خبير عسكري: هذه دلالات تصدي القسام للقوة الإسرائيلية وهذه أسباب تأخر توغل تل أبيب
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري إن وقوع قوة إسرائيلية في كمين محكم عقب اجتيازها السياج الحدودي مع غزة -اليوم الأحد- يحمل دلالات كبيرة ويؤكد جاهزة المقاومة لمعركة دفاعية متكاملة عن كل متر في القطاع.
واعتبر الدويري -خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة- أن تصدي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، للقوة الإسرائيلية التي توغلت لأمتار شرقي خانيونس، أمر متوقع وموفق وغير مفاجئ، كاشفا عن أن هذه القوة كانت إما للاستطلاع وجس النبض أو الحصول على معلومات أو تأكيد أخرى استعدادا للمعركة البرية.
وتوقف الدويري عند الجرافة التي استخدمتها القوة المتوغلة، وأشار إلى أنه جرى تعديلها وإضافة طبقات زجاجية متعددة، لافتا إلى أن إسرائيل تعد الدولة الوحيدة التي تستخدم هذه الجرافة مع قوات الهجوم، إذ تتولى عملية شق الطرق أمام الدبابات.
ولفت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي قال فيها إن معركة غزة "حياة أو موت" بالنسبة لإسرائيل، مطالبا القسام وبقية فصائل المقاومة باعتبارها أكثر من "حياة أو موت".
تدريع الميركافاوعن دبابة الميركافا الموجودة في غلاف غزة، يقول الدويري إنه جرى تدريعها -مثلما فعلت أوكرانيا للتصدي للهجوم الروسي- باستخدام الصفائح الواقية، وبيّن أنها صناعة إسرائيلية وتعد من أكثر الدبابات في العالم تصفيحا.
وبناء عليه، تعتبر الميركافا -حسب الدويري- "دبابة قتال، وناقلة أفراد، ولديها درع قوي من الأمام، ومصفحة من الجانبين، ولكنها ضعيفة من الأعلى".
ولهذا عمدت إسرائيل إلى تدريع هذه الدبابة خشية من مسيرات القسام التجارية التي جرى تعديلها وتزويدها بـ"آر بي جي 7″ لتسقط من الأعلى.
وعن العملية البرية، جدد الخبير العسكري تأكيده أنها ستتركز في شمال قطاع غزة والشمال الشرقي، مع هجوم مساند في مناطق دير البلح وهجوم مساند من خان يونس، معززا بهجوم بحري وإنزال جوي، وشدد على أهمية احتفاظ القوات المدافعة بهذه المناطق، لأنها ستكون نقطة تحوّل بالاتجاه المعاكس بالصراع العربي الإسرائيلي.
تأخر التوغل البريونفى أن تتكرر الاقتحامات الإسرائيلية القديمة في العملية البرية المرتقبة، وبيّن أنها كانت في ظروف مختلفة عبر الاقتحام والانسحاب في حين سيجري حاليا اقتحام ومن ثم تطويره للدخول إلى عمق أكثر.
وبشأن الحشود البرية المتاخمة على حدود غزة، قال الدويري إن أي عملية برية تخضع منذ الحرب العالمية الثانية لعملية حشد ثم بناء القوة عملياتيا ولوجستيا، ثم مناطق تجمع وترتيب القوة لأخذ وضعية الحركة، قبل الانطلاق للمناطق المتقدمة قبل الاشتباكات.
وعبّر عن اعتقاده أن هناك إجراءات إسرائيلية غير مكتملة أخرت من توغلها البري في غزة مثل تدريع الميركافا، مشددا على أن النقطة الأهم تكمن في أن تل أبيب ليست في عجلة من أمرها وتريد إطالة فترة الاستنزاف مع المقاومة "لأنه عندما تبدأ العمليات البرية ستبدأ الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما أهمية عملية القسام الأخيرة في بيت لاهيا؟ الفلاحي يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم الفلاحي، إن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في منطقة العطاطرة شمالي بيت لاهيا، رسالةٌ قوية تؤكد هشاشة السيطرة الميدانية الإسرائيلية رغم الادعاءات بإحكام القبضة على شمالي قطاع غزة.
وأوضح الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن بيت لاهيا والعطاطرة تعدان من المناطق التي خضعت لعمليات تمشيط مكثفة من جيش الاحتلال في إطار خطة "المناطق العازلة"، حيث تعمل الفرقة 162 الإسرائيلية ضمن محور الشمال، وهي واحدة من أكثر الوحدات تجهيزا.
وأشار إلى أن هذه العملية التي نُفذت في منطقة زراعية مكشوفة نسبيا، وتخضع لرقابة إسرائيلية مشددة، تعكس قدرة المقاومة على التحرك والاشتباك المباشر، وتثير تساؤلات كبيرة عن مدى فاعلية الانتشار العسكري الإسرائيلي في هذه الجيوب المتقدمة.
وتأتي هذه التصريحات عقب إعلان كتائب القسام استهداف قوة من 10 جنود في منطقة العطاطرة، مؤكدة وقوعهم قتلى وجرحى، بينما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية نبأ إصابة جنديين بجروح خطِرة في نفس المنطقة شمالي قطاع غزة.
وفي سياق متصل، كانت الكتائب قد كشفت أمس عن تنفيذ عملية مزدوجة في بلدة القرارة شرق خان يونس، تضمنت تفجير منزل مفخخ وتفجير عين نفق في مجموعة من جنود الاحتلال، تبع ذلك اشتباك مباشر وعمليات إخلاء مروحية للمصابين.
إعلان خطة جيش الاحتلالوأكد العقيد الفلاحي، أن تلك العمليات تضعف فعليا قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ خطته الرئيسية التي تهدف إلى تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق وعزلها عن بعضها بعضا بطرق برية تمتد من كوسيميم حتى شاطئ غزة.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال يعتمد أساسا على القصف التمهيدي والمعلومات الاستخبارية لتأمين تقدمه، لكن فشل الاستخبارات في رصد تحركات المقاومة يعطل تلك الخطط، ويزيد من احتمالات وقوع كمائن متكررة.
وأشار إلى أن مسرح العمليات يشهد منذ أسابيع اعتماد فصائل المقاومة على كمائن هندسية، بما فيها تفخيخ المنازل وتفجير عيون الأنفاق، في ظل استفادتها من الطبيعة الجغرافية المعقدة والأنقاض المنتشرة التي تعيق كشف تحركاتها.
وأضاف أن هذه الأساليب تعزز من تكتيكات حرب العصابات، حيث تتمكن وحدات المقاومة من الاشتباك المباشر، حتى في ظل البث الحي لتحركات القوات الإسرائيلية عبر الطائرات والطائرات المسيرة، ما يعكس مرونة ميدانية متقدمة.
وأكد العقيد الفلاحي، أن الجيش الإسرائيلي لم يدفع حتى اللحظة بكامل قواته إلى قطاع غزة، إذ تكتفي القيادات العسكرية بالدفع بالفرق النظامية كخط هجومي أول، بينما تتولى وحدات أخرى ما يُعرف بمهمة "مسك الأرض" بعد السيطرة عليها.
وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية تعني، أن عمليات التوغل لم تبدأ فعليا بالزخم الكامل، وأن المعارك لا تزال محدودة النطاق جغرافيا، رغم مضي أكثر من سبعة أشهر على بداية الحرب، ما يؤكد التخوف الإسرائيلي من تكبد خسائر كبيرة.
تعقيد عسكريوبحسب الفلاحي، فإن التعقيد العسكري في تنفيذ عملية كهذه يعود إلى عوامل عدة، من أبرزها غياب الغطاء الاستخباري، إضافة إلى صعوبة رصد وحدات المقاومة المتحصنة داخل الأنفاق وبين الأنقاض، والتي تتحرك تحت الأرض أو في مناطق متداخلة.
واعتبر أن نجاح القسام في تنفيذ عمليات من هذا النوع، مثل استهداف القوة العسكرية في العطاطرة، يعكس حجم التحديات التي تواجهها إسرائيل في فرض سيطرة ميدانية فعلية على الأرض، ويشير إلى عمق المأزق العملياتي الذي تعيشه القيادة العسكرية الإسرائيلية.
إعلانوبحسب المعطيات الإسرائيلية، فقد خسر الجيش منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 854 ضابطا وجنديا، منهم 413 سقطوا في المعارك البرية، إلى جانب أكثر من 5846 مصابا في جبهات متعددة أبرزها غزة.
ورغم هذه الأرقام، تتهم أطراف فلسطينية وإسرائيلية معارضة، الجيش بإخفاء الحجم الحقيقي للخسائر، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي على نتائج كمائن المقاومة، التي تقول، إنها أوقعت عشرات القتلى في صفوف القوات المهاجمة خلال الأشهر الماضية.
وتستمر هذه العمليات في وقت تشن فيه إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أوقعت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، وتسببت في دمار واسع ونزوح مئات الآلاف، في ظل اتهامات دولية متزايدة بارتكابها جرائم إبادة جماعية بدعم أميركي مباشر.