قال الدكتور محمد بشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إننا نثمن الموقف العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين، وموقف الرئيس السيسي الداعم لها.

جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العلمية الثالثة ضمن فعاليات المؤتمر التي جاءت بعنوان "الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني" مضيفًا أن مستجدات العصر وإملاءاته المتسارعة تلقي بالعديد من ظلالها على شتى القطاعات والمجالات، بارزةً كحاجات جديدة، وقرارات حتمية في مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وغيرها، حيث إن المسؤولية الإفتائية باتت تتطلب إدارة الدفة نحو المزيد من التناغم والانسجام مع الهموم الإنسانية الكبرى حول العالم، بما يتوافق والانتشار المترامي الأطراف للمسلمين حول العالم، وبما يتفق مع ضرورة إيصال هذه الرسالة السامية وتعميم نتاجاتها.

وشدد "البشاري" على أن هذا الواقع الجديد المتعلق بالذكاء الاصطناعي، يشكل جزئية دقيقة لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة العملية والنظرية، حيث إن الخبرة التكنولوجية، والإلمام بمستجدات هذا التخصص، باتت ضرورة ملحة، وذلك إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي، كشريك نابض بالتفاعل في خدمة الدعوة الإسلامية الإلكترونية، كما هو الحال على معظم مواقع الإفتاء الرسمية في الدول.

وأشار إلى أن تعزيز العلاقة التكافلية والتكاملية بين البشر والذكاء الاصطناعي، تبدو هي الوسيلة الأقرب لتسخير نقاط القوة في تلك العلاقة والبناء عليها نحو مستقبل يعود بالنفع على المجتمع ككل. وذلك من خلال توجيه التفكير نحو بناء مشاريع واتخاذ قرارات أكثر جدوى في التخفيف من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وحماية أفراد المجتمع ومؤسساته.

 الدكتور محمد بشاري أمين عام المجلس العالميضرورة الالتزام بإيجاد مساحة حوارية جادة

ودعا إلى ضرورة الالتزام بإيجاد مساحة حوارية جادة فيما بين علماء المسلمين والقائمين على دراسة الشأن الإلكتروني كالذكاء الاصطناعي، وذلك للنظر في إمكانية إيجاد توافق الذكاء الاصطناعي مع المبادئ الأخلاقية الإسلامية، من خلال دمج تلك المبادئ وإدخالها في عصب التطبيقات الذكية، الأمر الذي لا ينفصل البتة عن جوهر الدين الإسلامي السمح.
وأكد د. البشاري أن التحديات الموجودة في الجغرافية الافتراضية الجديدة، وبالرغم من إشكالاتها وتحدياتها، إلا أنها تفتح آفاقًا واسعة للتمدد في حل المشاكل لتطال معظم تحديات الألفية الثالثة، ويمكن كذلك إبراز دور الفتوى في معالجة القضايا الإنسانية المحورية. وتحديد المخاطر والتحديات بدقة، ودعم التوجهات العالمية كلما استجدت لمواجهة التحديات الصحية والاقتصادية وغيرها.

وأوضح أن إبراز دور الفتوى في مواجهة التحديات والقدرة على استدامة مواكبتها، يعني التأكيد المستمر على ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الحميدة، ومواجهة العطب الأخلاقي والفكري بأشكاله، والتصدي لمحاولات طمس الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها... بالإضافة للتأكيد على دور الدين في حياة الأفراد والمجتمعات.
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن لتقنيات الذكاء الاصطناعي العديدَ من أوجه الاستفادة، فهي تساعد على توفير رؤى وتوصيات قيمة للبشرية، يمكن رؤيتها على أرض الواقع إنجازات دافعة بازدهار الدول، ولكن يبقى من المهم استخدامها جنبًا إلى جنب مع الخبرة البشرية ومراعاة الاعتبارات الأخلاقية لضمان ممارسات حديثة مسؤولة ومستدامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بشاري المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الموقف العربي والإسلامي فلسطين قضية فلسطين دعم قضية فلسطين

إقرأ أيضاً:

أزهريون: تعزيز الهوية الدينية ضرورة لمواجهة التحديات المعاصرة وحماية المجتمع

تزداد أهمية تعزيز الهوية الدينية في المجتمعات كوسيلة فعالة للحفاظ على القيم والتقاليد التي تساهم في استقرار وتماسك المجتمع، خاصة في ظل انتشار بعض الأفكار الهدامة ومحاولات تقويض القيم الأخلاقية والدينية، وفي هذا التقرير، تستعرض «الوطن» آراء عدد من علماء الأزهر الشريف حول ضرورة دعم القيم الدينية من خلال المؤسسات التعليمية والدينية والإعلام، لضمان ترسيخ المبادئ الصحيحة والتصدي للأفكار المتطرفة التي تهدد النسيج المجتمعي.

وأطلقت «الوطن» حملة لإحياء شعار «الأم مدرسة» وتعزيز الهوية الدينية لدى الأطفال.

 حملات تعزيز الهوية الدينية تحمي المجتمع من التفكك

يؤكد الدكتور أحمد تركي، أحد علماء الأزهر الشريف، أن تعزيز قيم الهوية الدينية في المجتمع أصبح ضرورة ملحة لمواجهة محاولات تهميش القيم الدينية، مشيراً إلى أن هذه الجهود تلعب دورا هاما في تثقيف وتوعية المجتمع دينيًا ونشر القيم السمحة التي تعيد ترسيخ الانتماء الديني والوطني لدى المواطنين، مما يسهم في حماية النسيج المجتمعي من التفكك.

وأضاف العالم بالأزهر الشريف في تصريحات لــ«الوطن»: «التحديات التي تواجه الدين اليوم، مثل التطرف الفكري والتأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، تستدعي وضع برامج تعليمية ودينية متكاملة، تعتمد على إشراك جميع المؤسسات المجتمعية في بناء وعي ديني سليم لدى الأجيال الجديدة، وذلك لتكوين مجتمع قادر على مواجهة الأفكار المتطرفة وحماية استقراره الاجتماعي.».

  

أهمية دور الإعلام في نشر الوعي ومحاربة الأفكار المتطرفة

من جانبه، أوضح الدكتور محمد القويسني، الداعية الإسلامي وإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، أن للإعلام دوراً محورياً في مواجهة الأفكار المتطرفة والانحراف عن القيم الدينية الصحيحة، مشيراً إلى أن تعزيز الهوية الدينية ونشر قيم التسامح والاعتدال من خلال الوسائل الإعلامية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحصين المجتمع ضد الأفكار الهدامة.

وأكد الداعية الإسلامي في تصريحات لـ«الوطن»  أن الحملات الإعلامية التي تهتم بتعزيز الهوية الدينية تقدم بدائل إيجابية للشباب، وتساعد في تحصينهم ضد الأفكار الهدامة، وتعيد لهم شعور الفخر بالهوية الدينية والوطنية، ما يعزز تماسك المجتمع ويحافظ على استقراره في مواجهة التحديات الفكرية التي تهدد نسيجه.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي وقدرته على تعزيز الذكاء البشري.. قراءة في كتاب
  • عضو بـ«النواب»: تعزيز الهوية الوطنية ضرورة لمواجهة التحديات الراهنة
  • هل الدخل الأساسي ضرورة حتمية مع صعود الذكاء الاصطناعي.. دراسة حديثة تجيب
  • برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.. رافد جديد لاقتصاد المعرفة
  • “يقابل بايدن وهاريس” الذكاء الاصطناعي والاقتصاد وغزة والسودان.. “أولويات” في زيارة بن زايد لواشنطن
  • محتال يستغل الذكاء الاصطناعي في تسريب وبيع بيانات العملاء بمؤسسة طبية
  • الإمارات.. فتح التسجيل لدورات الذكاء الاصطناعي
  • أزهريون: تعزيز الهوية الدينية ضرورة لمواجهة التحديات المعاصرة وحماية المجتمع
  • الذكاء الاصطناعي والاقتصاد.. أولويات في زيارة بن زايد لواشنطن
  • السودان: «مشاد» تنتقد الصمت العالمي تجاه الانتهاكات وتطالب بتوفير الحماية للمدنيين