الأسبوع:
2025-06-02@12:09:08 GMT

فى ذكرى النصر

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

فى ذكرى النصر

حلت يوم الجمعة الماضى الذكرى الخمسين لحرب السادس من أكتوبر 73 وتجلياتها العبقة، وهى الحرب التى تردد صداها فى العالم كله، حيث أحرزت فيها مصر نصرًا مؤزرًا حلت معه الهزيمة بإسرائيل. ذكرى الحرب المجيدة أستدعى معها وجودى أثناءها فى لندن، وما قاله لى ساسة بريطانيون وقتئذٍ عن هذه الحرب، ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء "هارولد ويلسون"، والمستر "كالاغان" وزير الخارجية، والكثير من أعضاء مجلس العموم البريطاني، ومجلس اللوردات، فلقد أعربوا عن تقديرهم لحكمة الرئيس السادات، وحرصه الشديد على إظهار الحقائق للرأى العام بصراحة نادرة.

كما أن ذكرى نصر أكتوبر 73 تستدعى ما قاله الرئيس السادات لي عندما التقيته بعد الحرب بخمسة أشهر فى لقاء أجريته معه يومها لهيئة الإذاعة البريطانية. حيث تحدث عن الحرب بفخر، واعتزاز، فهى الحرب التى منحت مصر والعرب وضعية خاصة تحقق معها التضامن العربى، وكانت الخطوة الأولى نحو الوحدة، كما خرجت بعدها الأمة العربية بصورة مشرفة. كان الرئيس السادات يومها مسكونًا بفرحة النصر الذى تحقق، وهو يقول لى: (إنها الحرب التى رفعت الروح المعنوية لدى العرب، والتى حققت كل مراميها بإسقاط كل أهداف إسرائيل، فهى الحرب التى تحدت فيها مصر نظرية الأمن الإسرائيلي، وأمكنها قهرها، وإثبات فشلها. وتحقق ذلك عندما حاربت سوريا جنبًا إلى جنب مع مصر، وعندما تم استخدام النفط على نطاق واسع، وبمستوى أذهل العالم).

كان الرئيس السادات، رحمه الله، على حق فيما قال، فحرب أكتوبر سجلت نصرًا لم يتوقعه أحد، مما دفع معهد الدراسات الإستراتيجية فى لندن إلى القول: بأن استخدام العرب للقوة العسكرية، وسلاح الطاقة صنفهم كقوة سادسة فى العالم. واستدعى هنا ما قاله لى المؤرخ والمفكر البريطانى العالمى "أرنولد توينبي" عن هذه الحرب، والتى رأى أنها كانت ضرورة حتمية قائلاً: (يكفى أنها على الأقل قد مهدت لظهور نظرة عادلة إلى العرب). ثم أردف قائلاً: (أنا أكره الحرب عامة، ولكن بعض الحروب تكون ضرورية، فحرب البلقان كانت ضرورية، وكذلك الحرب ضد هتلر. كما أن الطبيعة الإنسانية ما زالت تحبذ الحروب أحيانًا، فلا يمكن أن نسير فى الحياة بلا حرب. وبالنسبة للشرق الأوسط فإن القوة العسكرية ضرورة لفرض السلام، والتسوية الدائمة).

لقد بدا وكأن العرب اكتشفوا أنفسهم فجأة. اكتشفوا المقاتل والسلاح والنفط. ورأوا أن إسرائيل لا يمكن أن تتحرك خارج نطاق الحرب، وأنها لن تنسحب إلا بالقوة. كما رأوا أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن محميتها إسرائيل، لتصبح صديقة، أو حليفة للعرب، أو حتى طرفًا محايدًا. وبدا أن هناك ثمة مستحيلاً بالنسبة للمراهنة على قبول إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة، والمراهنة على تطور التناقض الأمريكى الإسرائيلى إلى الحد الذى يضع الولايات المتحدة فى صف المصلحة العربية.

بانتصار أكتوبر سجل الرئيس السادات نماذج بطولية فى الإباء والشمم والاستقلالية. كان رحمه الله الأكثر جرأة، وواقعية فى التعامل مع قضايا المنطقة. ويكفيه فخرًا أنه قاد مصر إلى أول انتصار عسكرى ضد الكيان الصهيوني الغاصب. إنه محمد أنور السادات العملة النادرة فى الحياة السياسية بما أضفاه على مصر من نسائم الاستقلال والحرية، وتحرير سيناء من ربقة الاحتلال الإسرائيلي. كان رحمه الله ومضة ضوء، وينبوع إرادة فولاذية، ومعين حياة لا ينضب. رحم الله الرئيس السادات بطل الحرب والسلام.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئیس السادات الحرب التى

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يمنع وزراء الخارجية العرب من زيارة رام الله

نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت، عن مسؤولين إسرائيليين، إن تل أبيب منعت وزراء خارجية عرب، من الوصول إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، كانوا يعتزمون مناقشة تعزيز إقامة دولة فلسطينية، الأحد المقبل.

وذكر مسؤول كبير للصحيفة، أن “السلطة الفلسطينية لا تزال ترفض حتى اليوم إدانة هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول”، مضيفا أن "التخطيط لاستضافة لقاء وزراء خارجية دول عربية في رام الله سيُكرّس لتعزيز إقامة دولة فلسطينية، هو أمر مرفوض".

وقال، إن "إسرائيل لن تشارك في خطوات تهدف إلى الإضرار بها وبأمنها، وعلى السلطة الفلسطينية أن توقف انتهاك الاتفاقات مع إسرائيل في كل المستويات".



وفي وقت سابق الجمعة، قال أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن وفدا من وزراء خارجية عدد من الدول العربية سيصل رام الله، الأحد المقبل.

وأضاف المجدلاني، أن الوفد يضمّ وزراء خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ومصر بدر عبد العاطي، والأردن أيمن الصفدي، وقطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والإمارات عبد الله بن زايد.

وقال إن زيارة اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمّة الرياض العربية الإسلامية التي يترأسها وزير الخارجية السعودي، كانت مقررة قبل عدة أشهر وتم تأجيلها في حينه.

وأشار إلى أن "الزيارة تحمل رسالة دعم وإسناد لدولة فلسطين، والقيادة الفلسطينية، وتحمل رسالة الموقف العربي الإسلامي الرافض للممارسات الإسرائيلية وحرب الإبادة في قطاع غزة، والتطهير العرقي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية".

وكان مقررا أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالوفد، إلى جانب عدد من المسؤولين الفلسطينيين، بحسب المجدلاني.

وقال المجدلاني، إن الزيارة تأتي أيضا تحضيرا للمؤتمر الدولي للسلام منتصف الشهر المقبل في نيويورك بقيادة السعودية وفرنسا.

وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك “المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حلّ الدولتين”، والذي سيُعقد في نيويورك، خلال الفترة الممتدة بين 17 و20 يونيو/ حزيران المقبل، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.

ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعّد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يشهد إحياء ذكرى الشيخ محمد رفعت في ساقية الصاوي
  • هذا ما تخطط له إسرائيل بديلاً عن الحرب
  • ذمار..فعالية لمكتبي هيئة الأوقاف والتربية والتعليم لإحياء ذكرى الولاية
  • هاشم في ذكرى استشهاد الرئيس كرامي: ما زال رغم الغياب مثالاً لرجل الدولة
  • 60 شهيدًا في غزة اليوم.. وارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 54381 شهيدًا منذ أكتوبر 2023
  • دبوسي في ذكرى رشيد كرامي: يُستحضر كقيمة وطنية كبرى في زمن الأزمات والانقسامات
  • هل نصر الله الحق بأيدي الغرب وأضاعه العرب؟
  • إعلام عبري: إسرائيل قررت منع وزراء الخارجية العرب من الوصول إلى رام الله
  • الاحتلال يمنع وزراء الخارجية العرب من زيارة رام الله
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام