متى يكون الابتلاء غضب من الله، وما الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامة كل منهما؟ سؤال أجابه الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية. 

متى يكون الابتلاء غضب من الله؟

وقال مفتي الجمهورية في بيان الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وعلامة كلٍّ منهما ردا على  سائل يقول: سمعت بعض الناس يقول: إن الابتلاء كما يكون بسبب غضب المولى سبحانه وتعالى على العبد، ويكون كذلك بسبب رضا المولى سبحانه؛ فنرجو منكم بيان ذلك، وهل هناك فرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟ وما هي علامة كلٍّ منهما؟… إن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 105، ط. دار المعرفة): [وهذا يقتضي حصول الأمرين معًا: حصول الثواب، ورفع العقاب] اهـ.

وأوضح أن الابتلاء أمارة من أمارات محبة الله للعبد، ويدل على ذلك ما رواه ابن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان"، وابن حبان في "المجروحين"، والديلمي في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الصبر والثواب" و"المرض والكفارات".

وفي رواية أخرى أخرجها الإمام الترمذي في "سننه" عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ».

وأكد أن هناك فرقٌ بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وهو: أن ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته؛ فهو علامة لحبِّ الله تعالى له، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.

قال الإمام ابن الملك في "شرح المصابيح" (2/ 324، ط. إدارة الثقافة الإسلامية): [«وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي»؛ أي: بالبلاء وصبر عليه فله الرضا؛ أي: يحصل له رضاء الله ورحمته، «وَمَنْ سَخِطَ»؛ أي: كره البلاء وجزع ولم يرضَ بحكم الله، فعليه السخط من الله والغضب عليه، والرضاء والسخط يتعلقان بالقلب لا باللسان، فكثير ممَّن له أنينٌ من وجعٍ وشدةِ مرضٍ مع أن في قلبه الرضاءَ والتسليم بأمر الله تعالى] اهـ.

وقال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3/ 1142، ط. دار الفكر): [نزول البلاء علامة المحبة، فمن رضي بالبلاء صار محبوبًا حقيقيًّا له تعالى، ومن سخط صار مسخوطًا عليه] اهـ.

وأبان: يفترق ابتلاء الرضا عن ابتلاء الغضب بوجه آخر، وهو أنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات؛ وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات؛ وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله.

قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في "فتوح الغيب" (ص: 113، ط. دار الكتب العلمية): [علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة: عدم الصبر عند وجوده، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات.

وشدد أن علامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطيات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات، وأن علامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ابتلاء الغضب ابتلاء الرضا مفتى الجمهورية الله تعالى له تعالى من الله

إقرأ أيضاً:

دعاء للقيام لصلاة الفجر.. احرص عليه يوميا قبل النوم

كيف أستيقظ لصلاة الفجر.. سؤال يبحث عنه الكثير لأداء صلاة الفجر في وقتها حتى ينال بركتها وثوابها ، ودعاء للقيام لصلاة الفجريحتاج إلى صفاء نية وعزم شديد على الاستيقاظ لصلاة الفجر مع حسن التوكل على الله والنيه الصادقة والعزم وبشدة على ادائها في وقتها ، وعليك بالدعاء والإلحاح إلى الله حتى يوقظك لصلاة الفجر، ولكي تحقق كيفية الاستيقاظ لصلاة الفجريجب عليك النوم مبكرا وترديد أذكار المساء والنوم على الجانب الأيمن ، واعلم أن الاستيقاظ لصلاة الفجر في جماعة يجعلك في ذمة الله حتى تمسي ، ومن كان في ذمة الله لا يصيبه مكروها أبدا.

دعاء للقيام لصلاة الفجر

تعد صلاة الفجر المدخل للصلوات، فإتيانها بوقتها يعين على الإتيان بباقي الصلوات، ومما قد يعين على الاستيقاظ على صلاة الفجر الدعاء بمثل ما يأتي: اللهم إنا ببابك، لا تحرمنا ثوابك، وأكرمنا بإتيان صلاة الفجر على وقتها، يا رحيما بعبادك.

اللهم إن الصلاة موعد للصلة بك، اللهم اجعلنا ممن يلتزمون بمواعيدك، فيأتون الفجر على ميقاتها، وباقي صلواتهم يا رب العالمين.

اللهم إنه من صلى الفجر فهو في ذمتك، اللهم فأكرمنا بفضلك، بالوقوف وقت الفجر بالصلاة على بابك، يا أكرم الأكرمين.

اللهم ياذا الفضل والمنة، وعدت بأنه من صلى البردين له الجنة، اللهم فلا تحرمنا فضلك يا واسع المنة.

دعاء المغفرة.. كلمات تكفر عنك 1000 سيئةأفضل دعاء عند النوم.. كلمات تحميك حتى الصباح

اللهم إنه لا معين إلا أنت، أعنا يارب على القيام لصلاة الفجر.

اللهم اهدنا إلى كل عمل فيه مرضاتك، اللهم واجعلنا من المقيمين لصلواتك، وأكرمنا بصلاة الفجر في ميقاتها يا أرحم الراحمين.

اللهم إنك باركت لأمتك في بكورها، اللهم فأكرمنا بصلاة الفجر، وارزقنا كل خير وجنبنا كل إثم وشر.

اللهم إن خير أوقاتنا هو وقت لقائك، اللهم فلا تحرمنا من القيام لصلاة الفجر فنحرم من لقائك، يا قاضي الحاجات، يا سامع الدعوات.

اللهم إني أقسم عليك، بكل عمل خير عملته لوجهك الكريم، أن تعينني على القيام لصلاة الفجر، يا حليم يا عظيم.

اللهم إني اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أن تعينني على القيام لصلاة الفجر، أنا ووالدي وذريتي من يومنا هذا إلى يوم الدين.

اللهم يا رب البشر، ويا خالق البحر، ويا من جعلت في صلاة الفجر نصر، اللهم لا تحرمنا هذا النصر، وارزقنا عمل كل خير، إنك أنت البر الكريم.

اللهم يا سامع الدعاء، ياذا المن والعطاء، إن في الفجر أعظم لقاء، فلا تحرمنا إياه، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، إنك انت السميع العليم.

اللهم إنه من جاءك يمشي جئته أنت هرولة، اللهم إني جئتك أدعوك أن تعينني على القيام لصلاة الفجر، فلا تردني خائبا يا رحمن الدنيا والآخرة.

اللهم يا ناصر يا معين، يا ولي المتقين، يا مجيب دعوة السائلين، لا تحرمني صلاة الفجر في وقتها، يا أرحم الراحمين.

اللهم يارب الأنام، وراحم الأنعام، أعني على القيام لصلاة الفجر، يا ذا الجلال والإكرام.

كيف أستيقظ لصلاة الفجر

أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم وتطرح البركة في الرزق، لافتا إلى أن أثقل صلاتين على المنافقين هما العشاء والفجر.

وأضاف خلال إجابته عن سؤال شخص يقول: "أحاول جاهدا الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها أو في جماعة ولكني لا استطيع فأصليها في الصباح الساعة السابعة أو الثامنة، فهل علي ذنب؟"، قائلا "ليس عليك شيء طالما أنك تحاول ولا تستطيع ولكن هذا لا يعني التقليل من أهمية صلاة الفجر في جماعة وفي وقتها ولكن شأنك شأن قطاع كبير من الناس، حيث كان هناك بعض الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم نفس شأنك وكانوا يشتكون للنبي هذه الآفة فكان يقول لهم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليؤدها وقت تذكرها"، ولم يقل لهم أنت تارك للصلاة أو أي شيء من هذا القبيل.

وأوضح "ممدوح"، أن الذنب عليك إذا كنت ساهرا حتى قبل الفجر بدقائق أو سمعت الأذان وخلدت للنوم فهنا يأثم بترك الصلاة في وقتها وفي جماعة أما إذا كنت تنام مبكرا ولا تستطيع فلا بأس

طباعة شارك دعاء للقيام لصلاة الفجر صلاة الفجر كيف أستيقظ لصلاة الفجر

مقالات مشابهة

  • راغب علامة يخضع للاستجواب: الحق ظهر وتبينت مظلوميتي
  • دعاء للقيام لصلاة الفجر.. احرص عليه يوميا قبل النوم
  • مجلس المنافسة: علامتان تجاريتان تستحوذان على 70% من الأسواق التجارية الكبرى ومدينتان تهيمنان على 46% من نقاط البيع
  • دينا أبو الخير: الحمد لله مفتاح الرضا.. والدعاء للغير يفتح أبواب الرزق
  • دينا أبو الخير: الرضا بالقضاء سر السعادة.. ومنع الله قد يكون عين العطاء
  • خالد الجندي: التدبر الحقيقي يكون بالتسليم لأوامر الله ورسوله
  • تحقيق مع راغب علامة بسبب تسجيل مفبرك يتطاول على حسن نصر الله
  • احذر النعاس نهارًا.. قد يكون عرضًا لمرض خطير
  • أمين الفتوى: لا يشترط فخامة مسكن الزوجية لنيل الرضا والسعادة
  • حين يكون الزواج بناءً لا مظهرا