تعد التكنولوجيا الحديثة والابتكار من أكثر العوامل المؤثرة في التعليم لما لها من دور كبير في تحقيق تحسينات ملموسة في قطاع التعليم ويعد الذكاء الاصطناعي من أبرز الأمثلة على هذه التكنولوجيات التي تسهم في تطوير مهارات التعليم لطلبة المدارس وتعزيز جودة التعليم وفعاليته وتتيح برامج الابتكار والذكاء الاصطناعي إمكانية تقديم تجربة تعليمية فردية ومُخصصة من خلال تحليل بيانات الطلبة ويمكن للنظم المبنية على الذكاء الاصطناعي توجيه المحتوى وفقًا لاحتياجات الطلبة وسرعتهم الخاصة في التعلم.

وكان لطلبة مدارس تعليمية محافظة مسندم الفرص الكافية كأقرانهم في المحافظات الأخرى، حيث حقق الطلبة مراكز متقدمة محلياً وعربياً وإقليميا وعالميا في مسابقات الروبوت والابتكار العلمي، مما أكسب الطلبة قدرات علمية وابتكارية وتكنولوجية.

ويُعد الابتكار من القوى الدافعة للتقدم في جميع المجالات، وخصوصًا في مجال التعليم، وتسعى المدارس المبتكرة إلى تبني أساليب جديدة وفعالة تلبي احتياجات الطلبة وتساعدهم على التفوق وتحقيق أقصى إمكانياتهم وحول دور التكنولوجيا في دعم العملية التعليمية، تقول نبيلة بنت عبد الله الشحية المديرة العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسندم: إن الابتكار والذكاء الاصطناعي يعدان من العناصر الأساسية التي تقود ثورة عالم التعليم والمعرفة، حيث يقدمان فرصًا لتحسين جودة التعليم وتوفير تجربة تعليمية فردية وفعالة للطلبة تسهم في تنمية قدراتهم ومهاراتهم التكنولوجية وتوجّه تعلمهم نحو الابتكار والإبداع وإن استثمار المدارس في هذه التكنولوجيات لن يكون مجرد تحسين للأساليب التقليدية، لكنه سيمثل نقلة نوعية في تقديم التعليم المتميز .

تطورات العصر

وأكدت عذاري بنت مسعود الشحية رئيسة قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بتعليمية مسندم أن الأساليب الابتكارية تشجع طلبة المدارس على أخذ المبادرة في تعلمهم، مما يزيد من مسؤوليتهم الشخصية واستقلاليتهم ويعتبر الابتكار في المدارس أمرًا حيويًا لضمان تقديم تعليم متميز يلبي احتياجات الطلبة في عصر مليء بالتحديات والتغييرات وعلى المدارس أن تكون مستعدة من خلال التجهيزات وتسخير كافة الإمكانيات لتوجيه التعلم فيها نحو الأساليب والتقنيات الجديدة التي تواكب تطورات العصر واحتياجات الطلبة.

وتقول فاطمة بنت أحمد الشحية معلمة تقنية معلومات في مدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي (1-9): باعتباري معلمة متخصصة في تقنية المعلومات، أرى أننا نعيش في عصر مليء بالفرص والتحديات بفضل التطور التكنولوجي المستمر، والابتكار هو العنصر الأساس لاستمرارية أي مجال خصوصًا في مجال تقنية المعلومات وإن التحديث المستمر لأساليبنا وأدواتنا يضمن بقاءنا على قمة المجال ويمكننا من مواكبة احتياجات السوق ولا يمكن لأية مؤسسة أو فرد الاستمرار في هذا المجال من دون نهج مبتكر، أما الذكاء الاصطناعي فقد أصبح لا غنى عنه في السنوات الأخيرة في تعليم تقنية المعلومات وأشجع دائمًا الطلبة على التفكير خارج الصندوق وتبني الابتكار كقيمة أساسية في عملهم، وأؤكد على أهمية فهم الذكاء الاصطناعي والتمويل العميق ليس فقط كأدوات تكنولوجية ولكن كثورة معرفية قادرة على تغيير وجه العالم.

إثارة مستمرة

وقال الطالب متعب بن عبد الله الشحي بمدرسة أبوبكر الصديق للتعليم الأساسي (5-9): " أعتقد أن الابتكار شيء رائع يشعرني دائمًا بالإثارة عندما أرى أشياء جديدة ومبتكرة سواء كانت ألعابًا أم تطبيقات على الهاتف أو حتى أساليب تدريس جديدة في المدرسة وأعتقد أن الابتكار يجعل الحياة ممتعة ومثيرة للاهتمام، أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي فهو موضوع يُثير فضولي أسمع عنه كثيرًا في الأخبار وأرى كيف يمكن للروبوتات أن تفعل أشياء مثيرة للدهشة في بعض الأحيان أتساءل كيف يمكن للكمبيوتر أن يفكر كالإنسان هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون صديقي في المستقبل؟ هل سأصنع لكل مادة روبوتات مثل ما يعلمني معلمي في المدرسة؟ ومع ذلك، أحيانًا أشعر بالقلق أيضًا. سمعت أن الذكاء الاصطناعي قد يأخذ وظائف البشر في المستقبل. فهل هذا يعني أن الروبوتات قد تأخذ وظيفتي عندما أكبر؟ في النهاية أنا متحمس لرؤية ما سيحدث في المستقبل أتمنى أن أتعلم المزيد عن الذكاء الاصطناعي في المدرسة، فأنا لدي الفرصة لابتكار شيء جديد بنفسي يومًا ما."

إن الابتكار والذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للمؤسسات التعليمية؛ لتحقيق نقلة نوعية في تقديم التعليم وإن استغلال هذه التكنولوجيا بشكل صحيح واستراتيجي يمكن أن يضمن تقديم تعليم عصري يتناسب مع احتياجات القرن الواحد والعشرين ويستجيب لتطلعات وتوقعات الطلبة وأولياء الأمور ويعتبر الابتكار والذكاء الاصطناعي ليسا مجرد ترفًا تكنولوجيًا، بل هما القوة الدافعة وراء التقدم في عصرنا، ومن الضروري تبنيهما وفهمهما لضمان نجاح مستدام في المستقبل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی المستقبل

إقرأ أيضاً:

فيديوهات الذكاء الاصطناعي التعليمية

 

 

د. عمرو عبد العظيم

 

 

 

اليوم بلا شك أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن استخدامها في العديد من المجالات، ومن بينها التعليم، وإنشاء الفيديوهات التعليمية باستخدام الذكاء الاصطناعي أصبح عملية سهلة وفعالة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحريك الصور، وإنشاء الصوت من النص المكتوب، وتوفير خيارات متنوعة للصوت والصورة والفيديو والملصقات والخلفيات، مما يجعل تجربة إنتاج الفيديوهات التعليمية أسرع وأكثر احترافية، ويمكن تناول تلك المميزات من خلال أربعة محاور رئيسية:

المحور الأول: سهولة العملية

تمكن تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدم من إنتاج فيديوهات تعليمية دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، حيث يمكن تحويل النص المكتوب إلى صوت ناطق باستخدام تقنيات تحويل النص إلى كلام (TTS)، والتي توفر خيارات متعددة للأصوات لتناسب مختلف الأذواق والمواقف، ويمكن للمستخدم اختيار صوت ذكوري أو أنثوي، مع مجموعة من اللهجات واللغات، مما يجعل الفيديو أكثر جاذبية وتفاعلية.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحريك الصور الثابتة، مما يضيف حيوية وواقعية للفيديو، كما يتيح استخدام صور الشخصيات التعليمية أو الشخصيات الكرتونية لجذب انتباه الطلاب وتحفيزهم على التعلم، وبالإضافة إلى ذلك، توفر هذه التقنيات خيارات واسعة لإضافة الملصقات والخلفيات التفاعلية التي تجعل المحتوى أكثر جاذبية وبساطة في الفهم.

المحور الثاني: التخصيص والإبداع

يمكن للمستخدم استخدام صوته وصورته الخاصة، مما يضيف لمسة شخصية على الفيديوهات التعليمية، وهذا يتيح للمعلمين إمكانية تسجيل صوتهم أو استخدام صورتهم في الشروحات، مما يزيد من تفاعل الطلاب مع المحتوى ويعزز من تجربتهم التعليمية، كما أن هناك إمكانية تخصيص الخلفيات والملصقات بما يتناسب مع موضوع الدرس مما يجعل الفيديوهات التعليمية أكثر تفاعلاً ومتعة.

المحور الثالث: أهمية فيديوهات الذكاء الاصطناعي التعليمية

الفيديوهات التعليمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسهم بشكل كبير في جذب انتباه الطلاب وتحفيزهم على التعلم، حيث أظهرت الدراسات أن الطلاب يتفاعلون بشكل أفضل مع المحتوى المرئي والمسموع مقارنة بالمحتوى النصي التقليدي، والفيديوهات التفاعلية تسهل عملية الفهم والاستيعاب، حيث يمكن تقديم المعلومات بشكل مبسط وسلس. كما أن الفيديوهات التعليمية يمكن استخدامها في عدة أغراض تعليمية، بدءًا من الشروحات الأكاديمية، والدروس التفاعلية، وصولاً إلى التدريبات العملية والمحاكاة الافتراضية، وهذه الفيديوهات يمكن استخدامها في الفصول الدراسية، والتعليم عن بُعد، والدورات التدريبية عبر الإنترنت، مما يجعل التعليم أكثر شمولية ومتاحًا للجميع.

المحور الرابع: سهولة إنشاء الفيديوهات

تقنيات الذكاء الاصطناعي جعلت عملية إنشاء الفيديوهات التعليمية أسهل بكثير، ولم يعد المعلم بحاجة إلى قضاء ساعات طويلة في تحرير الفيديوهات أو استخدام برامج معقدة، فالأدوات المتاحة اليوم تتيح إنتاج فيديوهات تعليمية عالية الجودة في وقت قصير وبجهد أقل، مما يسمح للمعلمين بالتركيز على تقديم المحتوى التعليمي بشكل فعال ومبتكر.

ومن هنا ندرك أن الذكاء الاصطناعي فتح آفاقاً جديدة في مجال التعليم، وجعل عملية إنتاج الفيديوهات التعليمية أكثر سهولة وإبداعًا، مما يساهم في تحسين تجربة التعلم للطلبة وجذب انتباههم للمحتوى التعليمي وتعزيز معارفهم وزيادة مهاراتهم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أصحاب شركات مليارية: دبي الأكثر جاهزية لاختبار التقنيات المبتكرة
  • لأول مرة.. 100% من مدارس المملكة أنهت إجراءات التقويم المدرسي الذاتي
  • فيديوهات الذكاء الاصطناعي التعليمية
  • في حدث يُعتبر الأول بتاريخ التعليم.. انتهاء مدارس المملكة كافة من إجراءات التقويم المدرسي الذاتي
  • كلية الحرس السلطاني تحتفل بتخريج طلبة دبلوم التعليم التقني الدولي
  • "تعليمية البريمي" تؤكد جاهزيتها لامتحانات دبلوم التعليم العام
  • "تعليمية البريمي" تكمل استعدادات بدء امتحانات دبلوم التعليم العام
  • المستشفى الافتراضي.. يُوظف أحدث التقنيات لخدمة ضيوف الرحمن
  • السعودية: مستشفى صحة الافتراضي يُوظف التقنيات الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن
  • الصحة: مستشفى صحة الافتراضي يُوظف التقنيات الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن