بينها أحمر الخدود .. اكتشاف مستحضرات تجميل رومانية عمرها ألفا عام في تركيا
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
اكتشف علماء الآثار بقايا مستحضرات تجميل ومكياج قديمة، كانت تستخدمها النساء الرومانيات منذ أكثر من 2000 عام.
وعثر العلماء على هذه الاكتشافات ضمن بقايا سوق عمره 2000 عام شرق معبد زيوس المحفوظ جيدا في الأناضول، وهو موقع خضع للتنقيب المكثف منذ إعادة اكتشافه في عام 1998.
Makeup materials from Roman era unearthed in ancient city of Aizanoi in Türkiye
‘Place we completely uncovered was a shop that sold cosmetic products such as perfumes, jewelry, and makeup materials,’ says archaeologist Gokhan Coskun#News#DailyNews#LiveNews#WorldNews#Worldpic.
ووجد علماء الآثار 10 ألوان مختلفة من أصباغ المكياج الرومانية القديمة، معظمها ظلال من اللون الأحمر والوردي، بالإضافة إلى المجوهرات وزجاجات العطور وغيرها من الآثار التجميلية.
كما عثروا أيضا على خرزات مختلفة تنتمي إلى منتجات مثل دبابيس الشعر والقلائد التي تستخدمها النساء.
وأكد جوخان كوسكون، عالم الآثار في جامعة دوملوبينار ورئيس فريق التنقيب، لوسائل إعلام محلية أن البقايا كانت بالفعل مواد مكياج تستخدمها النساء الرومانيات.
وأضاف: "كانت إحدى النتائج الأكثر إثارة للدهشة التي توصلنا إليها هي أصباغ المكياج المشابهة لأحمر الخدود وظلال العيون المستخدمة اليوم".
ووجد الباحثون مجموعة من العينات، معظمها قطع بحجم 1 أو 2 ملم (0.04 بوصة).
وأضاف: "لقد عثرنا أيضا على عدد كبير من أصداف المحار في المتجر الذي قمنا بالتنقيب فيه".
وفي الإمبراطورية الرومانية، غالبا ما كانت مواد التجميل مثل أحمر الخدود وظلال العيون توضع داخل أصداف المحار لاستخدامها.
إقرأ المزيدوكانت الألوان السائدة المكتشفة هي الأحمر والوردي، مع وجود أصباغ مكياج بظلال مختلفة.
ويقع الموقع القديم على بعد 35 ميلا من وسط مدينة كوتاهيا، وقد شهد عصره الذهبي في القرنين الثاني والثالث الميلادي وأصبح "مركز الأسقفية في العصر البيزنطي" وفقا لموقع وزارة الثقافة والسياحة التركية.
وتشير الحفريات الأخيرة حول معبد زيوس إلى وجود عدة مستويات من الاستيطان في المدينة يعود تاريخها إلى 3000 قبل الميلاد. وفي عام 133 قبل الميلاد، استولت عليها الإمبراطورية الرومانية. وفي عام 1824، أعاد المسافرون الأوروبيون اكتشاف الموقع القديم.
وبين عامي 1970 و2011، اكتشف معهد الآثار الألماني مسرحا وملعبا، بالإضافة إلى حمامين عامين وصالة للألعاب الرياضية وخمسة جسور ومبنى تجاري ومقابر وكهف مقدس للعبادة.
ومنذ عام 2011، يقوم علماء الآثار الأتراك بالعمل في الموقع القديم.
المصدر: مترو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا آثار اكتشافات معلومات علمية مواقع اثرية
إقرأ أيضاً:
الحرب على التاريخ أيضا في غزة
الحرب المجنونة فـي غزة ليست فقط على الحجر والبشر، ربما ننسى، فـي جنون القصف والمذابح، ضحايا آخرين لم ينتبه لهم أحد، رغم أن قيمتهم تشبه، أو ربما تتعدى، قيمة البيت والإنسان الفلسطيني هناك. إنها آثار غزة، حضارتها، هويتها، ووجودها التاريخي العميق.
فـي كتابه الذي جاء فـي وقته تمامًا، آثار غزة وحرب التاريخ، للكاتب والمؤرخ الغزي حسام أبو النصر، يصوّر أبو النصر حجم الجحيم الذي تعرضت له آثار غزة، وهو جحيم مقصود تمامًا. الأعداء يعرفون أن تحطيم شعب ومقدرات غزة لن يكون ممكنًا دون تحطيم هويتها وتاريخها واسمها الحضاري. فغزة جزء من فلسطين التاريخية، وقد عاش الإنسان فـيها منذ آلاف السنين. صدر الكتاب عن دار الفـينيق برام الله العام الماضي، وأحدث نشره اهتمامًا بالغًا، ولفت الانتباه إلى مأساة غزة بشكلها الكلي.
يقدّم وزير الثقافة الفلسطينية، عماد حمدان، الكتاب بقوله: «لأول مرة أشعر بصعوبة بالغة فـي كتابة مقدمة لكتاب عن الآثار، وهذه الصعوبة تأتي من الضغط النفسي الذي أعيشه منذ أحداث زلزال السابع من أكتوبر».
الكتاب مصنف إلى عدة فصول، فـي الفصل الأول، يتحدث أبو النصر عن الواقع التاريخي والجغرافـي لغزة، ساردًا مراحل مهمة فـي تاريخها، بدءًا من الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، واليونانيين، وحكم الرومان والأنباط، وعبادة الأوثان، ثم غزة البيزنطية، فالفتح الإسلامي، ونهاية الرومان، ومعركة بيت لاهيا، ومعقل المذهب الشافعي، فالمماليك، فالعثمانيين، فالحملة الفرنسية، فالاحتلال البريطاني، فالحكم المصري، ثم الاحتلال عام 1967، ثم غزة فـي كتابات الرحالة والمستشرقين.
يشرح أبو النصر بالتفصيل الحضارات التي مرت على غزة، مبتدئًا بالفراعنة، حيث اعتبر الفراعنة غزة عاصمة لهم فـي أرض كنعان، وسمّوها «هازاتي» و«غازاتو» كما ورد فـي لوحات تل العمارنة. ويعتبر المؤلف أن الجزء الجنوبي من فلسطين كان تحت الحكم الفرعوني نظرًا للصلات التجارية والعلاقات الكبيرة بينهما. وعن العبرانيين، يكتب: «هم من الأقوام السامية التي نزحت إلى العراق من الجزيرة العربية، حيث كانوا يعيشون حياة التنقل والرعي». ويواصل الحديث عن الهكسوس، والآشوريين، والبابليين، والفرس، واليونانيين، والرومان، والأنباط، والمسيحية، والبيزنطية، والفتح الإسلامي، وغيرها.
فـي فصل «الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار فـي غزة»، يقول أبو النصر:
«أصبحت معالم الآثار واضحة تمامًا مع نهاية عام 1948، حيث وقعت النكبة، وكانت الحركة الصهيونية قد أنشأت ذراعها فـي مجال التنقيب الجائر عن الآثار فـي أرض فلسطين منذ عام 1914 تحت اسم «جمعية بحث أرض إسرائيل».
يتحدث الكاتب عن تاريخ نهب وتدمير آثار فلسطين فـي كافة مراحل الاحتلال، ذاكِرًا أسماء الآثار وتواريخ تدميرها، مثل: قصر الحاكم المصري الذي دُمّر عام 2009، وكنيسة القديس برفوريوس التي لجأ إليها المئات من سكان الشجاعية، فباغتتها طائرات الـ F-16، وأتت على 23 قبرًا، وتضرر بيت المطران وسقف الكنيسة بشظايا متفرقة.
وهناك آثار أخرى دُمرت بشكل كلي أو جزئي، مثل:
جامع المحكمة البرديكية، وجامع الظفر دمري، ودائرة المخطوطات والآثار، والجامع العمري فـي جباليا، ومسجد النصر، وتل المنطار، وموقع القديس هيلاريون، وميناء أنثيديون.
وفـي حرب أكتوبر 2023، تم استهداف كنائس ومكتبات تاريخية، مثل: مكتبة جامع الأزهر، ومكتبة الجامعة الإسلامية، ومكتبة مركز التخطيط، وميناء غزة، وتل رفح، ومقبرة الإنجليز، كما استُهدفت مقامات إسلامية، مثل: مقام النبي يوسف، ومقام الشيخ شمس الدين أبو العزم، ومقام ابن مروان، والشيخ عبد القادر الغصين، وقبة الشيخ محمد المشيش.
ولم تسلم المتاحف أيضًا، مثل متحف قصر الباشا، ومتحف العقاد، ومتحف الخضري. وهناك مخطوطات وأرشيفات مهمة تعرضت للقصف، مثل: أرشيف وزارة التربية والتعليم، وأرشيف المعاهد الأزهرية، وأرشيف سلطة الأراضي.
ولم ينسَ المؤرخ ذكر بيوت غزة القديمة التي تعرضت للقصف، لأسباب لا تبتعد عن الهدف الشيطاني العام للصهاينة، وهو تدمير هوية غزة وحضارتها.
---
الكاتب فـي سطور
اسمه الحقيقي عبد الحميد أبو النصر، كاتب ومؤرخ فلسطيني، وممثل فلسطين فـي اتحاد المؤرخين العرب، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين، ومدير دائرة التاريخ فـي وزارة الثقافة.
ترأس العديد من المؤتمرات العلمية، منها:
فلسطين الكنعانية (2019)
فلسطين المسيحية (2022)
فلسطين رؤى استشرافـية (2016)
فلسطين تحدّث أخبارها (2015)
كتب فـي العديد من المجلات، منها:
شؤون فلسطينية
أوراق فلسطينية
مجلة الدراسات الفلسطينية
مجلة باحث - بيروت
مجلة حق العودة
مجلة تسامح
ويكتب فـي عدة صحف، منها: القدس العربي والحياة الجديدة والقدس والأخبار اللبنانية والعربي الجديد وصحيفة معا الإلكترونية.
من مؤلفاته:
ثورة الكف الأخضر
أقباط بيت المقدس
تاريخ مخطوطات فلسطين
آثار غزة وحرب التاريخ
كما أعدّ وحرّر العديد من الكتب، منها:
إعادة كتابة التاريخ
فلسطين الكنعانية
فلسطين المسيحية