كارثة في الطريق.. البشر يفقدون السيطرة على ذوبان الجليد
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
حذّرت دراسة جديدة، من أن البشر ربما فقدوا السيطرة على الطبقة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية، ويقول علماء من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية، إن الذوبان الحتمي الناتج عن الحرارة، الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة، من شأنه أن يرفع مستويات سطح البحر خلال العقود التالية.
وحتى لو تمت السيطرة على الانبعاثات لتحقيق أفضل سيناريو ممكن؛ فإن ذوبان الغطاء الجليدي سيستمر في التسارع خلال هذا القرن بسرعة أكبر بـ 3 مرات مما كان عليه في القرن العشرين.
وإذا ذابت الطبقة الجليدية بالكامل؛ فستطلق ما يكفي من المياه لرفع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم بمقدار 17 قدمًا (5.3 متر).
ومع ذلك، يقول العلماء إنه من المحتمل 'فقط' أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 3.2 قدم (متر واحد) بحلول نهاية القرن.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات، التي تمتص الحرارة الزائدة من الغلاف الجوي، إلى تآكل الغطاء الجليدي من الأسفل، ويكون هذا التأثير أكثر وضوحًا في الجانب الغربي من القارة.
ولم يتأكد العلماء من مدى احتمال مساهمة ذلك في ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم، ولكن إذا ذابت الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي بأكملها، فستسهم بحوالي خمسة أمتار، على الرغم من أن هذا السيناريو من غير المرجح أن يحدث.
ولا يزال شرق القارة القطبية الجنوبية، الذي يحتوي على حوالي 95% من الجليد في القارة، مستقرًا بقدر ما يستطيع العلماء رؤيته، حيث وجدت دراسة حديثة أن كمية الجليد تزايدت هناك على مدار الثلاثين عامًا الماضية، على الرغم من ذوبانه بسرعة في الغرب. مع خسارة صافية تبلغ حوالي 7.5 تريليون طن من الجليد.
إن مدى مساهمة هذا الذوبان في ارتفاع مستوى المحيطات ليس مفهومًا جيدًا مثل المناطق القطبية الأخرى مثل الأنهار الجليدية في جرينلاند، وقالت الدكتورة كايتلين نوتن من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (BAS) والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن أبحاثًا أخرى تتجاوز نطاقها تشير إلى أنها تساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي متر واحد بحلول عام 2100.
وقالت في وصفها للنتائج التي توصلت إليها: "يبدو أننا ربما فقدنا السيطرة على ذوبان الجرف الجليدي في غرب القطب الجنوبي خلال القرن الحادي والعشرين".
وأضافت: "من المرجح أن تُحدث أفعالنا اليوم فرقًا أكبر في القرن الثاني والعشرين وما بعده، ولكن هذا جدول زمني ربما لن يكون أي منا هنا موجودًا لرؤيته."
وقد وصف العلماء البحث، الذي نُشر في مجلة Nature Climate Change، بأنه "مثير للقلق"؛ لأنه يشير إلى ارتفاع لا مفر منه في مستويات سطح البحر، والذي من المحتمل أن يدمر العديد من المجتمعات الساحلية إذا لم تتكيف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القطبیة الجنوبیة مستوى سطح البحر السیطرة على
إقرأ أيضاً:
مجاعة القرن تحصد 14 روحا في يوم والشفاء يدق ناقوس الخطر
كشف مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية عن مأساة إنسانية مروعة تتكشف فصولها داخل أروقة المستشفيات الفلسطينية، حيث سجل المجمع 6 وفيات خلال أقل من 24 ساعة -بينها طفل- نتيجة الجوع وسوء التغذية.
ووصف أبو سلمية الوضع بأنه جريمة ضد الإنسانية، مؤكدا أن هذه الأرواح لم تجد كسرة خبز واحدة لتبقى على قيد الحياة.
وتتسع دائرة المأساة لتشمل قطاع غزة بأكمله، حيث بلغ إجمالي الوفيات نتيجة المجاعة في يوم واحد 14 وفاة توزعت بين 6 وفيات في مجمع الشفاء و8 وفيات في باقي مستشفيات القطاع.
ويتراوح هؤلاء الضحايا بين أطفال ونساء ومن هم في مقتبل الثلاثينيات من العمر، وجميعهم وصلوا إلى المستشفيات قبل 5 أيام في وضع مأساوي وكارثي، لكن الطواقم الطبية عجزت عن تقديم أي خدمة لهم.
وتجسدت المأساة الإنسانية -وفقا لأبو سلمية- في قصة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات لم تجد أمه له طعاما ولا حليبا، حتى إن حليب الرضاعة الطبيعي جف من ثدييها.
واضطرت الأم اليائسة إلى إطعام طفلها بعض الأعشاب التي أدت إلى مضاعفات خطيرة وتسمم، مما تسبب في وفاة الطفل.
وتكشف هذه الحادثة عن مستوى اليأس الذي وصلت إليه الأمهات الفلسطينيات في محاولاتهن الحفاظ على حياة أطفالهن.
ووفقا لإحصائيات أبو سلمية، وصل العدد الإجمالي لشهداء التجويع في قطاع غزة إلى 147 شهيدا، لكنه أكد أن هذا الرقم قليل جدا مقارنة بالواقع الحقيقي.
والسبب في ذلك أن المئات يموتون بصمت في خيامهم وبيوتهم دون أن يتمكنوا من الوصول إلى المستشفيات، وبالتالي لا يتم تسجيل وفياتهم رسميا، مما يعني أن الأرقام الحقيقية أكثر إيلاما مما هو معلن.
وانتقد مدير مجمع الشفاء المساعدات التي يتم الترويج لدخولها إلى قطاع غزة، واصفا إياها بأنها ذر رماد في العيون ولا تدخل بالكميات الكافية، موضحا أن ما دخل من مساعدات اقتصر على كميات قليلة من الدقيق، والذي رغم أهميته فإنه لا يعالج المجاعة ولا نقص الفيتامينات ولا الأمراض المترتبة على سوء التغذية.
إعلانوأوضح أن المشكلة تفاقمت بعدم وصول هذه الكميات القليلة إلى جميع المحتاجين، حيث تم الاستيلاء عليها من قبل بعض الأشخاص بسبب غياب آليات توزيع واضحة.
آثار ممتدة لسوء التغذية
وكشف أبو سلمية عن ظهور شريحة جديدة ومؤلمة من الضحايا، وهم الجرحى الذين خضعوا لعمليات جراحية ناجحة، لكنهم يواجهون الموت بسبب سوء التغذية.
هؤلاء المرضى الذين كان من المفترض أن يمكثوا في المستشفى 5 أيام يضطرون للبقاء شهرا أو أكثر، لأن جروحهم لا تلتئم بسبب نقص التغذية، جروحهم تلتهب وتتعفن، وبعضهم يفقد حياته رغم نجاح العملية الجراحية نفسها.
كما تمثل أزمة حليب الأطفال واحدة من أخطر التحديات التي تواجه قطاع غزة، حيث يواجه آلاف الرضع خطر الموت المحقق، وفقدت النساء المرضعات القدرة على الإرضاع الطبيعي بسبب سوء تغذيتهن، مما يضطر الأمهات إلى إعطاء أطفالهن الرضع المياه والأعشاب، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.
وحذر أبو سلمية من أن آثار سوء التغذية ستمتد لتشمل الأجيال المقبلة، مؤكدا أن سوء التغذية ليس مرضا عارضا يمكن علاجه خلال أيام، بل يحتاج إلى تأهيل طويل.
وأوضح أن الأطفال في مرحلة النمو من عمر يوم إلى 10 سنوات يمرون بمرحلة النمو الجسماني والإدراكي والعقلي، وإن لم تتوفر تغذية جيدة فسيعانون في المستقبل من أمراض الكلى والكبد والبنكرياس، بالإضافة إلى مشاكل إدراكية وعقلية تشمل أنواعا من التوحد والانطوائية وصعوبات التعلم.
وكانت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حذرت -مؤخرا- مما وصفتها بـ"مجاعة وشيكة"، والآن تؤكد أن المجاعة باتت واقعا حتى إن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وصف في مؤتمر صحفي المشاهد بغزة قائلا "لا أرى وصفا أنسب لما يحدث سوى أنه تجويع جماعي، وهو من صنع الإنسان، وهذا جلي للغاية".
وفي الوقت نفسه، تقف نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالغذاء والماء والإمدادات تابعة للأمم المتحدة عند مشارف غزة، وتؤكد المنظمة الدولية أن إسرائيل تمنع دخول هذه القوافل.