).


وكان المخرج كوينتن تارانتينو شديد الإعجاب به، وقد أسند إليه دورا في فيلمه من نوع الوسترن "ذي هيتفول إيت" The Hateful Eight عام 2015، وآخر في شريطه "وانس آبان إيه تايم...إن هوليوود" Once Upon a Time... in Hollywood خلال عام 2019.

أيضا، بحسب عدد من التقارير الإعلامية الفنّية، فإنه كان يُفترَض أن يؤدي مادسن دور فنسنت فيغا في الفيلم الشهير "بالب فيكش" Pulp Fiction عام 1994، لكنه آثرَ المشاركة في عمل آخر، تاركا لجون ترافولتا، تجسيد شخصية القاتل المأجور.

وكانت له أدوار أيضا في "دوني براسكو" Donnie Brasco عام 1997 و"ثيلما أند لويز" Thelma & Louise عام 1991، و"سين سيتي" Sin City في 2005 و"داي آناذر داي" Die Another Day في 2002.

مقالات مشابهة

  • أحمد جابر يكشف لـ "الفجر الفني" عن كواليس أغنية "كل حاجة فيها حلوة" لـ رامي صبري (خاص)
  • حنفي يهدي ذوي الهمم بسفاجا حديقة الأمل ويدعم مشروعات النفع العام بالغردقة
  • محافظ البحر الأحمر يخصص حديقة الأمل في سفاجا لذوي الهمم
  • أحمد الطنطاوي: التاريخ سيحاسب النظام المصري بسبب موقفه من غزة
  • حسن مهدي: إعادة ترميم للمناطق التي تضررت بسبب الحمولات الزائدة لسيارات النقل الثقيل على الطريق الإقليمي
  • يُشعل حرارة الجو.. ماذا تعرف عن منخفض الهند الذي يضرب البلاد؟
  • فيها ذكريات عمري.. نبيلة عبيد تعبر عن حزنها بسبب شقتها الإيجار القديم
  • وزير قطاع الأعمال: شتايجنبرجر اللسان قصة نجاح حقيقية في استثمار موقع سياحي فريد
  • الشرير الذي أحببناه.. وفاة نجم هوليوود المثير للجدل مايكل مادسن
  • طريقة اسئلة المذيع أحمد طه فيها اسخفاف بالشخصية السودانية…!!