“سي إن إن” عن وزير إسرائيلي: الحكومة أعطت الجيش الضوء الأخضر “للقضاء على المقاومة الفلسطينية”
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
إسرائيل – صرح وزراء إسرائيليون لقناة “سي إن إن” الأمريكية، إن الحكومة أعطت الضوء الأخضر للجيش “للقضاء على المقاومة الفلسطينية”، وذلك مع تزايد التكهنات بشأن الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة.
ونقلت “سي إن إن” عن نير بركات، وزير الاقتصاد الإسرائيلي، قوله إن “الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا، وأعطت الضوء الأخضر للجيش للقضاء على المقاومة الفلسطينية، والآن أصبح الأمر في يد الجيش”.
كذلك نقلت عن وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر، وهو رئيس سابق للأمن الإسرائيلي، قوله إن إسرائيل تريد مستوى السيطرة الأمنية في غزة، كالذي تتمتع به حاليا في الضفة الغربية، حيث تحتفظ بإمكانية الوصول الكاملة بشروطها الخاصة.
وقال ديختر لشبكة CNN: “اليوم، كلما كانت لدينا مشكلة عسكرية في أي مكان في الضفة الغربية.. يمكننا التواجد هناك”.
وقال ديختر إنه يتصور هامشا على طول حدود غزة في نهاية الحرب، والذي وصفه بأنه “خط نار”.
وقال: “بغض النظر عمن أنت، فلن تتمكن أبدا من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية”.
ومع استمرار تزايد عدد الضحايا، قال ديختر إنه يرفض دعوات المجتمع الدولي لهدنة إنسانية لتخفيف معاناة المدنيين.
المصدر: CNN
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الضوء الأخضر للصهيونية: بين صمت الحكام وصرخة المقاومين
في الوقت الذي تُغرق فيه آلة الحرب الصهيونية قطاع غزة في أتون المجاعة والمجازر، وتستبيح الإنسان والحجر تحت مرأى ومسمع من العالم، تقف حركة حماس لتصرخ بمرارة ووجع: “الصمت المطبق لحكام أمتنا يشجع مجرم الحرب نتنياهو على المضي في سياسة التجويع والإبادة”. صرخة ليست مجرد احتجاج، بل هي إدانة موثقة للخذلان الرسمي العربي، الذي بات غطاءً سياسياً لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.
ولم يكن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعيداً عن هذا التوصيف، بل لخص بجملة مكثفة حجم المأساة الأخلاقية التي تعيشها الأنظمة الرسمية قائلاً: “بعض الأنظمة العربية تشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة عدوانه على غزة، وهو ما يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائمه”. وأضاف محذراً من العواقب: “التخاذل العربي له تأثير سلبي على الموقف الإسلامي؛ فإذا تحركت الأنظمة العربية بشكل جاد، لكان الكثير من الدول الإسلامية قد تحركت معها”.
الرسالتان، من حماس والسيد الحوثي، تتكاملان في جوهرهما: الاحتلال لا يستمد جرأته من قوته العسكرية فحسب، بل من هشاشة الموقف العربي وموات الضمير السياسي في أغلب العواصم الرسمية. وما كان للعدو أن يتمادى في القتل والحصار، لولا أنه وجد في خنوع بعض الأنظمة العربية تواطؤًا فعلياً، ووجد في صمتها مساحة آمنة للإفلات من المحاسبة.
إن هذا التوازي في الموقف بين فصائل المقاومة والقيادات المناصرة للمظلومين في الأمة، ليس مجرد تكرار في الكلام، بل هو تجسيد لوحدة البوصلة ووحدة المصير. إن الذين يصطفون مع فلسطين اليوم، كما هو حال صنعاء وقوى محور المقاومة، يعون تماماً أن المعركة ليست جغرافية فقط، بل معركة وعي ومبدأ وكرامة.
وفي مقابل هذا الموقف الأخلاقي الصلب، تزداد عورة الأنظمة المتخاذلة انكشافاً، ويصبح صمتها بمثابة “شهادة زور” على مجازر العصر. فهل يعقل أن تبقى غزة وحدها تحت الحصار والنار، بينما خزائن الأسلحة ومليارات الثروات مكدسة في العواصم التي تُمنع حتى من التعبير عن التضامن الحقيقي؟
في لحظة الحقيقة، تبرز المفارقة الصادمة: كلما علت صرخة المقاومين، ازداد صمت الخاذلين. وكلما نزف الجرح الفلسطيني، ازداد نتنياهو توحشاً، لأنه يدرك أن الضوء الأخضر الذي يناله لا يأتي فقط من واشنطن، بل من بعض العرب أنفسهم.
ختامًا، إن التاريخ لا ينسى، وغزة ستكتب بأشلاء أطفالها من كان معها ومن خذلها. والضمير الشعبي العربي والإسلامي لن يبقى إلى الأبد رهينة أنظمة لا تمثل إرادته، بل سيثور، وسينحاز كما فعل دائماً إلى الحق، إلى فلسطين، إلى غزة.