أحمد عطاف: “الجزائر تجدد تضامنها اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل”
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
جدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية أحمد عطاف أشغال الإجتماع الوزاري الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية حول فلسطين تضامن الجزائر اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل.
وأعرب عطاف في كلمة القاها خلال اشغال الدورة عن إدانت الجزائر الشديدة للاعتداءات الاجرامية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. كما تطالب الجزائر بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني.
وجاء النص الكامل الكلمة عطاف كمايلي:
“نجتمع اليوم، وأهلنا في فلسطين المظلومة، وفي قطاع غزة المغبونة، يواجهون عدواناً غاشماً من قبل الاحتلال الصهيوني الذي ظن، مخطئاً ومتوهماً، أن الشعب الفلسطيني شعبٌ مغلوبٌ على أمره، وأنه شعبٌ استسلم للأمر الواقع، وأنه شعبٌ قَبِل، مُرغماً ومُكرهاً، بالآفاق المسدودة. لقد أخطأ الاحتلالُ الحساب وأساء التقدير.
نجتمع اليوم، وقلوبنا تتفطر حُزناً وألماً وأسى أمام مشاهد الإجرام والتقتيل والتنكيل بالمدنيين الفلسطينيين،وأمام بعض المواقف الدولية المشينة التي تأبى إنصاف هذا الشعب الأبي بنسيانها أو تناسيها لُبَّ الصراع برمته وبإنكارها وتجاهلها لطبيعة الاحتلال الصهيوني.
ونجتمع اليوم، وشعوبنا العربية تنحو بأنظارها صوبَنا وتُشخِّص أبصارها على مداولاتنا، وهي التي تنتظر منّا موقفاً موحداً، موقفاً يعيد الاعتبار لثوابت الأمة العربيةفي دعم قضيتها المركزية، وموقفاً يفضح ازدواجية المعايير في تعامل المجتمع الدولي مع أعدل قضية على وجه المعمورة، وموقفاً يواجه المغالطات والمساومات التي يُرادُ فرضها في التعامل مع الفعلِ ورد الفعل.
أصحاب المعالي والسعادة،
في ظل هذا الوضع الرهيب والخطير، ومثلما أكد على ذلك رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، فإن الجزائر تُجدد تضامنها اللامحدود مع الشعب الفلسطيني الباسل،وتُعرب عن إدانتها الشديدة للاعتداءات الاجرامية التي يتعرض لها، وتُكرر مطالبتها الملحة بالتدخل الفوري للمنظمات والهيئات الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من شراسة العدوان الصهيوني.
في اليوم ما قبل الأمس، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، وكذا الاتحاد الأوروبي، أن الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي بلغت شدته حدود اللاإنسانية، يتنافى والقانون الدولي الإنساني! يُضاف إلى هذا الوضع المأساوي، وضعٌ آخر لا يقل خطورةً وقلقاً، وهو الوضع الذي يتجلى في أبشع صور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الدائرة رحاها في غزة في هذه الأثناء، والمرجحة للتفاقم في قادم الأيام.
إن أوضاعاً لا تطاق كهذه، تفرض على الجامعة العربية المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدٍّ لها.
وفي ذات السياق، تؤكد بلادي أن هذه الأوضاع تفرض على المجتمع الدولي الاعتراف بجملة من الحقائق الصادمة التي لا مناص منها:
الحقيقة الأولى: تكمن في أن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذِرْعاً بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وأن الشعب الفلسطيني قد نفذ صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أوالتقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الحقيقة الثانية: يجسدها الغياب الرهيب للقضية الفلسطينية من أولويات أجندة العمل الدبلوماسي الدولي الذي تنكَّر لمسؤولياته وتنصل لواجباته، والذي لم يسجل أي مبادرة جدية وجادة للسلام على مدار العقدين الماضيين. فمما لاشك فيه، أن المجموعة الدولية غاب عنها صواب الاستنتاجات، حين خلصت، وبطريقة مغلوطة، إلى أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد أولوية قصوى، أو انشغالاً بارزاً، أو حاجةً ماسة.
الحقيقة الثالثة: تكمن في التراجع الحادلآفاق وفرص تجسيد حل الدولتين على أرض الواقع في ظل تواصل الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية على أشلاء ساكنيها الفلسطينيين الأصليين.
الحقيقة الرابعة: تتمثل في السياساتالعنصريةالمقيتةالتييواصلالاحتلالالصهيوني فرضهافيمدينةالقدسالمحتلة وفي مساعيه الرامية لطمس هوية هذه المدينة المقدسة وتغيير الوضع القائم بها عبرتزويرالحقائقوتغييرالمسميات، وبعبارة واحدة المشروع الكبير لتهويد القدس.
الحقيقة الخامسة: تكمن في المحاولات الواهمة والعبثية للفصل بين مسألتي السلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، بشكلٍ يجافي الوقائع التاريخية والمرجعيات الرئيسية لحل الصراع العربي-الاسرائيلي، بما في ذلك قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي تؤكد كلُّها أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط يبقى مرهوناً بضمان حلٍّ عادلٍ ودائمٍ ومستدامٍ للقضية الفلسطينية، حلٌّ ينصف الشعب الفلسطيني وينهي الإجحاف الذي طال أمده بحق شعبٍ أصيلٍ ومتأصل في أرضه.
أصحاب المعالي والسعادة،
إننا، وفي خضم هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ قضيتنا المركزية، نؤكد على المسؤولية الخاصة والاستثنائية التي تقع على المجموعة العربية المطالَبة اليوم بالعمل على جبهتين أساسيتين: تكثيف الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والسعي بصفة جماعية لإحياء عملية السلام على أسس المراجع الواضحة التي حددتها الشرعية الدولية.
وفي هذا الإطار، تتأكد مرامي ومقاصد مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الهادفة للم الشمل الفلسطيني، وتوحيد صفهم، كضرورة ملحة، وكواجب حيوي يخدم ثلاثة أغراض أساسية:
أولاهم، إبطال الذريعة التي اتخذت من انقسام الصف الفلسطيني لتجميد عملية السلام وإدخالها طي الإهمال والنسيان.
وثانيهم،إقناع المجتمع الدولي إقناعاً كاملاً لا ريب فيه بالاستعداد الفلسطيني للمضي قدماً على درب السلام شريطة وجود استعداد مقابل ذي جدوى وجدية.
وثالثهم، تقوية النفوذ الفلسطيني على مجرى عملية السلام وحمل المجتمع الدولي على التكفل الفعلي بحقوقه المكرسة دولياً.
وفي الختام، وأمام الأصوات المشككة دولياً وإقليمياً، يجب أن نجيب بصوت واحد وموحد: أن أشقاءنا الفلسطينيين هم أصحابُ حق أكيد، تبنت إحقاقه الأمم المتحدة وكرسته الشرعية الدولية، وأنهم أهلُ قضية مقدسة،لا يضاهي قداستها إلا حجم التضحيات التي لم يبخلوا بها، وأنهم حُماةُ مشروع وطني تاريخي، حان وقت تجسيده كاملاً غير مبتور.”
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
خبراء : صمود غزة يُفشل أهداف “إسرائيل” العسكرية والسياسية ويُعيد تعريف النصر
الثورة نت /..
اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد منير شحادة، أن الحرب على غزة، خلال العامين الماضيين، لم تحقق لـ”إسرائيل” أيًا من أهدافها العسكرية أو السياسية، مشددًا على أن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع شكّل معجزة في تاريخ الحروب الحديثة، وأعاد تعريف معنى الإرادة في مواجهة القوة.
وأوضح شحادة لوكالة “شهاب” الفلسطينية، أن محاولات اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، رغم تقديمه أكثر من 67 ألف شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين، وفشل “إسرائيل” في تدمير مدنه ومستشفياته ومدارسه، تمثل وهمًا استراتيجيًا باء بالفشل رغم وحشية الحرب.
وأضاف أن عودة نحو نصف مليون نازح إلى شمال غزة خلال اليومين الماضيين، رغم الدمار الواسع، تعكس رسالة قوية بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن كسره أو اقتلاعه مهما اشتد العدوان، وأن تعريف النصر يتمثل بالبقاء على الأرض والتمسك بالحقّ.
وأشار شحادة إلى أن بعض القوى الدولية تعمل حاليًا على ترتيبات لما يسمى “اليوم التالي” للحرب، بهدف تحقيق ما فشلت “إسرائيل” في فرضه بالقوة العسكرية، مؤكدًا أن المطلوب اليوم هو وقف المجازر فورًا ورفع الحصار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
من جانبها، قالت الباحثة اللبنانية، ليلى نقولا، الخبيرة في الشؤون الدولية، إن إعلان وقف الحرب على غزة جاء لأسباب سياسية بامتياز، مشيرة إلى فشل “إسرائيل” في كسر المقاومة وفرض معادلتها الأمنية والسياسية.
وأضافت نقولا أن الحديث عن “اليوم التالي” ومرحلة ما بعد الحرب، ووضع غزة تحت وصاية أممية وإقليمية، يعكس انتقال المعركة من الميدان إلى الطاولة، محذرة من محاولات الأطراف الغربية والإقليمية إعادة صياغة المشهد السياسي الفلسطيني وفق مصالحها، معتبرة أن القرار بإيقاف الحرب جاء بعد تآكل القدرة العسكرية ل”إسرائيل” وتصاعد كلفتها السياسية والاستراتيجية.