تحدت قطر والسعودية والإمارات سنوات من الاضطرابات في أسواق الطاقة وجائحة كورونا لتظهر كمراكز جديدة للاستقرار ونقاط تقاطع رئيسية ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا في نظام عالمي ناشئ متعدد الأقطاب يتسم بالتنافس المتزايد، بحسب أندرياس كريج في تحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media).

كريج تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "أبو ظبي والدوحة والرياض وجدت مكانها على خط الصدع بين الشرق والغرب وكذلك بين الشمال والجنوب العالميين، والأهم أنها تفعل ذلك بينما تنحي جانبا طموحاتها الأيديولوجية والاجتماعية والسياسية".

ورأى أن "دول الخليج العربية تحاول أيضا إعادة تشكيل المنطقة (...)، مع إعطاء الأولوية للرخاء والاستقرار والتنمية".

وزاد بقوله: "أدى منحنى التعلم المالي الحاد على مدى العقدين الماضيين، والنهج المبتكر في إدارة الدولة، إلى تنصيب قطر والسعودية والإمارات كلاعبين رئيسيين في شبكة النفوذ العالمية".

اقرأ أيضاً

مع تراجع النمو والإيرادات.. هل يحتدم تنافس السعودية والإمارات؟

بنية حيوية

كريج قال إن "إدارة الموارد البشرية المحدودة تعني أن دول الخليج العربية، وفي المقام الأول قطر والإمارات، لديها شبكات يمكنها تفويض عبء إدارة الحكم إليها، وقد تمكنت هذه الشبكات التجارية المدعومة من الدول من صياغة أوجه الترابط العالمية التي تضع هذه الدول في قلب البنية التحتية الحيوية".

وأوضح أن "الدافع لم يكن مجرد السعي وراء الريع الاقتصادي، فالهدف الرئيسي الآخر هو العمق الاستراتيجي، أي توفير الوصول إلى الموارد الحيوية والتحكم أو تشكيل التدفقات العالمية لرأس المال والسلع والأشخاص في محاولة لجعل دولهم مراكز لا غنى عنها".

و"الكثير من الشبكات، التي تسمح لدول الخليج العربية بتعزيز مصالحها الوطنية، تعزز أيضا سيطرة النخبة على الأصول الأساسية لإدارة الحكم"، وفقا لكريج.

وضرب مثلا بـ"مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إذ أنشأ إمبراطورية شبه تجارية تقدر قيمتها في المنطقة بـ1.5 تريليون دولار أمريكي، وتتكون من بنية تحتية لمئات الشركات التي برزت كجسور مهمة بين أسرة آل نهيان والبنية التحتية الاستراتيجية في الخارج".

وأفاد بأن "هذا النهج يبرز بوضوح في مقاربات دول الخليج العربية تجاه البنية التحتية الوطنية الحيوية، ويتجاوز هذا الأخير المجال الرقمي ليشمل الطاقة والاتصالات بالإضافة إلى الموارد الحيوية والبنية التحتية اللوجستية".

و"بالتالي فإن دول الخليج العربية تحاكي القوى العظمى مثل الصين، التي تلجأ إلى "فن إدارة البنية التحتية" للتنافس في عالم متعدد الأقطاب يقع على عتبة الحرب"، كما أضاف كريج.

ولفت إلى أن شبكات دول الخليج، ولاسيما السعودية والإمارات وقطر، تتجسد في شركات عملاقة في قطاعات منها النفط والغاز الطبيعي والاتصالات والطيران المدني والموانئ وسلاسل التوريد اللوجيستية العالمية.

اقرأ أيضاً

تنافس خليجي على الاستثمار في باكستان.. ماذا يعني؟

سد الفجوات

"ونجحت شبكات الاعتماد المتبادل التي تعمل قطر والسعودية والإمارات العربية على بنائها في توسيع عمقها الاستراتيجي إلى ما هو أبعد من المنطقة وتحويلها إلى لاعبين لا غنى عنهم على الساحة العالمية"، كما أردف كريج.

وقال إنه "على الرغم من أن دول مثل السعودية والإمارات أصبحت أكثر حزما في السعي لتحقيق مصالحها الوطنية، وغالبا على حساب الشركاء الغربيين التقليديين، إلا أن حصصها في البنية التحتية الوطنية الحيوية في الخارج لم يتم الحصول عليها قسرا".

واستدرك: "مع ذلك، عند النظر إلى اختراقات دول الخليج العربية في الجنوب العالمي، يمكن استخدام بعض وسائل التأثير الضمنية في المعاملات، خاصة عندما تشتد المنافسة بين الصين وروسيا والغرب".

وأضاف أنه "يمكن للاعبين مثل (شركة) موانئ دبي العالمية استخدام احتكاراتهم الفعلية للعمل كحراس بوابة، فقدرات الوساطة التي تنبع من الاتصال بين نقطتي التقاء أو أكثر في الشبكات العالمية تسمح أيضا لدول الخليج بسد الثغرات الهيكلية في شبكات التجارة العالمية".

وتابع: "يبقى أن نرى كيف وما إذا كان من الممكن دمج هذه الشبكات في الأساليب الاستراتيجية الكبرى الأوسع لتوليد الطاقة، ولذلك يجب أن تقترن الاستثمارات المالية التي تم القيام بها بأهداف سياسية أكثر وضوحا".

و"بالنظر إلى المستقبل، فإن الدول التي تعمل على سد الفجوات ستصبح أمرا لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى. وبما أن النظام العالمي أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى، فلا ينبغي أن يكون من المستغرب أن تصبح الاستثمارات في البنية التحتية اللوجستية بيادق تستخدم في المعاملات".

اقرأ أيضاً

موانئ أبوظبى تنافس "مها" القطرية على نسبة في ميناءين مصريين

المصدر | أندرياس كريج/ أمواج.ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الخليج السعودية الإمارات قطر دول الخلیج العربیة البنیة التحتیة لا غنى

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسكندرية: كمية الأمطار أكبر من طاقة شبكات الصرف

علق الفريق أحمد خالد، محاظ الإسكندرية، على العاصفة التي ضرربت محافظة الإسكندرية قائلا أنها كانت غير متوقعة.

وأضاف «خالد»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج «الحكاية» المذاع عبر شاشة فضائية «mbc مصر» مساء السبت، أن كميات الأمطار التي هطلت كانت أكبر من طاقة شبكات الصرف، مشيرا إلى أن العاصفة أسفرت عن إصابة 7 مواطنين وسقوط 3 أعمدة إنارة وخمس إعلانات وجهاز تكييف وشجرة واحتراق سيارة.

طباعة شارك الإسكندرية العاصفة شبكات الصرف

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسكندرية: كمية الأمطار أكبر من طاقة شبكات الصرف
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى
  • هزة أرضية وألسنة نار وعنف مفاجئ.. أبرز الأحداث العالمية التي تصدرت العناوين اليوم!
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • الغارديان: استياء من استعداد بريطانيا لتوقيع اتفاقية تجارية مع دول الخليج
  • المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يستعرض إنجازاته
  • المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يشارك في الاجتماع الـ14 لمجلس الأمناء بمسقط
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • السعودية والإمارات تسيطران على أفضل 10 علامات تجارية في الشرق الأوسط
  • “منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية” يناقش سبل وصول مواهب السينما والتلفزيون العربية إلى العالمية