عدسة سالم الصوافي.. محلية بطابع عالمي
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
خولة علي (دبي)
الصورة تظهر علاقة الفنان الفوتوغرافي بالزمن وارتباطه بالمكان، توثّق وتدّون اللحظات بتفاصيلها لنستشعر سحرها، ويقتنصها المصور من زوايا مختلفة ومستويات متباينة، حتى يصل إلى الفكرة التي يرغب في إيصالها إلى المتلقي، ليقرأ المشهد بعين الفنان. تلك اللحظة البديعة يترجمها المصور معتمداً فيها على مكونات وعناصر الطبيعة ومدى تناغمها في لوحة فنية فريدة، نادراً ما تتكرر.
وقد أبدع المصور الفوتوغرافي الإماراتي سالم سرحان الصوافي من مدينة العين بتوثيق طبيعتها الساحرة، منطلقاً من مناظرها الخلابة، فحصد جوائز عالمية، وأخذ مكانه على منصات التتويج بين المصورين المحترفين على مستوى العالم.
سحر الطبيعة
الطبيعة كانت ولا تزال المحفز الأول لإبداع سالم الصوافي، نظراً لتنوعها ومقوماتها التي تضعه في تحد دائم للبحث عن أفكار متجددة يكسر فيها روتين المشهد، مكرساً وقته وجهده للتعريف بمعالم الوطن على اختلاف تضاريسه وتنوع طبيعته. وتحمل الصورة عند الصوافي معاني ومفاهيم كثيرة، فهي اللغة التي لا حدود لها، واللوحة الفنية التي تنبض بالحياة وتقرأ المشهد وتترجمه.
انطلاقة الصوافي الفعلية في عالم التصوير كانت عام 2015، حيث كرّس وقته في تطوير مهاراته واكتساب خبرات جديدة، من خلال الاطلاع على أعمال من سبقوه في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم، ومن خلال بحثه المتواصل للتعرف على معدات التصوير الحديثة وأنواعها وأنماط التصوير المختلفة، وحرصه على المشاركة في الورش التدريبية والمسابقات المحلية والعالمية.
معالم سياحية
ومن بين أعماله المميزة أبدع الصوافي في توثيق المعالم السياحية للدولة، وكذلك هندسة العمارة والمدن العصرية، مؤكداً أن عالم التصوير على تنوعه يحتاج إلى أسس معينة ليظهر الفنان بعمل فريد، حيث يضع المصور الفوتوغرافي بصمته، ويثبت جدارته وموهبته لينطلق عالمياً بأعمال تعكس بيئته وهويته ووطنه.
رسائل وقصص
ويؤكد الصوافي أن كل صورة تحمل في طياتها رسائل وقصصاً هادفة، فهناك صور تعكس جماليات الطبيعة المحلية المتمثلة في مزارع النخيل والواحات الخضراء، ومدى ارتباط الإنسان بها، وعلاقته بالمكان واهتمامه بالبيئة ومكوناتها التي تعبر عن بساطتها وتفاصيلها. ويوضح أن تغيرات مظاهر الطبيعة ومكوناتها في كل موسم يجعل المحتوى أكثر ثراءً للمصور، إضافة إلى بعض المناطق التاريخية والسياحية والمشاريع التراثية التي تصور نمط الحياة التقليدية القديمة في البيئة المحلية، وكل هذه المفاهيم تروي إنجازات وتاريخ الدولة وتقدمها بشكل مختلف وأكثر إبهاراً.
إنجازات
حقق سالم الصوافي الكثير من الإنجازات والمشاركات على المستوى المحلي، منها مشاركته مع وزارة التربية والتعليم في طباعة أعماله على منهاج التربية الاسلامية لسنوات متتالية. وحقق أيضا نجاحات على المستوى العالمي كأول إماراتي يُتوج في مسابقة من مسابقات «ناشيونال جيوغرافيك» للتصوير الفوتوغرافي من بين أكثر من 27 صورة، وبمشاركة 23 دولة، كما حصد جائزة عالمية في إحدى مسابقات التصوير بإيطاليا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التصوير التصوير الفوتوغرافي فن التصوير
إقرأ أيضاً:
نحو قانون إدارة محلية يعزز التمثيل الحقيقي للنساء والشباب في المجالس المنتخبة
صراحة نيوز- الدكتوره زهور الغرايبة تكتب:
مع كثرة الحديث عن اقتراب موعد حل المجالس البلدية والمحلية في الشارع الأردني، تتجه الأنظار إلى ما ستفرزه المرحلة المقبلة من تعديلات تشريعية، وعلى رأسها إصدار قانون إدارة محلية جديد يُمهد لانتخابات تعكس تطلعات الأردنيين في التغيير والعدالة والتمثيل الحقيقي.
ورغم الحديث المتكرر عن تمكين النساء والشباب، لا تزال الأرقام تكشف فجوة تمثيلية واضحة حسب دائرة الاحصاءات العامة، فقد بلغت نسبة الإناث في المجالس المحلية (البلدية) عام 2022 نحو 28.5%، مقابل 71.5% للذكور، وهي نسبة شبه ثابتة منذ عام 2015، أما تمثيل الشباب، فيبقى ضعيفًا وغير مفعّل، نتيجة تدني السياسات الحقيقية التي تدعم مشاركتهم وتحفزها على أرض الواقع.
وما نحتاجه اليوم فعليا قانونًا جديدًا يعيد النظر في شكل المجالس، وآليات الترشح، ويمنح فرصة عادلة للنساء والشباب ليكونوا جزءًا من القرار المحلي، وقانونا لا يكون مجرد تكرارًا للخطابات ولا مجرّد حضورًا رمزيًا أو شكليًا فقط.
كما أن القانون المتوقع أن يكون منتظرًا قريبًا يجب أن يتجاوز نظام الكوتا باعتباره حلاً مؤقتًا، ويتجه نحو آليات مشاركة دائمة ومستقرة تضمن عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص.
فقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، في أكثر من مناسبة، وغالبية خطاباته، أن المرأة الأردنية أثبتت كفاءتها في كل المحافل، المحلية والدولية، وأن تمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا هو جزء لا يتجزأ من مسار الإصلاح، وفي أوراقه النقاشية، شدد جلالته على أن التحديث الشامل لا يكتمل دون مشاركة النساء والشباب، باعتبارهم شركاء حقيقيين في بناء الأردن الحديث.
أما سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فقد جاءت كل خطاباته ورسائله موجهة إلى الشباب، باعتبارهم أصحاب العقل والفكر والطاقة، ودائمًا ما عبّر عن إيمانه العميق بقدرتهم على قيادة التغيير وصياغة المستقبل، حيث أن حديثه عن الشباب ليس مديحًا بل تعتبر قناعة راسخة بأن الأردن لا يمكن أن يتقدم دون أن يفسح المجال لأفكارهم ومبادراتهم ومشاركتهم في مراكز القرار.
هذه الرؤية والإرادة السياسية العليا، بما تحمله من وضوح والتزام، يجب أن تكون الأساس الذي يُبنى عليه قانون الإدارة المحلية الجديد، حيث أن القانون القادم يجب أن لا يكون مجرد تعديل تقني، بل انعكاسًا مباشرًا للإرادة الملكية السامية التي طالبت بتوسيع المشاركة وتفعيل التمثيل العادل.
ومن هنا وعلى المشرّعين أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية، والمطلوب ليس فقط تنظيم الانتخابات، لكن يجب صياغة بيئة محلية حقيقية تسمح للمجتمع بأن يكون فاعلًا، وأن يصل صوته ومطالبه عبر ممثلين يعكسونه فعلاً، لا شكلاً.
القانون الذي نطمح إليه هو قانون يمنح المرأة مكانتها كقائدة في العمل المحلي، ويعيد ثقة الشباب بالمجالس والمؤسسات، ويعزز من مفهوم الشراكة لا التمثيل الرمزي، وهذا لا يكون فقط عبر الحفاظ على الكوتا، بل من خلال إضافة أدوات تحفيزية تخلق بيئة منافسة وعادلة.
بالنسبة للمرأة، يمكن التفكير في تخصيص نسب قيادية داخل لجان المجالس المحلية، تضمن وجودها في مواقع التأثير لا فقط في العضوية، مثل اشتراط أن تكون المرأة في منصب نائب الرئيس بحكم القانون، كذلك، من الضروري أن تُقرن مشاركة النساء بدورات بناء قدرات، وتمويل حملاتهن الانتخابية من خلال صناديق دعم مخصصة.
أما الشباب، فيمكن أن ينص القانون على تخصيص مقاعد تنافسية لهم ضمن فئة عمرية محددة، مما يتيح لهم فرصة حقيقية للوصول لا مجرّد الترشح، كما يمكن إدماجهم في المجالس من خلال “مجالس الظل الشبابية” المرتبطة بالمجالس المحلية المنتخبة والتي كانت أحدى أهم وأبرز توصيات مخرجات تحديث المنظومة السياسية، بحيث تكون منبرًا تدريبيًا ومجالًا حيويًا لصقل مهارات القيادة والمساءلة.
نحن اليوم أمام فرصة حقيقية لبناء مجالس محلية أكثر عدالة وشمولًا، ولكن إن لم تُستثمر هذه اللحظة سياسيًا وتشريعيًا، سنعود إلى المربع الأول، وسنفقد ثقة جيل كامل ينتظر فرصة للمشاركة.
المطلوب واضح: قانون يعكس روح الدستور، وتوجيهات القيادة، وترجمة الارادة السياسية العليا، وطموحات المواطنين من خلال قانون يفتح الباب للجميع، ويعيد الاعتبار لفكرة التمثيل باعتبارها أداة إصلاح لا مجرد إجراء انتخابي.
باحثة في شؤون المرأة الأردنية حاصلة على جائزة مئوية الدولة الأردنية لبحوث ودراسات المجتمع الأردني في مئة عام.