الخليج الجديد:
2024-06-16@12:57:10 GMT

هل نستحقّ أن نكون أشقّاء فلسطين؟

تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT

هل نستحقّ أن نكون أشقّاء فلسطين؟

هل نستحقّ أن نكون أشقّاء فلسطين؟

لو كان هذا الغرب يعرف أنّ لفلسطين أشقاء حقيقيين، لما ظهر أكثر عداءً وتوّحشًا ضدها من الاحتلال الصهيوني نفسه!

الإمارات والبحرين قرّرتا تبنّي الرواية الإسرائيلية في اعتماد المقاومة الفلسطينية الطرف المعتدي على إسرائيل المسالمة الوديعة المدنية!

قرّر الغرب شطب فلسطين من المعادلات الإنسانية والسياسية، فهل يستطيع العالم العربي أن يجاهر برفض هذه العنصرية الاستعمارية؟

الصهيوني ليس وحده يشنّ حرب إبادة غزة، بل يسبقه الغرب العنصري، أميركا والاتحاد الأوروبي، إذ يتسابقان على من يسهم أكثر في إبادة الشعب الفلسطيني.

شرطي مصري أطلق الرصاص على سياح صهاينة يرفعون أعلام إسرائيلية بالاسكندرية بينما يتعرض الفلسطينيون للإبادة تحوّل لإرهابي بنظر تجّار التنوير المتصهين.

التنويريون المزيّفون أشدّ خطرًا على فلسطين وأكثر كراهية لها من الصهيوني الذي يقتل شعبها بالسلاح فيما يقتلها هؤلاء بجرعاتٍ سموم يسكبونها في وعي أجيالٍ ناشئة.

هل تملك دولة أو كل الدول العربية شجاعة إصدار بيانٍ يندّد بوحشية الصهيونية المدعومة غربيًا ويذكّر العالم بأنّ: القضية قضية احتلال أجنبي لشعب يكافح لتحرير وطن وليس لتحسين شروط العبودية؟

* * *

هذا الكيان الاستعماري هو ابن خطيئة الغرب الذي قرّر دسّها في تلابيب جغرافيتنا وتاريخنا، لينمو فوق أجسادنا ويتغذّى على دماء شعبنا، مدعومًا ماليًا وسياسيًا وعسكريًا من أصحاب الخطيئة الأصليين، الذين يعلنون الآن أنّ أكثر من ملياري إنسان من العرب والمسلمين لا يستحقّون الحياة.

يعلنها المستعمر ابن الخطيئة الأوروبية، أنّنا لسنا بشرًا، بل حيوانات بشرية، إبادتها واجبة ومحوها من التاريخ الإنساني ضرورة، رغم أنّ الذي تعامل مع هذا الاحتلال بوصفه نفايات بشرية أقلّ درجة من الحيوانات، هو ذلك الغرب الذي يتحالف الآن ضد الشعب الفلسطيني، انحيازًا لابن خطيئته النازية التي تدحرجت من ألمانيا إلى كلّ دول أوروبا، فراحت تبحث عن مكانٍ للتخلّص منه، فزرعته في فلسطين العربية.

الحاصل الآن أنّ الصهيوني ليس وحده الذي يشنّ حرب إبادة غزة، بل يسبقه في ذلك الغرب العنصري، متمثلًا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ يتسابقان على من يسهم أكثر في إبادة الشعب الفلسطيني، إن بقطع المساعدات المالية والمادية، أو بتحريك الأساطيل الحربية لإسناد الاحتلال في إزالة غزة من خريطة العالم.

حسنًا، هذه خطيئتهم وتلك عقدتهم التاريخية، فماذا عن عالم عربي يدّعي أنّ فلسطين شقيقته، وأنّها قضيته المحورية؟

من أسفٍ أنّ هذا العالم العربي متورّط بالتواطؤ والصمت في دعم الحرب الصهيونية الغربية على الشعب الفلسطيني، سواء بإحكام الحصار عليه من جهة معبر رفح، أو من خلال الدعم الاستراتيجي المباشر لعدوانه.

كما في حالة الإمارات والبحرين اللتيْن قرّرتا تبنّي الرواية الإسرائيلية في اعتماد المقاومة الفلسطينية الطرف المعتدي على إسرائيل المسالمة الوديعة المدنية، التي تجد لها حاضنة دبلوماسية في كلّ من المنامة وأبو ظبي، أو بالاستمرار في السير على طريق التطبيع، كما في الحالة السعودية التي لا تزال تشهد استضافات حاتمية للوفود الرسمية الصهيونية.

أما ذلك الكيان القومي المتحلّل، المسمّى جامعة الدول العربية، فليس سوى ذلك الصبي جامع الكرات على أطراف ملاعب أصحاب النفوذ المالي من الدول العربية، والذي بقي يتثاءب يومين كاملين أمام دعوة إلى عقد اجتماع طارئ للبحث في موضوع الحرب على غزّة، قبل أن يقرّر "التشاور حالياً لتحديد موعد يراعي ارتباطات أغلبية الأعضاء".

لو كان هذا الغرب يعرف أنّ لفلسطين أشقاء حقيقيين، لما ظهر أكثر عداءً وتوّحشًا ضدها من الاحتلال الصهيوني نفسه، ولو كان يعلم أنّ من الأشقاء من هو مستعدّ لدعم الشعب الفلسطيني بواحد على مائة مما ينفقه على رعاية أندية كرة القدم الأوروبية ودعمها، لما بادر بكلّ وقاحة إلى إعلان منع المساعدات المقرّرة دوليًا عن الشعب الفلسطيني.

ولو كان هذا الصهيوني يدرك أنّ إعلامًا عربيًا يتباهى بالتفوّق المهني على المستوى العالمي يستطيع أن يتّخذ قرارًا بمنع أبواقه من إهانة عشرات الملايين من الفلسطينيين والعرب على الهواء مباشرًة، لما تمادى في صناعة الأكاذيب وترويجها من فوق المنابر العربية، التي تصفع مشاعرنا بحجّة المهنية وشماعة الرأي والرأي الآخر.

لقد قرّر الغرب شطب فلسطين من المعادلات الإنسانية والسياسية، فهل يستطيع العالم العربي أن يجاهر برفض هذه العنصرية الاستعمارية؟

هل تملك دولة عربية واحدة، أو الدول العربية مجتمعًة، شجاعة إصدار بيانٍ يندّد بالوحشية الصهيونية، المدعومة غربيًا، ويذكّر العالم بأصل الحكاية: أنّ القضية هي قضية احتلال أجنبي لأرض عربية لها شعب يكافح من أجل تحرير وطن، وليس من أجل تحسين شروط العبودية للمستعمر؟

أما عن النخب العربية التي تسمّي نفسها مستنيرة وحداثية ومتحضّرة، فهي أكثر شراسةً من الصهيوني في استباحة الذات الفلسطينية والسخرية من هويتها، إذ تتفوّق بعض هذه النخب على الخطاب الصهيوني في تصوير واقع الصراع، لتذهب أبعد منه في تصنيف كلّ مقاومة، وكلّ تعبير عن رفض التغلغل الصهيوني في المدن العربية، باسم السياحة أو الثقافة والرياضة، باعتباره إرهابًا، كما أنّ المعركة التي يخوضها المحارب الفلسطيني ضد الاحتلال إرهاب.

في مصر، مثلًا، تحوّل الشرطي المصري الذي أطلق الرصاص على فوج سياحي صهيوني يرفع الأعلام الإسرائيلية في الاسكندرية، بينما الفلسطينيون يتعرّضون للإبادة في غزة، تحوّل إلى إرهابي بنظر تجّار التنوير المتصهين، الذين نموا وتضخّموا في حظائر التطبيع الثقافي.

هؤلاء التنويريون المزيّفون أشدّ خطرًا على فلسطين، وأكثر كراهية لها من الصهيوني الذي يقتل شعبها بالسلاح، فيما يعاديها ويقتلها هؤلاء بجرعاتٍ من السموم، يسكبونها بانتظام في وعي أجيالٍ ناشئة، يعلمونها أنّ قلب الغريب كقلب أخيك، وأنّ يدًا كان سيفها لك تساوي يدًا سيفها أثكلك.

*وائل قنديل كاتب صحفي مصري

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب أميركا فلسطين العنصرية الصهيونية أشقاء طوفان الأقصى جامعة الدول العربية المقاومة الفلسطينية الشعب الفلسطینی الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

مسيرات جماهيرية في ذمار تأكيداً على ثبات الموقف اليمني المناصر لفلسطين

شهدت مديريات محافظة ذمار اليوم ثمان مسيرات جماهيرية حاشدة بعنوان “ثابتون مع غزة .. ومتصدون لكل المؤامرات” تأكيداً على ثبات الموقف اليمني المناصر لفلسطين في غزة والأراضي المحتلة.

وفي المسيرات بمدينة ذمار ومديريات “جبل الشرق، والمنار، ووصاب العالي والأحد والمشرافة وصاب السافل وعتمة ضوران آنس” بحضور أعضاء من مجلسي النواب والشورى ووكلاء المحافظة وقيادات تنفيذية وأكاديمية وأمنية وقضائية، ردد المشاركون هتافات منددة بالمجازر البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة في ظل صمت دولي وتجاهل إقليمي وتخاذل عربي.

وعبرت بيانات صادرة عن المسيرات عن التنديد لاستمرار جريمة القرن ومظلمة العصر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على يد العدو الصهيوني بمساندة أمريكية وغربية أمام مرأى شعوب العالم.

وحيّت البيانات الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الصابر والعمليات النوعية والصمود الأسطوري للمقاومة في قطاع غزة، والذي بات آية من آيات الله ودليلاً على إيمانهم ووعيهم وثباتهم وإنسانيتهم.

وأشادت بمستوى التعاون والتنسيق وبتوحيد صف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عسكرياً وسياسياً.

وثمنت البيانات العمليات النوعية والمتصاعدة لجبهات الإسناد، والمقاومة في لبنان والعراق وما تُنفذه القوات المسلحة اليمنية من عمليات نوعية مؤثرة وضاغطة.. مشيدة بالعمليات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق.

ونددت البيانات باستمرار جرائم العدوان الأمريكي البريطاني بحق الشعب اليمني وآخرها استهداف أعيان مدنية في محافظة ريمة وغيرها من المحافظات.

وحذت البيانات النظام السعودي من استمرار التورط في الإضرار بالشعب اليمني، خدمة للعدو الصهيوني وطاعة لأمريكا .. مجددّة التفويض المطلق للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في اتخاذ الإجراءات والخيارات الكفيلة بردع المعتدين على الشعب اليمني.

ودعت شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه ما يحدث في غزة وكل فلسطين من جرائم إبادة، ورفع الصوت عالياً بكافة الوسائل المتاحة والممكنة نصرة للشعب الفلسطيني ومقاطعة للأعداء.

وباركت بيانات المسيرات الإنجاز الأمني الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية في تفكيك شبكة تجسس هي الأخطر في تاريخ البلد والتي تعمل خدمة لأمريكا وإسرائيل، وتنفذ مهمات عدائية ضد اليمن في جميع المجالات على مدى سنوات طويلة بشكل يكشف الوجه التخريبي التآمري القبيح لأمريكا بحق سيادة البلدان.

سبأ

مقالات مشابهة

  • محلل فلسطيني: العيد يشهد مجازر مكثفة في غزة
  • مسيرات جماهيرية في ذمار تأكيداً على ثبات الموقف اليمني المناصر لفلسطين
  • 29 مسيرة جماهيرية في عمران تضامنا مع الشعب الفلسطيني
  • مسيرات حاشدة في ذمار نصرة للشعب الفلسطيني
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 54 لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة
  • تعز تشهد مسيرات جماهيرية في ثمان ساحات تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • مسيرات حاشدة في ثمان ساحات بتعز تضامنا مع فلسطين
  • مسيرات جماهيرية ووقفات بالبيضاء نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بمجازر العدو الصهيوني في غزة
  • الحديدة.. 26 مسيرة جماهيرة تأكيدا على الصمود وتضامنا مع فلسطين
  • نص كلمة قائد الثورة حول تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية