وزير الخارجية اللبناني: طلبنا وقفا لإطلاق النار لاحتواء التصعيد
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن لبنان أبلغ دولا غربية رغبته في أن تعلن إسرائيل وقفا لإطلاق النار خلال 48 ساعة، للنظر في إمكانية احتواء التصعيد مع المقاومة في جنوب لبنان.
وأوضح بوحبيب -في مقابلة مع الجزيرة- أن الحكومة اللبنانية تجري اتصالات مع أطراف لبنانية كي لا تتطور الأمور إلى ما هو أخطر ولمنع التصعيد.
كما أعرب عن رغبته في وقف إسرائيل لما أسماها بالمناوشات على الحدود الجنوبية، مشيرا إلى أن الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين طالما هددوا ووعدوا بإعادة لبنان للعصر الحجري ولكنه اعتبر أن هذه التصريحات تهيج الأوضاع فقط ولا معنى لها على واقع الأرض.
في المقابل، أبدى بوحبيب تخوفه من اندلاع الحرب في جنوب لبنان، معتبرا أن هذا القرار مرتبط بما سيحدث في غزة، وإلا ستبقى الأحداث بلبنان في حدود مناوشات ولن تتدرج إلى حرب، ولذلك على المجتمع الدولي العمل على وقف إطلاق النار في غزة.
كما فسر التوجه الواسع لدول غربية بتحذير رعاياها وإجلائهم من لبنان بأن هناك تخوفا من الحرب، مؤكدا أن الحكومة اللبنانية نفسها لديها تخوف من اندلاع الحرب، وفي حال اندلاعها ستكون صعبة ومدمرة وستضر الطرفين معا (لبنان وإسرائيل).
وبشأن التنسيق مع حزب الله، أكد بوحبيب أن هناك حوارا دائما وتبادلا للمعلومات بين الطرفين ولكن ليس هناك تنسيق بخصوص مجريات الحرب، فحزب الله لا يخبر الحكومة اللبنانية بمخططاته ولذلك اعتبر أنه مسؤول عن موقفه الخاص.
أما بخصوص الاتصالات الدولية، قال بوحبيب إن أميركا وإيران تريدان وقف إطلاق النار ووقف الهجوم على غزة، مشيرا إلى أن إيران بدورها تتساءل إن كان بإمكان أميركا فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، متوقعا أن طهران لا تريد الدخول في حرب ودمار.
وشدد بوحبيب على أن لبنان يريد السلام، وأن على إسرائيل أن تدرك جيدا معنى الحرب، لأنها ستتضرر أكثر من تضررها عام 2006.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
يسعى الوسطاء إلى التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن المتبقين هناك، وسط تهديدات إسرائيلية بشن هجوم كاسح على كامل القطاع.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس بعثت رسائل متضاربة في الأيام والساعات الأخيرة، بشأن التقدم المحرز في محادثات الهدنة، حتى في الوقت الذي بدا به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يكثف الضغوط لإنهاء الحرب.
ويبدو أن اقتراح وقف إطلاق النار قيد المناقشة حاليا مشابه بشكل عام لعروض سابقة، وفقا لمسؤولين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وبموجب العرض، توافق إسرائيل وحماس على هدنة أولية مدتها 60 يوما، تفرج خلالها الحركة عن حوالي 10 رهائن أحياء ونصف الجثث المتبقية، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وثالث غربي وشخص مطلع على المفاوضات.
وقالت المصادر إنه "خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر شهرين، ستتفاوض إسرائيل وحماس على شروط هدنة دائمة".
وتريد حماس ضمانات بأن تؤدي هذه المحادثات إلى إنهاء الحرب، وهي ضمانات لا ترغب إسرائيل في إدارجها بالاتفاق، وفقا لأحد المسؤولين الإسرائيليين والمسؤول الغربي.
وفي حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مستعد لوقف إطلاق نار مؤقت"، فإن شروطه لإنهاء الحرب تتضمن بنودا "غير قابلة للتنفيذ أو حتى النقاش" بالنسبة لحماس، فقد طالب الحركة بإلقاء سلاحها ومغادرة قيادتها غزة.
وفي غضون ذلك، تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على غزة، مما أثار انتقادات متزايدة حتى من حلفائها التقليديين مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكانت إسرائيل منعت دخول جميع المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية، لأكثر من شهرين، قبل أن تسمح بدخول بعضها الأسبوع الماضي.
وتعهد نتنياهو بأن الهجوم البري "سيسحق حماس بشكل حاسم"، لكن في إسرائيل دعت عائلات الرهائن إلى وقف فوري لإطلاق النار لتحرير أقاربهم.
وأصدرت إسرائيل وحماس والولايات المتحدة سلسلة من التعليقات المتناقضة حول مفاوضات إنهاء الحرب، مما زاد من الالتباس حول وضع المحادثات.
ففي يوم الإثنين، ذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس أن الحركة قبلت اقتراح وقف إطلاق النار من ستيف ويتكوف، مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، إلا أنه سارع إلى نفي هذا الموقف.
وقال لموقع "أكسيوس" الإخباري: "ما رأيته من حماس مخيب للآمال وغير مقبول على الإطلاق".
وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، قال نتنياهو إنه يأمل في الإعلان عن تقدم في المحادثات قريبا، لكنه أشار لاحقا إلى أنه كان يتحدث "مجازيا"، وألقى باللوم على حماس في تعثر المفاوضات.
ويوم الثلاثاء، أكد المسؤول في حماس باسم نعيم ما أعلنته الحركة، وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: "نعم، قبلت الحركة اقتراح ويتكوف"، مضيفا أنها تنتظر رد إسرائيل.
وبدا أن صبر ترامب بدأ ينفد بشكل متزايد إزاء الحرب الطويلة في غزة، وقال للصحفيين، الأحد: "تحدثنا مع إسرائيل، ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري، تفاوضت الإدارة الأميركية بشكل منفصل مع حماس على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة إسرائيلي على قيد الحياة يحمل الجنسية الأميركية، متجاوزة إسرائيل.
وفي الأيام الأخيرة، سعى بشارة بحبح، وهو فلسطيني أميركي دعم ترامب خلال حملته الرئاسية، إلى التوسط في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار نيابة عن ويتكوف، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وبعد أن أعلنت حماس قبولها مقترح ويتكوف، صرح مسؤول إسرائيلي أن العرض الذي طرحه بحبح على حماس يختلف بشكل كبير عن الأطر السابقة المدعومة أميركيا والمقبولة لدى إسرائيل.