متى يكون الابتلاء غضب من الله؟.. علامتان احذر أن تتوافر لديك
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
متى يكون الابتلاء غضب من الله، وما الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامة كل منهما؟ سؤال أجابه الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية.
متى يكون الابتلاء غضب من الله؟وقال مفتي الجمهورية في بيان الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامة كلٍّ منهما ردا على سائل يقول: سمعت بعض الناس يقول: إن الابتلاء كما يكون بسبب غضب المولى سبحانه وتعالى على العبد، ويكون كذلك بسبب رضا المولى سبحانه؛ فنرجو منكم بيان ذلك، وهل هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟ وما هي علامة كلٍّ منهما؟… إن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.
وأوضح أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك ما رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".
وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ».
وأكد أن هناك فرقٌ بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وهو: أن ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته؛ فهو علامة لحبِّ الله تعالى له، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.
قال الإمام ابن الملك في "شرح المصابيح" (2/ 324، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [«وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي»؛ أي: بالبلاء وصبر عليه فله الرضا؛ أي: يحصل له رضاء الله ورحمته، «وَمَنْ سَخِطَ»؛ أي: كره البلاء وجزع ولم يرضَ بحكم الله، فعليه السخط من الله والغضب عليه، والرضاء والسخط يتعلقان بالقلب لا باللسان، فكثير ممَّن له أنينٌ من وجعٍ وشدةِ مرضٍ مع أن في قلبه الرضاءَ والتسليم بأمر الله تعالى] اهـ.
وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1142، ط. دار الفكر): [نزول البلاء علامة المحبة، فمن رضي بالبلاء صار محبوبًا حقيقيًّا له تعالى، ومن سخط صار مسخوطًا عليه] اهـ.
وأبان: يفترق ابتلاء الرضا عن ابتلاء الغضب بوجه آخر، وهو أنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات؛ وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات؛ وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله.
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في "فتوح الغيب" (ص: 113، ط. دار الكتب العلمية): [علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجوده، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات.
وشدد أن علامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطيات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات، وأن علامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ابتلاء الغضب ابتلاء الرضا مفتى الجمهورية الله تعالى له تعالى من الله
إقرأ أيضاً:
حكومة بن بريك تواجه الغضب الشعبي بتأكيد: الفرج قريب
تصاعدت موجة الاحتجاجات الشعبية المنددة بتدهور الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات الأساسية في المحافظات المحررة، وسط وعود حكومية بانفراج قريب للأزمات.
وتشهد العاصمة عدن، وأبين ولحج، السبت، تظاهرات نسائية وشبابية احتجاجًا على الانهيار الاقتصادي والمعيشي وتراجع الخدمات الأساسية في مقدمتها الكهرباء والتعليم. شعارات متعددة رفعتها تلك التظاهرات التي دعت إليها مكونات مدنية واجتماعية مختلفة إلى ضرورة إنهاء المعاناة التي يتجرعها المواطنين في الكهرباء والتعليم وباقي الخدمات، وكذا إيقاف التدهور المستمر للعملة المحلية التي أثرت على مستوى المعيشة والخدمات الأساسية.
في عدن؛ تجمع المئات من الشباب في ساحة العروض بمديرية خورمكسر، في ظل إجراءات أمنية مشددة. حيث جاب المحتجين الشارع الرئيسي في الساحة رافعين الشعارات المنددة بالصمت والتجاهل الحكومي والمحلي للمعاناة التي يتجرعها أبناء عدن في خدمة الكهرباء وباقي الخدمات. مطالبين بتحركات جادة من المجلس الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية لرفع معاناتهم.
كما شهدت كل من أبين ولحج، تظاهرات نسائية، ضمن ثورة نسائية انطلقت قبل أيام في عدن. رفعت خلالها المحتجات شعارات تندد بانهيار الكهرباء وتراجع الخدمات والعملة المحلية.
الحكومة وردًا على الانتفاضة الشعبية ردت بأن الفرج قريب، وأن الأيام القادمة ستشهد تحولات في عدد من الملفات".
وأشارت في بيان نشر في وكالة سبأ الرسمية على لسان مصدر مسؤول لم تسميه أن رئيس الوزراء الجديد سيعود قريبًا إلى العاصمة عدن فور استكمال متابعته الحثيثة لتوفير دعم عاجل لمعالجة الملفات الاقتصادية والخدمية. وأنه
وبرر المصدر المسؤول بقاء رئيس الوزراء الجديد في السعودية بعد مرور أيام على أدائه اليمين الدستورية بأنه يأتي في إطار المتابعة الحثيثة والمباشرة لتوفير دعم عاجل لمعالجة الملفات الاقتصادية والخدمية، وعلى رأسها صرف مرتبات موظفي الدولة، ومعالجة أزمة الكهرباء، ودعم استقرار العملة الوطنية". لافتاً إلى أن بن بريك يسعى من خلال بقائه في الرياض إلى تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، وليس مجرد حضور شكلي".
وأكد أن رئيس الحكومة يجري اتصالات ولقاءات مستمرة مع شركاء اليمن، وفي مقدمتهم دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والدول والمنظمات المانحة، "لحشد الدعم المالي والاقتصادي العاجل، لوقف تراجع سعر صرف العملة الوطنية وضمان انتظام صرف المرتبات ومعالجة أزمة الكهرباء وتخفيف الأعباء المعيشية".
وأوضح المصدر المسؤول أن رئيس الحكومة لن يرضى بالعودة إلى عدن دون أن يحمل معه بشائر الانفراجة وعلى رأسها صرف المرتبات وتحسين وضع الكهرباء واستقرار العملة الوطنية".