بضاحية الهرم، وعلى مقربة من أهرامات الجيزة العظيمة، عاش الدكتور طه حسين، هرماً رابعاً، فى فيلا «رامتان»، حيث أقام مع أسرته، زوجته الفرنسية سوزان، وابنيه أمينة ومؤنس، إلى أن رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام وقبل 50 عاماً، وتحديداً فى 28 أكتوبر 1973. و«رامتان» كانت أرضاً اشتراها العميد وبنى الفيلا بحديقة كبيرة لأنه كانت لديه رغبة فى الشعور بأجواء الريف.

واختار لها العميد اسم «رامتان»، وهى كلمة عربية مثنى كلمة رامة، أى استراحة فى الصحراء، واختار مثنى الكلمة لكى تكون له واحدة ولابنه مؤنس الثانية، والذى تزوج ليلى العلايلى حفيدة الشاعر أحمد شوقى وعاش بالفيلا نفسها. ومنذ أواخر الخمسينات انتقل العميد إلى الفيلا «رامتان» التى شهدت على أيام جديدة من نضال وعطاء طه حسين للحياة، عطاء لم ينقطع إلى أواخر أيام حياته، كما شهدت أركانها أحاديث المحبة العميقة التى عاشها الزوجان المحبان طه وزوجته سوزان.

تجولت «الوطن» داخل أركان فيلا «رامتان» الكائنة بالشارع طه حسين بالهرم، والتى تبلغ مساحتها 680 متراً بالحديقة، وفى منتصفها تمثال نصفى للدكتور طه حسين من البرونز من عمل الفنان عبدالقادر رزق سنة 1936م.

تقع الفيلا فى طابقين يشغل كل طابق 250 متراً مربعاً، وهى الفيلا التى عاش بها العميد نحو 17 عاماً وإلى رحيله. يتسم المكان برقى الألوان المستخدمة فى الطلاء وقطع الأثاث التى تجمع بين البساطة والجمال، وهو المكان الذى شهد العديد من الأحداث وأوقات المحبة بين طه حسين وزوجته وأبنائه، إلى جانب الإبداعات واللقاءات المهمة.

وفى الخامس عشر من يوليو 1993 تسلَّم متحف طه حسين من أسرة العميد قلادة النيل الكبرى ونحو خمسين وساماً وميدالية ونيشاناً ومجموعة من الشهادات العلمية والفخرية حصل عليها العميد من مصر وتونس والمغرب وبلجيكا وإيران وإسبانيا والسنغال.

7 آلاف كتاب تضمها مكتبته.. أول من تُهدى له قلادة النيل الذهبية الكبرى دون أن يكون رئيس دولة

وعند دخول الفيلا من الداخل وبعد تجاوز الحديقة إلى الطابق الأول، وعلى يمين المدخل ينفتح باب حجرة المكتبة التى تضم مكتب الدكتور طه حسين وبجانبه مقعد كان يجلس عليه وأنتريه بسيط، وأرفف المكتبة على جميع الجدران. وتضم المكتبة 7 آلاف كتاب، من بينها 4 آلاف كتاب عربى و3 آلاف كتاب أجنبى، ومن بينها مؤلفاته التى تتجاوز الـ50 إصداراً متنوعاً، وهذه الكتب تم تجليدها فى دار الكتب، بعد تحويل المقر إلى متحف قومى.

هذه المكتبة الثرية شهدت العديد من الأحداث واللقاءات، من بينها مراسم استقبال رئيس الجمهورية عندما منحه قلادة النيل فى عام 1965م، وهى من أبرز الأوسمة الموجودة فى المتحف وأهمها، ويُعد العميد أول من حصل عليها دون أن يكون رئيس دولة، وتعادل نصف كيلو من الذهب، وكانت القلادة فى ذلك الوقت لا تُهدى إلا للأمراء ورؤساء الدول، وهى محفوظة ومؤمّنة. كما كانت المكتبة أيضاً تجمع العميد مع سكرتيره الدكتور فريد شحاتة الذى كان يقرأ له.

ووفق تصريحات مروة شفيق، كبير أمناء المتحف، لـ«الوطن»، اشترت وزارة الثقافة الفيلا من الدكتور محمد حسن الزيات، زوج السيدة أمينة ابنة العميد، والذى كان مفوض الأسرة فى 1992، بسعر مليون و200 ألف جنيه، ومن دون المقتنيات، ولما علمت الأسرة بقرار تحويلها إلى متحف أهدت جميع المقتنيات إلى المكان.

وخارج المكتبة بالطابق الأول صالون استقبال صغير، مزين جداره بقطعة من كسوة الكعبة، أهداها له الملك السعودى عام 1954، وإلى جوار المكتبة الصالون الرئيسى بلونه النبيتى الفاتح والذى كان يقام به «صالون الأحد» من كل أسبوع، وتم به تسجيل أشهر اللقاءات مع صاحب المكان والمكانة، ومن بينها حلقاته من برنامج «نجمك المفضل» مع المذيعة ليلى رستم.

كما شهد الصالون أيضاً العديد من جلسات أعضاء مجمع اللغة العربية مع الدكتور طه حسين، حيث عُقدت الجلسات فى بيته بانتظام فى أيامه الأخيرة بعد تراجع صحته.

عاش هنا المفكر الكبير لنحو 17 عاماً إلى يوم رحيله فى 28 أكتوبر 1973 وشُيعت الجنازة يوم 31 أكتوبر من الشهر ذاته وخرجت الجنازة الشعبية الكبيرة من جامعة القاهرة العريقة كما يليق بصاحب المقامات الرفيعة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طه حسين الهجرة الجماعية آلاف کتاب من بینها طه حسین

إقرأ أيضاً:

النائب العام يستقبل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمقر مكتبه

استقبل المستشار محمد شوقي النائب العام صباح اليوم السبت الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر الجاري، الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولفيفًا من قيادات الوزارة، حيث وقع الجانبان بروتوكول تعاون بين النيابة العامة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لتنفيذ (١٠) مشروعات تستهدف تطوير وتحديث منظومة التحول الرقمي بالنيابة العامة، والتوسع في تقديم خدماتها لجمهور المواطنين بصورة رقمية.

إحالة صانع محتوى للجنايات لاتهامه بهتك ومعاشرة طفلة.. خاصإحالة قــ.ــاتل زوجته وابنته للجنايات | خاصإحالة الصيدلي قاتل الخطيب داخل مسجد بأبو النمرس للجنايات.. خاصالعربية من غير ركاب .. إحالة سائق السوزوكي المتحرش بفتاة أكتوبر للجنايات

يستهدف البروتوكول تطوير البنية والتطبيقات الرقمية بالنيابة العامة، والتوسع في إتاحة الخدمات عبر القنوات الرقمية، وتعزيز التكامل مع جهات إنفاذ القانون، ورفع جودة الخدمات الإلكترونية، إلى جانب التوسع في استخدام وسائل الدفع الإلكتروني بدلًا من الدفع النقدي داخل النيابات، بما يختصر زمن الحصول على الخدمة ويُحسن تجربة المتعاملين.

وقد أكد النائب العام أن البروتوكول يُمثل امتدادًا لمسار تعاون مؤسسي أثبت أثره في تطوير الخدمات العامة، لافتًا إلى أن المرحلة المقبلة تستهدف تعميق التحول الرقمي وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، واستكمال دورة العدالة الإلكترونية، بما يحقق عدالة ناجزة وخدمات تليق بالمواطنين.

هذا، وقد أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن التعاون السابق مع النيابة العامة أسفر عن مشروعات داعمة لحوكمة الإجراءات وتطوير الخدمات، مشيرًا إلى أن منظومة عمل النيابة العامة أصبحت نموذجًا متقدمًا في التحول إلى بيئة لا ورقية، وأن البروتوكول الجديد يفتح آفاقًا أوسع للتعاون، لا سيما في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعاونة أعضاء النيابة العامة، والتوسع في إتاحة خدمات جديدة عبر منصة «مصر الرقمية».

وحضر مراسم التوقيع عدد من قيادات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة لها، وعدد من قيادات النيابة العامة، وممثلو وزارة الداخلية المعنيون بمنظومات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

طباعة شارك النائب العام وزير الإتصالات النائب العام ووزير الاتصالات

مقالات مشابهة

  • ناقد رياضي: خطة إفريقية قوية لبث كأس الأمم .. و«العميد» على أعتاب إنجاز تاريخي |فيديو
  • النائب العام يستقبل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمقر مكتبه
  • فتح متحف السراي الحمراء في طرابلس لأول مرة منذ سقوط القذافي (شاهد)
  • رئيس المجلس الرئاسي ينعي وفاة العميد «رضوان المهدي الأمين»
  • مهرجان المسرح العربي يطلق اسم الدكتور هاني مطاوع علي دورته السادسة
  • تجديد الثقة في أمل يوسف عميدًا لكلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة العميد عبدالجليل علي الشامي
  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”
  • قرار جمهوري بتعيين أمل يوسف عميدًا لكلية علاج طبيعي جامعة القاهرة
  • عميد قصر العيني: أعمال التطوير تواكب المعايير العالمية