قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه لا يمكن القول "لا شيء يبرر قتل الإسرائيليين" ثم يتم تقديم المبررات لقتل الفلسطينيين. "نحن لسنا أنصاف أو أشباه بشر، ولن نقبل أبدًا خطابًا يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا. خطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا".

وأضاف منصور، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي قبيل انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لبحث آخر التطورات في قطاع غزة،" ليس هناك حق في الأمن يفوق حق أي أمة في تقرير مصيرها.

إن ضمان حقنا في تقرير المصير هو السبيل الوحيد نحو السلام والأمن ".

وتابع: "لقد عانى شعبنا سنة مميتة تلو الأخرى، لقد جئنا إلى مجلس الأمن شهرا بعد شهر للتحذير من عواقب الإفلات الإسرائيلي من العقاب والتقاعس الدولي".

وقال: "في أكتوبر الماضي قلنا أمام مجلس الأمن: الشعب الفلسطيني سيكون حرا يوما بشكل أو بآخر. لقد اخترنا الطريق السلمي الذي يدعو إليه المجتمع الدولي. فلا تدعوا إسرائيل تثبت لنا أننا مخطئون. من أجلنا ومن أجلهم".

وتابع: "الآن ليس الوقت للسماح لإسرائيل بمضاعفة خياراتها الحربية، بل هو الوقت لإخبار إسرائيل أنها بحاجة إلى تغيير مسارها. أن هناك طريقا للسلام، طريق لا يُقتل فيه الفلسطينيون والإسرائيليون، طريق يتعارض تماما مع ما تقوم به إسرائيل الآن".

وأردف منصور: " تقول إسرائيل إن الحصار والاعتداءات المتكررة على غزة تهدف إلى تدمير قدرات حماس العسكرية وضمان الأمن، ومن الواضح وكما كان متوقعا أن حصارها واعتداءاتها لم تحقق أياً من ذلك، والشيء الوحيد الذي أنجزوه هو إلحاق معاناة كبيرة بجميع السكان المدنيين في قطاع غزة. لقد حان الوقت لوضع حد فوري للعنف وسفك الدماء، وحان الوقت لإنهاء هذا الحصار وفتح أفق سياسي".

وأضاف: "عندما تحاول إسرائيل الآن تبرير هجوم آخر بنفس الفرضية الخاطئة، فلا ينبغي لأحد أن يقول أو يفعل ما يشجعها على السير في هذا الطريق. نحن نعلم جيدا أن الرسائل حول (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها) سوف تفسرها إسرائيل على أنها رخصة للقتل، والمضي قدمًا على نفس الطريق الذي قادنا إلى هنا. لقد قتلت إسرائيل نحو 413 فلسطينيًا في يوم واحد، بمن في ذلك أطفال، بعضهم لم يتجاوز عمره بضعة أشهر. لقد قتلت عائلات بأكملها أثناء نومها. هل سيجلب هذا الأمن؟ هل سيؤدي هذا إلى تقدم السلام؟

وتساءل: أين الحماية الدولية التي يستحقها الشعب الفلسطيني عندما تنتهك السلطة القائمة بالاحتلال القانون الدولي وتلحق الضرر بمن يجب عليها حمايتهم؟ ألا تستحق حياة الفلسطينيين إنقاذها؟ كان من الممكن إنقاذ المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا، والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في فلسطين المحتلة. أليس هذا التزاما أخلاقيا وقانونيا ومساهمة في السلام؟ لماذا لا يتم فعل شيء عندما يكون القتلى فلسطينيين؟

وأكد منصور "أن علينا أن نفكر ملياً في هذا (المنطق) الذي يرد البعض أن يسود هنا. إذا كان الأمر يتعلق بالانتقام، فإن الكثير من الفلسطينيين سيشعرون أن لديهم الكثير للانتقام له. إذا كان الأمر يتعلق بالسلام، فإن الطريق إليه لا يكون من خلال المزيد من ترسيخ القمع والاحتلال، بل من خلال إنهائه".

وقال: "لقد اخترنا الطريق السلمي لنيل حقوقنا، لكن إسرائيل استمرت في استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين وحقوقهم. لا يمكن لإسرائيل أن تشن حربا واسعة النطاق على دولة وشعبها وأرضها وأماكنها المقدسة، ثم تتوقع السلام في المقابل. ومن الضروري معالجة الأسباب الجذرية للصراع. ومن خلال القيام بذلك، سوف نتعامل مع عواقبه".

وأضاف:" لقد ظللنا ندعو إلى منطق مختلف، ونهج مختلف: العدالة وليس الانتقام، والحرية وليس الاحتلال، والسلام وليس الحرب. وينبغي الالتفات إلى نداءاتنا. والبديل هو اللعب تحت أعيننا".

وقال منصور: أعلنت إسرائيل عشرات المرات أنها "عالجت" "المشكلة" الفلسطينية، بالحرب على شعبنا أو بالسلام مع الآخرين، منذ عام 1948 وحتى قبل أيام قليلة، في بيان نتنياهو أمام الجمعية العامة، لقد حمل نتنياهو خلال خطابه في الأمم المتحدة خريطة تنكر وجود فلسطين، خريطة العدوان والضم العنصري، إلى كافة صانعي السلام، وإلى كل أولئك الذين يؤمنون بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لا يمكن للمرء أن يغفل عن الصورة الأكبر، وعلينا أن ندافع عن الرؤية المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة. واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الالتزام بأحكامها، نحن بحاجة إلى احترام القانون الدولي، وليس التخلي عنه.

وتابع: "يوافق كل من في الغرفة ( قاعة مجلس الأمن) خلفي على هذه الرؤية، ولكن إسرائيل تطالبهم بالدعم السياسي والعسكري بينما تسعى هي إلى تحقيق أهداف تتعارض بشكل أساسي مع الشرعية والإجماع الدوليين، فسياساتها تمثل اعتداء على إنسانيتنا، وعلى القانون الدولي، وعلى السلام، وتشكل تهديدا لشعبها".

وتسائل: "هل يمكن لمن يدعمون إسرائيل أن يتجاهلوا أجندتها الاستعمارية والعنصرية؟ سيكون ذلك بمثابة هزيمة ذاتية".

وقال منصور: "هناك مسار مختلف ممكن. لكنها لا تستطيع أن تتجاهل حياة وحقوق الشعب الفلسطيني. ويجب أن تضمن لهم تدابير متساوية من الحرية والأمن. لا يمكنك النهوض من أجل السلام إذا لم يقف العالم في وجه الاحتلال".

وبعث منصور برسائل متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن (البرازيل)، ورئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة، واصفا المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الآن إثر الهجوم الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وطالبهم بالعمل بشكل جاد وفوري لوقف العدوان على غزة، وحقن الدماء وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وفتح أفق سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل الشعب الفلسطيني العدوان على غزة الشعب الفلسطینی مجلس الأمن لا یمکن

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن حماس تدين اعتراض الاحتلال سفينة مادلين واعتقال النشطاء على متنها وتطالب بإطلاق سراح المتضامنين.

حماس: المقاومة تدير حرب استنزاف وتفاجئ العدو بتكتيكات متجددة يوميًاحماس: تصعيد الاحتلال عمليته العسكرية يفاقم خسائره ويدفع محتجزيه نحو المجهوليصطادونهم مثل البط.. مسئول صهيوني كبير يكشف فضيحة الاحتلال الكبيرة أمام حماسإسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى


ودعت حماس الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني.


أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الإثنين، أن السفينة "مادلين" التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة،أكملت مسارها "بأمان" نحو السواحل الإسرائيلية، مؤكدة أن ركابها سيُعادون إلى بلدانهم في وقت لاحق.

وزعمت الخارجية في بيان لها أن كمية "ضئيلة" من المساعدات التي كانت على متن السفينة سيتم نقلها إلى القطاع المحاصر عبر ما وصفته بـ"قنوات إنسانية حقيقية"، دون الإشارة إلى تفاصيل بشأن نوع أو حجم تلك المساعدات أو الجهة التي ستتولى إيصالها.

مصادرة واعتقالات.. وتحذير من اختراق الحصار
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بقيام جيش الاحتلال بمصادرة السفينة واعتقال من كانوا على متنها، في عملية وصفتها جهات دولية وحقوقية بأنها تمثل "قرصنة بحرية" كونها وقعت في المياه الدولية، بعيدًا عن المجال البحري الإسرائيلي.

وقالت الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق الإثنين، إن البحرية "تواصلت مع سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية وأصدرت أوامرها لها بتغيير المسار"، مشددة على أن "المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة بموجب حصار بحري قانوني".

وزعمت تل أبيب أن أي محاولة لاختراق الحصار تعتبر "خطيرة وغير قانونية، وتقوض الجهود الإنسانية الجارية".

طباعة شارك فلسطين القاهرة الإخبارية حماس

مقالات مشابهة

  • فلسطين تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال
  • مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: الاعتراف الفرنسي والبريطاني بالدولة الفلسطينية يرسخ لحل الدولتين
  • تفاصيل جلسة مجلس الوزراء الفلسطيني الإسبوعية
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
  • منظمة الغذاء بالأمم المتحدة تفتح مكاتبها بحي الروضة الخرطوم
  • إسرائيل تدعو لسحب قوات الأمم المتحدة مع لبنان
  • مدير معهد فلسطين للأمن القومي: شعبنا سيلفظ أي كيان يتعاون مع الاحتلال
  • استعدادا لماراثون الثانوية.. التعليم تتسلم ٢٠٢٩ لجنة سير على مستوى الجمهورية لتجهيزها قبل تسليمها للشرطة
  • محمد بن سلمان يطالب المجتمع الدولي بإنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين
  • ولي عهد السعودية: على المجتمع الدولي إنهاء عدوان إسرائيل على فلسطين