انتقد محللون إسرائيليون تعامل حكومة الاحتلال مع المواجهة الحالية في قطاع غزة وقالوا إن إسرائيل ليس لديها إستراتيجية واضحة وتحتاج وقتا لكي تبدأ معركة برية في القطاع وتنجح فيها، مؤكدين أن الأمر قد يكون بداية النهاية.

وفي انتقاد شديد لسلوك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، للقناة الـ12 إن إسرائيل في مفترق طرق نادر جدا في تاريخها، مؤكدا أنه لم يشعر من قبل بأن الإسرائيليين إزاء هذا الموقف.

وأضاف "كل آمال وأحلام وذكريات وقوى وصلوات الإسرائيليين تتركز جميعها في قبضة حديدية واحدة توشك أن ترد على الواقع الذي يواجهنا".

وهاجم أولمرت رئيس الحكومة الحالي قائلا "كلنا مسؤولون، أنا مسؤول عما جرى، يئير لبيد مسؤول لأنه كان رئيسا للحكومة في فترة من الفترات وكذلك نفتالي بينيت، لكن هناك شخصا واحدا فقط لم يكن مسؤولا أبدا ولم يعترف بالمسؤولية بتاتا (في إشارة لنتنياهو)".

ولا يريد أولمرت من نتنياهو الاعتراف بتحمل المسؤولية -كما يقول- لكنه يرى أن وجهة النظر المعروضة حاليا تعني أن إسرائيل ستحارب إلى الأبد وأنها ستحارب كل الفلسطينيين وستطردهم وستبيدهم وستضم كل أراضيهم، بينما البديل الأمني الوحيد القوي -برأيه- "يتمثل في دولة إسرائيل، والتي يجب على من يقودها أن يجعلها جاهزة للحرب، وألا تكون ضعيفة ومهلهلة كما فعل نتنياهو"، حسب قوله.

وفي السياق، قال الباحث الكبير في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عوفر شيلح للقناة الـ13، إنه يقترح التوقف عن زلزلة الأقدام والسؤال الدائم عن موعد العملية البرية لأنها تتطلب تهيئة بالنار تمكن الجيش من المناورة بأقصى ما يمكن داخل منطقة سكنية تم هدم جزء منها وهو ما يجعل العملية صعبة.

ويرى شيلح بأن على الجيش أن يناور بقوة، وبقبضة تجعل وقوف المقاومة أمامها أمرا صعبا، مضيفا "يجب عليه أيضا أن يتقن التعامل مع الفخاخ المنصوبة في منطقة العملية ونحن نفترض أنهم (المقاومة) خلال الأسبوعين الماضيين فخخوا كل ما يتحرك في المكان وهذا يتطلب تجهيزا جيدا".

أما وزير المالية السابق روني با أون، فقال للقناة الـ12 إن إسرائيل وعلى مدار 20 سنة لم تبلور إستراتيجية للتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا "إننا في كل مرة نصرخ بأنه يجب تدمير حماس ثم نعود ونقول يمكننا تحملها، وهذا أمر غير ممكن".

وأضاف "صحيح أن المعادلة سياسية مع منظمة إرهابية، وقد دفعنا أثمانا باهظة لكن الثمن هذه المرة غير ممكن، وأنا لا أعلم إن كان هذا سينتهي أم لا وإن انتهى فهل تكون بداية النهاية أم نهاية البداية"، مؤكدا "كان علينا أن نبني إستراتيجية لمواجهة حماس منذ فترة".

بدوره، قال الجنرال احتياطي متان فلنائي، رئيس منتدى قادة من أجل أمن إسرائيل، إن القضاء على حماس "أمر واجب من الناحية العسكرية".

ويرى فلنائي أنه "يمكن كسر قوة حماس العسكرية أو قتل قادتها أو تدمير البنية التحتية لكنها متمكنة بشكل عال في غزة ولا يمكن كسرها هناك بقوة عسكرية"، كما أنه لا يمكن القضاء عليها أيديولوجيا، وفق قوله.

وأضاف فلنائي "من المؤسف أنهم (الحكومة) يعرضون هذه الترهات التي لن يتمكنوا من تحقيقها أمام الشعب الإسرائيلي ولا أعرف كيف سيشرحون هذا بعد ذلك".

الرأي نفسه تقريبا ذهب إليه عومير بار ليف، وزير الأمن الداخلي وقائد فرقة النخبة السابق، حيث قال للقناة الـ13 إنه لا يثق في نتنياهو أساسا ولا في مجموعة الوزراء المشاكسين الذين أحاط نفسه بهم بما في ذلك المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (حكومة الحرب) لأنهم عديمو التجربة وعديمو الإقدام سوى على اتجاهات أخرى، حسب تعبيره.

وأكد بار ليف أنه "يجب اتخاذ قرارات صعبة وهي: ما الهدف من الحرب؟ ومتى يتحقق؟ وما الذي يجب أن نفعله بعد تحقيقه؟".

أما المحلل العسكري ألون بن دافيد فقال للقناة الـ13 إن الجيش ينتظر قرار القيادة السياسية بالحرب وإنه لا يمكن الإبقاء على هذه القوات في هذا الوضع لفترة طويلة، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن العملية البرية ليست بعيدة.

وأخيرا، قال آفي يسخروف، محلل الشؤون العربية في القناة الـ13، إن إسرائيل حتى الآن لم تصب الذراع العسكرية لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام) بشكل قوي.

وأضاف يسخروف "حتى لو كانت الذراع العسكرية لحماس قد تلقت ضربة قوية، لكنهم ما يزالون هناك في الحافلات ينتظروننا وغالبيتهم لم يصابوا".

وخلص إلى أن إسرائيل ضربت الكثير من البنية التحتية العسكرية لحماس ولكن ليس بشكل يقضي على الذراع العسكرية لها، مؤكدا أن الجيش بحاجة لوقت طويل حتى يتمكن من الوصول إليهم، وهذا لن يتم دون قوات برية، حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

ترامب: هدنة مرتقبة بين حماس وإسرائيل خلال ساعات

واشنطن - رويترز
نقلت وكالة "رويترز" فجر اليوم السبت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إنه يعتقد أن حركتي حماس وإسرائيل ترغبان في الخروج من حالة الفوضى، مشيرًا إلى أن الطرفين باتا قريبين جدًا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال ترامب في تصريح من مكتبه بالبيت الأبيض مساء أمس الجمعة: "نحن على وشك التوصل إلى اتفاق. حماس وإسرائيل تقتربان كثيرًا من وقف إطلاق النار في غزة، وقد نعلن ذلك خلال الساعات المقبلة أو غدًا، هناك فرصة حقيقية لذلك".

في السياق، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس أنها تدرس مقترحًا لوقف إطلاق النار قدّمه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالتشاور مع القوى والفصائل الفلسطينية. وقالت في بيان لها: "نجري مشاورات بشأن المقترح الذي تلقيناه مؤخرًا من ويتكوف عبر الوسطاء المصريين والقطريين".

من جانبه، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بيانًا مساء الجمعة، أكد فيه أن على حماس أن تختار بين الموافقة على مضمون مقترح ويتكوف المتعلق بالإفراج عن المحتجزين، أو مواجهة "القضاء عليها"، على حد تعبيره.

كما نقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، قوله إن "في حال وجود صفقة، يجب وقف الحرب لإتمامها، حتى لو كانت جزئية"، مضيفًا أن "إسرائيل لن تُستدرج إلى حرب بلا نهاية".

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت يوم الخميس الماضي على مقترح ويتكوف، واعتبرته وسائل إعلام عبرية الأكثر انحيازًا لإسرائيل مقارنة بالمبادرات السابقة.

ويشمل المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تلتزم خلاله إسرائيل، بضمانة من الرئيس ترامب، بوقف تام للعمليات العسكرية الهجومية في قطاع غزة.

كما يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، واستعادة جثامين 18 آخرين من قائمة "الـ58 محتجزًا"، على مرحلتين: الأولى في اليوم الأول (تشمل 5 أحياء و9 جثث)، والثانية في اليوم السابع (5 أحياء و9 جثث).

وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 180 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام المؤبدة، و1111 معتقلًا من سكان غزة ممن اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. أما مقابل تسليم رفات الإسرائيليين الـ18، فستسلم إسرائيل جثامين 180 فلسطينيًا من غزة.

ويتضمن المقترح كذلك دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع فور سريان الاتفاق، على أن تُوزع عبر قنوات معتمدة مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، مع الالتزام الكامل بأي ترتيبات يتم التوافق عليها بشأن الدعم الإنساني للسكان المدنيين.

وتنص الوثيقة على أن تبدأ، في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، مفاوضات ترعاها الجهات الضامنة، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.

مقالات مشابهة

  • مسؤولون إسرائيليون: رد حماس على مقترح ويتكوف "رفض فعلي"
  • ترامب: هدنة مرتقبة بين حماس وإسرائيل خلال ساعات
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • ترامب: حماس وإسرائيل قريبتان من وقف إطلاق النار في غزة
  • مسؤولون إسرائيليون يعتقدون أن ضرب مواقع نووية إيرانية أمر ضروري
  • ماكرون: إسرائيل لديها ساعات أو أيام لتحسين الوضع الإنساني بغزة أو مواجهة موقف أوروبي أكثر صرامة
  • الكشف عن مسودة الاتفاق المحتمل بين حماس وإسرائيل
  • كتاب ومحللون إسرائيليون: لماذا لم ننتصر بعد 600 يوم من الحرب؟
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • عاجل. مبعوث ترامب: سنعلن أن دمشق ليست دولة راعية للإرهاب وثمة حاجة لاتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل