حذرت الإمارات العربية المتحدة الحكومة السورية من التدخل في الصراع بين حركة "حماس" الفلسطينية وإسرائيل، حسبما أفاد موقع "Axios"  (أكسيوس) الأمريكي نقلا عن مصادر مطلعة.

وقال موقع "Axios" إن "الإمارات حذرت نظام الأسد في سوريا من التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل، والعمل على منع تنفيذ هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية".

وبحسبما ذكره الموقع فقد أبلغ ممثلو الإمارات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اتصالاتهم مع المسؤولين السوريين.

وأجرى رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتصالات هاتفية مع عدد من قادة المنطقة، أمس الاثنين، لبحث التصهيد في قطاع غزة، في وقت وصفت الخارجية الإماراتية، الهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، "تشكل تصعيدا خطيرا وجسيما".

هذا ويشهد الوضع في غزة والمستوطنات الإسرائيلية المجاورة لها توترا غير مسبوق، بعد هجمات نفذتها الفصائل الفلسطينية في القطاع خلفت أكثر من ألف قتيل إسرائيلي، بالإضافة إلى عشرات الأسرى.

كذلك تشن القوات الإسرائيلية غارات مكثفة على القطاع ما أدى حتى الآن إلى مئات القتلى وآلاف المصابين المدنيين.

المصدر | أكسيوس

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات طوفان الأقصى حماس نظام الأسد غزة

إقرأ أيضاً:

هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟

أثارت تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، والتي أكد فيها أن مؤسسة بريطانية تولّت مهمة تحويل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وأنه التقاه سنة 2023 في هذا الإطار، موجة تساؤلات عن الدور الذي لعبته بريطانيا، المعروف عنها التنسيق الكبير مع دوائر السياسة الأمريكية، في التغيير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024 والذي أدى إلى سقوط نظام الأسد على يد تحالف يقوده الشرع.

بداية، كلام فورد لا يمنح للمشتغلين في التحليل السياسي مفتاحا أو مفاتيح مهمة لفهم التطورات الحاصلة في سلوك الشرع، ذلك أن تحولات الشرع مرّت بصيرورة طويلة، قبل عام 2023، تاريخ لقاء فورد بالشرع، ففي هذا العام كان الشرع قد أنهى تموضعه في إطار الوطنية السورية، والتي بطبيعة الحال كان لزوما عليه التكيف مع هويتها، الإسلامية غير المتشدّدة، والتخلص تاليا من كل حمولات التطرف.

الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب
وثانيا، المنظمة التي ذكرها فورد على أنها هي التي تولت مهمة تحويل الشرع (إنتر ميديت) كمنظمة غير حكومية، قد تكون ربحية، وهذا النمط من المنظمات بات منتشرا في السنوات الأخيرة، ويهتم بتقديم خدمات، من ضمنها مثلا شركات علاقات عامة، ومنظمات تقدم خبرات في التفاوض، وغالبا لا يكون لهذه المنظمات أي علاقة بسياسات الدول التي تتواجد فيها، مثل بعض مراكز الأبحاث التي تقدم تحليلات وتقديرات لصناع القرار السياسي، أو حتى دراسات جدوى لمؤسسات اقتصادية وغير ذلك.

المسألة الثالثة، أن هذه المنظمة، حسب تعريفها لنفسها، مختصة بدرجة أساسية في قضايا حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيدا والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها، وتعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم، ما يطرح السؤال عما إذا كانت المنظمة منخرطة في السياق نفسه في العمل مع نظام الأسد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان أحمد الشرع قد بدأ يجهز نفسه لخوض مفاوضات في إطار حل النزاع مع نظام الأسد في إطار صفقة إقليمية او دولية.

لكن، على افتراض أن هذه المنظمة تعمل بإشراف الحكومة البريطانية المُباشر، وتحديدا جهازها الاستخباري، وأنها بالفعل كانت تقوم بعملية تأهيل الشرع ليكون الرئيس المستقبلي لسوريا، فالسؤال هنا: ما هي المؤشرات التي استندت عليها بريطانيا للقيام بمثل هذا العمل، الذي عدا عن كونه يتطلب تخصيص موارد وانشغالا استخباراتيا، في وقت كان الصراع على أشده مع المخابرات الروسية، وفي وقت كانت جميع المؤشرات تدل على أن إسقاط نظام الأسد أصبح من الماضي، بل إن دولا إقليمية ودولية بدأت بالتطبيع معه وإعادة تأهيله، فضلا عن أن المعارضة باتت بأضعف حالاتها، وكانت في تلك المرحلة منشغلة بصراعات بينية استنزفت قواها ولم يتصور أشد المتفائلين أنها تستطيع التصدي لأي هجوم قد تقوم به قوات الأسد؟

الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة
الشيء الوحيد الواضح في هذا المشهد، أن الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب، التي تتسم بالانغلاق وعدم المرونة وعدم التقاط الفرص مما يُسهل على خصومهم اصطيادهم بدون عناء، ونموذج بشار الأسد خير تمثيل لهذا النمط.

عمل الشرع بجد على صياغة أوراق تأهيله بطريقة تدل على فهمه لطبيعة اللحظة الدولية وأولوياتها، عبر محاولته الاستفادة من الألعاب الجيوسياسية بالعروض التي تقدّم بها لمراكز القوى الإقليمية والدولية، والتي أسسها على قاعدة أن الجميع رابح، وأن مصلحة الجميع الانخراط في هذه اللعبة في ظل إقناعه أغلب الفاعلين بأن صافرة البداية انطلقت وأن التأخر عن المشاركة لن يضر إلا المتأخرين.

الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.

على الأرجح أن فورد لا يعرف سوى جزئية من المشهد الذي حصل في سوريا، وعلى الأرجح أيضا أن أحد سيناريوهين حصلا في سوريا لإنتاج المشهد الأخير، الأول: مشاركة واسعة من فاعلين كثر في صناعة المشهد لدرجة أن كل فاعل لا يعرف سوى الجزئية التي عمل عليها، والثاني: أن ديناميكيات غير متوقعة ومخالفة للمسارات التي جرى رسمها ساهمت في التغيير الكبير الذي حصل في سوريا.. وحده التاريخ من سيكشف الحقيقة.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • وزير الخزانة الأمريكي: إيران تستخدم نظام الظل المصرفي لتمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار
  • فيديو.. صلاة العيد بين أنقاض المساجد المدمرة في غزة
  • هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
  • الحية: لم نرفض المقترح الأمريكي ومستعدون لمفاوضات جديدة شرط الانسحاب
  • الدفاع المدني: عشرة شهداء في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • شهداء في غزة بينهم أطفال ورئيس الأركان الإسرائيلي: لم نصل للنهاية
  • حماس تستنكر الفيتو الأمريكي.. ونتنياهو يوجه الشكر للولايات المتحدة
  • صحف عالمية: نظام المساعدات بغزة غير إنساني وخطير جدا وإسرائيل في أزمة
  • لواء اسرائيلي .. القضاء على حركة “حماس” بشكل كامل أمر غير ممكن
  • حماس ترفض مقترح ويتكوف ..