#والمخفي_أعظم
د. #هاشم_غرايبه
أن التركيز الإعلامي على الأصولية الاسلامية في الإعلام الغربي، وبالطبع في الإعلام الذيلي لأنظمة العربان، ماهو الا من باب “رمتني بدائها وانسلّت”، فالأصولية بمعناها السلبي هي منتج أوروبي بامتياز، وما تضخيم الأصولية الاسلامية والتخويف منها، إلا لأسباب تعصبية ضد الاسلام وللتعمية عن الأصوليات التي عانى منها العالم وما يزال، وخاصة تلك الأخطر وهي المسيحية الصـ.
ظلت النصرانية والتي بعد وصولها أوروبا أصبح مسماها المسيحية، ظلت معادية لليهود بسبب قولهم أنهم قتلوا المسيح، بدليل أنه في الوثيقة العمرية اشترط “صفرونيوس” على المسلمين ألا يسمحوا لليهود بمساكنة النصارى في فلسطين، واستمر هذا الحال من القطيعة بين المسيحيين واليـ.ـهود الى القرن السادس عشر، حينما تم اختراق العقيدة المسيحية مرة أخرى من اليهود، كانت المرة الأولى من شاؤول اليهـ.ـودي الذي ادعى بأنه تنصر وسمى نفسه “بولس”، لكي يحرف عقيدة المسيح التوحيدية الى التثليث، وأما الاختراق الثاني فكان من قبل حركة سرية يهودية نشأت من الحرفيين اليهود في القرون الوسطى ثم سميت الماسونية، وكانت تعتمد على المال والجنس في تسخير قياديي المجتمع لتنفيذ مخططاتها، وكان نجاحها الأكبر انشاء الحركة البروتستانتية الإصلاحية / الاحتجاجية على يد “مارتن لوثر” الراهب والمفكر المسيحي الألماني عام 1520م، الذي احدث ثورة فكرية كبيرة داخل الكنيسة الكاثوليكية في فترة العصور الوسطى مما أدى إلى انقسامها.
كان من أهم أفكاره التي ساعدت في تغير النظرة لصالح الحركة الصهيونية انه رفع مكانة الشعب اليهودي بدمج (التوراة) مع (الإنجيل) في كتاب واحد سمي الكتاب المقدس، فأصبح الإنجيل الجزء الثاني هو العهد الجديد، أي أصبح مؤكدا للأسطورة التلمودية، كما اعتبر اللغة العبرية لغة مقدسة، فيما لم يعط القداسة للغة الانجيل الأصلية (الآرامية).
لم يتقبل الأوروبيون هذا المذهب بسهولة لتناقضة مع معتقدهم ان عيسى بن مريم هو المسيح حقا، ومع المنطق: إذ هل يعقل أن يعود المسيح لنصرة من اضطهدوه وصلبوه!؟.
فيما انتشر في أمريكا بسبب سهولة اختراق الماسونية الطبقة السياسية والإعلام بسلاحها الأنجح: المال والجنس، وأصبح المسمى أوضح: المسيحية الصهيونية، واعتنقها كبار الشيوخ من الحزب الجمهوري وبعض الشيوخ الديمقراطيين بمسمى سياسي هو: المحافظون الجدد، فباتت السياسة الأمريكية تسير وفق رؤى هذا المذهب.
أكثر ما يكشف حقيقة هذا التنظيم، هو مقدمة البيان الصادر عن المؤتمر الدولي الأول للمسيحية الصهيونية المنعقدة في بازل بسويسرا في آب 1985،: “نحن المندوبين المجتمعين هنا أمم مختلفة وانتماءات كنسية عديدة في نفس القاعة التي وضع فيها تيودور هرتسل والمندوبين المجتمعين معه في المؤتمر الصهيوني الأول منذ 88 عاماً الأسس لبعث دولة إسرائيل ، قد التقينا معاً لنبتهل إلى الله ونتوسل أليه، ونقر بالتزامنا الكبير نحو إسرائيل ( شعباً وأرضاً وإيماناً ) ونؤكد على تضامننا معها”.
مما سبق يتضح خطورة استغراق الأنظمة العربية الكامل في فكرة أن الأصولية والإرهاب منتج إسلامي حصري، كما أن المساهمة الإعلامية العربية في هذه الزفة غير المقدسة تحت إغراء التخلص من الإسلاميين لا يخدم في النهاية إلا المشروع الصهيوني في منطقتنا.
مصيبتنا في أنظمتنا التي تتحالف مع الشيطان الأكبر، وتواليه سياسيا، وتغرقه بالاستثمارات ماليا، إن كانت لا تعرف ما سلف من معلومات، وهي حقائق ثابتة مثبتة، وليست مجرد آراء، إن كانت جاهلة بها فتلك مصيبة.
أما ان كانت تعرفها فمصيبة أمتنا أعظم. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: والمخفي أعظم هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
في أنغولا.. متحف العبودية يشهد على أعظم فظائع التاريخ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على أطراف العاصمة الأنغولية لواندا، في منزل مطلي بالأبيض يعود لقرون مضت مشيّد على تلّة، يوثّق متحف صغير واحدة من أعظم فظائع التاريخ البشري.
وقد كانت مدينة لواندا مركزا لتجارة العبيد عبر الأطلسي. والآن يسعى المتحف الوطني للعبودية كي يصبح مكانًا يمكن لأحفاد المستعبَدين العودة إليه، ليس فقط للتعرّف على التاريخ، بل أيضاً للبحث في الأرشيفات التي قد تساعدهم على تتبّع أصولهم.
يقع Museu Nacional da Escravatura (المتحف الوطني للعبودية) في موقع عقار يعود لألفارو دي كارفاليو ماتوسو، وهو رجل برتغالي استعبد عددًا هائلًا من البشر حتى قيل إنه نال الثناء على ذلك.
ومن القرن الخامس عشر وحتى العام 1867، استُعبد نحو 12.5 مليون شخص في أنحاء إفريقيا ونُقلوا عبر الأطلسي. ويعتقد الباحثون أن نحو نصفهم، حوالي 45%، جاءوا من المنطقة المحيطة بأنغولا الحديثة.
وقد شُحن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص قسرًا من لواندا، ونُقل معظمهم إلى البرازيل. لكن أول المستعبَدين الذين وصلوا إلى مستعمرات أمريكا البريطانية العام 1619، جاؤوا أيضًا من أنغولا.
وتُظهر السجلات المعروضة على جدران المتحف أناسًا مستعبَدين أرسلوا ليس فقط إلى ما سيصبح لاحقًا الولايات الجنوبية، بل أيضًا إلى أماكن مثل نيويورك ورود آيلاند.